يتاجرون في حياة الرضع.. عصابة المواليد الجدد تصدم الأتراك
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
فقد بدأت السلطات حملة اعتقالات واسعة لأطباء وممرضين وموظفين في وزارة الصحة بعد كشف تورطهم في عمليات تحويل مواليد جدد إلى وحدات عناية مركزة في مستشفيات خاصة بهدف الربح دون حاجة صحية فعلية.
وتعود هذه القضية إلى أن مؤسسة التضامن الاجتماعي التركية تتعاون مع المستشفيات الخاصة لاستخدام وحدات الرعاية المركزة للأطفال الخدج في حال امتلائها بالمستشفيات الحكومية، وتدفع 250 دولارا لكل طفل في اليوم الواحد.
وللاستفادة من هذا الاتفاق نشطت عصابة كبيرة في إسطنبول تسمى عصابة "المواليد الجدد" أو "عصابة الرضع".
سمسرة في حياة الرضعوتورطت العصابة في تنفيذ مخطط احتيال عبر إدخال الأطفال حديثي الولادة إلى وحدات العناية المركزة في المشافي الخاصة رغم أن حالاتهم لا تستدعي ذلك أصلا، وذلك بهدف السمسرة وتحقيق أرباح ضخمة، فتضاعفت عائدات المستشفيات التي تعاونت مع هذه العصابة 4 أضعاف تقريبا.
وكانت العصابة تتعامل مع 19 مستشفى خاصا في إسطنبول، وتحول إليها الأطفال بحجة عدم وجود أماكن متاحة في المستشفيات الحكومية أو الخاصة التي وُلد فيها هؤلاء الرضع.
وكان التحويل يتم بالاتفاق والتنسيق مع عدد من موظفي خدمة اتصالات الطوارئ التابعة لوزارة الصحة التركية، لأنها الجهة الوحيدة المسؤولة عن تحويل الحالات بين المستشفيات الحكومية والخاصة.
ووفقا للتحقيقات الأولية، فقد تسبب هذا العمل في مقتل 12 رضيعا وإصابة عشرات الأطفال الآخرين بمضاعفات خطيرة قد تصل ببعضهم إلى إعاقات مستمرة بسبب بقاء هؤلاء الرضع في العناية المركزة لفترات طويلة دون الحاجة إليها أصلا.
وبدأت التحقيقات في هذه القضية قبل عام من الآن، وكانت محاطة بسرية تامة، وذلك بعد وصول إخبارية من شخص مجهول عن هذه العصابة.
وعلى مدار الأيام الماضية اعتقلت السلطات التركية 47 فردا من عصابة المواليد الجدد، منهم 4 أطباء و18 ممرضة وموظفون ومسؤولون بمراكز اتصال الطوارئ والمستشفيات الـ19 المتعاونة مع العصابة.
وأعرب نشطاء عن صدمتهم إزاء هذا السلوك، فقال أونور "هذه أكبر فضيحة صحية رأيتها في تركيا منذ 35 عاما، ألا يجب أن نقف ونبدي ردة فعل قوية للقضاء على مثل هذه العصابات التي تقتل أطفالنا؟".
أما ياسمين فقالت "متى وصل الأمر إلى هذا الحد من الوحشية والبشاعة؟ حتى أحكام السجن منخفضة لهؤلاء المجرمين في هذا البلد".
كما قال فارت أوغلو "جرائم قتل أطفالنا الرضع في المستشفيات هذه أسوأ حادثة في تاريخ الجمهورية"، وقالت عائشة أيكوز "هؤلاء قتلة يشترون الأطفال المحتاجين إلى الرعاية بوحشية مثل شراء الطماطم من السوق ويحكمون عليهم بالموت، هذا أمر فظيع ومفجع".
وقررت وزارة الصحة التركية إغلاق 9 مستشفيات بشكل نهائي وسحب التراخيص منها وإزالة لافتاتها، وجرى نقل المرضى المقيمين فيها إلى مستشفيات أخرى بواسطة سيارات الإسعاف.
وبعد إغلاق المستشفيات نشرت وسائل إعلام تركية تقارير تفيد باكتشاف السلطات حالات مماثلة لما حدث في مستشفيات إسطنبول في 4 مدن أخرى، وهي أنطاليا وسكاريا وكوجايلي ونيغدة.
21/10/2024المزيد من نفس البرنامججدل في الأردن بعد عودة خدمة العلم الإلزاميةتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف الخريجين.. أرقام تكشف واقعاً جديداً
الاتحاد ( أبوظبي) في الوقت الذي يُحدث فيه الذكاء الاصطناعي تحولاً في الاقتصادات ويستحدث فرصاً هائلة، إلا أن هناك مخاوف من أن تؤثر هذه التكنولوجيا الرائدة على مستقبل سوق العمل.
فملامح التغيير بدأت تظهر بوضوح في قطاع التكنولوجيا، حيث تشير أبحاث حديثة إلى تراجع فرص التوظيف أمام الخريجين الجدد، لصالح الموظفين ذوي الخبرة.وسط الجدل المتزايد حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف.
اقرأ أيضاً.. الشباب والذكاء الاصطناعي.. مشاعر معقدة بين الثقة والقلق
وبالرغم من صعوبة تأكيد مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف حتى الآن، إلا أن تقريراً حديثاً من المنتدى الاقتصادي العالمي كشف أن 40% من أصحاب العمل ينوون تقليص الموظفين في المهام التي يمكن أتمتتها بالذكاء الاصطناعي.
أرقام تُظهر تراجعًا في فرص الخريجين
بحسب بيانات جديدة من شركة SignalFire المتخصصة في تتبع تحركات التوظيف لأكثر من 600 مليون موظف حول العالم، فإن كبرى شركات التكنولوجيا خفّضت تعيين الخريجين الجدد بنسبة 25% خلال عام 2024 مقارنة بالعام الماضي.
أما الشركات الناشئة، فقلّلت من توظيفهم بنسبة 11%، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش".
أصبح الاعتماد المتزايد على قدرات الذكاء الاصطناعي في البرمجة، واكتشاف الأخطاء، والتحليل المالي، وتثبيت البرمجيات، يعني أن الشركات بحاجة إلى عدد أقل من الموظفين لأداء هذه المهام.
رئيس قسم الأبحاث في SignalFire، آشر بانتوك، يؤكد وجود أدلة مقنعة على أن الذكاء الاصطناعي يُشكل عاملًا رئيسيًا في هذا التحول.
فمعظم الوظائف للمبتدئين تعتمد على مهام روتينية منخفضة المخاطر، وهي بالضبط النوع الذي تتفوق فيه نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
أخبار ذات صلةمن جانبه أوضح غابي ستينجل، مؤسس شركة Rogo للتحليلات المالية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والذي قال خلال قمة للتكنولوجيا المالية: "الأداة التي طورناها تؤدي معظم المهام التي كنت أقوم بها كمحلل في بنك استثماري".
وبالرغم أن البنوك الكبرى مثل "جولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" لم تُعلن رسميًا عن تخفيضات بسبب الذكاء الاصطناعي، فإن تقارير سابقة أشارت إلى نوايا بخفض عدد المحللين المبتدئين بنسبة تصل إلى الثلثين، وتقليل الرواتب نتيجة لتغير طبيعة العمل.
ومع تراجع فرص الخريجين، ارتفعت في المقابل معدلات توظيف أصحاب الخبرة.
إذ سجلت الشركات الكبرى زيادة بنسبة 27% في توظيف من لديهم خبرة تتراوح بين سنتين إلى خمس سنوات، فيما رفعت الشركات الناشئة النسبة بنسبة 14%.
الخريجون الجدد أمام تحد
هيذر دوشاي، شريكة الموارد البشرية في "SignalFire"، ترى أن فرص التوظيف أصبحت أكثر تعقيدًا بفعل الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن على الخريجين مواكبة الأدوات الجديدة. بحيث لا يمكن توظيف الخريج الجديد دون خبرة، ولا يمكنه اكتساب الخبرة من دون وظيفة.
ونصحت الخريجين: بأن الذكاء الاصطناعي لن يأخذ وظيفتك إذا كنت الأفضل في استخدامه.
في ظل هذا الواقع، يبدو أن عصر "الخبراء فقط" قد بدأ فعلاً في عالم التكنولوجيا، بينما يواجه القادمون الجدد تحديات متزايدة في دخول هذه السوق المتغيرة وهو ما يحتم عليهم مواكبتها.