تحدثت قيادات فلسطينية، رافقت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد يحيى السنوار في السجن، عن ملامح من شخصيته تبرز الجانب الإنساني في ما يتعلق بعلاقته مع زملائه، بينما تظهر الصلابة في مواقفه مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عنه عبد الفتاح دولة، وهو أسير محرر والناطق باسم حركة فتح وعاش مع السنوار 7 سنوات في السجن، إنه كان يحب أن يطبخ في غرفته مع الأسرى ويعد الطعام لزملائه إلى جانب حبه للمزاح معهم.
كما كان جاهزا أن يعطي من وقته ما أمكن لتعليم أي أسير علوم النحو (وقد درس السنوار اللغة العربية وتخرج من الجامعة الإسلامية بغزة).
وحكى عنه دولة أنه فرض على حكومة الاحتلال وجهاز الشاباك أن يتفاوضا معه داخل السجن في ما يتعلق بمفاوضات ما قبل صفقة جلعاد شاليط.
"يؤمن بالشراكة وظل على عهده للأسرى".. رفقاء الشهـ،ـيد يحيى السـ،ـنـ،ـوار في سنوات الأسر يتحدثون#الجزيرة_مباشر | #غزة pic.twitter.com/zdozXoe0sR
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 20, 2024
وعندما تحرر من الأسر في صفقة "وفاء الأحرار"، ظل على عهد الوفاء لكوكبة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وعمل على تحريرهم.
كان السنوار في سجنه رافضا لإجراء أي حوارات إعلامية أو صحفية مع مؤسسات إسرائيلية رغم أن كثيرا من زملائه قد قبل إجراءها، وعندما أصرت القناة الإسرائيلية الثانية أن تجري معه حوارا، راجعه زملاؤه فقبل بشرط أن يسمعهم قناعاته الحقيقية، وليس ما يود الاحتلال سماعه من قبول المهادنة في يوم من الأيام.
مؤمن بالشراكةزميل آخر كان شاهدا على حياة السنوار في السجن وهو عصمت منصور الأسير المحرر، فقد قال إن السنوار كان له حضور بارز في فترة السجن، وكان له دور قيادي على مستوى حركة حماس وعلى مستوى حركة الأسرى، الذين كان يدافع عنهم بشكل قوي.
كان يؤمن بالشراكة ويتجنب الحسابات الشخصية بين أبناء الوطن الواحد والفصائل المختلفة، وعندما تبرز خلافات لم تكن لديه مشكلة أن يكون الحل على حساب حماس مثلا، حسب ما يقول منصور.
وأكد أنه كان صلبا في مواقفه، عقائديا مؤمنا متدينا حافظا للقرآن ولكثير من الأحاديث النبوية.
وقد اعتقلت إسرائيل السنوار عدة مرات وحكمت عليه بـ4 مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، مع أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سُميت صفقة "وفاء الأحرار".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى الإسرائيليين: تلقينا معلومات باستئناف المفاوضات
كشفت وسائل إعلام عبرية نقلا عن مسؤولين مطلعين على ملف التفاوض، أن مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي تشهد تطورات إيجابية في الكواليس، رغم التصعيد العسكري المستمر بين تل أبيب وطهران. ويجري التفاوض بهدوء بمشاركة فاعلة من الولايات المتحدة وقطر، في مسعى لإحياء مبادرة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين أنهم تلقوا إشارات من مسؤولين بشأن احتمال مغادرة وفد تفاوضي إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة قريبا.
وفي أول تعليق رسمي، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، عن وجود "اختراق" في المفاوضات، مؤكداً في رسالة مصورة أنه أعطى تعليمات بالتقدم في المباحثات، ومشدداً في الوقت نفسه على تصميمه القضاء على "التهديد النووي والبالستي الإيراني".
وقال نتنياهو: "أصدرت تعليمات قبل ثلاثة أيام للمضي قدماً في مفاوضات غزة. هناك اختراق، ولن أتخلى عن أحد"، في إشارة إلى الأسرى الذين لا تزال حماس تحتجزهم.
لكن تصريحات نتنياهو قوبلت بانتقادات من قبل عائلات الأسرى٬ حيث وصفوا تصريحاته بأنها "وعود فارغة غير مدعومة بأفعال"، وطالبوا بإرسال وفد تفاوضي جاد إلى الدوحة يحمل تفويضاً واضحاً لاستعادة جميع الأسرى٬ معتبرين أن "النصر الكامل أو الجزئي لا يتحقق دون عودتهم".
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، لا تزال حركة حماس تحتجز 55 أسيرا من أصل 251 أُسروا خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في حين نقلت يديعوت أحرونوت أن حكومة الاحتلال قدمت مؤخراً رداً رسمياً على مقترح قطري يقضي بما يلي:(إطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء في اليوم الأول من وقف إطلاق النار - الإفراج عن رهينتين إضافيتين بعد مرور 60 يوماً - إعادة جثامين نصف المختطفين على ثلاث مراحل - التزام إسرائيل بعدم خرق التهدئة خلال هذه الفترة).
لكن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يرفض صيغاً قد تفضي إلى وقف شامل للعمليات العسكرية، ما لم تتحقق شروطه والتي من أبرزها طرد كبار قادة حماس من غزة، ونزع سلاح المقاومة من القطاع، وضمان عدم عودة الحركة إلى السلطة.
وأشارت مصادر مطلعة على المفاوضات إلى أن واشنطن قدمت لحماس ضمانات تتضمن وقفاً تدريجياً للقتال طالما استمرت المفاوضات بنية حسنة، واقترحت أن يتولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دور الضامن في حال التوصل إلى اتفاق.
في السياق ذاته، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في اتصال هاتفي، مع مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط سيتف ويتكوف، مقترحات تهدئة الوضع، وأهمية استئناف المحادثات على قاعدة الحلول السياسية والدبلوماسية، وسط تحذيرات متزايدة من اتساع رقعة الحرب الإقليمية.
من جهته، أصدر المكتب الإعلامي الدولي في قطر بياناً أكد فيه وجود مفاوضات جارية واقترابها من "تحقيق تقدم حقيقي"، ما يعزز الانطباع بأن الأطراف باتت أقرب من أي وقت مضى إلى صيغة لوقف مؤقت لإطلاق النار.
في غضون ذلك، تستمر الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع دخول الحصار الإسرائيلي الخانق شهره الرابع، منذ إغلاق المعابر في 2 آذار/مارس الماضي، ومنع إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، وسط تصعيد غير مسبوق لوتيرة القصف والإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
وتشير تقديرات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الضحايا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر تجاوز 184 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية.
وجاءت هذه التطورات الإنسانية والسياسية في ظل أكبر تصعيد عسكري إسرائيلي ضد إيران منذ سنوات، حيث شنت تل أبيب فجر الجمعة الماضي، بغطاء أمريكي ضمني، هجوماً جوياً واسعاً أطلقت عليه اسم "الأسد الصاعد"، استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وعلماء ومسؤولين عسكريين بارزين في مناطق متفرقة من إيران.
وردت طهران في وقت لاحق من اليوم نفسه بسلسلة من الضربات الباليستية والمسيرات.