تقرير يرصد واقع حرية الإنترنت في الدول العربية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
تراجعت الحقوق الرقمية على المستوى العالمي للعام الـ14 على التوالي، وفق ما أشارت منظمة "فريدوم هاوس" الأميركية غير الحكومية في تقريرها السنوي حول حرية الإنترنت الصادر، الأربعاء.
وشمل التقرير 72 دولة، تُشكل حوالى 87 في المئة من مستخدمي الإنترنت في العالم، وستجري 41 منها أو أجرت بالفعل انتخابات وطنية هذا العام.
وخلص التقرير إلى أن الحكومات في 25 دولة من هذه الدول حجبت مواقع إلكترونية أو قيدت الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي أو قطع الاتصال بالإنترنت بالكامل.
كما أشار التقرير، الذي غطى الفترة من يونيو 2023 ولغاية مايو 2024، إلى استخدام الحكومات لتعليقات مؤيدة للتوجه الحكومي لنشر معلومات مضللة عن العمليات الديمقراطية.
ساهم أكثر من 95 محللا ومستشارا في إعداد تقرير منظمة "فريدوم هاوس" المعنية بتعزيز قيم الديموقراطية، حيث استخدموا معايير موحدة لقياس درجة حرية الإنترنت في كل دولة.
تشمل هذه المعايير 21 مؤشراً يتعلق بالعوائق التي تواجه الوصول إلى الإنترنت والقيود على المحتوى وانتهاكات حقوق المستخدمين.
وفقا للتقرير فقد حصل أكبر انخفاض في حرية الإنترنت في قيرغيزستان تليها أذربيجان وبيلاروسيا والعراق، وزيمبابوي.
وعلى العكس من ذلك حققت زامبيا أكبر تحسن مع فتح مساحة للنشاط عبر الإنترنت.
وفي أكثر من ثلاثة أرباع البلدان التي شملها التقرير، واجه الأشخاص الاعتقال بسبب تعبيرهم عن آرائهم السياسية والاجتماعية والدينية عبر الإنترنت، في حين تعرض آخرون للقتل أو العنف الجسدي المرتبط بأنشطتهم عبر الإنترنت في 43 دولة على الأقل، وهو رقم قياسي.
أكد التقرير أن الحكومات في 41 دولة على الأقل حجبت مواقع إنترنت استضافت خطابات سياسية واجتماعية ودينية.
وفي 25 دولة على الأقل، قيدت الحكومات الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الاتصال بأكملها.
صنف التقرير الصين وميانمار باعتبارهما الأسوأ في العالم من حيث حرية الإنترنت، مضيفا أن هذه هي المرة الأولى منذ عقد من الزمن التي تحتل فيها أي دولة مرتبة متدنية مثل الصين.
مصرقال التقرير إن الهيئة الإعلامية الحكومية أطلقت تحقيقا في يوم الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر 2023، بشأن عمل منصة التحقق من الحقائق "صحيح مصر".
وكانت المنصة تحدثت عن صدور توجيهات من شركة "المتحدة للخدمات الإعلامية" المملوكة للدولة لوسائل الإعلام التابعة لها بوقف التغطية الانتخابية، بما في ذلك الأخبار التي تُظهر انخفاض نسبة الإقبال أو تعرض الناخبين لضغوط لاختيار مرشح معين.
وشدد التقرير أن هذه الواقعة تبرز كيفية تعامل السلطات مع الجهات التي تسعى لتقديم معلومات دقيقة حول العملية الانتخابية، ما يعكس سيطرة حكومية على وسائل الإعلام وإضعاف جهود التحقق المستقلة.
العراققال التقرير إن الصحفيون والناشطون والمدونون في العراق يتعرضون لأعمال عنف بشكل روتيني بالإضافة لعمليات اختطاف وحتى اغتيالات نتيجة منشوراتهم عبر الإنترنت.
واستشهد التقرير بحادثة قتل ناشط بارز في منظمات المجتمع المدني في أكتوبر عام 2023 على يد مهاجم مجهول بعد أن شجعت منشوراته على فيسبوك العراقيين على المشاركة في الاحتجاجات.
السوداناتهم التقرير قوات الدعم السريع شبه العسكرية بالاستيلاء على مراكز بيانات مزودي خدمة الإنترنت في الخرطوم وقطع الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء البلاد في فبراير الماضي، مما أدى لتعطيل قدرة المنظمات الإنسانية على توصيل الغذاء والدواء والمعدات الطبية.
كذلك اتهم التقرير قوات الجيش بالانتقام بشكل مباشر من الأشخاص الذين أبلغوا عن الانتهاكات أو ناقشوها عبر الإنترنت.
وأشار التقرير إلى أن كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية عذبت صحفيين وغيرهم من المدنيين ردا على الانتقادات على المنصات الرقمية.
دول عربيةأشار التقرير إلى أن العديد من الأشخاص واجهوا تداعيات للتعبير عن آرائهم حول الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحركة حماس في العديد من البلدان، بما في ذلك البحرين والمملكة العربية السعودية والأردن.
ففي الأردن مثلا، أُلقي القبض على عشرات المستخدمين بين أكتوبر ونوفمبر 2023 بموجب قانون الجرائم الإلكترونية الجديد في البلاد بسبب منشوراتهم التي تنتقد علاقة الحكومة الأردنية بإسرائيل أو تدعو إلى احتجاجات دعما للقضية الفلسطينية.
إيرانوفقا للتقرير، فقد فرضت السلطات الإيرانية، قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في يونيو ويوليو، قوانين أكثر صرامة بشأن المحتوى عبر الإنترنت بهدف تقييد حرية التعبير المتعلقة بالانتخابات.
جرى تجريم أي محتوى يشجع على مقاطعة الانتخابات أو الخروج في احتجاجات أو المنشورات التي تنتقد المرشحين.
وقال التقرير إن هذه الجهود كانت بمثابة محاولة من قبل النظام الإيراني لزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات وإضفاء شرعية على العملية الانتخابية، على الرغم من الاستبعاد التعسفي لمعظم المرشحين المؤهلين.
وصنفت الدول المشمولة بالتقرير ضمن ثلاث فئات على مستوى حرية الانترنت وهي "حرة" و"حرة جزئيا" وغير حرة".
لم تدخل أي دول عربية ضمن قائمة الدول الحرة، لكن لبنان وتونس والمغرب والأردن والعراق وليبيا كانت من الدول المصنفة بأنها "حرة جزئيا".
بالمقابل جرى تصنيف السعودية والإمارات والبحرين ومصر والسودان ضمن الدول "غير الحرة" في مجال حرية الإنترنت لعام 2024.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حریة الإنترنت عبر الإنترنت الإنترنت فی الوصول إلى
إقرأ أيضاً:
ستارلينك يغزو الأجواء العربية.. كل ما تحتاج معرفته عن الإنترنت الفضائي
أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، عن أن السعودية منحت الضوء الأخضر لشركته “ستارلينك”، التابعة لشركة سبيس إكس، لبدء تقديم خدمات الإنترنت الفضائي داخل المملكة في قطاعي الملاحة الجوية والبحرية.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حول الذكاء الاصطناعي ضمن فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، وقال ماسك: “أشكر السعودية على الموافقة على استخدام ستارلينك في مجالات الطيران والملاحة”، مشيرا إلى أن المشروع يشغل حاليا أكبر شبكة أقمار صناعية في العالم، تضم أكثر من 7000 قمر في المدار الأرضي المنخفض.
ستارلينك هو نظام إنترنت فضائي يعتمد على شبكة ضخمة من الأقمار الصناعية تنقل بيانات الإنترنت بسرعات عالية وتدور في مدارات منخفضة حول الأرض.
تم تطوير خدمة "ستارلينك" من قبل شركة "سبيس إكس" المملوكة لـ إيلون ماسك، وتوفر اتصالا عالي السرعة بشرط وجود رؤية واضحة للسماء، انطلقت الخدمة رسميا في عام 2019 بهدف توفير تغطية عالمية للإنترنت، مع التركيز على المناطق الريفية والنائية التي تفتقر إلى شبكات الهاتف أو الكابلات الأرضية.
منذ إطلاقها، شهدت خدمة "ستارلينك" نموا متسارعا في قاعدة مستخدميها، حيث تخطى عدد المشتركين عالميا حاجز 5 ملايين مستخدم.
وتعتمد الشبكة حاليا على أكثر من 6300 قمر صناعي تدور في مدار منخفض على ارتفاع يقارب 550 كيلومترا فوق سطح الأرض، ضمن خطة طموحة لنشر 42,000 قمر لتوفير تغطية شبه كاملة حول العالم، ويشكل هذا العدد ما يقارب 30% من إجمالي الأقمار الصناعية النشطة في الفضاء حاليا.
تعتمد الخدمة على محطات أرضية ترسل إشارات إلى الأقمار الصناعية في المدار، والتي تعيد بدورها توجيه البيانات إلى المستخدمين.
ويعد أبرز ما يميز ستارلينك عن غيره هو كثافة وعدد الأقمار الصناعية، فضلا عن قربها من الأرض مقارنة بالأقمار التقليدية التي تدور على ارتفاع 36,000 كم.
توفر خدمة ستارلينك سرعات تتراوح بين 20 و250 ميجابت في الثانية، ويتراوح زمن التأخير بين 25 و60 ميلي ثانية، مقارنة بـ 450-700 في الأقمار التقليدية.
تتميز شبكة ستارلينك بقدرتها على توجيه الأقمار الصناعية إلى مناطق محددة حسب الحاجة، على سبيل المثال، خلال حرائق واشنطن عام 2020، ساعدت المحطات الأرضية المحمولة لخدمة ستارلينك في تأمين الاتصالات للفرق الميدانية في المناطق المتضررة.
كما تسمح التقنية الحديثة باستخدام شبكة ليزر داخلية بين الأقمار، ما يقلل الاعتماد على المحطات الأرضية، ويسهم في إيصال الإنترنت إلى مناطق يصعب إنشاء بنية تحتية فيها.
تكلفة الاشتراك في ستارلينكتقدم ستارلينك عدة باقات تتنوع حسب الاستخدام:
- المناطق السكنية: رسوم أجهزة 349 دولار، واشتراك شهري 120 دولار.
- التجوال: اشتراك شهري 50 دولار، أو 165 دولار لباقات غير محدودة.
- المتنقلة البرية: أجهزة بـ2500 دولار واشتراكات شهرية بين 65 و540 دولار.
- الثابتة: نفس تكلفة الأجهزة والاشتراكات.
- البحرية: تبدأ من 250 دولار شهريا.
- الطيران: 2000 دولار لـ20 جيجابايت، و10000 دولار لباقات غير محدودة.
مدى التغطية العالميةخدمة ستارلينك متوفرة حاليا في أكثر من 100 دولة، بما فيها دول أفريقية مثل نيجيريا، التي أصبحت أول دولة في القارة تستقبل الخدمة، إضافة إلى مناطق في القارة القطبية الجنوبية.
ومن بين التحديات التقنية التي تواجه خدمة ستارلينك، أنها قد تتأثر بالطقس، مثل الأمطار والثلوج، كما أن سرعة الإنترنت قد تكون أبطأ من الألياف البصرية في بعض المناطق، بالإضافى إلى أن التكلفة الأولية مرتفعة نسبيا.
فيما تستخدم خدمة ستارلينك؟تعد الخدمة مثالية للمناطق الريفية والمعزولة التي لا تصلها الشبكات التقليدية، ويشير الخبراء إلى أن ستارلينك يمثل حلا عمليا يقلص الفجوة الرقمية، ويوفر فرصا اقتصادية وتعليمية جديدة في المناطق المحرومة.
هل يتفوق الإنترنت الفضائي على شبكة 5G؟ما يميز خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" عن شبكة الجيل الخامس 5G التقليدية هو قرب الأقمار الصناعية من الأرض وكثافتها، ما يتيح اتصالا بالإنترنت في مناطق لا تصلها أي شبكة أخرى، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في تطبيقات متقدمة مثل المراقبة بالطائرات بدون طيار وخدمات الطوارئ.
وعلى عكس شبكة الجيل الخامس 5G التي تحتاج إلى مصدر طاقة دائم لتشغيلها، توفر خدمة الإنترنت الفضائي اتصالا فعالا دون الحاجة لأبراج أو كابلات، كما يمكن للمستخدمين في المناطق التي تعاني من ضعف في إمدادات الكهرباء تشغيل أجهزة “ستارلينك” باستخدام وحدات طاقة محمولة، ما يتيح مزيدا من المرونة في الاستخدام خارج الشبكات التقليدية.