اليونيفيل لـ"يورونيوز": الوضع خطر للغاية ولدينا كامل الحق في الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
مع بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان أو ما أسمته إسرائيل: "سهام الشمال"، ثم ما أعقب ذلك من تصاعد في المواجهات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية، لم تسلم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان من هجمات الجيش الإسرائيلي واستفزازاته المتعمدة.
اتّهمت الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي باستهداف جنودها بشكل متعمّد، وأثارت تلك الهجمات إدانات فعلية من المجتمع الدولي، وزعماء من بينهم: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
في مقابلة حصريّة مع "يورونيوز"، وصفت نائبة المتحدّث باسم قوّات اليونيفيل، كانديس أرديل، الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بأنه "خطير ومقلق للغاية"، مشيرةً إلى الدّمار الكبير الذي طال القرى على طول الخط الأزرق وخارجه، مؤكدةً أن "لا مؤشرات على تراجع الصراع".
وعن التدابير التي اتخذتها اليونيفيل لمواجهة التطورات المقلقة، قالت أرديل إنّ اليونيفيل استعدّت لاحتمالية التصعيد قبل بدء التوغل البري في الجنوب بفترة طويلة، ولذلك فقد اتخذت كل التدابير التي من شأنها حماية القوات وتحصين مراكزها.
ويبدو أن تصاعد التوتر قيّد من دور قوات حفظ السلام، إذ تقول أرديل في هذا الصدد: " نحن مقيدون في بعض الأنشطة، اذ تضطر قوات حفظ السلام للبقاء في مواقعها أو حتى في الملاجئ في بعض الأحيان. ولم نعد نستطيع رصد انتهاكات القرار 1701 والإبلاغ عنها إلاّ بشكل محدود. ورغم امتلاكنا لأبراج المراقبة، فإننا بحاجة إلى التجول في الخارج للقيام بدورنا بأقصى قدر من الفعالية، غير أن دورياتنا باتت محدودة للغاية بسبب الوضع الراهن".
ولفتت أرديل إلى وجود قيود على حركة اليونيفيل اللوجستية، لعدم القدرة على الوصول إلى القواعد بسبب انسداد الطرق، مشيرةً إلى أن أحد مواقعها نفذ من المؤونة والمياه في آخر أيلول/ سبتمبر، قبل التمكن من إعادة إمداده بالطعام والمياه بعد محاولات عديدة.
وشددت أرديل على أنّ "مباني الأمم المتحدة وممتلكاتها ومواقعها يجب أن تُعتبر مصونة"، وحثت بقوة جميع الجهات الفاعلة على الامتناع عن أي نشاط يمكن أن يعرض قوات حفظ السلام للأذى، وكذلك أي مدني. كما أكدت أن قوات حفظ السلام لا تزال في مواقعها على الرغم من تعرض مواقعها وقواتها للإصابة في تبادل إطلاق النار بشكل مباشر ومتعمد في بعض الحالات.
Relatedإسرائيل تستهدف مناطق في جنوب لبنان واليونيفيل تقول إن الطرفين لا يريدان الحرببعد شد وجذب وفي آخر لحظة.. تمديد تفويض قوات اليونيفيل الأممية في جنوب لبناناليونيفيل تطلب الإسراع في التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن مقتل عنصر إيرلندي في جنوب لبنانورداً على سؤال حول إمكانية استخدامها لحقّ الدفاع عن النفس، أوضحت أرديل أن هذا الحق محدود جدًا، ويمكن لقوات حفظ السلام استخدامه في حالات محددة فقط، كوجود تهديد وشيك لحياتهم. وتقول: "لحسن الحظ، لم يتعرض أي من قواتنا لأذى شديد حتى اللحظة، غير أن هذا الحق موجود بالتأكيد إذا احتاجت قوات حفظ السلام إلى استخدامه".
وأضافت: "عندما تعرض برج المراقبة في أحد مواقعنا لإطلاق النار، لم يكن لدى قوات حفظ السلام الوقت الكافي للرد بفعالية واستخدام الدفاع عن النفس لأن كل شيء حدث بسرعة فائقة".
وأكدت أرديل أن اليونيفيل ما زالت تتواصل مع السلطات على جانبي الخط الأزرق في لبنان وإسرائيل لمحاولة الحث على وقف التصعيد واستعادة الأمن والاستقرار، مشيرةً إلى أهمية الدور الذي تلعبه اليونيفيل بموجب القانون الدولي.
وحول سؤالها عما إذا كانت اليونيفيل اليوم قادرة على حماية اللبنانيين من الهجمات الإسرائيلية، في الوقت الذي تتعرّض هي نفسها للاعتداءات باستمرار، أجابت بالقول: إن "قوات حفظ السلام موجودة هنا كقوة محايدة لمراقبة ما يحدث على الأرض وإبلاغ مجلس الأمن. نحن محايدون، ولسنا هنا لحماية أي طرف بعينه. نحن هنا لضمان الاستقرار والأمن. هذا هو هدفنا".
وتضم بعثة اليونيفيل حالياً أكثر من 10,000 جندي، ينتمون إلى 49 دولة، بينهم 850 جندي يعملون في القوة البحرية وحوالى 800 موظف مدني. وقد انتشر معظم تلك القوة بعد حرب تموز/يوليو 2006، لمراقبة انسحاب الجيش الإسرائيلي وتنسيق نزع سلاح حزب الله في المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق (الحدود بين إسرائيل ولبنان) ونهر الليطاني، واستعادة الأمن، وتعزيز سيادة الحكومة اللبنانية.
وقد تم تفعيل مهام القوة في عام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وعام 2000 بعد تحرير الجنوب اللبناني، وزاد مجلس الأمن الدولي من مهامها بعد حرب تموز/يوليو 2006 إثر تبنيه القرار 1701، الذي يتيح لقوات حفظ السلام مساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على منطقة العمليات خالية من المسلحين. كما يمنح القرار البعثة الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها في أي أنشطة قتالية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لماذا يعد بقاء قوات اليونيفيل في لبنان أمراً مهماً لأوروبا؟ "مهمتنا أصبحت صعبة" المتحدث باسم البعثة ليورونيوز.. ما هي "اليونيفيل" في لبنان وما هو الخط الأزرق؟ مجلس الأمن يوافق بالإجماع على تجديد مهمة "اليونيفيل" في لبنان لعام آخر الأمم المتحدة إسرائيل أوروبا لبنان حزب الله اليونيفيلالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل حركة حماس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل حركة حماس الأمم المتحدة إسرائيل أوروبا لبنان حزب الله اليونيفيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله روسيا إسرائيل حركة حماس قطاع غزة غزة الفلبين كوريا الشمالية نووي تهديد عاصفة قمة دول البريكس السياسة الأوروبية قوات حفظ السلام یعرض الآن Next الخط الأزرق حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
«الدفاع الليبية» تؤكد استقرار الوضع الأمني في طرابلس
حسن الورفلي (بنغازي)
أخبار ذات صلةأكدت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، أمس، استقرار الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس بعد خرق للهدنة بتحركات ميدانية مفاجئة شهدتها بعض المناطق خلال الساعات الماضية.
وذكرت الوزارة في بيان أنها تابعت تلك التحركات التي تمثل خرقاً صريحاً لترتيبات التهدئة والتفاهمات الأمنية المعتمدة، وتدخلت بشكل فوري لاحتوائها وفرض احترام الهدنة، مما أسفر عن انسحاب العناصر المخالفة وعودتها إلى مواقعها السابقة من دون تسجيل أي تصعيد.
وجددت التزامها التام بقرارات القائد الأعلى للجيش الليبي، وبمهام اللجنة المؤقتة للترتيبات العسكرية والأمنية، مشيدة بانضباط القوات النظامية، وحرصها على الحفاظ على الاستقرار، وتفادي أي مواجهات من شأنها تعكير صفو الأمن العام.
وحذرت الوزارة من تكرار مثل هذه التجاوزات، مؤكدة استعدادها لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان احترام السيادة الأمنية وحماية مسار إعادة الانتشار الذي يجري تحت إشراف مؤسسات الدولة.
يذكر أن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة اتفقا منذ أيام على تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة مؤقتة من وزارتي الدفاع والداخلية، تتولى خطة لإخلاء العاصمة طرابلس من المظاهر المسلحة، وتمكين القوات النظامية من أداء دورها في بسط النظام والأمن.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قد رحبت بتشكيل المجلس الرئاسي لجنتين مهمتهما وضع حد للتوترات الأمنية التي شهدتها العاصمة طرابلس في الآونة الأخيرة، ومعالجة مسائل حقوق الإنسان في السجون.
وقالت البعثة الأممية، في بيان عبر موقعها على الإنترنت، «نرحب بتشكيل المجلس الرئاسي الليبي لجنتين مؤلفتين من الأطراف الرئيسية، لمعالجة الشواغل الأمنية وحقوق الإنسان».
وأضافت أن مهمة اللجنتين هي «تعزيز الترتيبات الأمنية لمنع اندلاع القتال وضمان حماية المدنيين»، بالإضافة إلى معالجة المسائل المتعلقة بـ«حقوق الإنسان في مراكز الاحتجاز وانتشار حالات الاحتجاز التعسفي».
تعزيزات أمنية
أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، أمس، تعزيز دورياتها الأمنية في مناطق التماس في العاصمة طرابلس، وذلك بعد ساعات من اشتباكات سمعت على إثرها أصوات رماية بالأسلحة الخفيفة، لكنها لم تستمر طويلاً.
وذكرت الوزارة، في بيان مقتضب، أن هذه التعزيزات وفقاً لترتيبات وقف إطلاق النار، وبناءً على التعليمات الصادرة للمحافظة على سلامة المواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة.
وتتكرر هذه التوترات المسلحة في طرابلس بين الحين والآخر، في ظل انقسام سياسي وغياب توافق أمني شامل، مما يزيد من معاناة المدنيين الذين يجدون أنفسهم دائماً في قلب صراعات النفوذ والسلاح.