ماذا تعرف عن منفذي عملية البحر الميت اللذين تسللا الى إسرائيل؟ وماذا قالا في وصيتهما؟
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
افادت تقارير اعلامية ان المواطنين الأردنيين اللذين تسللا إلى الجانب الإسرائيلي في منطقة البحر الميت وأصابا جنديين إسرائيليين بإطلاق نار، هما حسام أبو غزالة وعامر قواس.
وتداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل مقطعين مصورين قالت إنهما للشابين اللذين تسللا من الأردن جنوب البحر الميت وأصابا جنديين إسرائيليين بإطلاق نار، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تحييدهما.
وبحسب المقطعين المصورين، يدعى الشاب الأول عامر قواس (أبو عبيدة) والثاني حسام أبو غزالة.
ويظهر في المقطعين الشابان اللذان عرفا فيه عن أنفسهما في البداية بـ"الشهيد الحي" ثم تحدثا عن غزة وعن وصيتهما.
حيث عرف الشاب عامر قواس عن نفسه وقال في وصيته: بعد عام من ماحصل من قتل وتشريد في غزة ومع كمية الإجرام من المحتل الغاصب والصمت المجحف هناك غزة العزة الصامدة الصابرة التي أخرجت المجاهدين الأبطال الذين أذاقوا العدو الويلات.. أقولها علنا ماذا ننتظر يا أبناء الشعب الأردني أين نخوتنا هل انعدمت ضمائرنا... ليكمل بعدها وصيته
وفي مقطع الشاب حسام أبو غزالة تحدث فيه عن غزة ومعاناتها وقال إنه كان يتمنى زيارتها والانضمام لكتائب الشهيد عز الدين القسام "التي أذاقت العدو الويلات وقال إن وصيته الأولى هي لوالديه بأن يسامحوه لو أخطا يوما بحقهم وأن لايحزنوا بخبر استشهاده".
ووصيته الثانية كانت لزوجته حيث قال إنها "كانت سند له في الحياة وفي الإعداد للجهاد حيث قدمت كل ماتملك لإعانته على شراء السلاح وأوصاها بتربية أبنائه الاثنين عز الدين ويحيى على موائد القرآن وأن تغرس في نفوسهم حب الجهاد والاستشهاد".
ووصيته الثالثة كانت لإخوته وخواته يوصيهم بـ"والديه والصبر عند استشهاده".
ووصيته الرابعة "لكل من عرفه من أصحاب وأحباب وإلى كل من عرفوه أوصاهم بأن يسامحوه ويدعو له ويسيرو على طريق الجهاد".
وفي وقت سباق اليوم أصيب جنديان إسرائيليان بإطلاق نار من مسلحين تسللوا من الأردن جنوب البحر الميت، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي تحييد 2 منهم والبحث عن مسلح ثالث محتمل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المسلحين عبروا الحدود من الأردن سيرا على الأقدام وهم يرتدون الزي العسكري.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن هناك تحقيقا أمنيا في احتمال أن يكون ارتداء المسلحين زيا عسكريا محاولة للتنكر كجنود أردنيين.
ولاحقا، نفى الجيش الأردني ما تداولته وسائل الإعلام العبرية عن اجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للمملكة.
وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية إنه "لا صحة لما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام العبرية باجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية"
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: البحر المیت
إقرأ أيضاً:
إنما الأمور بخواتيمها.. وماذا بعد القمة؟
سؤال يطرحه النخبوي كما يطرحه رجل الشارع البسيط، يلتمس في العتمة ضوءاً في نهاية النفق، ويبحث بين الركام عن بصيص أمل، بينما العيون شاخصة والقلوب واجفة تراقب وتتابع عظم البلاء الذي حل بأهلنا في غزة. كما في الضفة، والأقصى بل في كل فلسطين، والكل بات يترقب معجزة، نصرا تكتحل به العيون، وفرجاً تستقر له النفوس.
وفي خضم عجز غير مسبوق، أصاب امة العرب كما أصاب امة المليار ونصف المليار مسلم، انعقد مؤتمر القمة العربي في دورته 34 في بغداد واصدر بيانه (إعلان بغداد)، وكان موفقا في تغطية التحديات التي تواجه الأمة في وجودها، حيث استحوذت القضية الفلسطينية جل الاهتمام اذ خصصت لها 12 مادة، من مجموع مواد البيان البالغة 32، وتضمن البيان (إدانة واضحة للعدوان الاسرائيلي وطالب بوقفه فوراً، كما رفض رفضاً قاطعاً خطط ونوايا تهجير الشعب الفلسطيني، وأكد على مركزية القضية الفلسطينية، وحقوق شعب فلسطين في العودة والحرية وتقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ورفض سياسات الاحتلال من تهويد واستيطان وتجويع…. الخ".
اللافت ان اللغة التي كتب بها البيان - كسابقاتها، لم تتجاوز عبارات:
"يناشد، يؤكد، يثمن، يعرب، يطالب، يرحب، يدعو، يجدد …."
عبارات تصلح لعرض الواقع، وبيان الموقف، اما اللافت فهو خلو البيان عن خطة للعمل، او بدائل فيما لو فشلت الخطةأ، كما لم ترد إشارة إلى آليات للتنفيذ والمتابعة، أو تشكيل فريق عمل من الدول الاعضاء تتكفل بالمهمة، ولا جدول زمني، ولا اشارة لأية اجراءات تعنى بتنفيذ مخرجات القمم العربية السابقة وعلى وجه الخصوص مقررات القمة العربية الإسلامية في الرياض (نوفمبر 2023) التي دعت إلى كسر الحصار وإدخال المساعدات فوراً.
صحيح أن بيان الموقف مهم، صحيح أن وحدة الموقف العربي ضرورية وحيوية، لكن الأهم هو تنفيذ ما هو مقدور عليه والا باتت المقررات حبراً على ورق، لا قيمة لها على ارض الواقع.
* والأمور انما تقاس بخواتيمها، ولا ادري ونحن نواجه ابادةً جماعية غير مسبوقة ومذابح وتجويعا حتى الموت، وتهجيرا، وحرمانا من جميع مقومات العيش، والمواطن الغزي بات لا يحتاج اكثر من ملاذ آمن داخل حدود القطاع، إلى لقمة عيش وشربة ماء وحبة دواء. فهل حقق البيان مطلباً واحداً فقط من هذه المطالب؟ بالتأكيد لا! إذا ما قيمة البيان؟ بل ما قيمة القمة نفسها؟ وهل من مبرر لعقد مؤتمر أقصى ما يمكن ان يذهب اليه هو اصدار بيان يكتفي بشرح الحالة ويحدد الموقف، لكنه يتغافل عن علاجها او تداركها؟، هو ببساطة بيان لا يغني ولا يسمن من جوع!.
الذي حصل في مؤتمر قمة بغداد تجاوز هذه الظاهرة وهي مزمنة، إلى ما هو أسوأ ويتمثل في غياب اغلب قادة الدول العربية، وتكليف شخصيات بمستويات وظيفية أدنى لتمثيل بلدانهم وهذا ما حصل في تمثيل 15 دولة عربية، بينما شارك قادة خمس دول عربية بأنفسهم، إيماناً منهم بأهمية العمل العربي المشترك، على الرغم من تحفظات كثيرة. ليس فقط المواطن العربي هو من فقد الثقة بمؤتمرات القمة، بل يبدو حتى الزعماء العرب فقدوا الحماس في المشاركة.
وضع مؤسف ينبغي تداركه في إطار خطط لإصلاح الجامعة العربية، وإحياء فاعليتها وقد كتب الكثير عن هذا الموضوع.
* في هذا الصدد كتبت في صفحتي على الفيس بوك الرسالة التالية:
"في الأزمات والكوارث كالتي نعيشها اليوم لا أقل من أن يظهر القادة العرب وهم موحدون أمام شعوبهم في الموقف والقرار، يلتقون، يتحاورون، يتعاتبون، لكنهم لا يقاطعون ولا يهجرون، عملا بالحكمة القائلة:
"نتعاون فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف فيه".
مصائبنا لا تحل بالجفاء والقطيعة، بل بالمكاشفة والمصارحة. بالنصيحة والتذكرة. ويفترض بالمصائب أنها جامعة.
نعم البيان الختامي لا يقدم حلولا كافية لأزماتنا المستعصية، كما يفتقر إلى آليات التنفيذ، ولا يقدم ضمانات! مع ذلك "ما لا يدرك كله لا يترك جله".
* من جهة أخرى، الملاحظ أن تمثيل الدول العربية المشاركة لم تكن بالمستوى المطلوب، وهذه رسالة للأطراف النافذة أن تفهم نظرة العرب للعراق، وعليها أن تدرك أن #العراق ما كان يوماً في تاريخه الحديث هكذا، بل كان قبلة الأنظار.
من باب المقارنة، شارك رئيس الوزراء الإسباني السيد بيدرو سانشيز في أعمال القمة، ووجه خطابا تضمن إدانة للوحشية الاسرائيلية، واستنكارا للحصار والتجويع، وطالب بإيقاف دوامة العنف ولم يكتف بذلك بل قدم اربعة حلول ينوي العمل بموجبها: تبدأ من تصويت الأمم المتحدة على مشروع قرار جديد يطالب بوقف الهجمات وإنهاء الحصار، إلى تفعيل قرارات المحكمة الجنائية الدولية، واخيراً البحث عن حل دائم يستند إلى حل الدولتين في اطار منتدى دولي اقترحته فرنسا.
** ورغم ذلك، يبقى العمل العربي المشترك مطلوبا، كما تبقى الحاجة قائمة لمنظمة الجامعة العربية، حيث لا يسع الشعوب العربية الاستغناء عنها أبداً، وكل المطلوب هو تفعيل دور الجامعة، من خلال عملية إصلاح جذرية، كي يرتقي أداؤها ويتناسب وعظم التحديات التي تواجهنا في الحاضر والمستقبل، وتتحول الجامعة إلى ملاذ آمن تلجأ إليها الشعوب في ازماتها وتطلعاتها.
(الشرق)