سكان شمال قطاع غزة: نعيش في جحيم
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
شابة في مقتبل العمر تصرخ وتشتغيث من أجل إنقاذ طفلها المصاب داخل مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا "قوات الاحتلال الإسرائيلي حرقت مدرسة حمد بجانب مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة والنيران تمتد إلى مولدات المستشفى، إلحقونا قبل ما ينحرقوا أولادنا وين نروح يا عالم؟".
كانت تلك الكلمات آخر ما قالته سماح قبل أن تقع أرضًا مغما عليها فيما تزال النيران تشتعل في مدرسة الإيواء الملاصقة للمستشفى الإندونيسي حيث تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إحراق المدرسة التي يتلاصق جدارها مع محطة الأكسجين الخاصة بالمستشفى.
وقد انتشرت صور عديدة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين كانوا يتباهون بإشعال النيران في المدرسة ذاتها.
أما عمر سالم أحد الشباب المحاصرين في جباليا شمال قطاع غزة فأطلق مناشدة للعالم أجمع من أجل إنقاذ المحاصرين من مدنيين داخل أحد مراكز الإيواء في مدينة بيت لاهيا قائلا "إلحقونا يا عالم، أغيثونا يا مسلمين، أكثر من سبعة عشر يوما والغذاء شبه مقطوع والمياه غير صالحة للشرب، لا يوجد حليب للأطفال والأمهات تخلط النشا والطحين مع الماء والسكر لإطعامهم، الاحتلال يطبق الحصار على المواطنين ويستهدف كل من يتحرك، نسكن في مدارس و منازل مقصوفة مسبقا، نستخدم قماش الخيام وبعض الأخشاب من الأثاث بسبب انقطاع الحطب لإشعال النار وتجهيز الطعام إن وجد، أطفالنا ماتوا أمام أعيننا يوجد أطفال ورضع ونساء في المدرسة، الرائحة الكريهة ومياه الصرف تسبب أمراضا على كل من في المدرسة".
في هذه الأثناء، ما زال شمال قطاع غزة يتعرض لأبشع مجازر الإبادة الجماعية من قتل وتهجير وتجويع وحصار خانق بالتزامن مع منع دخول المساعدات الإنسانية إلى الشمال ومنع دخول الأدوية وحسب ما ورد عن وزارة الصحة الفلسطينية فإن عدد الشهداء وصل لأكثر من 600 شهيد ومئات الجراحى، عائلات بأكملها ما زالت محاصرة في ظل العملية العسكرية لقوات الاحتلال التي تمنع دخول الطعام والشراب واستمرار محاصرة مستشفيات الشمال وتعرض المنظومة الصحية للانهيار.
وقد أطلق المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في غزة مناشدات عاجلة للسيطرة على الحريق وإنقاذ ما تبقى من مرضى في داخل المستشفى الإندونيسي.
كما أشار بصل أن الاحتلال يسعى لتهجير المنطقة من شمال القطاع وتفريغ الكتل العمرانية، ما يحدث في شمال غزة هو تطهير عرقي وقضاء على كل مقومات الحياة مع استمرار القصف الإسرائيلي على عشرات المنازل في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، جثث عشرات الشهداء موجودة تحت أنقاض المنازل التي تم قصفها.
الجديد بالذكر أن الكثير من المواطنين من سكان مخيم جباليا قد اضطروا للجوء والنزوح إلى بعض المنازل والمنشآت الآيلة للسقوط في مدينة بيت لاهيا، التي استهدفتها الصواريخ الإسرائيلية سابقا، في محاولة للاحتماء من برد الليل وشظايا القذائف التي تتناثر في المنطقة بكثرة.
فيما يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدام كثافة نارية عالية في تلك المنطقة ضد المواطنين لإجبارهم على الاستجابة لأوامره والنزوح إلى جنوب قطاع غزة.
وأشارت مصادر طبية إلى أن هذه الاستهدافات أسفرت عن سقوط مئات الضحايا بين قتلى وجرحى منذ بدء الهجوم في 5 أكتوبر الجاري.
فيما استهدف الجيش الإسرائيلي ليلة السبت الماضي تجمعا لمنازل المواطنين في بيت لاهيا، ما أسفر عن مجزرة خلفت أكثر من 100 شهيدًا ومفقودا تحت الركام، بالإضافة إلى أكثر من 40 إصابة، من بينها حالات حرجة.
وتسبب قطع الجيش الإسرائيلي للاتصالات والإنترنت عن المنطقة قبل عدة أيام في شح الفيديوهات والصور التي توثق ما يحدث للنازحين، فضلا عن صعوبة التواصل مع الأهالي وصعوبة إخراج الضحايا من تحت ركام المنازل بسبب نقص المعدات اللازمة لذلك.
من جهته، يقول الشاب إياس جبريل وهو أب لأربعة أطفال أكبرهم 7 سنوات، إنه يشعر بالخطر يقترب منه ومن أطفاله، لكنه لا يستطيع التحرك بهم نحو أماكن آمنة بسبب إغلاق الطرق ووجود قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان، حيث إن أي شخص يخرج يعرض لحياته للخطر.
ويضيف جبريل "إن انقطاع الاتصالات يزيد من حدة الأزمة والقلق والهلع، إذ لا تصل صورة حياتهم للخارج، بصعوبة أستطيع توفير علاج لوالدتي المريضة، أما أطفالي فلا يوجد لدى أصغرهم حليبا، بالكاد وبصعوبة نستطيع الحصول على الطعام".
وقال جبريل: "نحن والنازحون في مشروع بيت لاهيا قررنا البقاء والصمود في بيوتنا حتى آخر نفس في ظل انقطاع الطعام والماء، فهذه الأرض لن تهب للمحتل إلا على أرواحنا".
*كاتبة فلسطينية من غزة
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جیش الاحتلال الإسرائیلی شمال قطاع غزة بیت لاهیا
إقرأ أيضاً:
العالم يُعارِض الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة
◄ ألمانيا تُعلق تصدير المعدات العسكرية.. وبريطانيا تطالب إسرائيل بوقف التصعيد
◄ عائلات الأسرى تهاجم نتنياهو.. والمعارضة: احتلال غزة "كارثة"
◄ الدول العربية تُندد بالقرار الإسرائيلي وتحذر من التداعيات الكارثية
◄ الأمين العام للأمم المتحدة ينتقد "التصعيد الخطير" ويحذر من "التهجير"
الرؤية- غرفة الأخبار
بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطة لاحتلال مدينة غزة، البقعة الأكثر أهمية في قطاع غزة، تزايد الرفض العالمي لهذه الخطط في ظل الحرب المستمرة منذ نحو عامين في القطاع الفلسطيني.
وأعلنت ألمانيا أنها ستعلق تصدير المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في غزة إلى إسرائيل وذلك في قرار وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مخيب للآمال". وطالبت بريطانيا إسرائيل بمعاودة النظر في قرارها تصعيد العدوان العسكري على غزة.
وفي إسرائيل، هاجمت عائلات الأسرى في غزة وقادة المعارضة نتنياهو على خلفية القرار الذي قالوا إن يعرض حياة الأسرى للخطر. ويضغط الحلفاء المنتمون لليمين المتطرف في حكومة نتنياهو الائتلافية للسيطرة على قطاع غزة بالكامل في إطار تعهد نتنياهو بالقضاء على حماس، رغم تحذير الجيش من أن هذا قد يعرض حياة من تبقى من الأسرى للخطر. ووصف زعيم المعارضة يائير لابيد قرار إرسال المزيد من القوات الإسرائيلية لمدينة غزة بالكارثة، ولفت إلى أن القرار يخالف توصيات المسؤولين العسكريين والأمنيين. واتهم لابيد الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش بجر نتنياهو إلى إطالة أمد الحرب مما قد يؤدي إلى مقتل أسرى وجنود.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من بين القادة الأجانب الذين طالبوا إسرائيل بمعاودة النظر في قرارها بشأن مدينة غزة.
ونددت السعودية بأي خطوة لاحتلال غزة. وكانت قد أكدت استحالة تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية.
وأدان وزراء خارجية أستراليا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وبريطانيا بشدة قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي شن عملية عسكرية جديدة واسعة النطاق في غزة. وقال الوزراء في بيان مشترك "الخطط التي أعلنتها حكومة إسرائيل تنذر بانتهاك القانون الإنساني الدولي".
واستنكرت دولة الإمارات تحركات إسرائيل لاحتلال قطاع غزة. وحذرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان نشرته الوكالة الرسمية من "تداعيات هذا القرار الكارثية ووقوع المزيد من الضحايا الأبرياء في القطاع واستفحال المأساة الإنسانية". وعبرت الوزارة عن الرفض "القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني الشقيق ومحاولة تهجيره".
وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة، ووصف المتحدث باسمه القرار بأنه "تصعيد خطير" سيؤدي إلى تهجير الفلسطينيين.
وقال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة "خاطئة" وستعرض حياة الأسرى المتبقين لخطر أكبر.
وأعلنت مصر رفضها قرار إسرائيل احتلال كامل قطاع غزة، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر.
فيما نددت السعودية في بيان لخارجيتها بأشد العبارات بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة.
وأدان الأردن بـ"أشد العبارات، الخطة التي أقرها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، التي تستهدف ترسيخ احتلالها لقطاع غزة وتوسيع السيطرة العسكرية عليه بالكامل".
وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن خطة إسرائيل لإعادة احتلال غزة تنسف الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، وتمثل تقويضًا لحل الدولتين.