الثقافة تحتفى بأطفال "كورال السلام".. ببيت الغناء العربي
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ينظم بيت الغناء العربي بقصر الأمير بشتاك بشارع المعز، التابع لقطاع صندوق التنمية، الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي، في الثامنة مساء الجمعة (18 أكتوبر)، حفلاً جديداً "لكورال سلام" التابع للمركز القومي لثقافة الطفل.
وذلك ضمن برنامج العروض الفنية التي ينظمها قطاع صندوق التنمية الثقافية.
يغنى الكورال - بقيادة المايسترو وائل عوض- خلال الحفل عدد من الأغاني الخاصة به، منها أغنية "يا قدس يا" كلمات أيمن حافظ ، "انتباه" كلمات محمد ناصف، "حكايات الانتصار" كلمات سامي شاكر، " 50 سنة" كلمات أحمد طلب، و"مصر تستحق" كلمات خالد تاج الدين، بالإضافة إلى مجموعة من الأغاني الوطنية المصرية.
تأسس الفريق عام ٢٠١٨ بالمركز القومى لثقافة الطفل، ويضم مجموعة من الأصوات المتميزة من الأطفال والشباب، يقدمون الأغنيات المصرية الحديثة، بالإضافة إلى أغاني الفلكلور المصري بتناول حديث ومعاصر للأغنية المصرية المعاصرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التنمية الثقافية العروض الفنية الذكري احتفالات وزارة الثقافة المركز القومي لثقافة الطفل المعماري حمدي السطوحي المركز القومي لثقافة صندوق التنمية الثقافية نصر أكتوبر العظيم
إقرأ أيضاً:
بين الشوق والمشقة والتوجيه.. أغاني الحج الشعبية تُوثق رحلة الروح والبدن عبر التاريخ
لم تكن رحلة الحج في الأزمنة الماضية سهلة أو ميسّرة كما هي الحال اليوم، بل كانت طريقا شاقة وطويلة تقطعه القوافل على ظهور الجمال، من صحارى شمال أفريقيا وبلاد الشام حتى الجزيرة العربية. إنها رحلة متعبة، لكنها تهون أمام الحنين الجارف لزيارة بيت الله الحرام، فتفيض الأرواح شوقا، وتطلق الألسن "لبيك اللهم لبيك" ويتحول التعبير عن هذا الشوق والمشقة إلى غناءٍ نابضٍ من القلب، يعكس ما تختزنه النفوس من مشاعر دينية وإنسانية.
ولطالما ارتبطت أغاني الحج بالمواكب الخارجة من بلاد الشام وفلسطين ومصر وشمال أفريقيا، كطقس مرافق لهذه الرحلة المقدسة. وهذا الغناء لم يكن مجرد بهجة بل كان تعبيرا عن رهبة الطريق التي طالما رآها الناس "رحلة بلا عودة" خاصة إذا كان الحاج مسنا. وفي فلسطين مثلا، يُغنى للحاج المغادر:
حاجنا طاح البحر في كيله.. يارب ترده سالم للعيلة… حاجنا طاح البحر في إبريق… يارب ترده سالم من الطريق
رايحة فين يا حاجة.. تراث مصري غناه العرب اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ألبومات صيف 2025: نجوم الغناء العربي يعودون بقوة والمنافسة تحتدمlist 2 of 2"حرروا فلسطين".. مغني الكيبوب جاي بارك يدعو لوقف المجازر في غزةend of listوتتقاطع طرق قوافل الحج من المغرب العربي -من تونس والجزائر وليبيا والمغرب- مع قافلة المحمل المصري التي تحمل كسوة الكعبة وهدايا مصر للحرمين. وتخرج القافلة من "باب النصر" بالقاهرة، وتُحييها المدافع بـ21 طلقة، ويشارك في وداعها الملك ووزراؤه، قبل أن تبدأ رحلتها عبر السويس وعيون موسى، مرورا بصحراء سيناء والعقبة، ثم إلى ينبع فمكة المكرمة.
إعلانوطول المسير كان يخفف من عنائه الغناءُ، خصوصا الفلكلور المصري الذي سرعان ما أصبح صوتا جامعا للحجيج من مختلف الأقطار. والأغنية الأشهر "رايحة فين يا حاجة؟" غناها المصريون، ورددها الفلسطينيون والمغاربة، يتغنون بـ"أم شال قطيفة" المتجهة لزيارة النبي ﷺ والكعبة المشرفة.
أثر البيئة على تراث أغاني الحجيرى أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون المصرية الدكتور محمد شبانة أن الأغاني المرتبطة بالحج اتخذت سمات بيئية وثقافية خاصة بكل منطقة. ففي المغرب العربي مثلا، كانت القصائد الأمازيغية هي اللغة السائدة في أناشيد الحجاج، كما في أغنية ليبية تقول:
كيف اللي حج على الناقة… يا أنا يا عقلي ونجناجة… اللي ع الناقة حج وحاجة… الدوة في نقناقي أنا
أما في فلسطين، فاختلطت مشاعر المقاومة بالروحانية، ليغني الناس:
يا زايرين النبي… خدوني في محاملكم… لا أنا حديد ولا رصاص أثقلكم
ومن الجزائر، اشتهرت أغنية رابح الدرايسة ذات الطابع الأمازيغي، التي يقول مطلعها:
ودعنا الغالي والعزيز في حب رسول الله… من زار الزين سميناه اسمين
نصح ووصية.. الأغاني ليست فقط للبهجةيضيف الدكتور شبانة أن هناك فروقا بين أغاني وداع الحجاج في الحضر والريف المصري، وفي الوجهين البحري والقبلي. ففي منطقة الدلتا، تحتفي الأغاني بـ"الحاجة"، فتغني النساء:
رايحة فين يا حاجة… يا أم شال قطيفة… رايحة أزور النبي محمد والكعبة الشريفة
أما في صعيد مصر، فتركز الأغاني على الرجل الحاج، فيقال:
هنيالك يا حاج… مكتوبالك يا حاج… مكتوبالك تزور التهامي… مكتوبة ع الباب قدامي… وأخواتي بيدعوا عقبالي
ما بين البهجة والنصح.. وظيفة مزدوجة للغناءما يميز الغناء الريفي المصري -حسب شبانة- أنه لم يكن فقط للاحتفاء والبهجة، بل حمل أيضا مضامين إرشادية توجيهية. ففي زمن لم يكن فيه إعلام حديث، لعب الغناء الشعبي دور "الناصح" فكانت الأغاني تحمل تعليمات دقيقة حول ما يجب أن يحمله الحاج معه في رحلته:
خد أبيض وصافي.. إن نويت ع الحجاز… خد أبيض وصافي… خد محارم حرير لعرق العوافي
خد أبيض وشيلة… عند حرم النبي يا محلا غسيله
كما عبرت الأغاني عن الوصايا والوداع، وكأن الحاج خارج في سبيل الله، لا يعلم إن كان سيعود. فقد وصّت الأم ابنتها قائلة:
إن طال غيابي… أقعدي مقعدي… وحنني حنني فوق العتابي
إن طال سفرنا… أقعدي مقعدي… وإن طال سفرنا حنني حنني على سطح دارنا
وبهذه الكلمات، يظل تراث الأغاني الشعبية المرتبط بالحج شاهدا حيا على رحلة روحانية وجسدية، كانت يوما محفوفة بالمشقة والرجاء، يتناقلها الناس، وتنقل عبرها الأجيال مشاعر الشوق والتضرع، ومهابة الرحيل نحو البيت العتيق.