هاريس وترامب.. وخطاب «الوقت الحرج»
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، اشتدت المنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين وزاد توتر المرشحين تجاه هذه الانتخابات: الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، والديمقراطية نائبة الرئيس جو بايدن المرشحة كامالا هاريس، لدرجة لم يعد يعبأ أي منهما بتجاوز ما كانا يعتبرانه في مراحل سابقة من المنافسة خطوطاً حمراً في خطابهما السياسي خاصة هاريس، كما أضحى خطابهما السياسي مفعماً بحديث عن «العداوة» و«الأعداء» خاصة دونالد ترامب، الذي اكتفى، على ما يبدو، من توجيه الألفاظ النابية إلى شخص كامالا هاريس، ربما لاعتقاده أن هذا النوع من الشتائم لم يعد يجدي خاصة ما أثبتته هاريس من كفاءة في مناظرتهما الوحيدة التي أجريت بينهما.
فقد لوحظ قدر من التوتر المتزايد في خطاب هاريس بسبب عدم قدرتها على تجاوز دونالد ترامب بنسب معقولة في استطلاعات الرأي المختلفة التي تؤكد أن المنافسة أضحت حامية الوطيس مع ترامب.
ففي الوقت الذي كانت فيه هاريس شديدة الحرص على تجنب مجاراة ترامب في هجماته وانتقاداته اللاذعة لشخصها طيلة الأشهر الأولى من المنافسة الانتخابية نجدها قد اتجهت إلى التعامل بحدة مع ترامب وتعمد محاولة النيل منه ومن مشروعه السياسي وكشف حقيقة خطابه السياسي، فنجدها قد اتجهت إلى تبادل الاتهامات بـ «عدم الكفاءة» و«الكذب» مع دونالد ترامب، واتجهت هاريس إلى «اللعب» لأول مرة بورقة «كبر سن ترامب وسلامته العقلية» على نحو ما كان يفعل هو مع منافسه السابق الرئيس جو بايدن. حيث كشفت حملتها عن نيتها نشر تقرير طبي يؤكد أنها تتمتع «بالصلابة البدنية والعقلية اللازمة للقيام بواجبات رئاسة الولايات المتحدة (59 عاماً) في مقارنة متعمدة مع منافسها ترامب البالغ من العمر 78 عاماً».
لكن ما هو أهم في جديد المعاني في الخطاب السياسي لكل من ترامب وهاريس هو اللجوء في هذا التوقيت الحرج من المنافسة الانتخابية إلى التصويب على من يُعتقد أنهم أعداء في محاولة للتأكيد من جانب كل منهما على أنه الأكثر وعياً وقدرة في التصدي للأعداء في محاولة لتكتيل الدعم الانتخابي بإشاعة «الخوف» على البلاد من هؤلاء الأعداء.
ترامب هو الأكثر حرصاً على ذلك، وربما يكشف بذلك عن مخاوفه من وجود فرص أمام كامالا هاريس لتجاوزه انتخابياً، لذلك نجده يضرب هنا وهناك ضد من يسميهم بـ «العدو» في الخارج وفي الداخل، على العكس من هاريس التي لم تشأ أن تجاريه في هذا النهج ربما ثقة بقوتها الانتخابية، وربما التزاماً بمشروعها السياسي الذي يرفض أي عداوات مع الأمريكيين والحرص على احترامهم والثقة بهم، ومحاولة تكتيل الجميع دون تمييز لدعمها،على عكس ما تصف به ترامب بأنه «يحاول أن يشق وحدة الأمريكيين».
فترامب يركز في هجومه على الأعداء على أولوية من يصفهم بـ «أعداء الداخل» وهم أولاً المهاجرون الذين يركز على محاربتهم ويهدد بإخراجهم من الولايات المتحدة، ويكثر من الكلام عن «تحرير أمريكا المحتلة»، ويؤكد على أن يوم عودته مجدداً إلى البيت الأبيض «سيكون يوم تحرير أمريكا»، مشيراً إلى أن «أمريكا معروفة اليوم في كل أنحاء العالم بأنها أمريكا المحتلة» من المهاجرين الأجانب الذين يصفهم بأن «لديهم جينات سيئة»، مؤكداً أنهم «مجرمون» وأن «الإجرام وراثي إلى حد كبير». وهم ثانياً اليساريون أو من يصفهم بـ «اليساريين المتطرفين»، الذين أكد (13/10/2024) أنه «قد يؤيد استخدام القوات العسكرية ضدهم» واصفاً إياهم بأنهم «عدو من الداخل».
أما العدو الخارجي فهو إيران، التي لم يتردد في المطالبة بتدمير قدراتها النووية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل في أي مواجهة باتت محتملة.
وإذا كان ترامب قد أرجأ، ربما مؤقتاً، أي تصعيد مع الصين ويعطي الآن الأولوية لمواجهة إيران، فإن هاريس وجدت نفسها تتوافق معه في التراجع، ربما المؤقت عن التعامل مع الصين كـ«عدو أول» كما هو محدد في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي للرئيس جو بايدن لعام 2022، وتركيز الأولوية على مواجهة إيران، ربما محاولة منها لنيل دعم يهود الولايات المتحدة، في تراجع عن خطابها السابق الذي كان أكثر اعتدالاً وأكثر ميلاً لعدم التصعيد مع إيران وتجنب التورط في حرب إقليمية في الشرق الأوسط، حيث أكدت في مقابلة مع قناة «سي بي اس» منذ أيام أن «الخطر على أمريكا هو إيران وليس الصين».
ربما يكون هذا التحول تكتيكياً وليس استراتيجياً من جانب هاريس التي تأخذ في اعتبارها «الخطر الروسي» ودعم أوكرانيا، لكن هذه المؤشرات تعد علامات مهمة على أولويات من سيحكم الولايات المتحدة في الأعوام الأربعة المقبلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
ترامب: الولايات المتحدة تصنع صواريخ فرط صوتية بكميات كبيرة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تنتج صواريخ فرط صوتية بكميات كبيرة، مشيرا إلى أن بلاده قامت بتطويرها سابقا وتقوم بتصنيعها على نطاق واسع حاليًا.
وخلال كلمة له في حفل رسمي أقيم بالأكاديمية العسكرية في ويست بوينت قال ترامب: "لقد قمنا بتصميم صواريخ فرط صوتية، والآن نُنتجها بكميات ضخمة".
وادعى الرئيس الأمريكي أن تصميمات هذه الصواريخ سُرقت خلال فترة حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما، متهما روسيا بذلك دون تقديم أي دليل. قائلا: "أنتم تعلمون، لقد سُرقت تصاميمنا. نحن من قام بتطويرها، لكنهم سرقوها في عهد أوباما. لقد سرقوها. هل تعلمون من؟ الروس هم من سرقها. لقد حدث أمر سيئ فعلا".
وهذه ليست المرة التي يصدر فيها ترامب اتهامات من هذا النوع بحق روسيا. ففي عام 2023، زعم ترامب خلال تجمع جماهيري في نيو هامبشاير، بأن الروس سرقوا خلال إدارة أوباما، تصاميم "لصاروخ خارق جدا يطير بسرعة خارقة" من الولايات المتحدة.
وفي عام 2020، ألقى ترامب باللوم أيضا على باراك أوباما فيما يتعلق بقدرة روسيا على صنع أسلحة فرط صوتية. وقبل ذلك تحدث عن بداية تصنيع صاروخ "سوبر خارق". ووفقا له، سيكون هذا الصاروخ أسرع من النماذج المتوفرة لدى روسيا والصين.
ويبقى غامضا حتى الآن، عن أية صواريخ "مسروقة" يتحدث ترامب. وخلال الرد على ذلك ذكرت مصادر في الكرملين أن روسيا تملك صواريخها فرط الصوتية الفريدة من نوعها والتي لا يوجد لها نظائر في العالم. وفي عام 2018، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لأول مرة عن اختبار منظومة صواريخ كينجال فرط الصوتية.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة تتأخر في تطوير الأسلحة الفرط صوتية مقارنة بروسيا والصين. أما روسيا، فقد أدخلت هذا النوع من الأسلحة إلى الخدمة الفعلية واستخدمته بالفعل في العمليات القتالية.
وتمتلك القوات الروسية أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت في الخدمة وقد تم استخدامها في عمليات قتالية حقيقية.
ومن أبرز الصواريخ الفرط صوتية الروسية:
صاروخ "تسيركون":
هو صاروخ فرط صوتي روسي متطور يتميز بسرعته العالية وقدرته الفائقة على المناورة، ما يجعله من أكثر الأسلحة تعقيدًا وصعوبة في الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الجوي، إذ تبلغ سرعته ما بين 8 إلى 9 ماخ (نحو 9800 إلى 11000 كم/ساعة)، أي أسرع بثماني إلى تسع مرات من سرعة الصوت، ما يسمح له ببلوغ أهدافه خلال دقائق معدودة ويقلل بشكل كبير من قدرة أنظمة الدفاع على الرد. ويقدّر مدى الصاروخ ما بين 1000 إلى 1500 كيلومتر حسب المصادر الروسية، فيما تشير بعض التقارير إلى أن مداه قد يصل إلى 2000 كيلومتر في ظروف تشغيلية معينة. يستخدم تسيركون نظام توجيه ملاحي واستمراري، بالإضافة إلى رادار نشط سلبي لرصد الأهداف، وتم تزويده بتقنيات مناورة متقدمة تتيح له تفادي أنظمة الدفاع الصاروخي مثل "ثاد" و"باتريوت".
ويحمل الصاروخ رأسا حربيا تقليديا يُقدّر وزنه ما بين 200 إلى 300 كغ، وتشير بعض المصادر إلى إمكانية تزويده برأس نووي.
ويُطلق تسيركون من منصات بحرية تشمل المدمرات والفرقاطات، مثل فرقاطة "الأدميرال غورشكوف"، إضافة إلى قدرته على الإطلاق من غواصات هجومية مثل تلك التابعة لمشروع "ياسن – إم".
صاروخ "كينجال" (الخنجر): هو أحدث المجمعات الصاروخية الباليستية الروسية فرط الصوتية و يُطلق من الجو.
ويتمتع الصاروخ بسرعة ضعف سرعة الصوت بعشر مرات، ومداه أكثر من ألفي كيلومتر، كما يتمتع بقدرته على المناورة في جميع مراحل مساره، ما يسمح له بالتغلب على جميع أنظمة الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي، ولديه إمكانية التزود برؤوس حرب تقليدية أو نووية، ويتميز بتوقيع راداري منخفض وقدرة عالية على المناورة، ومصمم لتدمير الأهداف البرية والبحرية.
صاروخ "أفانغارد":
هو منظومة صاروخية استراتيجية مزودة برأس قتالي فرط صوتي موجه. ويحمل الصاروخ 3 رؤوس قتالية بقدرة 250 كيلوطن لكل رأس.
ويحمل هذه الرؤوس القتالية صاروخ "أور – 100 إن УТТХ"، وتبلغ سرعة الرأس القتالي بعد انفصاله عن الصاروخ 28 ماخ (ما يعادل نحو 33000 كيلومتر في الساعة)، وفي بعض الأحيان قد تصل السرعة 37000 كلم/ساعة. أما نظام التحكم فيها فيسمح بتحقيق مناورات مختلفة في أثناء التحليق واجتياز أي درع صاروخية حالية ومستقبلية.