عقار يلتقي سلفاكير.. هل تشفع رفقة الأمس في تحييد جوبا في صراع السودان؟
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
متابعات ـ تاق برس- جدد رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت حرص بلاده على دعم الاستقرار في السودان والاستمرار في التعاون بين البلدين.
ووصل نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني مالك عقار، إلى العاصمة جوبا، في زيارة رسمية تتعلق بمسار العلاقات الثنائية وسبل دعم آفاق التعاون المشترك.
والتقى عقار رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت.
وأوضح عقار أنه أطلع الرئيس سلفاكير على التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوداني وإستمرارها في إجتثاث الدعم السريع.
وأضاف أن اللقاء تناول أيضا موقف السودان والمنظمات الدولية والإقليمية الرافضة لتشكيل ما يسمى بالحكومة الموازية لما أسماها مليشيا الدعم السريع وحلفاءها من السياسيين.
وقال نائب رئيس المجلس السيادي إن اللقاء تناول قضية تفعيل عمل اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين، لاسيما اللجان السياسية والأمنية، فضلا عن تناول القضايا التي تهم المواطنين في البلدين، لاسيما قضايا اللاجئين التي تسببت فيها الحرب.
ولفت إلى أنه قدم دعوة للرئيس سلفاكير لزيارة السودان. وقد أبدى سلفاكير موافقته، على أن يتم الترتيب لها عبر القنوات الدبلوماسية لاحقا.
إلى ذلك، التقى نائب رئيس مجلس السيادة، نظيره نائب رئيس جمهورية جنوب السودان دكتور بول ميل. حيث تطرق اللقاء للقضايا ذات الاهتمام المشترك، بجانب القضايا الاقتصادية المشتركة بالإضافة إلى بعض الموضوعات الأخرى.
ومثل بقية دول الجوار الأخرى، أيضًا كان موقف دول جنوب السودان في الأيام الأولى لاندلاع الحرب أقرب لدعم موقف القوات المسلحة رغم علاقات بعض دوائر الحكم بقائد التمرد والتي توثقت خلال قيادته وفد الحكومة في مفاوضات جوبا لسلام السودان بين الحكومة الإنتقالية – آنذاك – ومجموعات التمرد المنضوية تحت مظلة “الجبهة الثورية” حيث أسفرت عن توقيع اتفاقية جوبا للسلام (أكتوبر/ تشرين الأول 2020).
ونظرًا لتأثر صادرات النفط بشكل مباشر من الصراع، أصبحت سلامة خط الأنابيب أولوية قصوى لحكومة جوبا، وهو ما انعكس في مواقفها من أطراف النزاع ومشاركتها في جهود احتوائه.
لكن، لم يكن حساب المصالح والآثار هو العامل في تحديد موقف دولة جنوب السودان التي تعتمد على عائدات النفط الذي يتم تصديره عبر الخط الناقل الوحيد والذي يمر عبر أراضي السودان حيث تأثرت صناعة النفط كغيرها من القطاعات بالحرب الدائرة في السودان.
وتحت تأثير الإغراء الإماراتي، سرعان ما تغير موقف حكام جنوب السودان ليصبح ضد القوات المسلحة وأقرب إلى صف الدعم السريع رغم تهديد هذا الموقف لمصالحها الاقتصادية الملحة حيث تعتمد دولة جنوب السودان على عائدات النفط بأكثر من 96% وتراجع الحماس الدولي لتقديم الدعم المالي لنظام سلفاكير العنيد والغارق في المشكلات الخطيرة.
لذا، ومن بين دول جوار السودان وطوال فترة الصراع الحالي، كان جنوب السودان بمثابة خزان بشري لتجديد المرتزقة وإرسالهم للقتال في داخل السودان في مختلف الجبهات.
بناءً على ذلك، ظلت قوات الدعم تقوم بالتجنيد في جنوب السودان وسط عناصر الدينكا والنوير (تقرير الخبراء إلى مجلس الأمن 14 أبريل/نيسان 2025؛ 27 وما بعدها) رغم الحرب العرقية بينهم داخل بلادهم منذ 2013، وهما أكبر قبيلتين في الدولة الوحيدة الأحدث في إفريقيا.
كما أن الحدود الطويلة بين ولايات جنوب وشرق وغرب دارفور ودولة جنوب السودان أيضاً ذات أهمية قصوى بالنسبة لقوات الدعم السريع لضمان استمرار الإمداد والدعم اللوجيستي وهي ستكون بمثابة “رئة” يتنفس بها الكيان الذي تسعى لتأسيسه هذه القوات وإعلان حكومة موازية غالباً تكون مناطق جنوب دارفور ومناطق الحدود مع جنوب السودان هي مناطقها الرئيسية.
يذكر أيضا أن سلفاكير ومالك عقار كانا عضوين وقائدين بارزين في الحركة الشعبية لتحرير السودان رفقة دكتور جون قرنق.
ومالك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، ولد عام 1952 في مدينة باو بولاية النيل الأزرق بالسودان، وعقب اتفاقية نيفاشا عمل واليا لولاية النيل الأزرق في أبريل/نيسان 2010، ثم عين في 19 مايو/أيار 2023 نائبا لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بدل محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
يعد عقار أحد قادة التمرد المعروفين في السودان، انضم للحكومة الانتقالية التي تكونت بعد الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان من عام 2019، وبموجب اتفاق سلام وقع مع عديد من الحركات المتمردة في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020، ضمن عقار مقعدا في مجلس السيادة الانتقالي.
السودانجنوب السودانجوباالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: السودان جنوب السودان جوبا مجلس السیادة جنوب السودان الدعم السریع فی السودان نائب رئیس
إقرأ أيضاً:
مقابر الحرب العشوائية.. مأساة وحكايات لم تُروَ في قلب الخرطوم
ينبش متطوعو الهلال الأحمر السوداني وخبراء الطب الشرعي مقابر عشوائية في حي الأزهري جنوب الخرطوم، كانت قد حفرتها عائلات لدفن أقاربهم الذين لقوا حتفهم خلال الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، وسط غياب أجواء الأمان التي منعت الدفن في المقابر الرسمية.
وبفضل الهدوء النسبي الذي شهدته العاصمة منذ إخراج قوات الدعم السريع في يونيو الماضي، تمكنت الفرق المختصة من استخراج رفات نحو ألفي شخص من المقابر العشوائية، ونقلها إلى مقبرة الأندلس التي تبعد حوالي 10 كيلومترات.
وقال هشام زين العابدين، رئيس قطاع الطب الشرعي في الخرطوم، إن فريقه عثر على 307 قبراً عشوائياً في حي الأزهري وحده، معظمها أمام المنازل والمساجد والمدارس، حيث لم تُقم أسر الضحايا مراسم دفن أو جنازات لائقة بسبب القتال العنيف.
وأوضحت جواهر آدم، إحدى الأمهات التي فقدت ابنتها البالغة من العمر 12 عاماً جراء قصف غير محدد المصدر، أنها وأسر أخرى دفنت أطفالها في أماكن مؤقتة لقلة الخيارات، لكنها الآن تشعر ببعض الراحة بعد نقل الرفات ودفنها بشكل كريم.
وأسفرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، فيما تشير تقديرات إلى وفاة ما لا يقل عن 150 ألف شخص خلال العام الأول من الصراع، وفق تصريحات مبعوث أميركي سابق.
ورصدت كلية لندن للصحة العامة والطب الاستوائي زيادة بنسبة 50% في معدلات الوفيات في الخرطوم خلال 14 شهراً من الحرب، حيث بلغت 61 ألف وفاة، منها 26 ألفاً بسبب العنف المباشر.
ولا تزال آلاف العائلات تجهل مصير أبنائها المفقودين، حيث أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكثر من 8 آلاف مفقود في السودان خلال العام الماضي، مع توقعات بأن يكون العدد أكبر بكثير.
ويؤكد المسؤولون المحليون أن إزالة الرفات من المقابر العشوائية ستتيح استكمال مشروع بناء مدرسة كانت تعيقها تلك المقابر، ما يمثل بارقة أمل لسكان الحي الذين يعانون من تداعيات الحرب وتدمير البنية التحتية.
يشار إلى أن الخرطوم كانت تضم نحو 9 ملايين نسمة قبل النزاع، نزح منهم أكثر من 3.5 ملايين بسبب القتال، فيما تتوقع الأمم المتحدة عودة نحو مليوني نازح قبل نهاية العام، رهناً بتحسن الأوضاع الأمنية والخدمية في العاصمة.
السودان.. “قوات الدعم السريع” تنفي قصف مطار نيالا وتتوعد مروجي الأكاذيب
نفت قوات الدعم السريع في السودان، السبت، بشكل قاطع مزاعم تعرض مطار نيالا لقصف من قبل الجيش السوداني، مؤكدة أن المدينة ومطارها تتمتعان بحماية وتأمين كاملين من جميع الجهات.
وفي بيان رسمي، وصفت دائرة الإعلام بقوات الدعم السريع تلك المزاعم بأنها “حملة تضليل ممنهجة” تقودها قنوات فضائية ومنصات تواصل اجتماعي مرتبطة بفلول النظام السابق، تهدف إلى تغطية هزائمهم العسكرية في جبهات كردفان.
وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تحمي نيالا بمنظومات دفاع جوي متطورة، تمكّنت من صد وإفشال كل المحاولات السابقة لاختراق أجواء المدينة، مشيراً إلى تدمير أي طائرة أو مسيرة حاولت الاعتداء على المنطقة.
كما نفى البيان ما تردد عن وجود مقاتلين أجانب من كولومبيا ضمن صفوف قوات الدعم السريع، مؤكداً أن القوة الحقيقية تأتي من أبناء السودان الذين يحملون إرادة وطنية قوية لمواجهة “فلول النظام والمرتزقة”.
وفي الوقت نفسه، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بالاستعانة بميليشيات أجنبية في مناطق عدة من البلاد.
وهددت قوات الدعم السريع مروجي الأكاذيب داخل وخارج السودان بـ”أمطار غزيرة” ستغمر مراكز قوتهم العسكرية والاقتصادية، في إشارة إلى مواجهات محتملة.
وتأتي هذه التصريحات على خلفية إعلان الجيش السوداني، الأربعاء الماضي، عن تدمير طائرة إماراتية كانت تقل “مرتزقة كولومبيين”، ما أسفر عن مقتل 40 مسلحاً على الأقل في ضربة جوية على مطار تحت سيطرة قوات الدعم السريع. ونفت الإمارات بشكل قاطع هذه الأنباء، واصفة إياها بـ”الكاذبة” و”حملة تضليل” لا تستند إلى أي دليل، مؤكدة عدم وجود أي صور أو أدلة توثق الحادثة.
وطالبت قوات الدعم السريع وسائل الإعلام بالتحقق من صحة الأخبار والاعتماد على المصادر الرسمية، مشددة على استمرارها في حماية حياة سكان نيالا وأسواقهم وحدائقهم، مع تعزيز وتحديث قدرات الدفاع الجوي لمواجهة أي اعتداء.
المصرف التجاري يرفع سقف السحب النقدي من حساب بطاقات الدفع الإلكتروني إلى ٦٠٠ ألف ليرة أسبوعياً لتخفيف الازدحام والعبء على المواطنين
بهدف تخفيف الازدحام والعبء على المواطنين، المصرف التجاري السوري يرفع سقف السحب النقدي من حساب بطاقات الدفع الإلكتروني إلى ٦٠٠ ألف
ليرة سورية أسبوعياً من أجهزة الصراف الآلي (ATM).
بالإضافة إلى إمكانية السحب من نقاط البيع pos المتواجدة في فروع ومكاتب المصرف بسقف سحب ٥٠٠ الف ليرة سورية اسبوعياً.
السودان يسجل 5060 إصابة بكوليرا و225 وفاة وسط تفشي الوباء في مناطق النزوح
أعلنت المنسقية العامة للنازحين في دارفور غربي السودان ارتفاع عدد حالات الإصابة بوباء الكوليرا إلى 5060 حالة، مع تسجيل 225 حالة وفاة، وسط تفشي واسع للوباء في مناطق جديدة وخاصة في جبل مرة ومخيمات النازحين.
وأشار المتحدث باسم المنسقية آدم رجال إلى أن وتيرة تفشي الكوليرا غير مسبوقة وتشهد زيادة مقلقة في أعداد الإصابات اليومية، خصوصاً في مراكز النزوح بمخيمات طويلة ونيالا.
في السياق نفسه، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل نحو 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو 2024، محذرة من تفاقم الأزمة بسبب استمرار الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح واسع وانتشار سوء التغذية والأمراض.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم في مؤتمر صحفي بجنيف إن العنف المستمر في السودان تسبب في مجاعة ومعاناة واسعة، مشيراً إلى أن كل الولايات السودانية أبلغت عن تفشي الوباء.
وأضاف تيدروس أن هناك حملات تطعيم ضد الكوليرا جارية في عدة ولايات، لكنه حذر من الفيضانات الأخيرة التي تزيد من مخاطر تفاقم سوء التغذية وانتشار أمراض أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك.
وفي ظل الأزمة، أورد المسؤول الأممي تقارير من مدينة الفاشر تفيد بأن السكان يلجأون إلى أكل علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، في حين يعاني ملايين السودانيين من الجوع. كما حذرت المنظمة من أن حوالي 770 ألف طفل دون سن الخامسة قد يعانون من سوء التغذية الحاد خلال العام الجاري.