كشف جنرال إسرائيلي متقاعد أن حالة الابتهاج والفرح التي تعم دولة الاحتلال الإسرائيلية بعد اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وما يتبعها من تصريحات من القيادات السياسية والعسكرية عما اسموه «النصر المطلق» هو أبعد ما يكون عن الحقيقة، فلا يزال المستوطنون غير قادرون على العودة إلى منازلهم في الشمال، وجيش الاحتلال يتآكل ويهرب منه المئات يوميًا .

. فماذا حدث؟

إسرائيل لم نحقق أي انتصار

قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يتسحاق إريك «كان يشغل منصب مستشار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو العسكري» في مقال مطول بصحيفة معاريف العبرية، إنه على الرغم من عمليات الاغتيالات الواسعة التي شنها جيش الاحتلال على قيادات الصف الأول من حزب الله، إلا أنه استطاع استجماع قواته في غضون أيام قليلة، ويواصل قصف واستهداف المستوطنات في الشمال حتى الآن.

وأضاف أن الأمر لم يتوقف عند القصف فقط، بل وسع نطاق مناطقه، فمن عكا إلى كريات شمونة إلى مستوطنات منطقة عناخ، إلى صفد إلى حيفا إلى طبريا، إلى مستوطنات الضفة الغربية، إلى قيسارية، والخضيرة، كفار سابا، ووصل إلى تل أبيب، استطاعت صواريخه أن تجتاز مئات الكيلو مترات يوميًا.

وتابع: «حتى بعد إعلان جيش الاحتلال بدء التوغل البري في لبنان، لا يوجد أي مؤشرات في الأفق على أننا نقترب من إعادة عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين إلي منازلهم بسبب وابل الصواريخ التي يتم اطلاقها على مستوطناتهم يوميًا».

إسرائيل تنهار اقتصاديا وتنعزل عن العالم

وأضاف إن دولة إسرائيل تمر حالياً بانهيار اقتصادي، وإذا استمر هذا الوضع فقد تصل الدولة إلى مرحلة الإعسار خلال فترة زمنية قصيرة، أي حالة الإفلاس.

وتابع أنه بعد شن دولة الاحتلال حرب «السيوف الحديدية» المستمرة منذ أكثر من عام، ولا يلوح في الأفق نهايتها قريبا، فإننا نخسر دول العالم، الكثير منهم يرون إن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء، وارتكبت جرائم حرب، وهو ما جعلهم يبدأون في الحظب الاقتصادي، وعلى شحنات الأسلحة حتى للدول الصديقة والحليفة لإسرائيل، فضلا عن وصمة العتر الرهيبة التي تضعها محكمة العدل في لاهاي، وشيئًا فشيئًا نتحول إلى دولة منوذة، لم تعد من الدول المتحضرة، وهو ما بدء يجتاح العديد من الدول التي كانت في السابق لها علاقات ممتازة مع إسرائيل.

وأوضح إن تلك الحرب أدت إلى انقسامات ضخمة في المجتمع الإسرائيلي، هناك كراهية غير مبررة، وانعدام كامل للثقة بين القطاعات، ونشر آلية دعاية لمعلومات كاذبة أو غير صحيحة والتحريض ونشر أخبار كاذبة ضد المعارضين.

وأكد إن الانقسامات في المجتمع الإسرائيلي تتسع إلى حد الخطر الذي لن يكون أمامنا طريق للعودة، مضيفًا أن هذا الوضع وحده لديه القدرة على انهيار إسرائيل.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي منهك حتى النخاع، جنود الاحتياط يقومون بالجولة الرابعة في الخدمة الاحتياطية منذ بداية الحرب، لقد فقد الكثير منهم مصدر رزقهم، وقد وصلوا إلى نهاية قدراتهم البداية والعقلية.

ومع استمرار حرب الاستنزاف، فإن جنود الاحتياط يعلنون أنهم لن يعودوا إلى التجنيد بشكل يومي، ونحن لا نتحدث عن العشرات بل المئات يرفضون الانصياع لأوامر الجيش، حتى الجنود النظاميين مرهقون ويفقدون قدراتهم علت القتال في الحرب التي لا تنتهي، مؤكدًا أنه في حالة استمرار تلك الحرب فقد نخسر الجيش البري الإسرائيلي، حسب قوله.

الرد الإسرائيلي على إيران

وأضاف بريك، إن في ظل كل تلك الظروف، يعمل القادة السياسيين والعسكريين على ادخال إيران في المعادلة، حتى لا نتعرض لحرب إقليمية شاملة.

وتابع إن الجيش البري الإسرائيلي صغير الحجم لا يستطيع القتال في أكثر من جبهة، فهو حتي اللحظة فشل في هزيمة حركة حماس، فماذا يحدث في حالة اندلاع حرب إقليمية في عدة قطاعات.

وأكد أن صُناع القرار، بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وهاتسي هاليفي، يتخذون قرارات تشكل رهاناً على دولة إسرائيل، وتبدو عدم مسؤوليتهم وغطرستهم واضحة في تصرفاتهم، سواء في 7 أكتوبر أو في حرب الاستنزاف المستمرة منذ عام، أنا لا أثق مطلقًا في حكمهم، الذي تحركه أيضًا المصالح الشخصية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اسرائيل تنهار جيش الاحتلال جنوب لبنان قطاع غزة اسرائيل

إقرأ أيضاً:

مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة

بين نيران الحرب والضغوط الدولية المتصاعدة، وجدت إسرائيل نفسها مضطرة لاتخاذ خطوة مفاجئة تمثلت في تعليق مؤقت ومحدود لعملياتها العسكرية في قطاع غزة. 

خطوة وُصفت بـ"التكتيكية"، لكنها تعكس، في جوهرها، حجم المأزق الذي تواجهه الحكومة الإسرائيلية داخليًا وخارجيًا، لا سيما في ظل موجة الغضب الدولي العارم التي فجرها الانتشار الواسع لصور الأطفال الجائعين في غزة على صدر الصفحات الأولى للصحف والمجلات العالمية، خصوصًا الأوروبية والأمريكية. 

وهذا التقرير يرصد تفاصيل التحركات الإسرائيلية الأخيرة، وسياقاتها الإنسانية والسياسية، والتداعيات المحتملة لها داخليًا وخارجيًا.

رغم تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل بشكل مفاجئ تعليقًا تكتيكيًا مؤقتًا ومحدودًا للعمليات العسكرية في بعض مناطق القطاع، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول الأسباب الكامنة وراء هذا التحول المفاجئ في الموقف الإسرائيلي، رغم استمرار العمليات الميدانية.

وتزامنت هذه الخطوة مع موجة غضب عالمي غير مسبوقة، أشعلتها صور الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع والمرض، وقد تصدرت هذه الصور الصفحات الأولى للصحف والمجلات العالمية، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة. الأمر الذي استدعى تدخلًا دبلوماسيًا عاجلًا وواسع النطاق للحد من تداعيات هذه الكارثة الإنسانية.

تحركات دولية وضغوط مستمرة

حاولت الحكومة الإسرائيلية تبرير حجبها للمساعدات الإنسانية عن سكان قطاع غزة، غير أنها فشلت في إقناع الرأي العام الدولي، ووجدت نفسها مضطرة إلى اتخاذ خطوات تخفف من حدة الانتقادات المتصاعدة.

وبحسب ما كشفه عدد من المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم الرئيس إسحاق هرتسوغ، فقد أجرت العديد من الشخصيات العالمية، من قادة وزعماء ودبلوماسيين ومؤسسات إعلامية، اتصالات مكثفة تطالب بوقف ما يجري ووضع حد للكارثة.

رغم محاولاتها تحميل المسؤولية للمؤسسات الأممية والدولية، واتهامها برفض تسلم وتوزيع المساعدات، رفضت هذه المؤسسات هذا الطرح، وأكدت أن العرقلة كانت من جانب الاحتلال.

وصرح الرئيس هرتسوغ، الأحد، قائلًا: "أدعو وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى القيام بدورها وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين دون تأخير، كما طالبت إسرائيل منذ فترة. من غير المقبول أن تظل المساعدات المُقدمة إلى غزة دون توزيع أو أن تستولي عليها حماس، حتى مع اتهامها إسرائيل زورًا بمنعها".

محاولات بديلة فاشلة

وكانت إسرائيل سعت سابقًا إلى تأسيس "مؤسسة غزة الإنسانية" لتكون بديلاً عن الوكالات الدولية، مدعومة من الإدارة الأمريكية، لكن المشروع واجه رفضًا دوليًا واسعًا، ولم تنجح إسرائيل في فرضه كأمر واقع.

وواجهت هذه المؤسسة انتقادات حادة من وسائل الإعلام العالمية، ما اضطرها إلى إصدار سلسلة من البيانات التوضيحية في محاولة للدفاع عن شرعيتها وأهدافها.

في مواجهة العاصفة العالمية

ومع تعثر مفاوضات التهدئة، وجدت إسرائيل نفسها أمام موجة انتقادات لم تعد تُقال في السر، بل تحولت إلى بيانات علنية صادرة عن قادة العالم، خصوصًا في أوروبا، الذين لم يعودوا يكتفون بالتحذيرات خلف الأبواب المغلقة، بل أطلقوا تصريحاتهم على الملأ، الأمر الذي ضاعف الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبّر بدوره عن امتعاضه الشديد من الصور القادمة من غزة، مما زاد من حرج الإدارة الإسرائيلية.

وقال الرئيس الإسرائيلي، السبت: "في الأيام الأخيرة، تلقيت عددًا لا يُحصى من الرسائل من قادة، وأصدقاء لإسرائيل، وشخصيات إعلامية، وزعماء يهود من أنحاء العالم حول هذا الموضوع، والرد الصحيح هو تحرك عملي مسؤول".

التناقض الداخلي في إسرائيل

رغم ما تعلنه إسرائيل رسميًا من نفي وجود مجاعة في غزة، إلا أنها تقر بوجود "أوضاع إنسانية صعبة ومعقدة"، وهو ما يتناقض مع مواقف عدد من وزراء الحكومة اليمينية المتطرفة، كوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يطالبان صراحة بوقف دخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع.

وقد اتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرارًا بتخفيف الأوضاع الإنسانية في غزة في غياب هذين الوزيرين، مستغلًا فترة السبت التي لا تُعقد خلالها اجتماعات حكومية رسمية.

النتائج المحتملة

رغم أن التعليق التكتيكي المؤقت للعمليات العسكرية والسماح بالإنزال الجوي للمساعدات قد يمنح نتنياهو بعض الوقت لتخفيف حدة الانتقادات الدولية، إلا أن هذه الخطوات تواجه رفضًا داخليًا شديدًا من شركائه في الائتلاف الحكومي.

وتُرجّح التقديرات الإسرائيلية أن يؤدي الضغط الدولي والمحلي المتزايد إلى دفع حكومة نتنياهو نحو قبول اتفاق لوقف إطلاق النار، خاصة إذا تضمن الاتفاق استعادة رهائن إسرائيليين، وهو ما قد يساهم في تهدئة الشارع الإسرائيلي الساخط.

ولم يكن التعليق التكتيكي الإسرائيلي للعمليات العسكرية مجرد خطوة ميدانية، بل كان انعكاسًا مباشرًا لحجم الحرج السياسي والإنساني الذي تواجهه تل أبيب في مواجهة الرأي العام العالمي. وبينما تتصاعد الضغوط من الخارج، والانقسامات تتعمق في الداخل، يبقى ملف غزة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحكومة الإسرائيلية على الصمود، أو التراجع تحت وطأة العزلة الدولية.

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تتحرك على أعلى مستوى سياسي ودبلوماسي لاستئناف مفاوضات غزة، بالتوازي مع إدخال المساعدات الإنسانية.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من مسار سياسي متكامل يستهدف التوصل إلى هدنة شاملة تعالج جذور الأزمة. واعتبر أن نجاح دخول المساعدات يعكس فاعلية التحرك المصري المنضبط في مواجهة التعنت الإسرائيلي.

وأشار فهمي إلى أن الضغط السياسي والدبلوماسي الذي تمارسه القاهرة أجبر إسرائيل على فتح مسارات محددة للمساعدات، مؤكدًا أن ما يُعرف بـ"الهدن الإنسانية" لا تمثل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، بل خطوات مرحلية. ولفت إلى أن مصر تواصل تنسيقها مع الولايات المتحدة وأطراف دولية، وأن نجاح تلك الهدن قد يمهد لهدنة موسعة لمدة 60 يومًا تمهيدًا لاستئناف المفاوضات.

طباعة شارك إسرائيل غزة قطاع غزة وقف إطلاق النار مفاوضات وقف إطلاق النار

مقالات مشابهة

  • كيف تقوّض فظائع غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي وتُشعل تمردا صامتا بين صفوفه؟
  • رئيس الأركان الإيراني: لانثق في وعود أمريكا وإسرائيل
  • رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال: العالم يتوحد ضد “إسرائيل” وذاهبون لفشل مطلق
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: جماعة الإخوان الإرهابية هم كلاب النار وخدام إسرائيل
  • نائب وزير الخارجية التركي: تمكين دولة فلسطين يستدعي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة في أسرع وقت ممكن
  • مستشار ماكرون: مندهشون لزوبعة إسرائيل تجاه الاعتراف بفلسطين
  • مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
  • ضابط اسرائيلي يناشد نتنياهو وقف الحرب
  • رئيس وزراء أستراليا: إسرائيل تنتهك القانون الدولي "بكل وضوح"