شاركت دولة الإمارات، ممثلة في وزارة الطاقة والبنية التحتية، في فعاليات “اليوم البحري العالمي”، الذي أقيم في إسبانيا خلال الفترة من 20 إلى 22 أكتوبر الجاري، بتنظيم من المنظمة البحرية الدولية، بحضور أصحاب المعالي والسعادة مسؤولي القطاع من مختلف دول العالم، بهدف مناقشة القضايا الحيوية التي تواجه النقل البحري على الصعيد العالمي.

ترأس وفد الدولة سعادة المهندسة حصة آل مالك، مستشارة الوزير لشؤون النقل البحري في وزارة الطاقة والبنية التحتية، التي تسلمت علم المنظمة البحرية الدولية لاستضافة الإمارات للحدث في العام المقبل، وذلك تأكيداً على المكانة العالمية المتنامية للدولة في قطاع النقل البحري، ودورها البارز في دعمه وتطويره.

وأكدت سعادة المهندسة حصة آل مالك أن استضافة دولة الإمارات للفعالية في العام المقبل تعد فرصة لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجالات الابتكار والاستدامة البحرية، لافتة إلى أن الإمارات ستسعى خلال الاستضافة إلى تعزيز النقاش حول أفضل الممارسات والتكنولوجيا الحديثة التي تدعم مستقبل الصناعة البحرية.

وقالت سعادتها:” في العام المقبل، سيكون من دواعي سرورنا استضافتكم جميعًا للاحتفال باليوم البحري العالمي 2025، تحت شعار: ‘محيطنا – التزامنا – فرصتنا‘، الذي يتماشى مع رؤيتنا، ونحن ملتزمون بحماية المحيط ونؤمن أنه يمثل فرصة كبيرة للنمو الاقتصادي وحماية البيئة، وسنلتقي برؤية مشتركة لتوحيد الجهود لضمان الاستخدام المستدام والآمن لموارد المحيطات”.

وأضافت:” نظرًا لأن غالبية التجارة العالمية تُنقل عبر البحار، فهي توفر فرص عمل لملايين الأشخاص حول العالم وتعد داعماً للاقتصادات الوطنية، بالإضافة إلى أهميتها كأكبر مصدر لخفض الانبعاثات الكربونية، ونحن اليوم بحاجة للعمل معاً لتأكيد استدامة صناعة الشحن، وقدرته على الصمود”.

وأكدت سعادتها أن دولة الإمارات رسخت مكانتها الريادية ضمن أفضل المراكز البحرية في العالم، وباتت من الدول المؤثرة في تطوير الصناعة البحرية، وقد أسهمت الممارسات والقرارات والتشريعات التي أصدرتها الدولة في تطوير القطاع وتعزيز معايير السلامة البحرية، إضافة إلى حماية البيئة البحرية عالمياً.

ولفتت إلى أن الدولة تعتبر من أبرز المهتمين بتطوير البدائل النظيفة للقطاع البحري، وقد أصبحت الإمارات مركزًا دوليًا للمؤتمرات التي تجمع خبراء القطاع حول العالم، لتطوير الحلول المبتكرة والتقنيات المتقدمة لتحقيق أهداف المنظمة البحرية الدولية.

وقالت سعادتها :” إن استضافة الحدث العالمي الأبرز في القطاع البحري يعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار في النقل البحري، ويعزز قدراتها التنافسية في هذا القطاع الحيوي الذي يلعب دوراً أساسياً في التجارة والاقتصادات العالمية، فيما تعكس الاستضافة التزام الدولة بتطوير قطاع النقل البحري العالمي والمساهمة في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة”.

يُذكر أن اليوم البحري العالمي يُعد منصة دولية بارزة تجمع قادة القطاع البحري والمسؤولين الحكوميين وصناع القرار لمناقشة التحديات والفرص في هذا المجال.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الیوم البحری العالمی النقل البحری العام المقبل

إقرأ أيضاً:

صنعاء تصعّد إلى “المرحلة الرابعة”:استراتيجية الضغط البحري تصل إلى الذروة

 

مع إعلان صنعاء الانتقال إلى المرحلة الرابعة من عمليات الحصار البحري ضد كيان الاحتلال، تدخل المواجهة العسكرية فصلاً أكثر جرأة في سياق تصعيد متدرّج بدأ مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتنامى على مراحل اتّسمت بالتوسع المدروس في بنك الأهداف. حيث تعتبر هذه المرحلة تراكم عملياتي تصاعدي، انتقل من استهداف السفن المرتبطة مباشرة بموانئ الاحتلال، إلى فرض معادلة عقابية شاملة تشمل كل شركة تواصل التعامل مع تلك الموانئ، أيّاً كانت جنسيتها أو وجهة سفنها.

وتشمل المرحلة الجديدة رصد واستهداف السفن التابعة لكبرى شركات الشحن البحري في العالم، مثل ميرسك، CME، Hapag-Lloyd، Evergreen وغيرها. لا يقتصر التهديد على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، بل يشمل كل سفينة مملوكة لشركات تتعامل تجارياً مع تلك الموانئ، أينما وجدت. وقد بدأ الرصد الفعلي للسفن العاملة في خطوط الإمداد بين موانئ المتوسط الشرقي والموانئ المحتلة، إضافة إلى ناقلات النفط المرتبطة بعمليات التزويد اليومي لكيان الاحتلال.

كما تحرص صنعاء على توثيق عملياتها كمشاهد عملية إغراق السفن ومنها ما كان متجهاً إلى ميناء إيلات. وعلى الرغم من أن الميناء مغلق منذ أشهر، إلا أن التصعيد الأخير يستهدف توسيع نطاق الحظر ليشمل ميناءي حيفا وأسدود، وهو ما يُعد تطوراً استراتيجيا في عمق البحر الأبيض المتوسط.

المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تجد نفسها أمام خصم لا يتبع نمطاً تقليدياً في التموضع أو الاستهداف. كما أن البنية غير المركزية لعمليات صنعاء، واعتمادها على التضاريس الجغرافية والانتشار المرن، يقلل من فعالية الضربات الجوية، ويجعل الرد الإسرائيلي أقرب إلى المعاقبة الرمزية منها إلى الفعل الرادع. ويقول الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم، إلى أن عدم وجود قواعد عسكرية دائمة أو منشآت حساسة واضحة للاستهداف في اليمن، فضلاً عن فاعلية الأجهزة الأمنية لدى صنعاء، جعل كل محاولات الرد الإسرائيلية أقرب إلى محاولة “إرباك” داخلية دون مكاسب عملياتية.

الولايات المتحدة، التي حاولت في الأشهر الماضية تنفيذ ضربات استباقية ضد أهداف في اليمن، فشلت بدورها في ردع صنعاء أو إيقاف عملياتها البحرية. الموجة الأولى من الضربات الأميركية لم تحقق أي أثر استراتيجي يُذكر، بل تسببت أحياناً في تقوية سردية صنعاء داخلياً، باعتبارها طرفاً يتعرض للعدوان بسبب موقفه السياسي من غزة.

المفارقة أن صنعاء، رغم التفاوت الهائل في الإمكانيات العسكرية مقارنة بواشنطن أو تل أبيب، استطاعت الحفاظ على نسق عملياتي مستمر، بل ورفع سقف التصعيد على مراحل، ما يدل على أن الردع الأميركي لم يعد كافياً في التعامل مع الجهات الفاعلة غير التقليدية في المنطقة.

بالتوازي مع هذا المسار العسكري، يتكرّس تحوّل سياسي لا يمكن تجاهله. فالحكومة في صنعاء، التي وُصفت لسنوات بأنها غير شرعية أو متمردة، باتت تبني اليوم شرعية وظيفية وميدانية نابعة من قدرتها على التأثير الفعلي في موازين الصراع، ليس فقط داخل اليمن، بل في الإقليم. نجاحها في فرض معادلة ردع بحرية، والتزامها بخطاب سياسي منضبط لم يكن يوماً مجرد دعاية، منحها مساحة أكبر من الحضور السياسي والإعلامي في ملفات تتجاوز الحدود الوطنية.

هذه التحولات لا تعني بالضرورة الاعتراف الدولي الرسمي، لكنها تشير إلى واقع سياسي جديد يتشكل في المنطقة، طرفه الأساسي قوى تصاعدت بفعل مراكمة القوة الذاتية، وتماسك الخطاب، وفعالية الأداء العملياتي، لا بفعل التسويات أو الرعاية الدولية.

في مرحلة يشتد فيها الضغط على غزة، تبدو صنعاء كطرف يحافظ على تصعيد ميداني مباشر ضد كيان الاحتلال دون تراجع، ودون أن تنجح محاولات الاحتواء أو الردع في كبحه. التصعيد الأخير لا يعكس فقط تصميماً عسكرياً، بل يشير إلى قدرة استراتيجية على توسيع المساحات التي تستنزف الكيان، وفرض معادلات جديدة في عمق البحر، وسط غياب فعّال لأي رد مكافئ. وإذا استمرت هذه الدينامية، فإن موازين الصراع البحري في شرق المتوسط قد تكون على موعد مع مرحلة أكثر اضطراباً، لا يمكن احتواؤها بالخطاب وحده، ولا بالقصف من الجو.

 

مقالات مشابهة

  • المصرف المركزي يعلن إطلاق منظومة “راتبك لحظي” الخاصة بموظفي القطاع العام
  • “راتبك لحظي”.. مشروع جديد لتحويل مرتبات موظفي الدولة
  • محافظة جدة تستضيف فعاليات “مختبر الذكاء الاصطناعي” لدعم رواد الأعمال
  • صنعاء تصعّد إلى “المرحلة الرابعة”:استراتيجية الضغط البحري تصل إلى الذروة
  • الإمارات تستضيف انطلاق أول سيارة طائرة هجينة في العالم
  • “الأغذية العالمي”: الوقت ينفد لتفادي الكارثة في غزة
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة.. الاتحاد النسائي العام يطلق خطة انطلاقة مبادرة “نزرع للاستدامة”
  • تحت رعاية الشيخة فاطمة .. الاتحاد النسائي العام يطلق خطة انطلاقة مبادرة “نزرع للاستدامة”
  • الأكاديمية البحرية تسهم في تطوير معايير القباطنة وتؤكد: مصر تدير ملف النقل البحري باحترافية
  • أكثر من 1.8 مليون أردني يختارون “سند” للهوية الرقمية.. نحو مستقبل رقمي جديد!