لبنان ٢٤:
2025-07-31@02:28:49 GMT

لبنان غزة ثانية

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

لبنان غزة ثانية

كتب طوني عيسى في" الجمهورية":  في لبنان، حافظت الجبهة طوال 11 شهراً على مقدار من الهدوءتحت سقف حرب الاستنزاف التي فرضها «حزب الله ». وعندمانضجت الظروف، وسّعت إسرائيل حربها على لبنان، حيث بدأتعلى ما يبدو تكرار سيناريو غزة. 
ففي 17 أيلول الفائت، أطلق الإسرائيليون عمليتهم العسكرية ضدّ«حزب الله »، بدءاً بضربات «البايجر » واللاسلكي والتصفياتالصادمة والسريعة الوتيرة على مستوى الكوادر والقيادات العليا،ووصلوا إلى السيد حسن نصرالله بعد 10 أيام، وهم يلاحقون الكوادر على كل مساحة لبنان، وخصوصاً في البقاع والضاحيةالجنوبية.

كما يقومون باستهداف
ممنهج لمستودعات السلاح والصواريخ والذخائر، حتى داخلالأراضي السورية، وفي المعابر والأنفاق. ونتيجة لهذه الضربات،أظهر «الحزب » إرباكاً في المواجهة لأيام، لكنه سرعان ما استعادجزءاً من قدراته ومرونته على 3 مستويات:  
-1 عودة قيادته الموقتة إلى المناورة السياسية، من خلال ما يعلنهالشيخ نعيم قاسم، حول وقف النار ومدى القبول بالقرار 1701 .
-2 إثبات القدرة على إيلام إسرائيل في حرب الشوارع التيتخوضها في الكيلومترات الأولى شمال الخط الأزرق.
-3 تحسن الأداء في مجال استخدام الصواريخ الموجّهة، ما أوقعبالداخل الإسرائيلي والمواقع العسكرية هناك خسائر جسيمة.
ويبدو المشهد اللبناني الحالي شبيهاً إلى حدّ بعيد بمشهد غزة: تصفية القيادات وضرب المستودعات والأنفاق وقطع الإمداداتوالتهجير بعد التدمير. لكن الأشدّ خطراً هو أيضاً تنفيذ ما يشبه«خطة الجنرالات » الغزّية في جنوب لبنان، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي إنشاء منطقة بعمق 5 كيلومترات مهدّمة ومحروقةوخالية من السكان تماماً، وفيها ستقوم إسرائيل بفرض قوانينها،فتطلق النار على «كل شيء يتحرك ،» على غرار ما ستفعل فيالمناطق المشابهة في غزة.
هذا التشابه في الواقع الميداني يوازيه تشابه في الواقعالسياسي الداخلي بين لبنان وفلسطين، حيث هناك انشقاق أهليحادّ حول مفاهيم «المقاومة » وأساليب عملها ومشروعية حيازتهاللسلاح وإمساكها بقرار الحرب والسلم على حساب السلطة المركزية. إذاً، بناءً على هذه المعطيات، يمكن استشراف المرحلةالآتية من حرب لبنان. وكما فقدت «حماس » نفوذها في غزة، حيثباتت إسرائيل تسيطر عسكرياً، بالاجتياحات البرية حيناًوبالغارات الخاطفة أحياناً، فالسيناريو مرشح للتكرار في لبنان. وفي الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، على الأرجح ستتكرّسالمناطق المحروقة والعازلة في لبنان، بعد أن تعلن إسرائيلانتصارها عسكرياً وسياسياً هنا، على غرار انتصارها في غزة.
وستكون لذلك انعكاسات سياسية عميقة في كل دول الشرقالأوسط، خصوصاً إذا نجحت إسرائيل في جرّ الولايات المتحدةإلى ساحة الحرب، كي تقاتل عنها على جبهة إيران. وهذا الأمرمرجح، أياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية.
فهل سينقذ لبنان رأسه بالاستجابة إلى كل متطلبات الشرعيةالدولية؟ ثمة من يخشى أن يكون الأوان قد فات على تجنّب الكارثة،وأن يكون لبنان متجهاً إلى المصير الذي انتهت إليه غزة، فيغضون أسابيع أو أشهر قليلة، إذ لا يبدو أحد قادراً على مساعدته لإنقاذ نفسه.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

دعت إلى خطوات فورية لوقف إطلاق النار.. ألمانيا تلوح بزيادة الضغط على إسرائيل

البلاد (برلين)
صعّدت ألمانيا لهجتها الدبلوماسية تجاه إسرائيل، معلنة استعدادها لاتخاذ مزيد من الخطوات للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو، في حال لم يتحقق تقدم ملموس لتحسين الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، الذي وصفته برلين بـ”الكارثي”.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أمس (الاثنين)، أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اتصال هاتفي أجري الأحد، أن برلين “مستعدة من حيث المبدأ لاتخاذ خطوات إضافية”، مشيرًا إلى أن هذا الموقف سيكون محور اجتماع مجلس الوزراء الأمني الألماني المنعقد ظهر اليوم في برلين.
وفي السياق ذاته، شدد المتحدث باسم الحكومة، شتيفان كورنيليوس، على أن المستشار ميرتس عبّر عن قلقه البالغ من حجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة، داعيًا إلى “وقف فوري لإطلاق النار” وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى السكان المدنيين المحاصرين، الذين يواجهون خطر المجاعة، حسب وصفه.
وأوضح كورنيليوس أن المستشار الألماني طالب نتنياهو باتخاذ خطوات عملية وسريعة، مشددًا على ضرورة ترجمة الوعود الإسرائيلية بشأن تسهيل إدخال المساعدات إلى إجراءات ملموسة على الأرض.
وكانت ألمانيا، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، قد أصدرت بيانًا مشتركًا يوم الجمعة الماضي، دعت فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج “غير المشروط” عن جميع المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة “حماس”.
وفي المقابل، أعلنت إسرائيل، عن “تعليق تكتيكي يومي” لعملياتها العسكرية في ثلاث مناطق من قطاع غزة تشمل المواصي ودير البلح ومدينة غزة، إلى جانب فتح ممرات إنسانية جديدة، وهي خطوة فُسرت على نطاق واسع بأنها استجابة أولية للضغوط الدولية المتزايدة، في ظل تحذيرات أممية من تفشي المجاعة.
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الانتقادات داخل أوروبا للسياسات الإسرائيلية، مع تصاعد الدعوات لحظر تصدير السلاح، وتقييد الدعم غير المشروط، ما قد يمثل تحولًا في مواقف بعض الدول الأوروبية التي كانت تُعد تقليديًا من أبرز داعمي تل أبيب.

مقالات مشابهة

  • سموتريتش يطالب بإنشاء ممر يربط السويداء بـ إسرائيل
  • إسرائيل تهاجم قرار كندا المرتقب بالاعتراف بفلسطين
  • غارة جوية تستهدف موقعاً عسكرياً قرب جبلة وصوت انفجار يهزّ المنطقة
  • الرئيس الإيطالي يدين جرائم إسرائيل في غزة
  • ستارمر: سنعترف بفلسطين ما لم تتخذ "إسرائيل" إجراءات ملموسة بشأن غزة
  • إسرائيل تفرج عن مستوطن قتل فلسطينيا فاز بأوسكار 2025
  • العسكريون المتقاعدون: لسنا مواطنين من درجة ثانية
  • دعت إلى خطوات فورية لوقف إطلاق النار.. ألمانيا تلوح بزيادة الضغط على إسرائيل
  • كواليس مفاوضات وقف النار في غزة وأسباب انقلاب إسرائيل
  • مطاعم تصنع شهرتها في 30 ثانية.. كيف يفعلها تيك توك؟