يمانيون:
2025-05-27@23:32:54 GMT

نزوح نتنياهو!

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

نزوح نتنياهو!

يمانيون// بقلم وديع العبسي

لم يكن نتنياهو في منزله لحظة زيارة مسيّرة حزب الله له، كان ضمن المستوطنين النازحين من منازلهم، إلى حيث يمكن أن يأمن فيه على حياته من مباغتة أسلحة المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة.
ولم يعد بمقدور نتنياهو المكوث في مكان واحد لأكثر من أربع وعشرين ساعة، وذات الحال بالنسبة لباقي وزرائه المتطرفين، فقد بات الاستهداف يحاصرهم من كل اتجاه، على الأقل هذا ما صار راسخاً في أذهانهم هُم، بدليل محاولات التمويه المستكره لمواقعهم، وهو ما يكشف ليس فقط عن حالة الوهن التي هُم عليها خلال ما يسمونها بمعركة أو حرب القيامة، وإنما عن القناعة الراسخة بأن سلاح المقاومة صار بمقدوره الوصول إليهم.


العجيب في الأمر أن نزوح قاد الصهاينة من منازلهم يحدث رغم تحقيقهم ما يحسبوه إنجازات باغتيال قادة المقاومة، وبعد يوم من اغتيال القائد يحي السنوار، مع ذلك فإنهم لا يفقهون الرسائل، يبدو الأمر أكبر من قدرتهم على فهم وتحليل ما يجري، بأن معركة جبهات المقاومة واحدة، وان مقتل قائد وهب نفسه أصلاً لله وللوطن ويتوقع الاستشهاد في أي لحظة، لا يعني تراجع المقاومة أو انكفاءها غلى ذاتها، أو انهيار معنويات أبطالها، أما على صعيد المقاومة في فلسطين فإن التعليق على استهداف البطل السنوار الذي أرعب وأرهق الصهاينة طويلا، جاءت بصورة عملية، استمرت خلالها بعمليات استهداف المجندين الصهاينة.
إن دلالات عملية قصف منزل النتنياهو ليست بالأمر الذي يمكن تجاوزه بحيث يمكن للبعض أن يخوضوا تشكيكا في الجدوى منها، فهي بذاتها تشير إلى حقائق لم يكن يتوقعها العدو، إذ أنها تكرّس المعادلة التي باتت تضع الكيان الصهيوني في الحجم الطبيعي له، وتؤكد على هذا البروز الاستثنائي للقوى الحرة رغم ما تعانيه من حصار، ورغم الاستهداف الذي يضعها فيه المجتمع الغربي المنافق، كما ورغم خذلان الأنظمة العربية التي اصطفت إلى جانب المناهضين لمبدأ المقاومة.
مسيّرة حزب الله كشفت عن العجز الاستخباري الذي يدّعي الكيان تفوقه فيه، وهو يعلم أن ما ينجزه اعتماداً على المعلومات الاستخبارية إنما مرجعه الكيان الأمريكي ليس إلا، ومسيّرة حزب الله كشفت كذلك عن قدرة خالصة بجهد المقاومة في الوصول إلى رأس العدو، فضلاً عن أن العملية رسخت التأكيد بأنه لا حامي للعدو، وأن أنظمته الدفاعية ليست أكثر من وهم يتم به تحقين المستوطنين بمخدر الثبات وامتلاك زمام المبادرة، والسيطرة على مجريات الحرب.
الحقيقة التي من المهم ألا يغفل عنها نتنياهو وباقي قادة الكيان وحتى مجتمع المستوطنين، أن مسألة استهداف أحد الرؤوس الكبيرة منهم لم يعد بالشيء الإعجازي ولربما في لحظة يأتي خبر في هذا السياق، ساعتها قد ينتفض كبرياء العدو وحتى أمريكا، إنما ما هو الرد الذي سيتعاملون به مع منفذ العملية وهم أصلاً يمارسون أبشع الجرائم منذ عام؟! بل ومنذ عقود؟!
أما عودة الكيان الصهيوني للحديث عن إعادة تخطيط الشرق الأوسط الجديد، أو تداول ما يزعم بأنه خيارات جميعها متاحة له، بشأن معالجة مشكلة شمال الكيان، فإنه ليس أكثر من دسّ الرأس في التراب، هرباً من الاعتراف بالحقيقة خشية على معنويات المستوطنين، وهرباً من التسليم بما يخشونه وهو الذهاب إلى العد التنازلي لوجود الكيان في المنطقة.
ودعماً لرؤيته العقيمة، يفر إلى حشد نفر من مجنديه في الجولان المحتل والإيعاز لإعلامه عن توجه بالدخول إلى دمشق السورية.
لا شك أن مجرد الخوض في مثل هذا المذهب إنما يؤكد على السذاجة التي يتعامل بها نتنياهو مع العالم، إذ من الغباء حتى التعاطي مع هذا الأمر ولو من باب العمل الدعائي لهزيمة نفسية العرب والمسلمين، لأنه لا يستقيم مع الواقع وهو النازح أصلا من منزله.

#وديع العبسينزوح نتنياهو!

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

اليمن يستهدف عمق الكيان ب 41 صاروخا باليستيا

وذكرت صحيفة عرب 48 العبرية، الأحد، أن القوات المسلحة اليمنية أطلقت نحو 41 صاروخًا باليستيًا على الأراضي المحتلة منذ استئناف العدوان الصهيوني على غزة في 18 مارس الماضي.

وأكدت وسائل إعلام العدو أن الصواريخ اليمنية الفائقة الصوت تمكنت من اختراق منظومات الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، ما يمثل تحديًا كبيرًا لقدرات الكيان الدفاعية.

وأفادت أن إطلاق الصواريخ اليمنية يشكل ضغطًا عسكريًا على الاحتلال، خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار على سكان غزة في قطاع غزة.

وكانت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية قد أوضحت في وقت سابق أن الكيان ظل ينظر إلى اليمن كجبهة هامشية، رغم تصاعد التهديد العسكري اليمني على مدى سنوات، مغفِلاً التحولات النوعية في قدرات قوات صنعاء والمخاطر الاستراتيجية الناشئة من جنوب الجزيرة العربية، لكن اليوم، وقد اخترقت صواريخهم أجواء الأراضي المحتلة مرارًا وتكرارًا، وتسببت في أضرار مباشرة، لم يعد بالإمكان تجاهل السؤال: كيف سمحت تل أبيب لنفسها بأن تُفاجأ؟

وأضافت الصحيفة العبرية أن الإخفاق في التعامل مع اليمنيين يعود إلى اعتبارات استخباراتية وأولويات أمنية ركزت لعقود على إيران، وحزب الله، وحماس، وبينما ظهرت إشارات متفرقة لتحذيرات حول قدرات قوات صنعاء بعد ضربات طالت منشآت سعودية وإماراتية، إلا أن هذه التهديدات لم تُدرج ضمن الأولويات الفورية للمؤسسة الأمنية الصهيونية.

ولفتت "إسرائيل هيوم" إلى أن الإجماع في الأوساط الأمنية بالكيان الآن هو أن التهديد اليمني لا يمكن القضاء عليه بالغارات الجوية، ولا يبدو أن تل أبيب مستعدة ولا قادرة على فتح جبهة برية في اليمن، وأن الخيار الواقعي على الأرجح مزيج من الردع المحدود، والتحصينات الدفاعية، والتنسيق مع حلفاء إقليميين ودوليين، مع الاعتراف بأن صواريخ صنعاء ستبقى خطراً قائماً، وأن الصراع مع اليمن خرج من الظل إلى العلن.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: النظام الصحي في السودان ينهار وسط أزمة نزوح غير مسبوقة
  • الصحة العالمية: نزوح أكثر من 14.5 مليون سودانى بسبب الأزمة الإقليمية
  • هل على نتنياهو أن يخشى من جيل الأطفال الذي شهد الإبادة؟
  • استهداف عمق الكيان بصاروخ يمني
  • ديفيد زيني حصان طروادة الذي يتحدى به نتنياهو الجيش والقضاء
  • اليمن يستهدف عمق الكيان ب 41 صاروخا باليستيا
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م
  • لجان المقاومة الفلسطينية تبارك الضربات المتواصلة من اليمن على عمق الكيان
  • ساحل غزة - من شاطئ استجمام إلى مأوى نزوح
  • اليمن يستهدف عمق الكيان