كيف يمكن للسفر أن يبقيك شابا؟ دراسة حديثة تجيب
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
على مدى سنوات، كشفت الدراسات والأبحاث عن مزايا السفر وزيارة الدول والتعرف على الثقافات المختلفة، وكيف يمكن أن يحصد الشخص من خلال أسفاره راحة نفسية وعقلية وفوائد اجتماعية وثقافية، حتى أثبت العلم، مؤخرا، أن السفر لديه القدرة على أن يبقي الإنسان شابا ويبطئ من عملية الشيخوخة.
البقاء شاباكشفت دراسة حديثة أن السفر قد لا يساهم في توسيع الآفاق فحسب، بل قد يلعب دورا فعالا في إبطاء عملية الشيخوخة.
تركز الدراسة على الربط بين التجارب الإيجابية التي يوفرها السفر والحفاظ على "الإنتروبيا المنخفضة" لجسم الإنسان.
و"الإنتروبيا" مصطلح يشير إلى التدهور التدريجي الذي يحدث مع تقدم العمر. وتوضح الدراسة أن الإنتروبيا تعني الزيادة التدريجية في الاضطراب والفوضى في أنظمة الجسم، والتي تسهم في الشيخوخة.
وتقدم هذه الدراسة منظورا جديدا مقارنة بالنظريات التقليدية التي تركز على التآكل البيولوجي الذي يؤدي إلى الشيخوخة. فبينما تعتبر وجهات النظر التقليدية أن الشيخوخة حتمية وتتركز على التحديات الصحية، تقدم هذه الدراسة مفهوم الإنتروبيا كعامل أساسي للتحكم في الشيخوخة، مشيرة إلى أن السفر والتجارب الجديدة، وتحسين المزاج من خلال الاسترخاء وتعزيز العلاقات الاجتماعية يمكن أن يسهم في إدارة الإنتروبيا والحد من بعض آثار الشيخوخة.
مزايا السفرارتباط السفر بصحة الفرد ورفاهيته أمر واقعي، كشفت عنه دراسة أخرى صدرت في يناير/كانون الثاني 2023، حيث وجدت الدراسة -التي أجراها باحثون في مركز دراسات النقل بجامعة كوليدج في لندن- أن الأشخاص الذين يواجهون قيودا على السفر خارج منطقتهم المحلية، أو إلى العديد من الأماكن التي يرغبون فيها، عانوا من صحة أسوأ، من أولئك القادرين على السفر بعيدا.
وخلصت الدراسة إلى أن الشعور بالعزلة والمعاناة النفسية قد يكون ناتجا عن قلة السفر، مشيرة إلى أن أحد الأسباب المحتملة هو انخفاض التفاعلات الاجتماعية، مما يزيد من الشعور بالوحدة لدى من لا يسافرون.
وتأتي هذه الدراسة لتكمل قائمة من المزايا السفر التي قد يكتسبها الشخص من رحلاته وأسفاره المختلفة، والتي تؤدي إلى تحسين الصحة العقلية والعاطفية، ومن مزايا السفر وفقا لمجلة "ريل سيمبل" المتخصصة في السفر والصحة والأناقة:
1- تحفيز العقلفي السفر ينشغل العقل بتجارب جديدة تساهم في تنشيطه. فهذا التحفيز الذهني يمكن أن يعزز القدرات الإدراكية، ويساعد في الوقاية من التدهور المعرفي الذي يرتبط عادة بالتقدم في العمر.
2- تشجيع النشاط البدنييعزز السفر النشاط الجسدي. سواء كان التنزه، أو استكشاف أماكن وطرق، أو الاستمتاع بنزهة على الشاطئ، فإن السفر يشجع على التحرك خارج الروتين المعتاد.
ويعد استبدال الوقت الذي يقضيه الشخص في العمل بأسلوب حياة نشط خلال الإجازة يساعد الجسم على البقاء في حالة حركة، وهو أمر أساسي للحفاظ على القوة والمرونة مع التقدم في العمر.
3- زيادة الطاقةتجربة مغامرة جديدة، مع تغيير المناظر، يمكن أن يرفع مستويات الطاقة بشكل كبير، مما يجعل المسافر يشعر بالشباب والحيوية.
4- تقليل التوتريقلل السفر من التوتر بشكل ملحوظ، ويعزز القدرة على التكيف. فالابتعاد عن الروتين اليومي مثل مسؤوليات العمل والعائلة يوفر فرصة للاسترخاء وتجديد النشاط، والتحرر من الضغوط المرتبطة بالحياة اليومية.
5- تحسين المرونةمن خلال التعرض لمواقف جديدة وبيئات مختلفة، يعزز السفر القدرة على التكيف مع التوتر، مما يجعل الجسم أكثر مرونة وقوة في مواجهة الضغوط وعلامات الشيخوخة.
كيف تسافر بميزانية محدودة؟يعزف كثيرون عن السفر رغم فوائده الصحية والنفسية الكبيرة، بسبب تكلفته المادية المرتفعة. لكن يمكن من خلال بعض التخطيط واتباع بعض الإستراتيجيات تحقيق تجربة سفر ممتعة دون إنفاق كثير من المال، من تلك الطرق:
البحث عن عروض الطيران الرخيصة: إذا كانت الرحلة المنشودة تحتاج السفر بالطيران بدلا عن القطار أو السيارة، فمن الضروري استخدم مواقع مقارنة أسعار التذاكر للعثور على أفضل الأسعار وأرخصها.
حجز التذاكر مقدما: كلما تم حجز التذكرة مبكرا، حصل الشخص على أفضل العروض.
بعيدا عن الموسم: من المهم اختيار معاد السفر في الفترات التي يقل فيها عدد السياح للحصول على أسعار أقل للطيران والإقامة، وكذلك للاستمتاع بالهدوء بعيدا عن الزحام.
اختيار إقامة بأسعار بسيطة: لا داعي لحجز فندق غالٍ أو منزل مخصص للرحلات بأسعار مبالغة. فيمكن استخدام أكثر من منصة لحجز المنازل ومقارنة الأسعار، أو حجز فندق رخيص نسبيا يطرح عروضا وخصومات أو حتى تجربة تبادل المنازل للإقامة المجانية.
الاعتماد على وسائل النقل العامة: أكثر ما يستنفد الأموال المواصلات مثل سيارات الأجرة الخاصة. فمن الجيد استخدام وسائل النقل العامة مثل الحافلات والقطارات. بجانب أسعارهم الاقتصادية فإنهم يوفرون للمسافر تجربة التعامل مع المقيمين في البلاد والتجول أكثر ورؤية أماكن مختلفة.
يمكن أيضا، استخدم الدراجة أو السير في المدينة لتوفير المال والاستمتاع بالمناظر المحيطة.
تناول الطعام المحلي: من الأفضل تجنب المطاعم السياحية وتناول الطعام في المطاعم الشعبية أو الوجبات الخفيفة. ويمكن طهي الطعام في البيت إذا كان هناك مطبخ.
الأماكن المجانية: في بعض الدول والأماكن يكون الدخول إلى المتاحف أو المعالم السياحية أو حدائق الحيوان مجانية في بعض الأوقات. لذا من المهم البحث عن تلك الأنشطة المجانية وحضورها. وكذلك زيارة المناطق الطبيعية والحدائق العامة للاستمتاع بالطبيعة وتوفير المال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من خلال یمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
تؤكد الدراسة أن التسارع الحالي في تغيّر المناخ—الناجم عن النشاط البشري—يتفوق بمراتٍ عديدة على وتيرة التقلّبات المناخية الطبيعية التي كانت تستغرق آلاف السنين.
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز أن فصل الصيف في أوروبا قد يمتد بنحو 42 يوماً إضافياً بحلول نهاية القرن الحالي، نتيجة تغيّرات مناخية متسارعة ترتبط بانحسار التدرّج الحراري بين القطب الشمالي والمناطق الاستوائية.
واعتمد فريق البحث، بقيادة الباحثة سيليا مارتن-بويرتاس من جامعة رويال هولواي في لندن، على تحليل طبقات طينية استُخرجت من قيعان بحيرات أوروبية، يعود تاريخ تشكّلها إلى أكثر من 10,000 سنة. ويعمل هذا الطين كـ"تقويم مناخي" طبيعي، يمكّن العلماء من استنتاج تقلّبات درجات الحرارة عبر الزمن.
العُظم المناخي للهولوسين يشبه الظروف الحاليةوتشير البيانات المستخلصة من هذه الطبقات إلى وجود علاقة مباشرة بين تقلّص ما يُعرف بـ"التدرّج الحراري وفق العرض الجغرافي" (LTG)—وهو الفارق في درجات الحرارة بين القطب الشمالي وخط الاستواء—وطول فصل الصيف. وخلال فترة العُظم المناخي للهولوسين (9500–5500 سنة مضت)، شهدت الأرض—وخاصة القطب الشمالي وأوروبا الشمالية—ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة نتيجة ظواهر طبيعية.
ووفقاً للدراسة، فإن كل درجة يفقدها التدرّج الحراري تضيف نحو 6 أيام إلى مدة الصيف في أوروبا. ومع توقع انخفاضه بـ7 درجات بحلول عام 2100، يُرجّح أن يمتد الصيف 42 يوماً إضافياً مقارنةً بالفترات التاريخية.
Related لماذا تقل شهيتنا في فصل الصيف؟مع درجات حرارة غير مسبوقة.. دليلك إلى أفضل المشروبات المثلجة خلال فصل الصيفبعد قرن من اعتماده.. العلماء يدقون ناقوس الخطر بشأن التوقيت الصيفي سرعة التغيّر المناخي اليوم تفوق التقلّبات الطبيعيةوقالت مارتن-بويرتاس في بيان صحفي: "لقد علِمنا منذ سنوات أن الصيف يزداد طولاً وحرارة في أوروبا، لكننا كنا نفتقر إلى فهم دقيق لكيفية حدوث ذلك".
وأضافت: "نتائجنا تُظهر مدى ارتباط أنماط الطقس الأوروبية بديناميكيات المناخ العالمي، وأن دراسة الماضي تمنحنا أدوات أفضل لمواجهة التحديات الحالية".
من جهتها، أشارت لورا بويال، الباحثة المشاركة في الدراسة، إلى أن تمدّد فصول الصيف ليس ظاهرة جديدة، بل سمة متكررة في نظام مناخ الأرض. لكنها شدّدت على أن "ما يختلف اليوم هو السرعة غير المسبوقة، والسبب البشري، وشدة التغيّر".
آثار صحية وبيئية متزايدةوتؤكد الدراسة أن التسارع الحالي في تغيّر المناخ—الناجم عن النشاط البشري—يتفوق بمراتٍ عديدة على وتيرة التقلّبات المناخية الطبيعية التي كانت تستغرق آلاف السنين. ويؤدي هذا التغيّر السريع إلى صعوبات في التكيّف لدى الكائنات الحية، بما في ذلك البشر.
وتشير الأبحاث المصاحبة إلى أن الارتفاع في درجات الحرارة ساهم في انقراضات جماعية، واضطرابات في تكاثر الأنواع، وتزايد خطر حرائق الغابات. كما أن امتداد فصل الصيف يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض مرتبطة بالحرّ، ويُفاقم مشكلات صحية نفسية متعددة.
ودعا الباحثون إلى اتخاذ إجراءات استباقية تشمل التخطيط الحضري، وتعزيز نُظم الرعاية الصحية، وتنفيذ سياسات صارمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وحذّرت الدراسة من أن غياب هذه الإجراءات قد يجعل فصول الصيف المستقبلية تهديداً وجودياً أكثر مما هي فترة من الراحة أو الترفيه.
وخلصت إلى أن التصدي لآثار تغيّر المناخ يتطلّب جهداً عالمياً مستمراً، لا يقتصر على تخفيف الانبعاثات فحسب، بل يشمل أيضاً إصلاح الأضرار البيئية القائمة، لضمان قدرة الأجيال القادمة على التكيّف مع واقع مناخي جديد.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة