يمن مونيتور:
2025-12-14@10:59:10 GMT

ماذا فعلت الطائفية بالمجتمعات ؟

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

ماذا فعلت الطائفية بالمجتمعات ؟

‏منذ 48 مرت الشعوب العربية خصوصاً شعوب المشرق بمرحلتين متمايزتين ومتضادتين من المناعة السياسية والأخلاقية.

‏تمتد الأولى لنصف قرن ورغم الهزائم والانكسارات وانهيار المشروع العربي والخوض في عمليات سلام عرجاء وتطبيع جزئي من الكيان بحكم الواقعية السياسية او الأنانية القُطرية مع هذا تحصنت الشعوب -الشعوب تحديدا – بموقف ثابت من القضية الفلسطينية ورسمت لنفسها خطوطاً واضحة تعرف بها الصديق من غير الصديق.

‏قبل نصف قرن كانت معدلات التعليم اقل لكن ضمائر الشعوب يقظة ولم تخترقها الدعاية.

‏بل إن الشعوب التي انخرطت انظمتها في اتفاقيات وتبادل تجاري سري وعلني كانت اكثر يقظة وحذرا ووعياً ومانعة.

‏وكلما انزلق النظام اكثر نحو التقارب تعاضدت ممانعة الشعوب اكثر.

‏حتى التطبيع كان مرهونا بمكاسب عملية تستعيد الأرض او تكبح تمدد الكيان وتفتح آفاقا مستقبلية للسلام، ولو مجرد وهم.

‏المرحلة الثانية وتجلت اكثر ما يكون مع سقوط بغداد في يد النظام الإيراني واجتثاث ملامح المرحلة السابقة. هي لحظة توغل النظام الإيراني وتطييفه للمنطقة العربية واختطاف القضية الفلسطينية ودعم جماعات إرهابية لمجرد انها شيعية لتقتل وتفتك باهلها وجيرانها أولا وأخيرًا تحت مسمى مقاومة الكيان حتى انهار السقف الأخلاقي واختلط العدو بالصديق وتغيرت الأولويات.

‏لم يعد اليوم معنى لاستباحة الأراضي العربية على يد الكيان المخضبة بالدم والجريمة. “ما سيحدث لن يكون اسوا مما حدث على يد اذرع ايران”، هذا لسان حال من اكتوى بنار الطائفية في عواصم عربية عديدة.

‏بفضل لعنة الطائفية والدعم الإيراني كان الكيان يفاخر بانه الأقل عنفاً وأن حروبه الأكثر أخلاقية. نعم. لقد صفروا عداد حسابه من الجرائم بجرائمهم التي لا يستطيع أي خيال تصورها.

‏ان البعض أصبح يتصور ان الخلاص سياتي على شكل قنابل الكيان وصواريخه. ودعاية الكيان منتشرة تتبناها نخب ويسوقها افراد عاديون عربا ومسلمين.

‏اما التطبيع فأصبح بلا مقابل ولا مشروط سياسيا وخارج أي حساب للقضية الفلسطينية انما لمجرد احتواء التمدد الطائفي وأطماعه في بقية العواصم العربية.

‏اليوم العواصم العربية مجردة من أي قوة بما في ذلك القوة الدبلوماسية لكبح هذا الجحيم. لقد فاتت حتى فرصة بناء سلام بطرق دبلوماسية. شُطبت فكرة إقامة دولة فلسطينية من القاموس السياسي.

‏هذه حصيلة عقود من نسف النسيج الاجتماعي وإشعال فتن الطائفية وفك عقال مجرمين لديهم ثأر تاريخي متوهم من مسلمين مثلهم.

‏كل دول المشرق العربي اصابتها هذه اللوثة بما فيها اليمن التي تفكر شعوبها المنقسمة على هذا النحو.  او أن خجلت فإنها لم تعد تكترث لما ستؤول اليه الأمور.

‏فمن كان يتصور ان تصب صنعاء او الحديدة بقصف لطيران الكيان دون ان يشمل الغضب اليمن من أقصاه الى اقصاء. لقد فعلها الحوثي. أمات في الناس حمية الغضب على أرضهم واستخلط فيهم العدو والصديق.

‏لافتة اليوم العريضة في دول المشرق التي مستها لعنة النظام الإيراني وسم طائفيته الزعاف هي التشفي. هذه النتيجة الطبيعية لخوض معركة وطنية او قومية بشعارات طائفية ومن خارج الدولة الوطنية وعلى حساب السلم الاجتماعي والوئام التاريخيّ.

‏كل تمدد طائفي بالدم والكراهية والتصفية والتهجير كان النظير الموضوعي لاتساع رقعة الكيان وتغوله.

‏ها هو الامتداد الطائفي ينكمش بأسرع مما هو متوقع تشيعه تغاريد المتشفييات المكلومات منه ويترك فراغا يملؤها صوت نتنياهو النشاز وتفاخره بان لا مكان في الشرق الأوسط إلا وتطاله يد كيانه.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن كتابات مصطفى ناجي

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تبحث حقوق الشعوب الإفريقية والتعويضات بعد حقبة الاستعمار والرق في ندوة علمية

 تنظم كلية الدراسات الإفريقية العليا بـ جامعة القاهرة، اليوم الأحد، ندوة علمية بعنوان: «العدالة التاريخية والتعويضات: نحو مقاربة شاملة لإنصاف إفريقيا والشعوب ذات الأصول الإفريقية عن حقبة الرق والاستعمار»، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، وإشراف الدكتور عطية الطنطاوي، عميد الكلية.

ويحضر الندوة عدد من نواب رئيس الجامعة، ومساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، ونخبة من السفراء الأفارقة، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والباحثين المتخصصين في الشأن الإفريقي، إلى جانب الطلاب والمهتمين بالقضايا الإفريقية.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد سامي عبدالصادق أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقًا من الدور التاريخي والمحوري الذي تضطلع به الجامعة في دعم القضايا الإفريقية والدفاع عن حقوق شعوبها، إيمانًا بأن العدالة التاريخية ليست مجرد شعار، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية، وحق أصيل للشعوب التي عانت من الرق والاستعمار ونهب الموارد.

وأوضح رئيس الجامعة أن جامعة القاهرة تحرص، من خلال منظومتها البحثية والعلمية، على تقديم دراسات معمقة ورؤى واقعية تسهم في ترسيخ مفاهيم العدالة وتحقيق التنمية المستدامة، بما يدعم الجهود الرامية إلى صناعة مستقبل أفضل للقارة الإفريقية.

ومن جانبه، أوضح الدكتور عطية الطنطاوي، عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا، أن الندوة تتضمن عدة جلسات علمية تناقش عددًا من المحاور المهمة، من بينها: الإطار التاريخي والفكري والأخلاقي للعدالة والتعويضات، وثقافة الاعتذار والتعويض في الفكر والواقع الإفريقي، والأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية لتجارة العبيد، والاستعمار الأوروبي في إفريقيا، وجريمة المذابح الجماعية خلال حقبة الاستعمار.

وأضاف عميد الكلية أن الندوة تتناول كذلك أسس المطالبة بالحقوق التاريخية، والخسائر الاقتصادية المترتبة على الرق والاستعمار، وخيارات التعويض بين التعويض المالي والتنمية المستدامة، إلى جانب الأطر القانونية والمواقف السياسية الدولية، ومواقف القوى الاستعمارية السابقة من قضية التعويضات، فضلًا عن دور الحركات الاجتماعية الإفريقية ومنظمات الشتات، ومواقف كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من هذه القضية.

طباعة شارك كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة كلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة

مقالات مشابهة

  • الشرع لأبناء الساحل: العبث بالورقة الطائفية خطر على وحدتنا
  • جامعة القاهرة تبحث حقوق الشعوب الإفريقية والتعويضات بعد حقبة الاستعمار والرق في ندوة علمية
  • البيت الإبراهيمي.. من دخله كان خائناً
  • بالفيديو: داتا النظام تعود.. ماذا يجري بين سوريا ولبنان؟
  • برامج البودكاست تحظى بمكانة متقدمة في المشهد الإعلامي الإيراني
  • الأمم المتحدة: “إسرائيل” هجّرت اكثر من ألف فلسطيني منذ مطلع العام الجاري
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • تطبيقات جديدة تحوّل الحروب إلى سلع.. ومصير الشعوب إلى مقامرة رقمية
  • كواليس مثيرة| كيف يتم تقسيم سوريا وفق خرائط دولية؟
  • اكثر من 83 ألف طالب يتقدمون للمنح والبعثات 2025-2026