صدى البلد:
2025-05-27@21:51:31 GMT

ما حكم إخراج الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت؟..

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

اجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم إخراج الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت؟ فقد تُوفِّي قريب لي، ونظن من حاله أنه كان مقصِّرًا في صلاته المكتوبة، فهل يجوز قضاء الصلاة عنه بعد وفاته؟ وإن لم يجز قضاؤها عنه فهل يجوز إخراج الفِدية عن ذلك؟". 

وردت دار الإفتاء بالقول إنه يجب على المكلف الاهتمام بأمر الصلاة المفروضة ويَحْرُمُ عليه التهاون في أدائها، ولا تصح الصلاة عن الميت مطلقًا سواءٌ كانت فرضًا أو نذرًا، وسواءٌ تركها لعذرٍ أو لغير عذر، ولا تجب الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت؛ فالصلاة من العبادات البدنية التي لا تقبل النيابة حال الحياة، فكذلك بعد الممات.

حث الشرع الشريف على المحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها

من المقرَّر شرعًا أنَّ الله تعالى فرض علينا الصلاة وجعل لها أوقاتًا تؤدَّى فيها، فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: ١٠٣].

وامتدح المحافظين عليها في أوقاتها فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ۝ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ۝ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ [المعارج: ١٩- ٢٣].

وحذَّر من التهاون بها فقال سبحانه: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59]، وقال جل شأنه: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: ٤- ٥].

حكم قضاء الصلاة الفائتة
إذا ابتُلي العبد بالتقصير في الصلاة عمدًا، أو نسيانًا، أو بِعُذْرٍ من نحو نَوْمٍ، وجب أن يقضي ما عليه من فوائتَ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ» أخرجه الشيخان. فالصلاة كسائر العبادات المحددة بوقت تفوت بخروج الوقت المحدد لها من غير أداء، وتتعلق بالذمة إلى أن تُقضَى.

ويجب القضاء مهما كثرت الفوائت، ويسقط الترتيب في حقِّه إذا زادت الفوائتُ عن خمس، وإن لم يعلم قدر ما عليه فإنه يعيد حتى يتيقن براءة ذمته، وورد عن الإمام أحمد في الرجل يضيع الصلاة: "يعيد حتى لا يشك أنه قد جاء بما قد ضيع".

حكم إخراج الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت
أما مَن مات وعليه صلوات فائتة، فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية في المعتمد، والحنابلة في رواية إلى عدم صحة الصلاة عن الميت مطلقًا سواء كانت فرضًا أو نذرًا، تركها لعذرٍ أو لغير عذر، وهو المختار للفتوى؛ لأن الصلاة من العبادات البدنية التي لا تقبل النيابة حال الحياة، فكذلك بعد الممات.

قال العلَّامة الشُّرُنْبُلَالي الحنفي في "مراقي الفلاح" (ص: 170، ط. المكتبة العصرية): [(ولا يصح أن يصوم) الوليُّ ولا غيرُه عن الميت، (ولا) يصح (أن يصلي) أحدٌ (عنه)] اهـ.

وجاء في "مواهب الجليل" للإمام الحطَّاب المالكي (2/ 544، ط. دار الفكر): [أنَّ الصلاةَ لا تقبل النيابة على المعروف من المذهب] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (2/ 381، ط. المكتب الإسلامي): [ولو مات وعليه صلاة أو اعتكاف: لم يقض عنه وليُّه، ولا يسقط عنه بالفدية] اهـ.

وقال العلَّامة البُهوتي الحنبلي في "كشَّاف القناع" (4/ 14، ط. دار الكتب العلمية): [(ولا) يصح (أن يصلي عنه) -وفي نُسَخٍ: عن- (غيرُه فرضًا ولا نافلة في حياته، ولا في مماته)؛ لأن الصلاةَ عبادةٌ بدنيةٌ محضة فلا تدخلها النيابة بخلاف الحج] اهـ.

وبخصوص الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت، فالذي نختاره للفتوى هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية في المشهور عندهم، والحنابلة في رواية: أنه لا فدية عن الصلوات الفائتة عن الميت وأنها لا تسقط بذلك؛ لأن الصلاة من العبادات البدنية التي لا تقبل النيابة ولا الفدية حال الحياة، فكذلك بعد الممات.

قال الإمام القرافي المالكي في "الفروق" (3/ 186، ط. عالم الكتب): [(وقسم) اتفق الناس على عدم إجزاء فعلِ غيرِ المأمور به فيه وهو: الإيمان، والتوحيد، والإجلال، والتعظيم لله سبحانه وتعالى. وكذلك حُكي في الصلاة الإجماع] اهـ. فأفاد هذا عدم إجزاء شيء بدلًا عن الصلاة من فدية أو غيرها.

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (6/ 372، ط. دار الفكر): [لو مات وعليه صلاة أو اعتكاف لم يفعلهما عنه وليُّه، ولا يسقط عنه بالفدية صلاة ولا اعتكاف، هذا هو المشهور في المذهب والمعروف من نصوص الشافعي في "الأم" وغيره] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "الكافي" (4/ 220، ط. دار الكتب العلمية): [وفي الصلاة روايتان:... والثانية: لا تقضى؛ لأنها لا تدخلها نيابة، ولا كفارة، فلم تقض عنه، كحالة الحياة] اهـ.

فأفهمت تلك النقول أن الفدية لا تقوم مقام فوائت الصلاة عن الميت ولا تُسقطها عنه.

ولا يخفى أن القول بإخراج الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت قد يؤدي إلى فتح باب التهمة على المسلم في أدائه الصلوات والتزامه إياها، والتوسع في التهمة وإساءة الظن بالمسلم مما نهت عنه الشريعة الإسلامية وحذرت منه في غير موضع.

قال الله تبارك وتعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ [الحجرات: 12].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ» متفقٌ عليه.

ولَمَّا كان الأصلُ في المسلم السلامةَ ولا يُعْدَلُ عنها إلا بيقين، كان كلُّ ظنٍّ لم تعرف له أمارةٌ صحيحة وسببٌ ظاهر حرامًا واجبَ الاجتناب، وإذا كان المرءُ لَيَصْعُبُ عليه الجزمُ بنيته في عمله، فكيف يتسلَّط على نِيَّاتِ الآخرين؟!

كما أن القول بإخراج الفدية عن فوائت الصلوات المفروضة عن الميت يقتضي الجزمَ بمعرفة عددها، وهو ما لا اطلاع لأحدٍ عليه على وجه متيقن، ومعلومٌ أن انعدامَ الأصل يقتضي انعدامَ الأثر، فكيف تُقَدَّرُ فديةٌ هي عوضٌ عن مجهولِ الأصلِ والعددِ؟!

الخلاصة
بِناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنه يجب على المكلف الاهتمام بأمر الصلاة المفروضة ويَحْرُمُ عليه التهاون في أدائها، ولا تصح الصلاة عن الميت مطلقًا سواءٌ كانت فرضًا أو نذرًا، وسواءٌ تركها لعذرٍ أو لغير عذر، ولا تجب الفدية عن الصلوات الفائتة عن الميت؛ فالصلاة من العبادات البدنية التي لا تقبل النيابة حال الحياة، فكذلك بعد الممات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حكم قضاء الصلاة الفائتة قال الإمام حال الحیاة

إقرأ أيضاً:

العرض المسرحى استدعاء ولى أمر لفرقة مغاغة المسرحية على مسرح قصر ثقافة أسيوط

شهد مسرح قصر ثقافة أسيوط العرض المسرحي  استدعاء ولى أمر لفرقة مغاغة  المسرحية، ضمن عروض الموسم الحالي التي تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وبإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، في إطار برامج وزارة الثقافة

وجاء ذلك بحضور جمال عبدالناصر مدير عام الإقليم، خالد خليل المدير العام لفرع ثقافة أسيوط، أعضاء لجنة التحكيم الناقد مجدي الحمزاوي، الناقد صلاح فرغلي، والديكوريست محمود حنفي ووليد فتحي عضو المتابعة بالإدارة العامة للمسرح

وبحضور متميز لنخبة من فنانى ومبدعى أسيوط الفنان جلال ابو الدهب، الكاتب المسرحي حسام الدين عبد العزيز، المخرج الفنان خالد ابو ضيف، المخرج اسامة عبد الرؤوف، الأديب الدكتور سيد عبد الرازق، الأديب رأفت عزمي  ، الاديب ايمن رجب طاهر  ، ونخبة من أدباء وشعراء وفنانى ومبدعى أسيوط

 

وتنفذ عروض شرائح المسرح بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وإنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبد الناصر مدير عام الإقليم،بفرع ثقافة أسيوط برئاسة خالد خليل، تغريد عادل مدير إدارة التخطيط والمتابعة بالاقليم، ريهام بغدادى مسئول المسرح بالاقليم  ، الفنان احمد الشريف مدير إدارة الشئون الفنية بالفرع، فرع ثقافة المنيا برئاسة رحاب توفيق، نفذها قصر ثقافة مغاغة 
 

وعرض استدعاء ولي أمر لفرقة مغاغة المسرحية يعد تجربة فنية مميزة تجمع بين الجرأة في الطرح والبراعة في الأداء، وهو عرض يعيد تسليط الضوء على قضايا التعليم والتربية من زاوية إنسانية واجتماعية في آن واحد

وتدور فكرة العرض في إطار درامي ساخر يحمل بين طياته رسالة عميقة تعكس الواقع الذي يعيشه الطلاب وأولياء الأمور في مدارسنا، خاصة في المجتمعات المهمشة.


وأشار الفنان مهند المهدى مخرج العرض إلى أن ما يميز العرض هو التوازن بين الكوميديا السوداء والدراما الاجتماعية، حيث يستعرض مجموعة من المشاهد المتتابعة التي تكشف مدى التناقض بين ما يفترض أن تكون عليه المدرسة كمؤسسة تربوية، وبين ما أصبحت عليه فعليا في ظل الإهمال أو سوء الفهم من مختلف الأطراف. يجسد الممثلون بحرفية عالية شخصيات مألوفة: المعلم المتسلط، الطالب المشاغب، ولي الأمر الحائر، والإدارة الغارقة في البيروقراطية. ورغم بساطة الديكور والإمكانات، إلا أن الأداء الصادق يُعطي العرض ثقله الفني


والعرض المسرحى إستدعاء ولي أمر مكياج مروة الطوخي، من تأليف محمد السوري، سينوغرافيا واخراج مهند المهدي، مخرج منفذ ایمن ماهر، رحمة عبد الهادي، موسيقى تصويرية، تصميم ديكور وملابس يوسف ايمن، مساعد اخراج مريم عادل، رحمة عبد الهادي

تقام العروض يوميًا في تمام الساعة  الثامنة مساءًا، وتقدم فرقة الغنايم المسرحية اليوم الاحد 25 مايو عرض “طواحين الهوا”، من إخراج عادل العدوي، ويليها في 26 مايو عرض “تاتانيا” لفرقة قصر ثقافة أحمد بهاء الدين، من إخراج محمد يسري.

أما يوم 27 مايو فيشهد عرض “التكية” لفرقة أبنوب المسرحية، من إخراج مارك صفوت، وفي 28 مايو تقدم فرقة قومية المنيا عرض “الإسكافي ملكا”، من إخراج عادل بركات.

وفي 29 مايو يعرض “حيضان الدم” لفرقة طهطا المسرحية، من إخراج محمود أبو زيادة، ويقدم في 30 مايو عرض “حجر القلب” لفرقة موك، من إخراج أسامة عبد الرؤوف.

وتختتم العروض يوم 31 مايو بالعرض المسرحي “سترة” لفرقة قومية سوهاج، من إخراج مصطفى إبراهيم

مقالات مشابهة

  • السديس: تقصير المدة بين الأذان والإقامة (5 – 10 دقائق) في الصلوات وخطبتا الجمعة والصلاة (15) دقيقة
  • محظورات الإحرام.. احذر ارتكابها يفسد العبادة وعليك الفدية
  • من شاكيرا إلى ديانا روس.. كلاب تخطف الأنظار بأزياء مستوحاة من مشاهير الميت غالا!
  • عرض "طواحين الهواء" لفرقة الغنايم على مسرح قصر ثقافة أسيوط
  • محرم إنجه: لابد من إخراج تركيا فورًا من السياسة ثنائية القطب
  • هل تقبل النوافل ممن ترك الفرائض؟ الإفتاء توضح
  • ياسمين رئيس في «الست لما» و«عكس عكاس»
  • هل يجوز إخراج الزكاة لابنتي المتزوجة؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • العرض المسرحى استدعاء ولى أمر لفرقة مغاغة المسرحية على مسرح قصر ثقافة أسيوط
  • صافرات الإنذار في القدس والبحر الميت بعد إطلاق صاروخ من اليمن