هذه أسباب تجاهل البابا تواضروس لـ«أزمة السيمنار» خلال عظته الأخيرة.. و«زاخر»: ما يجرى هو الصدام الأخيرإسحاق إبراهيم: رغبة الضغط على سكرتارية المجمع وراء التسريبات.. وأرفض محاكمة أفكار وعقائد الباحثين دون مناظرة

وسط أجواء جدلية فى أعقاب اعتراض عدد من أساقفة المجمع المقدس على اثنين من الباحثين المدرجين على قوائم المتحدثين خلال جلسات «سيمنار المجمع» المزمع انعقاده فى نوفمبر المقبل، اعتبر مفكرون إعلان الرفض على هذا النحو، وما تضمنه من مقاطع فيديو لعدد من الأساقفة مثل «الأنبا موسى، والأنبا أبانوب» خطوة غير مسبوقة فى تاريخ الكنيسة.

وأصدر عدد من الأساقفة بيانات رسمية تؤكد رفض إدراج «د. جوزيف موريس فلتس، ود. سينوت دلوار شنودة» على قوائم المتحدثين خلال سيمنار المجمع المقدس بحجة وجود مخالفات عقدية، وتعاليم كنسية خاطئة.

واعتبر كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط أن المعترضين على وجود اثنين من الباحثين المعروفين فى الكنيسة يقيمون اعتراضهم على طرح تعاليم مخالفة لما تقول به الكنيسة، لافتًا إلى أن هذا مردود عليه بتسجيلات لحلقات تليفزيونية كان المحاور فيها أحد أبرز الأساقفة، وكان الضيف هو الدكتور جوزيف موريس فلتس أستاذ اللاهون فى المعاهد القبطية.

وقال: إن اللقاء المشار إليه تضمن تقديرًا لإسهامات «فلتس» بوصفه لاهوتيًا أرثوذكسيًا رصينًا له إسهاماته العميقة فى إثراء الفكر القبطى، والمكتبة القبطية.

وأضاف فى تصريح لـ«الوفد» أن معارضى المتحدثين خلال السيمنار المزمع انعقاده فى نوفمبر المقبل لم ينتبهوا إلى أن المتحدث الثانى «سينوت دلوار شنودة» يغلب على إنتاجه الفكرى الكنسى البعد التاريخى.

وتساءل: «أين هى الهرطقة فى تحليل الوقائع، والأحداث التاريخية».

ودفع «زاخر» بأطروحته المرتكزة على أن الاقتراب من المستقر فى دوائر القيادات الكنسية يشى بأنهم يعتبرون أنفسهم أصحاب الحق حصريًا فى التعليم، فكيف يسمحون لمن هم دونهم من العلمانيين بالجلوس فى موقع المعلم؟- على حد وصفه-.

وأشار مؤسس جبهة العلمانيين الأقباط إلى أن ما يجرى فى اللحظة الراهنة داخل المجمع المقدس يعد صدامًا أخيرًا، وهو محك اختبار للكنيسة –على حد قوله.

ويستطرد قائلًا: «إما أن تكمل مسيرتها للخروج إلى النهار، أو ترتد إلى مراحل الانقطاع المعرفى، وتنكفئ على ذاتها فى كهف تغلق منافذه بفعل أصولييها».

«زاخر» الذى يرى أن ثمة رؤية مسيطرة تتجلى فى أن البابا شنودة آخر البطاركة الكبار، وكان على من يخلفه أن يكون صور مستنسخة منه، أوضح أن هذه القناعة تدفع باتجاه معارضة البابا تواضروس الثانى، بعد محاولاته الدؤوبة لمأسسة الكنيسة –أى تحويلها لمؤسسة فاعلة، ورد الاعتبار لها كمؤسسة مجمعية.

ويستطرد قائلًا: «ولما كانت المعرفة الأكاديمية هى أساس نهضة مرتجاة، فقد استن البابا تواضروس سنة جديدة فى مناسبة الاحتفال بذكرى تجليسه، وهى عقد سيمينار لآباء المجمع، يحاضر فيه متخصصون من الأكاديميين اللاهوتيين، والتاريخيين، بدلاً من كونها مهرجانًا تقريظيًا، وممالأة لشخص البابا».

على الصعيد ذاته وصف الباحث إسحاق إبراهيم اعتراض عدد من أساقفة المجمع المقدس على اثنين من المتحدثين خلال السيمنار المرتقب بهذه الصورة التى تضمنت «مقاطع فيديو» لإعلان الموقف، بأنها خطوة ليست لها سوابق كنسية.

وقال: إن التنوع، والاختلاف ظاهرة صحية، ومطلوبة، لافتًا إلى ضرورة عدم مصادرة حق الاختلاف، لكن ما تسبب فى الأزمة الراهنة أمرين واضحين، أحدهما: محاولة الحشد، والضغط من أجل إزاحة «د. جوزيف موريس فلتس، ود. سينوت دلوار شنودة»، وهو ما يعد فرضًا غير مقبول للرأى.

وأضاف فى تصريح لـ«الوفد» أن الأساقفة المعترضين كان بإمكانهم إرسال مذكرات فردية، أو جماعية لـ«سكرتارية المجمع المقدس» لإبداء رأيهم بوضوح، لكن ما جرى لا يمكن أن يقرأ إلا فى سياق محاولة لإجبار السكرتارية على تغيير أجندة «سيمنار المجمع».

أما النقطة الثانية التى تسبب فى الأزمة الدائرة حاليًا بشأن «جدول المتحدثين» حسبما أفاد «إبراهيم» فهى «مضمون الرفض»، لافتًا إلى أنه فى سياق الحديث عن «سيمنار» فهذا يعنى إتاحة واضحة لوجود العلمانيين، وطرح رؤى مختلفة، لأنه ليس وعظًا كنسيًا، ولا جلسة مجمع خاصة.

ويستطرد قائلًا: «هذا النقاش خلال «سيمنار» مفتوح يقتضى طرح رؤى متنوعة، وتبادل الآراء خلال النقاش».

لكن أسباب الرفض للمتحدثين تضمن عناوين كبيرة على حد وصف «إسحاق إبراهيم»، من بينها محاكمة الفكر، والعقيدة للباحثين المدرجين على قوائم المتحدثين، دون شكل من أشكال المناظرة».

وأردف قائلًا: «أسباب الرفض غير مقنعة، وتحمل طعنًا فى شخصين باحثين مشهود لهما، وعلاقتهما وثيقة بالكنيسة الأرثوذكسية».

ولفت «إبراهيم» إلى أن البابا تواضروس الثانى تجاهل التعقيب على الجدل الدائر حول «سيمنار» المجمع المقدس فى الأوساط القبطية خلال عظته الأسبوعية «الأربعاء الماضى» نظير حساسية الموقف من ناحية، وكونه رأس الكنيسة المطالب دائمًا باستيعاب الجميع من ناحية أخرى.

وأعرب عن أمله فى أن يستمر تجاهل الجدل، ومواصلة الطريق حسبما يرى البطريرك.

وتجاهل قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أزمة «سيمنار المجمع المقدس» خلال عظته الأخيرة – الأربعاء الماضى- بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمنطقة شيراتون مصر الجديدة.

ولقاء الأزمة الدائرة دشن عدد من نشطاء الأقباط هاشتاج «أنا أدعم البابا تواضروس الثانى»، كرد فعل مقابل دعم قطاع واسع للأساقفة المعترضين على تضمين «د. جوزيف موريس فلتس»، و«د.سينوت شنودة» ضمن المتحدثين بـ«سيمنار المجمع» بحجة وجود مخالفات عقائدية.

وفى السياق ذاته اعتبر الباحث إسحاق إبراهيم ظهور تدوينات داعمة للبطريرك فى الوقت الراهن بمثابة رد فعل مواز، بينما قال «دياكون ديسقورس»: إن وجود مثل هذه الحملات الداعمة تخرج القضية بأكملها عن السياق الطبيعى لها.

وأضاف لـ«الوفد» أن البابا تواضروس الثانى هو الحكم فى مثل هذه الأمور، وأن اللجوء إلى حملات دعم للبطريرك فى مواجهة موقف الأساقفة الرافض للمخالفات العقائدية يعد مغالطة منطقية.

يشار إلى أن «سيمنار المجمع المقدس» المزمع انعقاده بدير الأنبا بيشوى – وادى النطرون، خلال الفترة من 18 حتى 21 نوفمبر المقبل، يتزامن مع احتفال الكنيسة بذكرى تجليس البابا تواضروس الثانى على الكرسى المرقسى، وذكرى مرور 17 قرنًا على مجمع نيقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عدد من أساقفة المجمع المقدس

إقرأ أيضاً:

الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدّمت أكثر من 19 مليون خدمة طبية مجانية خلال 13 يوما

أعلنت وزارة الصحة والسكان، تقديم 19 مليونا و253 ألفًا و750 خدمة طبية مجانية خلال 13 يوما فقط، منذ انطلاق النسخة الثالثة من حملة «100 يوم صحة»، التي بدأت يوم 15 يوليو، في إطار العمل على تحسين الخدمات الصحية المقدَّمة للمواطنين بمختلف أنحاء الجمهورية.

تأتي الحملة تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، وتأكيده على أهمية تعزيز المبادرات الصحية القومية، وتفعيل دورها في رفع كفاءة المنظومة الصحية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة.

وأوضح المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور حسام عبد الغفار، أن الحملة قدّمت، أول أمس الأحد، مليونًا و800 ألف و884 خدمة طبية مجانية، مشيرًا إلى أن الحملة تُقدَّم خدماتها بمشاركة 12 قطاعًا مختلفًا، حيث كان لكل قطاعٍ دورٌ تكامليٌّ في تنفيذ الحملة وتحقيق أهدافها الصحية والتنموية، ووفقًا لهذا التعاون، قدّمت الحملة نحو 710 آلاف و266 خدمة من خلال قطاع الرعاية الأساسية وتنظيم الأسرة.

وقال عبد الغفار إن الحملة قدّمت 432 ألفًا و879 خدمة من خلال قطاع الرعاية العلاجية، إلى جانب تقديم 97 ألفًا و109 خدمات ضمن المبادرات الرئاسية للصحة العامة، كما قدّم قطاع الطب الوقائي 50 ألفا و339 خدمة.

وأشار إلى أن الحملة قدّمت 47 ألفًا و425 خدمة من خلال الوحدات التابعة للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، في حين قدّمت مبادرة دعم الصحة النفسية «صحتك سعادة» 4 آلاف و153 خدمة، كما قدّمت الحملة 241 ألفًا و792 خدمة من خلال مستشفيات الهيئة العامة للتأمين الصحي.

وأضاف أن هيئة الإسعاف قدّمت 6 آلاف و580 خدمة إسعافية، بينما تم تقديم 110 آلاف و43 خدمة من خلال مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة، إلى جانب إجراء ألفين و740 عملية ضمن قوائم الانتظار، فيما قدّمت مستشفيات المؤسسة العلاجية 11 ألفاً و225 خدمة.

وتابع عبد الغفار، أن حملة «100 يوم صحة» قدّمت خدمات التوعية والتثقيف الصحي لـ 86 ألفًا و333 مواطنا، وذلك من خلال فرق التواصل المجتمعي المنتشرة في المناطق العامة، النوادي، والمراكز التجارية (المولات) بمختلف المحافظات، بهدف رفع الوعي الصحي وتوجيه المواطنين للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الحملة، إلى جانب تنظيم ندوات تثقيفية وأنشطة توعوية متنوعة.

اقرأ أيضاًوزير الصحة يعتمد حركة مديري ووكلاء مديريات الشئون الصحية بالمحافظات

وزير الصحة ومحافظ الإسماعيلية يتفقدا أعمال الإنشاء بالمركز الدولي للتأهيل والطب الرياضي

الصحة: تقديم التوعية بمخاطر الإدمان لـ457 ألفاً من طلبة المدارس بمبادرة «صحتك سعادة»

مقالات مشابهة

  • المطران شامي يترأس وفد الإيبارشيّة المشارك في يوبيل الشباب بروما
  • مجمع الموهوبين في مأرب خطوة رائدة لتنمية المواهب ودعم الكفاءات والمتفوقين
  • البابا تواضروس يقدم التعزية: لطفي لبيب ترك رصيدًا كبيرًا وإرثًا مميزًا من الأعمال الفنية المتنوعة
  • لمناقشة أمور الخدمة.. البابا تواضروس يستقبل عددًا من الآباء الأساقفة | صور
  • صاحبة الحلول السريعة للمشكلات.. تعرف على موعد «صيام العذراء 2025»
  • قداسة البابا تواضروس يفتتح معرضًا للمؤسسات القبطية تحت شعار متصلون
  • الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدّمت أكثر من 19 مليون خدمة طبية مجانية خلال 13 يوما
  • 100 يوم صحة: 19 مليونا و253 ألف خدمة طبية مجانية خلال 13 يوما
  • زيارة شباب ملتقى لوجوس للكاتدرائية المرقسية وغداء رسمي بحضور قداسة البابا وعدد من المسؤولين
  • وزير السياحة والآثار يشارك في فعالية الاحتفال بافتتاح ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية