قراءة في المشهد الإقليمي: نحو تقارب استراتيجي للمشروعين السني والشيعي تحت مظلة القدس
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
تتجلى القدس كدرة التاج ومؤشر التمكين والقوة في الصراع الحضاري الطويل والممتد بين المشروع الإسلامي والمشروع الصهيوغربي، فالقدس ليست مجرد بقعة جغرافية تاريخية مقدسة، بل تمثل عمق الهوية الإسلامية ورمز عزتها وقوتها.
وفي عصر تزداد فيه التهديدات لأمة ممزقة، تتعاظم الحاجة إلى إعادة تموضعها وترتيب أولوياتها وبناء خريطة تحالفاتها الاستراتيجية برؤى رشيدة وعميقة.
المشهد الإقليمي: ديناميكيات متداخلة وصراعات سياسية وجيوسياسية طاحنة
تتسم الساحة الإقليمية الحالية بالتعقيدات الشديدة، حيث تتنازعها ثلاثة مشاريع رئيسية تتنافس على الهيمنة والنفوذ. يأتي في مقدمة هذه المشاريع المشروع الصهيوغربي، الذي يمثل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والغرب. ورغم كونه التهديد الوجودي التاريخي والحقيقي للأمة الإسلامية وهويتها، إلا أنه يحظى بدعم غير مشروط من معظم الأنظمة العربية الحاكمة الحالية، مثل الإمارات، والسعودية، ومصر، والأردن، والبحرين، التي تبرر تحالفاتها مع القوى الصهيونية بدافع الحفاظ على عروشها ومصالحها الشخصية.
في عصر تزداد فيه التهديدات لأمة ممزقة، تتعاظم الحاجة إلى إعادة تموضعها وترتيب أولوياتها وبناء خريطة تحالفاتها الاستراتيجية برؤى رشيدة وعميقة. فالمشهد الإقليمي الحالي يتطلب منا استجابة مسئولة ورشيدة تُعيد توجيه البوصلة نحو العدو ووحدة الهدف والمصير لكل مكونات الأمة الإسلامية
على الجانب الآخر، يظهر المشروع الإيراني، والذي يتبنى الرؤية الشيعية ويعمل على تعزيز نفوذه في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها. ويعكس هذا المشروع تنافسا حادا مع المشروع الصهيوغربي، لكنه في الوقت نفسه يمثل تحديا كبيرا للمصالح السنية، مما يزيد من حدة الصراع القائم.
وفي سياق مماثل، يتصاعد المشروع السني، الذي تقوده تركيا تحت زعامة أردوغان، بالإضافة إلى قطر وبعض الحركات الإسلامية السنية مثل حركة حماس، حيث يسعى هذا المشروع لتحقيق توازن إقليمي وتبني قضايا الأمة والدفاع عن هويتها، وخاصة قضية القدس كأولوية مركزية.
تباين المصالح والقضية الجدلية
تعكس هذه الديناميكيات تباين المصالح بين المشاريع الثلاثة، حيث تتنافس كلٌ منها على النفوذ والهيمنة. وفي خضم هذا التنافس، يبرز سؤال جوهري حول أهمية وكيفية تحقيق تقارب استراتيجي بين المشروعين السني والشيعي تحت مظلة القدس، رغم التحديات والخلافات التاريخية والتوترات الحالية.
نحو تقارب استراتيجي والدور المحوري للنخب
وأطرح في السطور التالية 4 مقترحات اولية قد تدعم التقارب الاستراتيجي بين المشروعين السني والشيعي:
1- تعزيز الحوار المفتوح: تُعد النخب الفكرية، الدينية والسياسية، من أبرز العناصر الفاعلة في تعزيز الحوار بين المشروعين. وينبغي أن تتبنى هذه النخب نهجا قائما على الاحترام المتبادل والقواسم المشتركة، حيث يصبح الحوار منصة لتبادل الأفكار والآراء بعيدا عن التهميش. ويمكن تنظيم منصات ومنتديات ومؤتمرات حوارية تهدف إلى تبادل الرؤى حول القضايا المشتركة، بدءا من القدس وصولا إلى التحديات التي تواجه الأمة.
تعكس هذه الديناميكيات تباين المصالح بين المشاريع الثلاثة، حيث تتنافس كلٌ منها على النفوذ والهيمنة. وفي خضم هذا التنافس، يبرز سؤال جوهري حول أهمية وكيفية تحقيق تقارب استراتيجي بين المشروعين السني والشيعي تحت مظلة القدس، رغم التحديات والخلافات التاريخية والتوترات الحالية
2- صياغة رؤى مشتركة: يتعين على النخب العمل على صياغة رؤية استراتيجية مشتركة تستند إلى مصالح الأمة. يمكن أن تشمل هذه الرؤى مجالات مثل الأمن والهوية الإسلامية، مع التركيز على تقليل حدة التوترات التاريخية والفكرية التي أثرت على العلاقة بين السنة والشيعة.
3- تشكيل تحالفات: من المهم تشكيل تحالفات استراتيجية تعزز التعاون بين الدول السنية والشيعية، من خلال توحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، مثل المشروع الصهيوغربي، ويمكن أن تُعزز هذه التحالفات المصالح الاقتصادية والسياسية للأمة الإسلامية.
4- أهمية القدس كنقطة التقاء: يجب أن تكون القدس نقطة الالتقاء الأساسية التي تجمع الاهداف الاستراتيجية للمشروعين السني والشيعي، حينها ستتمكن الأمة من توحيد صفوفها تحت راية القدس وتحقيق آمالها وطموحات شعوبها.
وفي ختام هذا المقال، لا يمكن التغافل عن ضرورة العمل الجاد والمشترك لتحقيق التقارب، فالقدس، كرمز للهوية وعزة الأمة، تستحق منا جميعا الالتفاف حولها والدفاع عنها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات القدس السنة القدس السنة الشيعة المسلمين مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین المشروع
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: مصر أكبر من كل المحاولات الساعية لتشويه صورته
كتب- حسن مرسي:
علّق محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، على التظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قائلا، إنها مشهد مؤسف ومؤلم، مشددًا، على أنّ مصر تاريخيًا هي أكبر من كل المحاولات التي تسعى لتشويه صورتها، وأن الشعب المصري قدّم منذ بداية الأزمة مساعدات مادية ضخمة من قوت يومه لأشقائه في فلسطين.
وأضاف أبو شامة، في مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ مصر لم تتوقف عن تقديم المساعدات والإسناد، وأن المؤسسات الخيرية والجهات الرسمية المصرية احتشدت بالمساعدات التي يقدمها المصريون بإرادتهم الحرة، مشددًا على أن هذه العلاقة الأخوية راسخة ولن تهزها محاولات التشويه والتدخلات الخارجية، مشددًا، على أن مصر ستظل ثابتة في دعمها للفلسطينيين ولن تسمح لأي جهة بتقويض هذا الدعم مهما كانت الظروف.
وأشار إلى أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، وأن من يمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة هو الاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى أن مصر واجهت تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، لكنها أولوية دعم الشعب الفلسطيني لم تتغير على الإطلاق.
وتابع، أنّ المظاهرات أمام السفارات المصرية، والتي حاولت إلقاء اللوم على مصر بشأن الحصار المفروض على غزة، هي محاولات ضمن حرب نفسية تستهدف الشعب المصري وقيادته، وتستغل بعض الجماعات التي تتلقى دعمًا خارجيًا لتشويه الصورة، مبينًا، أن مصر ظلت محافظة على مواقفها الثابتة طوال الأزمة، متمسكة بالحق الفلسطيني ورافضة لكل أشكال التهجير والتجويع التي تمارسها إسرائيل.
وأكد، أن محاولات توريط مصر ليست سوى ذرائع لإلهاء الرأي العام عن الفاعلين الحقيقيين في استمرار الأزمة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القادرة وحدها على إيقاف الحرب فورًا، وأن حركة حماس هي الطرف الذي يرفض شروط الهدنة التي عرضتها مصر وقطر.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
محمد مصطفى أبو شامة المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار التظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب المحاولات الساعية لتشويه صورة مصرتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
خبير استراتيجي: مصر أكبر من كل المحاولات الساعية لتشويه صورته
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
37 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك