الجزيرة:
2025-12-15@05:37:05 GMT

إمارة جديدة لتوطين وافدين بدارفور تُشعل غضبا قبليا

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

إمارة جديدة لتوطين وافدين بدارفور تُشعل غضبا قبليا

الخرطوم- في خطوة فتحت بابا جديدا للتنازع، أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، قبل أيام، توطين مجموعة سكانية قادمة من أفريقيا الوسطى في ولاية وسط دارفور ومنحها "إمارة" جديدة، مما أثار ردود فعل غاضبة بين السكان الأصليين وتنامت الدعوات للمقاومة ورفض ما أطلقوا عليه "المشروع الاستيطاني".

وقال قيادي في قبيلة "الفور" إن المجموعة العربية التي عرفت باسم "أولاد بركة ومبارك"، وصلت من دولة أفريقيا الوسطى إلى وسط دارفور، وكان لديها وُجود قبل اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان من العام الماضي في الجزء الجنوبي من مدينة زالنجي، لكن أعدادها تزايدت بعد سيطرة الدعم السريع على الولاية.

واعتبر القيادي القبلي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في حديث للجزيرة نت، أن "الدعم السريع فيما يبدو تُكافئ المجموعات التي قاتلت معها بمنحها أراضي وحواكير على حساب القبائل الأصيلة".

وأظهرت مقاطع فيديو -بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي- مشاركة مرتزقة من دول عديدة في النزاع المسلح بين الدعم السريع والجيش السوداني، حيث ظهرت عناصر موالية للمعارضة التشادية وأخرى منتمية لجنوب السودان، وثالثة لمقاتلين من إثيوبيا وليبيا وغيرها، يقاتلون بجانب الدعم السريع في الخرطوم ودارفور.

وفي بيان صدر الخميس الماضي، أدان "مجلس أعيان وشورى عموم الفور" ما وصفه بـ"إنشاء إمارة جديدة من الدعم السريع لمجموعة عربية وافدة"، وحذّر من أن هذه الخطوة تعد محاولة مكشوفة لإحداث تغيير ديموغرافي يستهدف تمكين "مجموعات أجنبية" على حساب السكان الأصليين.

وندد المجلس بما سماه "الانتهاك الخطير" لحقوق أهل المنطقة التاريخية، معتبرا ما يحدث "احتلالا مباشرا لأراضي الفور بمساندة واضحة من الدعم السريع".

وأكد أن القبيلة التي تنتمي إليها مجموعة "أولاد بركة ومبارك" لا تمتلك أي حق قانوني أو تاريخي في هذه الأراضي، حيث دخلت السودان مؤخرا، وأن هذه المحاولات تهدف إلى "إنشاء سلطات موازية تسعى إلى تفكيك النظام الإداري التقليدي والهيمنة على المنطقة تحت غطاء المليشيا المسلحة"، على حد وصف البيان.

وأدان المجلس أيضا تعيين محمود صوصل، أميرا للقبائل العربية في وسط دارفور، بما يتجاوز الصلاحيات التقليدية للإدارات الأهلية، خاصة أنه، وفقا للبيان، متهم بالضلوع في "جرائم فظيعة ضد قبيلة الفور خلال الهجمات التي شنتها المليشيا على المنطقة"، مما يزيد من خطورة هذا القرار.

قوات الدعم السريع تواجه اتهامات باستقدام المرتزقة من دول أفريقية لمساندتها في القتال بدارفور (الجزيرة) عزل السلطان

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلن مجلس شورى الفور عزل السلطان أحمد حسين دينار، بعد اتهامه بالتحالف مع الدعم السريع و"انتهاك أعراف السلطنة" التي تأسست على يد السلطان سليمان أحمد عام 1445.

وسبق ذلك إصدار عميد الأسرة، أحمد سعد عمر، ومقررها عبد المنعم يعقوب، بيانا مشتركا اتهما خلاله السلطان دينار بارتكاب مخالفات "لا تتسق مع إرث وقانون السلطنة"، بجانب "دعمه ومساندته لمليشيا "الجنجويد" مما دفع النيابة العامة في السودان لإصدار أمر قبض بحقه.

وأوضح البيان أن عمادة الأسرة وهيئة الشورى سبق أن اجتمعت بعد وفاة السلطان إبراهيم يوسف، وتم الاتفاق على تنصيب السلطان عبد الرحمن التجاني علي دينار، لكن النظام السابق تدخل في أعلى مستوياته عن طريق حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس وقتها، أحد أبرز قادة الدعم السريع حاليا، لتنصيب أحمد حسين.

قائد الفرقة الثانية للدعم السريع بزالنجي يخاطب المؤتمر التأسيسي الأول لإمارة أبناء البركة بوسط دارفور (مواقع إخبارية) شواهد التوطين

ويطرح الأمين العام لمجلس شورى قبيلة الفور، نور الدين محمد رحمة، دلائل على ما وصفها بـ"عمليات استيطان" تمت على نطاق واسع في ولايتي وسط وجنوب دارفور. ويؤكد في حديثه للجزيرة نت أن إدارة "دار دمى"، بوسط دارفور، وهي من حواكير الفور، بجانب إدارية "كوتية" أصبحت الآن، كما يقول، "محتلة بمساحتها الزراعية والرعوية لمستوطنين من قبائل عربية".

ويتابع "مناطق وادي صالح، وقارسيلا، ودليج، ومكجر، وعمار جديد، وكردل وبندسي وكل قرى الفور تم حرقها في هذه المناطق، بل أزيلت الحدود التاريخية غربا لعمق 12 كيلومترا داخل حواكير الفور".

ويؤكد نور الدين الانتشار الواسع للقبائل العربية في مناطق شاسعة وإقامتهم ما لا يقل عن 100 دامرة (قرى صغيرة للعرب الرحل) بجانب استبدالهم أسماء بعض قرى القبائل الأفريقية بأخرى جديدة، حيث تم تغيير اسم منطقة كابار إلى "دار السلام".

ويمضي القيادي الأهلي إلى القول إن "الاستيطان في زالنجي عاصمة وسط دارفور تمدد في كل المنطقة الغربية حتى مورني في الحدود مع ولاية غرب دارفور، وتحولت القرى لمراعٍ خاصة بالقبائل العربية". ويتابع "توجد قبائل وصلت من تشاد.. التغيير الديمغرافي حقيقي والاستيطان غير محدود".

ويلفت نور الدين إلى أن القبيلة التي ينحدر منها قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو غيّرت اسم منطقة دوقي التابعة لمحلية مرشنج بولاية جنوب دارفور إلى "أم القرى"، وهي منطقة تسكنها قبيلة الرزيقات أولاد منصور، الفرع الذي ينتمي إليه حميدتي.

ويشير إلى أن الدعم السريع أولت اهتماما خاصا لأم القرى وأنشأت فيها مشاريع خدمية كبيرة من مستشفيات حديثة ومحطات مياه ومدارس، وهي الآن بمثابة قيادة عسكرية للدعم السريع.

حق تاريخي

في المقابل، يرفض أمير القبائل العربية بولاية غرب دارفور، مسار عبد الرحمن، الاتهامات "باحتلال" مناطق في دارفور أو توطين قبائل عربية من خارج الحدود.

ويقول عبد الرحمن للجزيرة نت إن القبائل العربية موجودة في هذه المناطق منذ مئات السنين، ويضرب مثلا بغرب دارفور قائلا إن العرب هناك لديهم حواكير مع المساليت منذ عهد الإنجليز.

وينوه إلى أن الطرق الدائم على وجود دخلاء وأصحاب حواكير هو الذي تسبب في حالة العداء الشديد بين المكونات القبلية في دارفور، مبرزا أهمية التعايش بين الجميع.

وكانت تقارير تحدثت عن تهجير 800 ألف من قبيلة المساليت من مناطق الجنينة، ومورني وكرينك وأزرني في غرب دارفور بعد نشوب الحرب العام الماضي، وأن قراهم الآن توجد فيها القبائل العربية تحت حماية قوات الدعم السريع.

باب للحرب الأهلية

يرى عبد العزيز سليمان أوري، المتحدث باسم حكومة إقليم دارفور، في حديثه للجزيرة نت، أن "استجلاب المرتزقة والعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية في دارفور يلقي بآثار بالغة على كل السودان وليس دارفور فقط"، ويستشهد بما حدث في الحرب الحالية التي عمت شرارتها كل أنحاء البلاد.

ومن وجهة نظر المتحدث، فإن "الحرب الأهلية لن تتوقف ما لم يعد المرتزقة لبلادهم"، إذ لا يوجد، كما يقول، ما يمكن تقاسمه مع هؤلاء "الأجانب". ومع ذلك، لا ينكر، في الوقت ذاته، وُجود عرب رُحّل من المكونات الوافدة في إقليم دارفور بحكم التداخل القبلي.

لكن أوري يلفت إلى ضرورة أن "توفق الدولة أوضاعهم بدلا من الاستيطان على رؤوس الآخرين"، ويردف "لا بد من قوانين منصفة لملكية الأرض دون إغفال الخصوصية والإرث التاريخي والنظام الأهلي المعروف كجزء من المنظومة الإدارية في الدولة".

دعوات المقاومة

تساعد عمليات التغيير الديموغرافي الجارية في دارفور على تصعيد خطاب الكراهية، بحسب الناشط في قضايا دارفور عباس عبد الكبير، حيث تنعدم فرص الحل السلمي المعمول بها في النظم المجتمعية المرعية محليا لمعالجة النزاعات حول الأرض.

ويرى في حديثه للجزيرة نت أن فرض الحلول بالقوة ينتج ردود فعل وصدامات مباشرة بين أصحاب الأراضي المعروفين بأنهم مجتمع لا يميل للعنف ولا للتكتلات القبلية، كما أن وجودهم كنازحين لسنوات طويلة جعلهم غير قادرين عن الدفاع عن أراضيهم، وهو ما يزيد الاحتقان والشعور بالغبن.

ويشير إلى رفض واسع ودعوات للمقاومة بدأت تتنامى لمنع الوافدين الجدد من "احتلال" أراض جديدة، على حد وصفه، بما يرجح أن يؤدي ذلك إلى نشوب حرب أهلية يمكن تداركها فقط -كما يقول- بوقف الدعم السريع "مشروعها الاستيطاني" والتراجع عن الإجراءات الحالية وإلغاء كل ما ترتب على منح الحواكير منذ عام 2003.

ويستدرك بالقول إن ذلك مستبعد للغاية، "لأن الدعم السريع لن يتخلى عن مشروعه الاستيطاني، وبالتالي فإن فرضية الصدام المباشر هي الأعلى حظا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات القبائل العربیة الدعم السریع وسط دارفور للجزیرة نت عبد الرحمن فی دارفور

إقرأ أيضاً:

والي غرب دارفور: الاستجابه لنداء دعم الجيش تؤكد وقوف الشعب موحدا لحفظ وطنه

قال الجنرال بحرالدين آدم كرامة والي ولاية غرب دارفور في منشور على منصة فيس بوك أن الاستجابة الجماهيرية الواسعة لنداء اللجنة العليا للاستنفار والمقاومة الشعبية، دعماً للحكومة الشرعية وهي تخوض معركتها المصيرية ضد التمرد وميليشيات آل دقلو الإرهابية، وإفشالاً لمخططات أجنبية تستهدف الدولة السودانية، تؤكد مرة أخرى أن هذا الشعب يدعم وطنه عند الشدائد.وأضاف “لقد عبّر السودانيون، بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم، عن وحدة وطنية صلبة، والتفاف كامل حول المؤسسة العسكرية والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين، في مشهد وطني جسّد الإرادة الشعبية الراسخة في حماية الدولة واستعادة هيبتها”.وقال إن خروج الجماهير بهذه القوة والوضوح رسالة حاسمة لكل من يسعى لزعزعة الأمن أو منح شرعية زائفة للميليشيات الإجرامية، بأن السودان ماضٍ بلا تراجع نحو إنهاء التمرد والحسم الكامل.وأشار إلى أن مشاركة الشباب والشيوخ، والرجال والنساء، تؤكد الرفض القاطع لجرائم الميليشيات ومحاولاتها فرض واقع ديموغرافي بالقوة، وتكشف في ذات الوقت عن عمق التماسك المجتمعي ووعي الشعب بحقيقة المعركة.وأضاف انه انسجاما مع نهج حكومة الولاية، فقد تم وضع خطة محكمة، بالتنسيق مع القيادة المدنية والعسكرية، تستهدف تحرير الولاية قريباً بإذن الله، ليكون هذا التحرير خطوة أولى نحو تخليص غرب دارفور من ويلات الميليشيات وبناء مستقبل آمن ومستقر.وختم “إن هذه الانتفاضة الشعبية لا تعبّر فقط عن الغضب، بل عن إرادة أمة قررت الوقوف صفاً واحداً خلف قواتها المسلحة، مؤكدة أن السودان جسد واحد، لا يُكسر، ولا يُساوَم، ولا يقبل إلا بالنصر”.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/14 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة الإعيسر: رسالة شعبنا اليوم من كل أرجاء المعمورة واضحة، الصمود خيار، والانتصار إرادة2025/12/13 حكومة السودان تدين الهجوم على مقر الأمم المتحدة بكادقلي وتحمّل الدعم السريع المسؤولية2025/12/13 الفرقة ١٨ مشاة “تماسيح بحر أبيض” تختتم العام التدريبي ٢٠٢٥م بتمام الجاهزية2025/12/13 حلفا تصطف خلف القوات المسلحة وتدعو إلى تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية2025/12/13 الدعم السريع تحتجز آلاف المدنيين في الفاشر بينهم نساء وأطفال2025/12/13 مناوي: قمت بتنوير الخارجية الألمانية بموقف الحكومة السودانية2025/12/13شاهد أيضاً إغلاق سياسية مليشيا الدعم السريع تفرض جبايات مالية ضخمة وعمليات ابتزاز معيشي علي التجار 2025/12/13

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • والي غرب دارفور: الاستجابه لنداء دعم الجيش تؤكد وقوف الشعب موحدا لحفظ وطنه
  • حاكم دارفور يحدد خطوات لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة
  • رئيس وزراء العراق: نجحنا في تجنيب البلاد تداعيات الصراعات بالمنطقة
  • حاكم دارفور يدعو لتكثيف جهود استعادة الأمن والاستقرار في السودان
  • محافظ أسيوط يفتح بوابة استثمارات هندية جديدة لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة
  • انتهاكات وحشية..حاكم دارفور: أولويتنا حماية المواطنين من اعتداءات الدعم السريع
  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • بعد مقتل 30 مدنيا بدارفور.. أمين الأمم المتحدة يدين الهجمات بالسودان
  • شاهد بالصورة والفيديو.. زوجة الحرس الشخص لقائد الدعم السريع الحسناء تستعرض جمالها بإطلالة جديدة
  • الأمم المتحدة: المدنيين في دارفور وكردفان ما زالوا يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا