منى سليمان: كولن كان مجددًا للفكر الإسلامي و”الخدمة” ستكمل مسارها
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
القاهرة (زمان التركية)ــ قالت الدكتورة منى سليمان الباحثة في الشأن التركي، إن إعلان حركة “الخدمة” عن وفاة مؤسسها وملهمها المفكر الإسلامي التركي “فتح الله كولن” في بنسلفانيا حيث مقر إقامته منذ 1999، خبر أفجع محبيه ومتابعيه من كافة أنحاء العالم، لما كان له من أثر فكري ومؤسسي تجاوز العالم الإسلامي، حيث أنه ألف عشرات الكتب التي ترجمت لكافة اللغات الحية وتمحورت كتبه حول الفكر الإسلامي والتقارب بين الأديان والحضارات، والفهم الصحيح المبسط للدين الإسلامي وكيفية التوفيق بين ذلك وبين الحياة في ظل دولة علمانية كتركيا خلال الفترة القرن الماضي.
وأضافت الدكتورة منى سليمان في تصريحات لـ جريدة زمان التركية “اعتقد أن الأستاذ “كولن” قد كان مجددا للفكر الإسلامي بشكل وسطي يتناسب مع القرن العشرين، لأن الإسلام دين لكل العصور فقد ابتعد عن الفكر المتشدد وانتقد الجماعات الإرهابية وكل ما يصدر عنها، وقدم أفكاره للتوفيق بين الحياة العصرية والدين الإسلامي الحنيف بجوهره وليس بمظهره، ولذا فقد حصل على العديد من الجوائز الدولية وأسست الجامعات الأوروبية والأمريكية أقسام بأسمه تقديرا له”.
وحول رؤيتها للاتهامات السياسية الموجهة إلى كولن، قالت د. منى سليمان وهي محاضر وباحث أول في العلوم السياسية والشأن التركي “فكر الأستاذ كولن ألهمه لتأسيس حركة (الخدمة) وهي حركة مدنية أهلية نشأت في السبعينات من القرن العشرين بتركيا ونشطت الحركة في إنشاء المؤسسات والمراكز التعليمية المجانية، وكان لها مؤسسات اقتصادية وإعلامية وكان لها أثر بالغ في الحياة الاجتماعية التركية واستمر أردوغان في دعم عمل الحركة خلال الفترة (2002-2012) للإستفادة من أنشطتها وشعبيتها، بيد أنه في عام 2013 حدث خلاف بين الطرفين نتيجة الكشف عن قضية (الفساد الحكومي) التي تورط فيها بعض وزراء حكومة (أردوغان) ونجله، واتهم آنذاك عناصر شرطة متخرجين من مدارس (الخدمة) بالكشف عن القضية وبدأ العداء من قبل (أردوغان) للحركة حتى منتصف عام 2016 عندما اتهمها بتدبير الانقلاب الفاشل بالتعاون مع عناصر بالجيش، دون دلائل قانونية فكيف لشخص مثل (جولن”) أن يدبر أنقلابا وهو مقيم بدولة آخرى منذ عقود، ومنذ ذلك التاريخ صادرت الحكومات التركية كافة ممتلكات الحركة التي قدرت بنحو (100) مليار ليرة وكذلك اعتقلت الكتاب والإعلاميين ورجال الأعمال الذين تعاملوا مع الحركة، وقد وظف (أردوغان) الاتهامات السياسية (لكولن) الغير صحيحه في رأي لرفع شعبيته وحشد المواطنين معه ضد خطر أنقلاب جديد، ولذا على أردوغان الآن البحث عن (متهم جديد) يلقي عليه هذه الاتهامات بعد وفاة الأستاذ كولن”.
وبشأن مصير حركة الخدمة بعد كولن، تقول الدكتورة منى سليمان: إن وفاة الأستاذ “كولن” تثير عدد من التساؤلات حول مستقبل “حركة الخدمة” التي أعتقد أنها ستكمل مسارها كما أوصى به الأستاذ “كولن” (رحمه الله عليه) رغم التضييق عليها داخل وخارج تركيا من قبل “أردوغان”، والأمر الثاني هو كيفية تعامل الدولة التركية مع خبر الوفاة وهل ستستمر في استهداف الحركة وعناصرها خارج تركيا كما فعلت مؤخرا عبر اختطاف 5 من عناصرها في كينيا، واعتقد أن الأيام المقبلة سوف تجيب عن هذا التساؤل، ويبقى التساؤل حول تأثير الوفاة على العلاقات التركية-الأمريكية فمنذ عام 2016 تطالب أنقرة واشنطن بتلسيم “كولن”، بيد أن الأخيرة ترفض لعدم وجود أدلة قانونية تدينه، ولذا فإن وفاته ستؤدي لإزالة أحد الملفات الخلافية بين أنقرة وواشنطن ليبقى عليهم معالجة سائر تلك الملفات.
“سكت صوت السلام”.. علماء وكتاب وأطباء ينعون فتح الله كولن Tags: الدكورة منى سليمانمنى سليمانوفاة فتح الله كولنالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: منى سليمان وفاة فتح الله كولن
إقرأ أيضاً:
“التحالف الإسلامي” يُطلق في العاصمة القمريّة أعمال الدورة التدريبية المتخصصة في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال
بحضور معالي مدير مكتب رئيس جمهورية القمر المتحدة المكلف بالدفاع يوسف محمد علي، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة من مدنيين وعسكريين، انطلقت اليوم الاثنين في العاصمة القمريّة موروني أعمال الدورة التدريبية المتخصصة التي ينظمها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وتستمر على مدار خمسة أيام، تحت عنوان: “محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال ـ المستوى التأسيسي”، وذلك ضمن مبادرة “بناء” الإستراتيجية، الهادفة إلى تعزيز القدرات المؤسسية والأمنية في مواجهة الجرائم المالية وغسل الأموال.
وأكد مدير مكتب رئيس الجمهورية المكلف بالدفاع بجمهورية القمر المتحدة، في كلمته خلال حفل الافتتاح، أن مخططات غسل الأموال في تطور مستمر، مستغلة الثغرات والغموض، مما يستدعي ردًا جماعيًا ومنظمًا يعزز جهود التصدي لهذه الآفات.
وبيّن أن انعقاد هذه الدورة التدريبية بتنظيم من التحالف الإسلامي، يشكل خطوة إستراتيجية مهمة لتعزيز القدرات المؤسسية، مشددًا على أن محاربة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مسؤولية جماعية والتزام وطني يسهم في بناء اقتصاد أكثر صحة ودولة أكثر أمنًا.
وأشار إلى أهمية تمكين المشاركين من فهم الالتزامات القانونية والتنظيمية ذات الصلة، والعمل على ترسيخ قيم الشفافية وثقافة الامتثال في المؤسسات الوطنية.
وتهدف الدورة إلى بناء معرفة شاملة لدى المشاركين حول الأطر القانونية الوطنية والدولية ذات الصلة بمحاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وتعزيز الكفاءة في استخدام الأدوات التقنية الحديثة لتحليل البيانات المالية والكشف عن الأنشطة المشبوهة، كما تسعى إلى رفع مستوى الوعي العام بمخاطر هذه الجرائم، وتطوير آليات فعالة للوقاية والتنسيق بين الجهات الرقابية والأمنية والمالية، على المستويين المحلي والدولي.
اقرأ أيضاًالمملكةالغطاء النباتي” يُعلن زراعة 52 مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة
ويشارك في الدورة عدد من الجهات الفاعلة، تشمل الجهات الرقابية والعدلية، ووزارة الداخلية ومؤسسات إنفاذ القانون، والمؤسسات المالية، والجهات العاملة في قطاع الأعمال والمهن غير المالية، إلى جانب المؤسسات غير الربحية.
وتُركز الدورة على عدد من المحاور الرئيسة، من أبرزها: الإطار القانوني لمحاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، بما يشمل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقمع تمويل الإرهاب، والتشريعات الوطنية ذات العلاقة؛ إلى جانب استعراض مصادر وأدوات الجرائم المالية، مثل: الحوالات البنكية، والعملات الرقمية، والتبرعات.
وتشمل محاور الدورة تحليل الأنماط وتقنيات الكشف المالي من خلال تطبيقات عملية، والتعاون الدولي والإقليمي في تبادل المعلومات وملاحقة الجرائم عبر الحدود، وإستراتيجيات الوقاية وبناء خطط وطنية للامتثال والإبلاغ، بالإضافة إلى برامج التوعية والتدريب، مع التركيز على دور الإعلام في نشر الثقافة المجتمعية حول مخاطر الجرائم المالية، وتصميم برامج تدريبية مستدامة تستهدف العاملين في القطاعين المالي وغير المالي.
وتأتي هذه الدورة في سياق جهود التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتعزيز التعاون الدولي وتطوير وتأهيل الكفاءات الوطنية المدنية منها والعسكرية لمجابهة الاحتيال المالي وعمليات غسل الأموال، وأيضًا توفير بيئة تدريبية احترافية تسهم في بناء منظومات متكاملة وفعّالة لمواجهة التهديدات المالية المرتبطة بالإرهاب.