لن نكون ساحة حرب لأحد..الأردن يذكر إيران برفض المساس بسيادته ومجاله الجوي
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
شدد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الأربعاء، في لقائه مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، رفض الأردن التعدي على سيادته، وخرق مجاله الجوي، في إطار التصعيد بين إيران وإسرائيل.
وبحث الصفدي وعراقجي الجهود لإنهاء التصعيد الخطير في المنطقة ومنع انزلاقها إلى حرب إقليمية شاملة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية.واتفق الوزيران على إطلاق حوار ممنهج لمعالجة جميع القضايا الثنائية، وصولاً إلى تطوير علاقات قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون الذي ينعكس إيجابياً على البلدين.
وزير الخارجية يلتقي نظيره الإيرانيhttps://t.co/90MGkYwOm3#بترا #الأردن pic.twitter.com/EHuGnINiTl
— Jordan News Agency (@Petranews) October 16, 2024وأكد الصفدي أن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، والتصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، هو الخطوة الأولى لخفض التصعيد واستعادة الهدوء في المنطقة، ولكنه شدد أيضاَ على أن الأردن يرفض أن يكون ساحة حرب لأحد، وأنه لن يسمح لأي جهة بخرق سيادته وأجوائه وتهديد أمن مواطنيه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية وقف العدوان الأردن الأردن إيران إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
لم تنته إيران الضارة غير أن زمنها انتهى
آخر تحديث: 7 يوليوز 2025 - 10:26 صبقلم: فاروق يوسف نغصت إيران حياتنا منذ أن نجح أصحاب العمائم وعلى رأسهم الخميني في إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي عن عرشه وإعلان قيام الجمهورية الإسلامية.في زمن الشاه لم تكن العلاقات الإيرانية-العربية في أحسن أحوالها إلا في حالات قليلة. غير أنها لم تكن سيئة إلى الدرجة التي وصلت إليها في زمن الملالي.كانت سيئة لأن إيران أرادت أن تكون شرطي الخليج الذي لديه أطماعه المحدودة. غير أن ذلك الشرطي كان منضبطا وملتزما بالقوانين الدولية التي يحترمها.أما حين قامت الجمهورية فلم تعد تلك القوانين الدولية التي تنظم علاقات الجوار والمصالح المشتركة لتحظى بأي احترام في سياق نظرية الهيجان العقائدي. حل مبدأ تصدير الثورة محل مبادئ حسن الجوار وأعلن الخميني بنفسه أنه لا يملك أن يمنع جيشه أو حرسه الثوري من الوصول إلى كربلاء في العراق.وإذا ما كانت إيران الخمينية قد أعلنت منذ البدء عداءها للولايات المتحدة من خلال ضربها للقواعد التي تنظم العلاقات الدبلوماسية حين سمحت باحتلال مبنى السفارة الأميركية واختطاف موظفيها فإن الحرب التي اشتبكت من خلالها مع العراق وأصرت على استمرارها ثمان سنوات كانت بمثابة حاضنة لعنف غير مسبوق ستعيشه المنطقة في الأربعين سنة اللاحقة. ذلك العنف كان ضروريا لاستمرار الثورة من جهة كونه الغطاء الذي استعملته إيران لتنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة. بكل المعايير فإن إيران الجديدة مسؤولة عن كل ما شهدته المنطقة من انهيارات ساعدتها في ذلك قوى دولية كانت تتحين الفرص لإضعاف العالم العربي ونهب ثرواته بعد أن أفقدته القدرة على اتخاذ قراره السياسي الوطني المستقل في الحفاظ على سيادته. وليس من قبيل المصادفة أن تكون إيران القوة الإقليمية الوحيدة التي قدمت الدعم لمشروع الغزو الأميركي للعراق وساندته حين وضعت أتباعها في خدمته. لا يكف الإيرانيون عن الحديث عن فضل إيران على الولايات المتحدة في عملية إسقاط نظام صدام حسين والتخطيط للفتنة الداخلية في العراق من أجل حماية القوات الأميركية من ضربات المقاومة. إلى وقت قريب كان هناك تخادم مبيت بين إيران والولايات المتحدة وكان الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015 هو من بين ثمار عديدة لذلك التخادم. وليس سرا أن الإدارات الديمقراطية الأميركية كانت تُدير ظهرها لنشر إيران ميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن تمهيدا لإعلانها القوة الإقليمية الوحيدة التي يمكنها ضبط الأوضاع لضمان أمن إسرائيل. لم يكن السلام والأمن والاستقرار في العالم العربي عناصر مهمة في العقل السياسي الأميركي. كان المهم ضمان أمن إسرائيل وكانت إيران مستعدة للقيام بذلك لولا أن نظامها العقائدي بكل غروره الطائفي كان قد وصل إلى مرحلة، شعر فيها أنه قادر على فرض شروط هيمنته عالميا فكانت غزة بكل ما انطوت الحرب عليه من كوارث. وعلى الرغم من أن إيران نفت مرارا مسؤوليتها عما حدث يوم السابع من أكتوبر عام 2023 فإن كل المعطيات كانت تشير إلى أنها وقفت وراء ما حدث، بدليل أنها أمرت حزب الله بالاشتراك في تلك الحرب، متوهمة أن تلك الضغوط ستدفع بإسرائيل إلى أن تعيد النظر في طريقتها في التعامل مع الملف النووي بحيث تجبر إدارة الرئيس الأميركي الجديد على تمرير الاتفاق الجديد بما يخدم المصلحة الإيرانية.
بسبب تعاليهم وغرورهم ارتكب الإيرانيون أخطاء جسيمة في قراءة المتغيرات في الساحة السياسية الدولية. لم يخطر في بالهم أن إسرائيل هي الأخرى قد وجدت في ما جرى يوم السابع من أكتوبر فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع من حولها، بحيث تجعل العودة إلى ما قبل ذلك اليوم المشؤوم بالنسبة لها أمرا مستحيلا وأن تتخلص من الخطر الذي يهدد أمن سكانها واستقرار حياتهم إلى الأبد. ألم يتوقع الإيرانيون شيئا من ذلك القبيل؟
هم ليسوا بتلك السذاجة غير أنهم حين ضحوا بأتباعهم لم يكونوا يتوقعون أن نار الحرب ستشتعل في الداخل الإيراني. كانت سياستهم قائمة دائما على تجنب الصدام المباشر مع الولايات المتحدة ومن خلالها إسرائيل. اعتقدوا بأن التهديد بإشعال المنطقة سيكون وسيلة لردع كل من تسول له نفسه مهاجمتهم. وكان ذلك خطأهم القاتل. اليوم بعد أن تلقت إيران ضربات نوعية متقنة كشفت عن تخلفها التقني والاستخباراتي والعسكري لم تعد تأمل في استعادة الوضع الذي كانت عليه من قبل. لقد ذهبت هيمنتها على لبنان وسوريا وبطريقة مواربة غزة من غير رجعة كما أن داخلها بمشروعه النووي وحرسه الثوري ومخازن ومصانع أسلحته صار مكشوفا ومعرضا للضرب ببراعة في أي لحظة. إيران التي أضرت بسلام المنطقة عبر أكثر من أربعين سنة وكانت السبب في انهيار مجتمعات وتدمير بنى اجتماعية ونشر الفساد بعد أن تزعمت محور المقاومة الإسلامية وصارت مضطرة إلى أن تزيح عن وجهها القناع المذهبي لتعلن عن اكتفائها بالدفاع عن أراضيها ونظامها السياسي ورغبتها في بيع نفطها أسوة بالدول المصدرة للنفط.صحيح أن إيران الضارة لم تنته غير أن زمنها انتهى.