أكدت إذاعة جيش الاحتلال أنه تمكن من اغتيال رئيس حركة حماس، يحيى السنوار في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك عقب اشتباك مسلح وقع في إحدى البنايات التي تواجد فيها مسلحون.

 

وقال مسؤولون إسرائيليون، الخميس، إن اغتيال رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، في قطاع غزة، جرى في منطقة تل السلطان، في مدينة رفح، جنوبيّ القطاع، وجاء بالصدفة، وليس ضمن عملية خُطِّط لها مسبقا.

 

متى تولى رئاسة المكتب السياسي لحماس؟

 

في السادس من آب/ أغسطس، أعلنت حركة حماس اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للشهيد إسماعيل هنية.

 

ويعتبر السنوار، الذي كان المطلوب الأول للاحتلال في قطاع غزة، أحد أبرز مهندسي عملية طوفان الأقصى، والتي وقعت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

 

النشأة

 

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار عام 1962 في مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة، بعد أن نزحت أسرته من مدينة المجدل شمال شرق القطاع بعد احتلالها عام 1948.

 

أكمل تعليمه في مدرسة خانيونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.

 

العمل السياسي

 

لعب يحيى السنوار دورا بارزا في النشاط الطلابي خلال مرحلة الدراسة الجامعية، إذ إنه كان عضوا فاعلا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.

 

وشغل مهام الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس.

 

ساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987.

 

وبتكليف من مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، أسس السنوار مع القياديين في حماس، خالد الهندي وروحي مشتهى، عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم "مجد"، كانت مهمته كشف عملاء وجواسيس الاحتلال الإسرائيلي.

 

سنوات السجن

 

تعرض السنوار للاعتقال أول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وقضى أربعة أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه ليمكث في السجن 6 أشهر من دون محاكمة.

 

مطلع العام 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل أربعة فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع الاحتلال، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).

 

تولى السنوار، خلال فترة اعتقاله، قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى "حماس" في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.

 

وتنقل بين عدة سجون؛ منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة، وقضى 4 سنوات في العزل الانفرادي، عانى خلالها من وضعه الصحي، حيث اكتشف أن لديه نقطة دم متجمدة في الدماغ ما استدعى عملية جراحية استمرت لسبع ساعات.

 

حاول السنوار الهروب من السجن عدة مرات إحداها في سجن المجدل، عندما استطاع حفر ثقب في جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدي صغير، وعندما لم يتبق سوى القشرة الخارجية للجدار انهارت وكشفت محاولته، فعوقب بالسجن في العزل الانفرادي.

 

وتمكن في المحاولة الثانية في سجن الرملة من قطع القضبان الحديدية من الشباك، وجهز حبلا طويلا، لكنه كشف في اللحظة الأخيرة.

 

وحرم خلال فترة سجنه من الزيارات العائلية، وصرح شقيقه غداة الإفراج عنه أن الاحتلال منعه من زيارة يحيى 18 عاما، كما أن والده زاره مرتين فقط خلال 13 عاما.

 

نشاطه بعد التحرير

 

نال يحيى السنوار حريته عام 2011، وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن صفقة "وفاء الأحرار" التي قادتها حركة حماس.

 

وانتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس عام 2012، كما أنه تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة القسام.

 

اختارته حركة حماس عام 2015 مسؤولا عن ملف أسرى الاحتلال لديها، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي ذات العام صنفته الولايات المتحدة في قائمة "الإرهابيين الدوليين"، ووضعته دولة الاحتلال على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.

 

ومطلع عام 2017 انتخب السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية.

 

ومرارا حاول إنهاء الانقسام وإصلاح العلاقات بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة الغربية دون جدوى.

 

وفي آذار/ مارس 2021، أعيد انتخابه رئيسا لحركة حماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات.

 

تعرض منزله للقصف عدة مرات، إذ قصفته طائرات الاحتلال ودمرته بالكامل عام 2012، وخلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، ثم خلال غارات جوية إسرائيلية في أيار/ مايو 2021.

 

دوره في "طوفان الأقصى"

 

أصبح يحيى السنوار عقب عملية طوفان الأقصى المطلوب الأول لدى الاحتلال، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.

 

وبات اغتيال السنوار أهم أهداف العدوان الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة، حيث اعتبره قادة الاحتلال مهندس العملية والعقل المدبر لها.

 

وفرضت بريطانيا وفرنسا عقوبات على السنوار تشمل تجميد أصول مالية وحظر السفر.

 

خلال الحرب لم يظهر السنوار علنا، إلا أن صحيفة هآرتس العبرية قالت إنه التقى بعض الأسرى الإسرائيليين خلال فترة احتجازهم في غزة، وأخبرهم بلغة عبرية سليمة أنهم في المكان الأكثر أمانًا ولن يتعرضوا لأي مكروه.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة السنوار الكيان الصهيوني یحیى السنوار طوفان الأقصى فی قطاع غزة حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

أكدت ارتفاع ضحايا نقاط المساعدات إلى 3920 شهيدا وجريحا.. “حماس” تشدد على الملاحقة الدولية لقادة الاحتلال الصهيوني

“حماس”: ما يسمى نقاط توزيع المساعدات ليست سوى “مصائد موت” مدروسة
الثورة نت/..

أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ارتفاع ضحايا ما يُسمّى “آلية توزيع المساعدات” الصهيونية-الأمريكية إلى 454 شهيداً و3,466 مصاباً، منذ بدء العمل بها قبل أقل من شهر، “يكشف الطبيعة الإجرامية لهذه الآلية”.

وقالت في بيان، إن هذا “يؤكد أن ما يسمى نقاط توزيع المساعدات ليست سوى “مصائد موت” مدروسة، تُستخدم لإدارة التجويع والإذلال ضمن سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية ضد أبناء شعبنا في قطاع غزّة”.

وأضافت: “هذه الجريمة المتواصلة التي تُنفّذ بغطاء دولي وصمت مخزٍ، تُعدّ انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الإنسانية، وتفرض على المجتمع الدولي والأمم المتحدة تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية عبر التدخّل الفوري لوقف هذه المجازر، وتوفير آلية إنسانية آمنة وخاضعة للأمم المتحدة وللرقابة الدولية المستقلة، لإيصال المساعدات بعيداً عن قبضة الاحتلال وتحكمه”.

وأكدت “ضرورة تفعيل المساءلة الدولية وملاحقة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال الصهيوني، على جرائمهم بحقّ المدنيين العزّل”.

ودعت إلى “تحرّك عاجل وفاعل لفرض وقف فوري وشامل لحرب الإبادة التي تستهدف أكثر من مليونَي إنسان محاصر في قطاع غزّة”.

مقالات مشابهة

  • خريجو “طوفان الأقصى” في إب يتقدمون بمسيرين عسكريين ويؤكّدون الجهوزية الكاملة
  • هدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟
  • ماذا تعرف عن ساعة فلسطين التي ضربها الاحتلال في وسط طهران؟ (شاهد)
  • مسيران لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عزلتين بمديرية المشنة بإب
  • “حماس”: جيش الاحتلال يقتل أكثر من 50 فلسطينيا من المجوعين بغزة
  • حماس تعلق علي مجـ.ازر الاحتلال بحق الفلسطينين في نقاط توزيع المساعدات
  • حماس تدين مجازر الاحتلال في غزة وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل
  • في التقييم.. جبهة المقاومة منذ طوفان الأقصى
  • أكدت ارتفاع ضحايا نقاط المساعدات إلى 3920 شهيدا وجريحا.. “حماس” تشدد على الملاحقة الدولية لقادة الاحتلال الصهيوني
  • ماذا وراء اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى والتحقيق مع حراسه؟