لم تنته إيران الضارة غير أن زمنها انتهى
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
آخر تحديث: 7 يوليوز 2025 - 10:26 صبقلم: فاروق يوسف نغصت إيران حياتنا منذ أن نجح أصحاب العمائم وعلى رأسهم الخميني في إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي عن عرشه وإعلان قيام الجمهورية الإسلامية.في زمن الشاه لم تكن العلاقات الإيرانية-العربية في أحسن أحوالها إلا في حالات قليلة. غير أنها لم تكن سيئة إلى الدرجة التي وصلت إليها في زمن الملالي.
كانت سيئة لأن إيران أرادت أن تكون شرطي الخليج الذي لديه أطماعه المحدودة. غير أن ذلك الشرطي كان منضبطا وملتزما بالقوانين الدولية التي يحترمها.أما حين قامت الجمهورية فلم تعد تلك القوانين الدولية التي تنظم علاقات الجوار والمصالح المشتركة لتحظى بأي احترام في سياق نظرية الهيجان العقائدي. حل مبدأ تصدير الثورة محل مبادئ حسن الجوار وأعلن الخميني بنفسه أنه لا يملك أن يمنع جيشه أو حرسه الثوري من الوصول إلى كربلاء في العراق.وإذا ما كانت إيران الخمينية قد أعلنت منذ البدء عداءها للولايات المتحدة من خلال ضربها للقواعد التي تنظم العلاقات الدبلوماسية حين سمحت باحتلال مبنى السفارة الأميركية واختطاف موظفيها فإن الحرب التي اشتبكت من خلالها مع العراق وأصرت على استمرارها ثمان سنوات كانت بمثابة حاضنة لعنف غير مسبوق ستعيشه المنطقة في الأربعين سنة اللاحقة. ذلك العنف كان ضروريا لاستمرار الثورة من جهة كونه الغطاء الذي استعملته إيران لتنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة. بكل المعايير فإن إيران الجديدة مسؤولة عن كل ما شهدته المنطقة من انهيارات ساعدتها في ذلك قوى دولية كانت تتحين الفرص لإضعاف العالم العربي ونهب ثرواته بعد أن أفقدته القدرة على اتخاذ قراره السياسي الوطني المستقل في الحفاظ على سيادته. وليس من قبيل المصادفة أن تكون إيران القوة الإقليمية الوحيدة التي قدمت الدعم لمشروع الغزو الأميركي للعراق وساندته حين وضعت أتباعها في خدمته. لا يكف الإيرانيون عن الحديث عن فضل إيران على الولايات المتحدة في عملية إسقاط نظام صدام حسين والتخطيط للفتنة الداخلية في العراق من أجل حماية القوات الأميركية من ضربات المقاومة. إلى وقت قريب كان هناك تخادم مبيت بين إيران والولايات المتحدة وكان الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015 هو من بين ثمار عديدة لذلك التخادم. وليس سرا أن الإدارات الديمقراطية الأميركية كانت تُدير ظهرها لنشر إيران ميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن تمهيدا لإعلانها القوة الإقليمية الوحيدة التي يمكنها ضبط الأوضاع لضمان أمن إسرائيل. لم يكن السلام والأمن والاستقرار في العالم العربي عناصر مهمة في العقل السياسي الأميركي. كان المهم ضمان أمن إسرائيل وكانت إيران مستعدة للقيام بذلك لولا أن نظامها العقائدي بكل غروره الطائفي كان قد وصل إلى مرحلة، شعر فيها أنه قادر على فرض شروط هيمنته عالميا فكانت غزة بكل ما انطوت الحرب عليه من كوارث. وعلى الرغم من أن إيران نفت مرارا مسؤوليتها عما حدث يوم السابع من أكتوبر عام 2023 فإن كل المعطيات كانت تشير إلى أنها وقفت وراء ما حدث، بدليل أنها أمرت حزب الله بالاشتراك في تلك الحرب، متوهمة أن تلك الضغوط ستدفع بإسرائيل إلى أن تعيد النظر في طريقتها في التعامل مع الملف النووي بحيث تجبر إدارة الرئيس الأميركي الجديد على تمرير الاتفاق الجديد بما يخدم المصلحة الإيرانية.
بسبب تعاليهم وغرورهم ارتكب الإيرانيون أخطاء جسيمة في قراءة المتغيرات في الساحة السياسية الدولية. لم يخطر في بالهم أن إسرائيل هي الأخرى قد وجدت في ما جرى يوم السابع من أكتوبر فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع من حولها، بحيث تجعل العودة إلى ما قبل ذلك اليوم المشؤوم بالنسبة لها أمرا مستحيلا وأن تتخلص من الخطر الذي يهدد أمن سكانها واستقرار حياتهم إلى الأبد. ألم يتوقع الإيرانيون شيئا من ذلك القبيل؟
هم ليسوا بتلك السذاجة غير أنهم حين ضحوا بأتباعهم لم يكونوا يتوقعون أن نار الحرب ستشتعل في الداخل الإيراني. كانت سياستهم قائمة دائما على تجنب الصدام المباشر مع الولايات المتحدة ومن خلالها إسرائيل. اعتقدوا بأن التهديد بإشعال المنطقة سيكون وسيلة لردع كل من تسول له نفسه مهاجمتهم. وكان ذلك خطأهم القاتل. اليوم بعد أن تلقت إيران ضربات نوعية متقنة كشفت عن تخلفها التقني والاستخباراتي والعسكري لم تعد تأمل في استعادة الوضع الذي كانت عليه من قبل. لقد ذهبت هيمنتها على لبنان وسوريا وبطريقة مواربة غزة من غير رجعة كما أن داخلها بمشروعه النووي وحرسه الثوري ومخازن ومصانع أسلحته صار مكشوفا ومعرضا للضرب ببراعة في أي لحظة. إيران التي أضرت بسلام المنطقة عبر أكثر من أربعين سنة وكانت السبب في انهيار مجتمعات وتدمير بنى اجتماعية ونشر الفساد بعد أن تزعمت محور المقاومة الإسلامية وصارت مضطرة إلى أن تزيح عن وجهها القناع المذهبي لتعلن عن اكتفائها بالدفاع عن أراضيها ونظامها السياسي ورغبتها في بيع نفطها أسوة بالدول المصدرة للنفط.صحيح أن إيران الضارة لم تنته غير أن زمنها انتهى.المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: غیر أن
إقرأ أيضاً:
كانت حامل.. مفاجآت واعترافات صادمة بقضية مقتـ.ل عروس المنوفية ضحية الزوج
قبل أربعة أشهر فقط، خطت بقدميها إلى منزل أسرته بالفستان الأبيض، لتخرج منه جثمانًا تحويه «ملاية».. لم تتخيل «كريمة محمد صقر» عروس المنوفية، ابنة العشرين ربيعًا، أن تتبدد الأحلام وتتحول أيام السعادة المنتظرة الى أيام عذاب، بسبب ما تعرضت له العروس على يد زوجها، قبل أن تنتهي سلسلة العذاب بضربة قاتلة فاضت روحها على إثرها، لترحل العروس، ابنة قرية ميت بره بالمنوفية، التي احتفلت بزفافها إلى زوجها «أيمن» العامل، الذي يكبرها بـ 4 أعوام منذ 4 أشهر فقط.
بدأ مسلسل العنف الزوجي والاعتداء بالضرب منذ الليلة الأولى من الزواج، إذ أكدت العائلة المكلومة أن ابنتها تعرضت للضرب منذ الليلة الأولى، إثر عنف زوجها وعدم تعامله بالهدوء معها، وعلى الرغم من محاولات شقيق زوج عروس المنوفية المتهم، الدفاع عن شقيقه، لكنه أكد خلال حديثه بأحد البرامج التلفزيونية، اعتداء شقيقه بالفعل على العروس الفقيدة، قائلًا: «أخويا كان بيضرب مراته».
وأكدت الأم المكلومة على ابنتها، ووالد العروس المتوفاة، أنهما رأيا آثار الضرب والتعذيب على جثمان ابنتهما، بعد رؤيته بالمشرحة، عندما علما بالأمر، إذ أوضحت الأم التي تلقت الخبر كالصاعقة أنها صممت على أن تغسل جثمان ابنتها، قائلة: «لقيت بنتي وشها أزرق وعينها حابسة دم، وجسمها كله كدمات».
كشف أحمد طلبة، المحامي بالنقض ودفاع أسرة عروس المنوفية، تفاصيل جديدة وخطيرة في القضية، مؤكدًا أن توصيفها القانوني لا يندرج تحت بند الضرب المفضي إلى الموت كما أُشيع، بل هي جريمة قتل عمد مقترنة بجناية إجهاض، ما يجعل العقوبة الإعدام وجوبيًا دون سلطة تقديرية للمحكمة في تخفيفها.
وأوضح طلبة، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الصورة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة «النهار»، أن القضية أُحيلت إلى محكمة جنايات شبين الكوم لتحديد أقرب جلسة لنظرها، مشيرًا إلى أن توصيف الجريمة يستند إلى المادة 234 فقرة 2 من قانون العقوبات، والتي تنص على توقيع عقوبة الإعدام إذا اقترن القتل العمد بجناية أخرى اقترانًا زمنيًا وسببيًا، مشددا على أن الجاني ارتكب جريمتي القتل والإجهاض في ذات التوقيت وبسبب واحد، ما يوجب تطبيق العقوبة الأشد قانونًا، دون جواز النزول بها.
عن اعترافات المتهم أمام النيابة، أقر قائلًا: «ضربتها لحد ما ماتت»، كما كشف تقرير الطب الشرعي عن تعرض المجني عليها إلى أكثر من 22 ضربة قوية ومتتالية بالقدم في منطقة القفص الصدري، ما أدى إلى كسر إحدى عظام الصدر وحدوث نزيف في الرئتين وتوقف عضلة القلب.
وجاء بالتقرير، أن الضحية تعرضت للتعدى بالضرب بعنف بأجزاء متفرقة من جسدها الهزيل، ما أودى بحياتها فى واقعة تعدى مأساوية هزت أرجاء المجتمع المنوفي.
وذكر التقرير، أن « كريمة» العروس المجنى عليها، تعرضت لضربات موجعة بالرأس وسائر جسدها، ما أدى لتأثر اجهزة الجسد الحيوية وتوقفها عن العمل، الامر الذى ترتب عليه مصرعها ومفارقتها للحياه تأثرا بالامها المبرحة.
وأضاف أن الضربات امتدت إلى منطقة البطن، ما تسبب في إجهاض الجنين وحدوث نزيف حاد، لافتًا إلى أن العظمة المكسورة من أصعب عظام الجسم كسرًا، ولا تنكسر إلا نتيجة عنف شديد.
أشار المحامي، إلى أن واقعة الاعتداء لم تكن الأولى، حيث تعرضت المجني عليها للضرب عدة مرات منذ الأسبوع الأول للزواج، بواقع نحو أربع اعتداءات سابقة، وفيما يتعلق بتصرف أسرة الجاني عقب الواقعة، أوضح أن المتهم أبلغ والدته بعد الجريمة، التي حاولت استدعاء طبيب للكشف على الضحية داخل المنزل، وبعد تأكيد الوفاة، طلبت الأسرة من الطبيب تحرير تقرير يفيد بأن الوفاة طبيعية، إلا أنه رفض وغادر متجهًا إلى الوحدة الصحية، دون أن يبلغ الجهات المختصة، وهو ما وصفه الدفاع بالأمر المثير للتساؤلات.
وأكد محامي أسرة الضحية، أن القضية تحمل أركان جريمة مكتملة تستوجب أقصى عقوبة ينص عليها القانون.