وزيرة خارجية رومانيا: مصر في طليعة الجهود الدولية لاحتواء الأزمة بغزة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أكدت وزيرة خارجية رومانيا لومينيتسا أودوبيسكو، أن مصر فى طليعة الجهود الدولية لاحتواء الأزمة فى غزة والعمل على حلها، والمبادرات الدبلوماسية المصرية مفيدة فى التوسط للوصول إلى الهدنة المؤقتة وتسهيل تسليم المساعدات التى تشتد الحاجة إليها إلى بالقطاع، معربة عن امتنان بلادها للدعم المصرى فى تسليم المساعدات الإنسانية التى قدمتها بوخارست إلى القطاع أو إجلاء المواطنين الرومانيين مزدوجي الجنسية.
وأعربت في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، عن أملها في استمرار مصر في الاضطلاع بدور رئيسي في تسوية الصراع بغزة في ضوء فهمها العميق للمنطقة ولدبلوماسيتها الممتازة والأهم من ذلك الرغبة الحقيقية في معالجة السبب الجذري للصراع وتحقيق السلام الدائم والشامل.
وأكدت لومينيستا، أن مصر تلعب دورا مهما في استراتيجية رومانيا لتوسيع العلاقات مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا حيث شهدت العلاقات الثنائية تقدما ثابتا في الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي والاتصالات بين الشعوب علي مدار السنوات الأخيرة، مشيرة إلي أن التبادل التجاري يخطي بأكثر من مليار يورو سنويا، وتعد مصر أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لرومانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأوضحت أن رومانيا تعد من أشد المؤيدين لتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وأن قرار الاتحاد الأوروبي ومصر بترقية تعاونهما إلي مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة أصبح أكثر أهمية اليوم وذلك في ضوء الصراعات المتعددة المستمرة في جوار كل من البلدين لأن الحرب تؤثر علينا مثلما نستفيد من السلام.
وقالت وزيرة خارجية رومانيا، إن مصر تواجه أزمات متعددة في محيطها والتي لها إمكانيات كبيرة للتمدد والتأثير العالمي، بينما تواجه رومانيا حربا مستمرة على حدودها وهي الحرب الأوكرانية التي تفرض عواقب وخيمة على مستويات الأمن والاقتصاد والطاقة و أسواق الغذاء والمستوي الإنساني، معربة عن تقديرها لجهود مصر ومساهمتها في تسوية العديد من الملفات المعقدة، فضلا عن الدور الإيجابي الذي تلعبه في كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي.
وأعربت عن تقديرها لخبرة مصر المعترف بها دوليا في قضايا الشرق الأوسط وليبيا وسوريا والقرن الإفريقي، وكذلك في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.
وعن مباحثاتها بالقاهرة، قالت لومينيتسا، إنها أجرت مناقشات موسعة وقيمة مع نظيرها الوزير بدر عبد العاطي والتقت بالدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان والتنمية البشرية، والدكتور أحمد فؤاد هانو، وزير الثقافة، وقد ركزت هذه المباحثات علي مشروعات جديدة في مجالات مختلفة.
وأضافت أنها اتفقت مع الوزير عبد العاطي على مواصلة وتعميق المشاورات حول الموضوعات الأكثر صلة بالأجندة الدولية في ضوء الاهتمام بتبادل وجهات نظر حول التطورات الإقليمية والدولية ومن ثم يمكن زيادة مساهماتنا في السلام والأمن، سواء في الشرق الأوسط وإفريقيا أو في حوض البحر الأسود.. مشيرة إلي أن بلادها تتمتع بخبرة واسعة في محيطها الشرقي وأن الحرب الأوكرانية تتطلب منا قدرا كبيرا من الاهتمام للتصدي لكافة التهديدات التقليدية والهجينة.
وأوضحت لومينيسيا، أنها بحثت مع الوزراء المصريين سبل تنويع الاتصالات وتسهيل تبادل الخبرات بين المهنيين والخبراء في كل من البلدين بغض النظر عن المجالات، مؤكدا أن هناك إمكانيات هائلة للتعاون في العديد من القطاعات الاستراتيجية مثل" الاقتصاد والتجارة، والطاقة، بما في ذلك الطاقة الخضراء، والزراعة، والصحة، والنقل، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك في مجالي الثقافة والتعليم ".
وأشادت الوزيرة بالنتائج الممتازة للدورة الرابعة للجنة الاقتصادية الثنائية التي عقدت منذ أسبوعين في بوخارست، مؤكدة أن الصداقة بين رومانيا ومصر قد ارتقت إلى مستوى مختلف من الطموح.. معربة عن إعجابها برواد أعمال ورجال أعمال من مصر، وكثير منهم من الشباب.
وأعربت عن إعجابها بجودة برامج التدريب التي تديرها الأكاديمية الوطنية للتدريب في مصر، لافتة إلي أنها ألقت كلمة حول مساهمة رومانيا في أجندة المرأة والسلام والأمن وكانت سعيدة للغاية بالتفاعل مع المتدربين الموهوبين بالأكاديمية.
ولفتت وزيرة خارجية رومانيا إلى افتتاحها مع نظيرها عبد العاطي برنامج الاستقرار وإعادة الإعمار بعد الصراع، والذي نظمته وزارة الخارجية الرومانية بالتعاون مع الوكالة الرومانية للتنمية ومركز القاهرة الدولي لحل النزاعات وحفظ وبناء السلام.
وحول فلسطين، أفادت لومينيستا بأن رومانيا كانت من بين الدول الأول التي اعترفت بفلسطين وهناك تعاونا ثنائيا في العديد من المجالات، مؤكدة أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ونلتزم بمواصلة تعاوننا الثنائي التقليدي معها في ضوء مساهمتنا في بناء قدراتها.
وأكدت الدعم الكامل لتعزيز وتمكين السلطة الفلسطينية للحكم في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة في المستقبل القريب، معربة عن أملها بأن يكون هناك أفقا سياسية قابلة للاستمرار للشعب الفلسطيني وتلبي تطلعاته المشروعة في فترة ما بعد الصراع وأن يكون مستندا إلى حل الدولتين.
وعن الأزمة في غزة، قالت وزيرة خارجية رومانيا إن بلادها شاركت بشكل فعال في تخفيف معاناة السكان المدنيين، وأرسلت مساعدات إنسانية حيوية إلى القطاع حيث قدمت معدات طبية ومنتجات بقيمة 80 ألف دولار إلى المستشفى الميداني الأردني في القطاع و230 طنًا من مختلف أنواع المنتجات والأغذية للفلسطينيين في غزة، بقيمة حوالي 1.5 مليون دولار.
وأشارت إلى قرار بوخارست باستقبال الأطفال الجرحى من غزة للعلاج حيث وصلت أول مجموعة من 8 أطفال وأفراد عائلاتهم إلى رومانيا في نهاية سبتمبر الماضي.
وأضافت أن بلادها قدمت تسهيلات متعددة للمدنيين الفلسطينيين المحتاجين منذ بداية الأزمة علي سبيل المثال عمليات الإجلاء من غزة لأعضاء العائلات الممتدة للمواطنين الرومانيين، والمساعدات الطارئة للأشخاص الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة ويقيمون حاليًا في رومانيا، وتوفير منح دراسية إضافية للمواطنين الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة، والمزايا الإضافية التي تمنحها الجامعات الرومانية للطلاب الفلسطينيين المسجلين.
وعن الوضع في لبنان، أكدت أن رومانيا تتابع عن كثب الوضع في لبنان وتدعم التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 مطالبة باحترام القانون الإنساني الدولي وضبط النفس من جانب جميع الأطراف المعنية.
وأكدت وزيرة خارجية رومانيا "لومينيتسا أودوبيسكو"، أهمية ضمان سيادة أي دولة في المنطقة وتهيئة الظروف لضمان عودة السكان النازحين، مشيرة إلي دعمها للتوصل إلي الحل الدبلوماسي للصراع وترحيبها بالجهود الدولية الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، مضيفة أن بوخارست أرسلت شحنة من المساعدات الإنسانية (8 أطنان من المواد الغذائية) إلى السكان اللبنانيين المتضررين من الأزمة المستمرة، وهذا دليل على التزامنا بدعم المدنيين المحتاجين وصداقتنا مع لبنان.
اقرأ أيضاًعلى هامش قمة «بريكس».. وزير الخارجية يبحث مع نظيره الروسي تطورات الحرب في غزة ولبنان
بلينكن: نسعى لإنهاء الصراع في غزة والتركيز على عدم توسعه
«أونروا»: شمال غزة يشهد كارثة إنسانية في ظل انعدام مستوى الأمن الغذائي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية الأمم المتحدة مجلس الأمن لبنان الشعب الفلسطيني غزة رومانيا نزوح لبنان وزيرة خارجية رومانيا وزیرة خارجیة رومانیا الشرق الأوسط معربة عن فی غزة فی ضوء
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية النرويج: من العبث اللجوء للإنزالات الجوية بغزة.. بعيدون عن إغاثة السكان
قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، إن الوضع في غزة اليوم بات أسوأ من المرحلة التي وصفتها فيه بالجحيم، ونحن بعيدون كل البعد، عن توفير الكميات اللازمة لإطعام سكان قطاع غزة.
وانتقد الحديث عن المساعدات التي زعم الاحتلال السماح بها أمس، في مقابلة مع موقع "أن آر كي" النرويجي، وقال: "مجرد قطرة في محيط، وما يتم تقديمه لا يقترب مما هو مطلوب، ومسألة الإنزالات الجوية مكلفة ومعقدة للغاية، ولا يمكن لطائرة شحن كبيرة توفير ما تحمله شاحنة ضخمة من حمولة.
وتابع: "من العبث تماما الاضطرار للقيام بذلك، غزة شريط ضيق من الأرض بجوار إسرائيل، التي تزخر بالغذاء والأدولية، وزرت تلك المناطق مرارا، يمكنك القيادة من المدن إلى غزة خلال 20-30 دقيقة في الظروف العادية لو سمح لك بذلك فقط".
وقال الوزير: "ليس لدينا تقريبا كلمات لوصف مدى فظاعة الوضع في غزة الآن، يقتل في المتوسط صف دراسي من الأطفال يوميا".
وشدد على أن "مطلبنا هو أن تنتهي هذه الحرب، لا نريد مجرد فترات توقف مؤقتة ومحلية، بل نطالب بوقف لإطلاق النار".
وانتقد ما سماه بعض الباحثين النرويجيين بـ"التدخل الإنساني"، وقال: "هذا غير واقعي طالما أن الولايات المتحدة تمتلك حق النقض في مجلس الأمن" لكنه أشار إلى وجود طرق أخرى للضغط مثل فرض العقوبات ودعم السلطة".
وكان المكتب الإعلامي الحكومة في غزة، قال إنه رصد ثلاث عمليات إنزال جوي للمساعدات على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، مؤكدا أنها لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات.
وأكد المكتب أن الحمولة سقطت في "مناطق قتال حمراء"، وفق خرائط الاحتلال، يُمنع على المدنيين الوصول إليها، ما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية.
ويعاني قطاع غزة من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيدا بسبب الجوع، بينهم 87 طفلا.
وذكر المكتب أنه "في اليومين الأخيرين، تداولت وسائل إعلام أنباء عن نية عدة دول وجهات بإدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة، لكن الواقع فاضح: دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع".
وقال المكتب "إن ما يجري هو مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية.
وشدد على أن "الحل الجذري يتمثل فقط بفتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط، وكسر الحصار الظالم، وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فورا قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية".
وعبر المكتب عن رفضه الشديد لصمت المجتمع الدولي وتعامله المتواطئ واللامبالي مع المجاعة المتفاقمة وسياسة التجويع الممنهجة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين المُجوّعين في قطاع غزة.
وحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" وشركاءه في هذه الجريمة، وفي مقدّمتهم الدول المنخرطة بشكل مباشر في جريمة الإبادة الجماعية – الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا – المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة واتساع رقعة الكارثة الإنسانية التي تزداد خطورة ودموية مع كل يوم.
وطالب الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم لفتح المعابر فورا، ودعا وسائل الإعلام إلى التوقف عن ترويج الشائعات والمعلومات الزائفة، فالمجاعة ما زالت مستمرة بل وتتسع وتتفاقم وتزداد خطورة وتوحّش، في ظل هذه المؤامرة الفظيعة ضد السكان المدنيين.