هل تنجح القوّات بنزع سلاح حزب الله؟
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
عادت المعارضة لتُطالب مُجدّداً بضرورة تطبيق القرار الأمميّ 1559 الذي يدعو إلى حلّ المليشيات اللبنانيّة والأجنبيّة ونزع سلاحها، بالتزامن مع خوض "حزب الله" حرباً مع إسرائيل، وشنّ الأخيرة غارات غير مسبوقة على مختلف المناطق. وقد يبدو أنّ ما تُنادي به المعارضة ليس جديداً، لكن توقيته أتى في وقتٍ خاطئ جدّاً بحسب العديد من الأوساط السياسيّة، ويُعتبر إستثماراً لما يمرّ به "الحزب" وخصوصاً بعد اغتيال أمينه العام حسن نصرالله وعدم معرفة مصير خليفته هاشم صفي الدين حتّى اللحظة.
وتعرّضت المعارضة وبشكل خاصّ "القوّات اللبنانية " التي دعت إلى لقاء في معراب قبل أيّام قليلة لانتقادات كثيرة، واتُّهمت بأنّها تستغلّ ضعف "حزب الله" بعد تلقيه ضربات قويّة في الحرب لنزع سلاحه. وفي أوّل تعليق على رغبة المعارضة في تطبيق القرار 1559 لأنّ الـ1701 يدعو إلى تنفيذه، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي "ينذكر وما ينعاد"، في إشارة إلى رفض "الثنائيّ الشيعيّ" وفريق الثامن من آذار بالمطلق التطرّق إلى موضوع سلاح "حزب الله" في هذا الوقت بالتحديد أو بعد انتهاء الحرب.
ورأت أوساط سياسيّة ممانعة أنّ "القوّات" تُراهن على هزيمة "حزب الله" في الحرب، الأمر الذي نفاه سمير جعجع خلال آخر إطلالة تلفزيونيّة له، مبرّراً مطلب المعارضة بأنّه قديم وسبق وأنّ طُرِحَ في حوارٍ وطنيّ بحضور نصرالله. في المقابل، اعتبرت أوساط معارضة سياديّة أنّ سلاح "المقاومة" لم يخدم لبنان هذه المرّة بل أتى "لإسناد غزة" وحركة "حماس"، ما تسبّب بتدمير العديد من البلدات والقرى واستشهاد أكثر من 2000 مواطن. وتُضيف الأوساط أنّ "الحزب" لا يزال يُقحم البلاد في حروبٍ غير معنيّ بها، وسلاحه أصبح عبئاً على اللبنانيين.
ويُؤخذ على المعارضة و"القوّات" أنّهما يطرحان موضوع الـ1559 الآن خارج أيّ حوارٍ وطنيّ، تزامناً مع تعرّض لبنان لغزو بريّ والتعويل على "حزب الله" لصدّه للضغط على الحكومة الإسرائيليّة وإنهاء الحرب. وتقول أوساط نيابيّة في هذا السياق، إنّ هكذا موضوع لا يُمكن معالجته بالتحدّي أو بمؤتمرات ولقاءات، وهو يحتاج إلى نقاش وطنيّ لوضع صيغة مناسبة للإستراتيجيّة الدفاعيّة. كذلك، تُتابع الأوساط عينها أنّ نزع سلاح "المقاومة" خطير وقد يجرّ الشارع إلى مُواجهة البلاد بغنى عنها في الظروف الحاليّة.
واللافت كان عدم حضور بعض أركان المعارضة للقاء معراب، فيما عبّر البعض الآخر من حلفاء "القوّات" الوسطيين برفضهم التطرّق للـ1559 في ظلّ العدوان الإسرائيليّ على لبنان. واعتُبِرَ إجتماع السبت الماضي بأنّه لا يُمثّل جميع اللبنانيين والقوى السياسيّة، فـ"الثنائيّ الشيعيّ" ليس بتاتاً مع أيّ قرارات ضدّ "حزب الله"، بينما هناك أحزاب وكتل وسطيّة كالحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" و"التيّار الوطنيّ الحرّ" ليسوا أيضاً مع نزح سلاح "المقاومة" بالطريقة التي يطرحها "السياديّون"، ما يعني أنّ تأثير لقاء معراب لن يكون كبيراً، والموضوع الذي نُوقِشَ خلاله ليس أوّليّاً بالنسبة لأكثريّة النواب.
أمّا في ما يتعلّق بما يحدث في الميدان، فإنّ "حزب الله" لا يزال يُقاوم التقدّم الإسرائيليّ في الجنوب، وخروجه منتصراً سيُعزّز دوره السياسيّ في الداخل، كما أنّه سيتشدّد أكثر في التمسّك بسلاحه من باب الدفاع عن لبنان، وخصوصاً بعد الذي أظهره العدوّ الإسرائيليّ من أطماع في الأراضي اللبنانيّة وبتدمير القرى والبلدات في كافة البلاد. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أمين عام حزب الله: سلاح المقاومة لن يُنزع تحقيقاً لهدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا
الثورة نت/وكالات أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم السبت، أن سلاح المقاومة لن ينزع أبداً لتحقيق هدف “إسرائيل” ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. وقال الشيخ قاسم، خلال التجمع الفاطمي الذي تقيمه وحدة العمل النسائي في حزب الله بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام: “فلتعلم أمريكا، سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض، لن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف إسرائيل ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان”. وأضاف: “افهموا جيدًا، الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة متماسكة، أي واحد تريدون نزعه أو تمسون به يعني أنكم تمسون بالثلاثة وتريدون نزعها، وهذا إعدام لوجودنا، ولن نسمح لكم، ولن يكون هذا”، بحسب موقع المنار. وشدد قائلاً: “لن نتزحزح عن موقفنا، وهذا الموقف هو أشرف موقف وطني لا يحتاج إلى شهادة من أصحاب التاريخ الإجرامي الأسود، أو التاريخ الفتنوي، أو تاريخ الفساد”. ولفت إلى أن المقاومة حققت أربعة إنجازات عظيمة “حررت الأرض وصمدت وردعت العدو وأوقفت اجتياح لبنان في معركة أولي البأس”. وتابع: “إذا قتلونا تنبت دماؤنا، وإذا استسلم لبنان ينتهي أثره ويُمحى تاريخه ويُصبح بلا مستقبل، مع إسرائيل لا مكان للمسلمين في لبنان ولا مكان للمسيحيين في لبنان”. وحذّر قائلًا: “انتبهوا، المشروع خطير جدًا ويمكن أن لا يبقى لبنان، يريدون إضعاف المقاومة ويبقون الجيش يتسلح بمقدار بسيط حتى يكون لبنان بلا قوة”. وأردف: “فلتتوقف الدولة عن التنازلات، ألم تسمعوا السفير الأمريكي يقول إن المفاوضات شيء واستمرار العدوان شيء آخر؟ هناك منطق واضح يقول المفاوضات مسار مستقل، يعني العدوان سيستمر، يعني ما هي فائدة المفاوضات؟”. ودعا الدولة اللبنانية إلى “التراجع وأن تعيد حساباتها”، وقال: “طبّقوا الاتفاق وبعد ذلك ناقشوا في الاستراتيجية الدفاعية، لا تطلبوا منا أن لا ندافع عن أنفسنا والدولة عاجزة عن حماية مواطنيها، فلتؤمّن الدولة الحماية والسيادة، وعندها نضع كل شيء على طاولة حوار الاستراتيجية الدفاعية ونصل إلى النتيجة”. وأكد أمين عام حزب الله أن “مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح للنهوض بهذا البلد، حصرية السلاح بالصيغة التي تُطرح الآن في البلد هو مطلب أمريكي إسرائيلي”، معتبرًا أن حصرية السلاح “بالمنطق الأمريكي الإسرائيلي إعدامٌ لقوة لبنان”. ولفت إلى أن المشكلة الحقيقية للدولة اللبنانية “هي مشكلة بالعقوبات المفروضة عليها وبالفساد المستشري”، مضيفًا أن “كل هذا من عمل أمريكا منذ سنة 2019، وهي تعمل على تخريب البلد وإيجاد الفوضى فيه حتى لا يبقى قادرًا على التحرك وحده”. واستطرد: “بعض المتصدّين للمطلب الإسرائيلي الأمريكي بحصرية السلاح هم من أصحاب الفتن وروّاد الفساد، لا يحق لهم الكلام”، لافتًا إلى أن “الكيان الإسرائيلي يهدد، والطريق الوحيد بالنسبة له هو الاستسلام حتى يكون لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية المباشرة”. وقال الشيخ قاسم: “مع الاستسلام لن يبقى لبنان، وهذه سوريا أمامنا، لا تفكّروا أن سوريا تنتعش، وكل هذا زيف، الاستسلام يؤدّي إلى زوال لبنان”. وتساءل: “إذا كانوا يهدّدوننا ماذا نفعل؟ لا نخضع لتهديداتهم، إذا هددونا نخاف ونجلس جانبًا؟ نقول لن نرد على هذه التهديدات؟” ليجيب: “نقول نحن ندافع ونصمد ونقف، مع الاستسلام لا يبقى شيء، ومع الدفاع تُفتح الآفاق إلى احتمالات كبيرة”. وأكد أن “خطة العدو كانت بعد اغتيال سماحة السيد نصر الله وكل الشهداء وضرب القدرة التي كانت لدينا بنسبة معينة، كل هدفها إزالة حزب الله من الوجود”. وأوضح: “خضنا معركة أولي البأس واستطعنا أن نمنع العدو من تحقيق هذا الهدف”. وأضاف أن “الإسرائيلي اليوم يقول إن نتائج حربه على لبنان تتآكل، وهذا طبيعي، هو لم ينتصر بتحقيق أهدافه، إضافة إلى أن وجود المقاومة يعني وجود الحياة”. وتابع: “مع وحدتنا وثباتنا قد لا تحصل الحرب، خدام إسرائيل في لبنان يشجعونها على بلدهم وأولاد بلدهم، وعلى كل حال إذا حصلت الحرب لن تحقق أهدافها”. واعتبر الشيخ قاسم أنه “إذا كانت أمريكا تعمل لمصالحها في لبنان، تأكدوا أنها ستبحث عن حل، وإذا كانت لا تهتم بوجود لبنان لمصلحة إسرائيل لن يكون للبنان حياة، استسلم أم واجه وقاتل”، مشدداً على أن “الإسرائيلي لن يذهب إلى الحرب من دون قرار أميركي”. وأكد الأمين العام لحزب الله أن لبنان دخل منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، في “مرحلة جديدة” تجبُّ ما سبقها وما قبلها. وأوضح أن هذه المرحلة تفترض أداءً مختلفًا، إذ أصبحت الدولة مسؤولة عن السيادة وحماية لبنان وطرد الاحتلال ونشر الجيش، مشيرًا إلى أن “المقاومة قامت بكل ما عليها في تطبيق هذا الاتفاق ومساعدة الدولة اللبنانية”. وشدد الشيخ قاسم على أن “كل نقاش يعيدنا إلى ما قبل الاتفاق واتخاذ أدلة مما قبل الاتفاق لا قيمة له، لأننا أمام مرحلة جديدة، وبالتالي نريد أن نحاكم المرحلة الجديدة”. وأشار إلى أن تطبيق الاتفاق من الجهة اللبنانية يتم “بشكل كامل”، في حين أنه “من جهة إسرائيل لا يوجد أي خطوة على طريق الاتفاق”. وأكد أن حزب الله ينظر، بعد الاتفاق، إلى كل ما يقوم به الكيان الإسرائيلي على أنه استمرار للعدوان، معتبرًا أن “هذا العدوان خطرٌ على لبنان وخطرٌ علينا”. ولفت إلى أن المقاومة “تُطالَب بإيمانها وباستعدادها للتضحية وتُطالَب باستمراريتها، ولكن لا تُطالَب بمنع العدوان”، مبيناً أن الردع الذي يعني منع العدوان ووضع حدّ للحماية من أن يُقدِم العدو على عمل معيّن “ليس وظيفة المقاومة، بل هو وظيفة الدولة والجيش”. وذكر أن وظيفة المقاومة هي “المساندة للدولة والجيش والتحرير والتصدّي عندما لا تتصدّى الدولة وعندما لا يتصدّى الجيش”، مؤكدًا أن دورها أن “تساند وتمنع استقرار العدو وتساعد على التحرير”، في حين أن حماية لبنان “هي مسؤولية السلطة السياسية وليس مسؤولية المقاومة ابتداءً”. وأضاف الشيخ قاسم متسائلًا: “إذا كان الجيش غير قادر على الحماية، هل نطالب بنزع سلاحه؟ لا، إذا لم يكن قادرًا على الحماية نطالب بتعزيز وجود السلاح لديه”. وأضاف: “إذا كانت المقاومة لم تحقق الحماية ويتوغّل الإسرائيلي، هل نطالب بنزع القوة؟ أم أننا نستفيد من هذه القوة لمساندة الجيش ومساندة الدولة لمواجهة المحتل؟”. وأكد أن “المقاومة مستعدّة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني”، وقد ساعدته على بسط السلطة، وهي “موافقة على استراتيجية دفاعية للاستفادة من قوة لبنان ومقاومته”. وشدد في المقابل على أن “المقاومة ليست مستعدة لأي إطار يؤدي إلى الاستسلام للكيان الإسرائيلي والطاغوت الأميركي”.