يعد الشمول المالي من المفاهيم الحيوية في عالم الاقتصاد الحديث، حيث يشير إلى توفير خدمات مالية شاملة لكل فئات المجتمع، بما فيها الفئات المهمشة والضعيفة، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي والحد من الفقر. 

يلعب الشمول المالي دورًا محوريًا في تحسين نوعية الحياة للمواطنين من خلال تسهيل وصولهم إلى الخدمات المالية الضرورية.

أهمية الشمول المالي

تتجلى أهمية الشمول المالي في عدة جوانب رئيسية:

تعزيز الوصول للخدمات المالية: الشمول المالي يمكّن الأفراد والشركات الصغيرة من الوصول إلى الخدمات المصرفية مثل الحسابات البنكية، القروض، والتأمين، مما يعزز قدرتهم على التوفير والاستثمار.

تحفيز النمو الاقتصادي: عندما يتمكن المزيد من الأشخاص من الوصول إلى التمويل، يتزايد النشاط الاقتصادي من خلال دعم رواد الأعمال في بدء وتوسيع مشاريعهم، مما يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة.

الحد من الفقر: الشمول المالي يساعد الأفراد في الحصول على التمويل اللازم لتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل التعليم والصحة، ما يسهم في تقليل معدلات الفقر.

تعزيز الاستقرار المالي: من خلال إشراك الجميع في النظام المالي، يسهم الشمول المالي في تقليل المخاطر الاقتصادية وزيادة الاستقرار المالي على المستوى الكلي.

تحسين البنية التحتية المالية والرقمية: يحتاج العديد من الدول إلى تطوير البنية التحتية الرقمية لتسهيل وصول المواطنين إلى الخدمات المالية، بما فيها خدمات الدفع الإلكتروني عبر الهواتف المحمولة.

تحديات الشمول المالي

على الرغم من الفوائد الواضحة، يواجه الشمول المالي عدة تحديات، من بينها:

عدم الثقة في المؤسسات المالية: بعض الأفراد يعانون من انعدام الثقة في المؤسسات المالية، مما يمنعهم من الاستفادة من الخدمات المتاحة.

البنية التحتية الرقمية: كثير من الدول تحتاج إلى تطوير البنية التحتية الرقمية والمالية لتسهيل وصول الخدمات المالية للجميع.

خطوات نحو تحقيق شمول مالي مستدام

لتحقيق شمول مالي مستدام، يجب التركيز على عدة محاور، منها:

زيادة الوعي المالي: تنظيم حملات توعوية تستهدف المجتمعات المحلية لتسليط الضوء على أهمية الخدمات المالية وكيفية الاستفادة منها.

تطوير منتجات مالية مبتكرة: تصميم منتجات مالية تناسب احتياجات الفئات المهمشة، مثل القروض الصغيرة دون فوائد أو الحسابات البنكية المجانية.

تعزيز التعاون والشراكات: التعاون بين الحكومة، المؤسسات المالية، ومنظمات المجتمع المدني يعد أمرًا ضروريًا لتحقيق شمول مالي فعال.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الشمول المالي النمو الاقتصادي الحد من الفقر البنية التحتية المالية الخدمات المالية الاستقرار المالي الشراكات المالية التوعية المالية الخدمات المالیة البنیة التحتیة الشمول المالی

إقرأ أيضاً:

الإمارات مركز بارز للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط

حسام عبدالنبي (أبوظبي) 

أصبحت دولة الإمارات مركزاً بارزاً للتكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل إطارها التنظيمي القائم على الابتكار، والدعم الحكومي، ومبادراتها لتشجيع ريادة الأعمال واستقطاب الشركات العالمية، حسب تقرير لجامعة «هيريوت-وات دبي». 
وأكد التقرير أن المبادرات الأخيرة في الإمارات تُركز على الاتجاهات الناشئة والمجالات الاستراتيجية مثل العملات الرقمية، والأصول المشفرة، والخدمات المصرفية المفتوحة، ومنها إصدار قانون جديد لتنظيم أعمال الأصول الافتراضية، بما في ذلك العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وإنشاء هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA) للإشراف على هذا القطاع وترخيصه.
وأشار التقرير إلى أن المناطق المالية الحرة في دولة الإمارات مثل أبوظبي العالمي (ADGM) ومركز دبي المالي العالمي (DIFC)، تؤدي دوراً مهماً في تعزيز قطاع التكنولوجيا المالية المتنامي في الدولة، حيث توفران بيئة عمل مواتية تمكن شركات التكنولوجيا المالية من الازدهار. 

أخبار ذات صلة 100 مليار درهم الاستثمارات الموجهة لقطاع الترفيه في الإمارات نائب الرئيس الأول لمجموعة «إكسبيديا» «الاتحاد»: الإمارات وجهة سياحية رئيسة للمسافرين الدوليين


العصر الرقمي
ويرى التقرير أنه في العصر الرقمي الحالي، أصبحت التكنولوجيا المالية عامل تغيير جذري في الأسواق المالية التقليدية، ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق التكنولوجيا المالية العالمية إلى 644.6 مليار دولار بحلول عام 2029 من 209.7 مليار دولار في عام 2024. وقال إن الاعتماد على الخدمات المصرفية التقليدية في المعاملات المالية، بات من الماضي، إذ أدى اندماج التمويل والتكنولوجيا إلى عصر جديد من الابتكار حيث تكون إمكانية الوصول والكفاءة والشمول هي القوى الدافعة.
 وأشار إلى أن أحدث التقارير الصادرة عن «موردور إنلتلجنس» توقع أن يصل حجم سوق التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات إلى 3.56 مليار دولار في عام 2025، ثم إلى 6.43 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.56% خلال الفترة المتوقعة (2025 - 2030).
وذكر تقرير «هيريوت-وات» أن التكنولوجيا المالية أحدثت ثورةً في كيفية إدارة الأفراد والشركات لاحتياجاتهم المالية حيث غيّرت تماماً كيفية تقديم الخدمات المالية، مما أدى إلى خلق سوق تنافسية شرسة تدفع البنوك التقليدية إلى تحسين خدماتها.
 وأوضح أن البنوك التقليدية تجد نفسها الآن في منافسة مع شركات التكنولوجيا المالية التي تقدم حلولًا متطورة مثل المدفوعات الرقمية والخدمات المصرفية عبر الإنترنت والإقراض بين الأقران، مبيناً أن هذه المنافسة دفعت البنوك إلى تحسين عروضها، مما يجعلها أكثر ملاءمةً ووصولًا إلى العملاء.

تمكين البنوك
وقالت الدكتورة يلينا جانجوسيفيتش، أستاذة مشاركة في المالية بجامعة «هيريوت-وات دبي»، إن التطور الحادث حفز وشجع على المزيد من الابتكار من خلال طرح تقنيات جديدة يجب على البنوك التقليدية تبنيها للحفاظ على مكانتها، مدللة على ذلك بإحداث تقنية البلوك تشين تحولاً في المعاملات المالية، ما جعلها أسرع وأكثر أماناً وفعالية من حيث التكلفة، إضافة إلى تمكين البنوك من تبسيط عملياتها وخفض نفقاتها. وذكرت جانجوسيفيتش، أن تقنية البلوك تشين، تقدم حلولاً مبتكرة تبدأ من الخدمات المصرفية والمدفوعات إلى الإدارة المالية والتمويل والتأمين، تُبسط العمليات وتُعزز إمكانية الوصول وتُحسّن الكفاءة، ما يعني إنها تُحدث ثورة في الأسواق المالية التقليدية بتقنيات ونماذج أعمال مبتكرة تتحدى المعايير المعمول بها. 
وقالت إن التكنولوجيا المالية تُحدث ثورة في القطاع المالي من خلال زيادة إمكانية الوصول والشمول حيث تُتيح الخدمات المصرفية الرقمية والمدفوعات عبر الهاتف المحمول الخدمات المالية لمن يعيشون في المناطق النائية أو المحرومة من الخدمات من خلال السماح بالوصول إلى الائتمان والتأمين والخدمات المالية الأخرى، مشددة على أهمية مشاركة القطاع الخاص ومعالجة الثغرات القائمة لتحسين منظومة التكنولوجيا المالية، وبحيث يُعدّ الوصول إلى رأس المال، بما في ذلك من خلال تمويل رأس المال، أمراً بالغ الأهمية.

فجوة
وأفادت جانجوسيفيتش، بأن التكنولوجيا المالية أحدثت ثورة في تعاملاتنا المالية بسهولة وصول وكفاءة غير مسبوقة، وغيرت الوضع السائد اليوم، حيث صار في الإمكان عبر نقرة واحدة على الهاتف الذكي إدارة كل شيء، من المعاملات اليومية إلى الاستثمارات الكبيرة، مما يُلغي الحاجة إلى طوابير الانتظار في البنوك أو أوراق القروض المعقدة.
وأوضحت أنه نظراً للتطور المتسارع المستمر، تكمن فجوة كبيرة في منظومة التكنولوجيا المالية في استقطاب الكفاءات، إذ أدى تطور واعتماد تقنيات مثل البلوك تشين إلى زيادة الحاجة إلى المتخصصين، علاوة على تأثر القطاع بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. 
وأضافت أن الوظائف في هذا المجال تشمل علماء البيانات، ومتخصصي التعلم الآلي، وباحثي الذكاء الاصطناعي، والمهندسين، منبهة إلى ضرورة تطوير قوى عاملة متنوعة وماهرة للحفاظ على زخم التكنولوجيا المالية عبر تعاون الشركات مع المؤسسات الأكاديمية لتخصيص التعليم، وتوفير فرص التدريب، وتعزيز التعلم المستمر، علاوة على تعزيز ثقافة الابتكار والمرونة كأمر بالغ الأهمية لجذب العقول النيرة التي ستشكل مستقبل القطاع المالي والاحتفاظ بها.

مقالات مشابهة

  • محافظ درعا يؤكد ضرورة تهيئة البنية التحتية لإطلاق مشاريع خدمية واستثمارية
  • حصاد أداء المستشفيات الجامعية خلال العام المالي 2024 -2025
  • وزير التربية والتعليم لـ سانا: التعليم ركيزة أساسية للتنمية وبناء سوريا الجديدة ‏
  • هجوم سيبراني يستهدف البنية الرقمية الإسرائيلية بانتحال هوية جهات رسمية
  • تعاون بين «الإمارات دبي الوطني» و«سيمنز» لتسريع تمويل مشاريع البنية التحتية الخضراء
  • تطوير شامل لـ 6 شوارع بحي المنيرة الغربية ضمن خطة تحسين البنية التحتية بالجيزة
  • الإمارات مركز بارز للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط
  • برنامج جديد لدعم الصادرات: رؤية شاملة لزيادة التنافسية وتعزيز النمو الاقتصادي
  • 4 تريليونات دولار في متناول اليد .. أفريقيا أمام فرصة تاريخية لتمويل البنية التحتية محليًا
  • سفير مصر الأسبق في إسرائيل: الاحتلال يدمر البنية التحتية لغزة