لا يتمتع الجيش اللبناني بالقدرة الكافية للدفاع ضد الغزو الاسرائيلي، واقتصر دوره إلى حد كبير على مساعدة المدنيين منذ غزو القوات الإسرائيلية جنوب لبنان، وبدأت قتالاً ضد حزب الله على الأرض لأول مرة منذ عقدين، كان هناك غائب ملحوظ عن الصراع، الجيش اللبناني.

استطلاعات الرأي غالباً ما تضع الجيش اللبناني على رأس قائمة المؤسسات التي يثق فيها اللبنانيون.

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن ضعف القوات المسلحة اللبنانية هو شهادة على الحالة الهشة والمتصدعة لبلد لا يملك جيشه سوى القليل، أو لا يملك أي قدرة على الدفاع ضد هجوم بري. والواقع أنه لم يكن حتى أقوى قوة في البلاد، هذا اللقب هو لحزب الله المسلح المدعوم من إيران، والذي يسيطر على جنوب لبنان.
وقال سامي عطا الله، مدير مركز أبحاث مبادرة السياسة في بيروت إن "للجيش اللبناني وظيفة مختلفة عن أي جيش آخر. فالجيش لا يملك الموارد للدفاع عن أراضيه. بل يُستخدم للحفاظ على الاستقرار الداخلي".

Hezbollah is preparing for a long war of attrition in south Lebanon, after Israel wiped out its top leadership, with a new military command directing rocket fire and the ground conflict, two sources familiar with its operations said. https://t.co/rDBUmkulmC

— The Japan Times (@japantimes) October 12, 2024

منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً، في 1990، عمل الجيش اللبناني في الغالب حصناً ضد التوترات الطائفية. لا يستطيع الجيش اللبناني الذي يبلغ تعداده نحو 80 ألف جندي، ولكنه يفتقر إلى القوة الجوية،  مواجهة حزب الله في فنائه الخلفي ولا الدفاع عن البلاد ضد أي هجوم إسرائيلي. وبدل الانخراط في القتال، فقد اقتصر دوره على دعم المدنيين.
وقُتل أربعة جنود من القوات المسلحة اللبنانية وأصيب عديدون آخرون بنيران إسرائيلية منذ الغزو البري الأسبوع الماضي، بما في ذلك اثنان قُتلا يوم الجمعة في غارات جوية إسرائيلية أصابت مبنى بالقرب من نقطة تفتيشهم.
ويعتبر إضعاف الجيش اللبناني انعكاساً للتاريخ المضطرب للبلاد والسياسات الطائفية الداخلية المعقدة، إذ أدت الحرب الأهلية الدامية في لبنان إلى انقسامات في الجيش على أسس طائفية، حيث تخلى العديد من الجنود عن القوة للانضمام إلى الميليشيات.


بعد انتهاء الحرب في 1990، ومع رحيل قوات الاحتلال السوري في 2005، لم تكن لدى الفصائل المتنافسة في لبنان والتي كانت متجذرة بشكل أساسي في الجماعات الطائفية، أي مصلحة في رؤية الجيش اللبناني متعدد الطوائف يبرز جيشاً وطنياً قوياً، كما يقول المحللون.

Lebanon’s army stays on sidelines as Israel and Hizbollah clash https://t.co/Lg9cjNeuUr

— Middle East & Africa (@FTMidEastAfrica) October 13, 2024

وقال عطا الله: "لا أعتقد أن المؤسسة السياسية اللبنانية أرادت تاريخياً جيشاً قوياً خارج سيطرة الفصائل". وأضاف أيضاً، أن من بين القوى الأجنبية ذات النفوذ في المنطقة، لم يكن هناك "أي اهتمام بالسماح للجيش اللبناني بأن يصبح قوياً بما يكفي لتهديد التفوق العسكري لإسرائيل"، رغم أن العديد منها بما في ذلك الولايات المتحدة، قدمت التمويل للجيش.
ولفت آرام نركيزيان، الشريك البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة، إلى أن أي حكومة لبنانية حديثة لم "تنفق بشكل موثوق على الدفاع بطرق تركز على تعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية على الانتشار في الجنوب، ناهيك عن الدفاع عنه".
وأوضح أن الجيش لا يملك شبكة مخابئ أوغيرها من الهياكل المحصنة التي يمكنه الاعتماد عليها. فمعظم مواقع القوات المسلحة اللبنانية مكشوفة، ويمكن استهدافها بسهولة بالمدفعية، أو بالقوة الجوية.
ورغم ذلك، فإن استطلاعات الرأي غالباً ما تضع الجيش اللبناني على رأس قائمة المؤسسات التي يثق فيها اللبنانيون.

يمثل كل الطوائف

ويقول المحللون إن الجيش قد يُطلب منه لعب دوره في حفظ السلام في الأزمة الحالية، حيث أُجبرت أعداد كبيرة من المسلمين الشيعة النازحين من المناطق التي تعرضت للقصف في بيروت، والجنوب، على الانتقال إلى مناطق ذات أغلبية من طوائف أخرى.
وقال نيرغيزيان: "يظل الجيش قوة شعبية على المستوى الوطني إلى حد كبير لأنه يمثل كل الطوائف في البلاد".
إلى ذلك، أضر الانهيار المالي المطول في لبنان منذ 2019 بالجيش اللبناني بنفس الطريقة التي جعل بها العديد من اللبنانيين الآخرين معدمين.
وأشار سامي رماح، العميد المتقاعد الذي كان منتقداً صريحاً لسوء الإدارة المالية للحكومة، إلى أن معاشه التقاعدي الشهري انخفض مما يعادل 4 آلاف دولار إلى 500 دولار فقط منذ بداية الأزمة.
وقال: "أعتمد على تحويل شهري بـ500 دولار من ابني في الولايات المتحدة. أعيش على حافة الفقر."

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله القوات المسلحة اللبنانیة الجیش اللبنانی لا یملک

إقرأ أيضاً:

إفتتاح التسجيلات الأولية للالتحاق بصفوف الجيش الوطني

أعلنت وزارة الدفاع الوطني، اليوم الإثنين، عن افتتاح التسجيلات الأولية بالنسبة للراغبين في الالتحاق بصفوف الجيش الوطني الشعبي.

وأكدت الوزارة للشباب الجزائري الراغب في الانضمام إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي، ويطمح لضمان مستقبله. والمساهمة في الدفاع عن وطنه، أن الجيش الوطني الشعبي يستجيب لتطلعاته ويمنحه الفرصة ليصبحوا ضباطا، ضباط صف ورجال صف.

وهذا في صفوف القوات البرية، القوات الجوية، القوات البحرية، قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، الدرك الوطني، الحرس الجمهوري، المديريات والمصالح المركزية بوزارة الدفاع الوطني.

كما دعت وزارة الدفاع الوطني كل الشباب الراغبين في الالتحاق بصفوف الجيش الوطني الولوج إلى الرابط التالي: https://preinscription.mdn.dz/ 

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة
  • فايننشال تايمز: العالم يخذل الشعب الفلسطيني.. والعار سيطارد الدول الغربية لسنوات طويلة قادمة
  • السرايا اللبنانية تودع زياد الرحباني: صوت الكرامة والمقاومة يغيب
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • إفتتاح التسجيلات الأولية للالتحاق بصفوف الجيش الوطني
  • القوات المسلحة تعلن بدء في تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الاسرائيلي
  • القوات المسلحة تعلن البدء في تنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو الاسرائيلي
  • الجيش اللبناني يوقف 90 سوريا ودمشق تستاء من تلكؤ في ملف الموقوفين
  • الجيش الإسرائيلي يغتال مسؤول عمليات ومدفعي في حزب الله جنوب لبنان
  • الجيش الأردني ينفذ 3 إنزالات جوية على غزة إحداها بالتعاون مع الإمارات