د. ناعمة المعمرية:

- نجاح ولادة أول طفلة بمركز الإخصاب يعكس التطور النوعي في هذا المجال

- متابعة الأجنة بعد تكوينها في حاضنات مغلقة من أحدث التقنيات المستخدمة

- التشخيص المبكر لتأخر الإنجاب عامل أساسي لنجاح عمليات الإخصاب

- على الزوج متابعة الدعم النفسي للزوجة لإتمام مسيرة الحمل والولادة

تطور تقنيات طب الإخصاب يمثّل بارقة أمل للكثير من الأزواج، حيث يفتح الأبواب أمامهم لتحقيق حلمهم في في إنجاب أطفال وتكوين عائلة سعيدة ولحالات صعبة كانت تعد مستعصية في الماضي.

ويعكس إنشاء أول مركز حكومي متخصص للإخصاب بالوطية التزام سلطنة عمان بتقديم أفضل الخدمات الطبية من خلال توفير تقنيات الإخصاب المتقدمة والرعاية الصحية العالية الجودة.

وأكدت الدكتورة ناعمة المعمرية استشارية أطفال أنابيب وعمليات المناظير في مركز الإخصاب بمستشفى خولة في حوار مع

"عمان" بقولها: إن تقدم التكنولوجيا الطبية أحدث نقلة كبيرة في علم أطفال الأنابيب والحقن المجهري، وتوصلت الأبحاث الحديثة إلى إمكانية الاحتفاظ بالبويضات والحيوانات المنوية للاستخدام في المستقبل وقد يستفيد من هذه التقنية النساء اللاتي تأخرن في الزواج ويرغبن بالاحتفاظ بالقدرة على الإنجاب حتى بعد تجاوز العمر الذي يمكن الإنجاب فيه، مشيرة إلى النجاح الذي تحقق مؤخرًا في المركز بولادة أول طفلة كأولى الحالات التي خضعت لعمليات الإخصاب، وفيما يلي نص الحوار:

* ما أحدث التقنيات المستخدمة في مجال الأطفال أنابيب والحقن المجهري؟

- من أحدث هذه التطورات متابعة الأجنة بعد تكوينها في حاضنات مغلقة تقوم بتسجيل انقساماتها وتطورها إلى اليوم الخامس من عمر الجنين، دون الحاجة إلى إخراج الجنين من الحاضنة وفحصه تحت المجهر.

* كيف يمكن الكشف عن جنس الجنين قبل زراعته في رحم أمه؟

- تمكن العلم الحديث من الكشف على الخلل الكروموسومي والأمراض المتوارثة في الجنين قبل زرعه في رحم الأم، ويعد الحقن المجهري وفحص الأجنة الطريقة المثالية لمنع توارث الأمراض الوراثية المتناقلة في العائلة.

*ما النصائح التي يمكنك تقديمها للأزواج الذين يفكرون في الحصول على علاج الإخصاب؟

- على الزوجين المقدمين على علاج الإخصاب الالتزام بتعليمات الصحة العامة مثل ممارسة الرياضة والمحافظة على الطعام الصحي والوزن المثالي، ومن المهم البعد عن السمنة المفرطة و تراكم الدهون بالأخص في منطقة الوسط، لأن الدهون لها تأثير سلبي على جودة البويضات والحيوانات المنوية.

* كيف يمكن للتغذية ونمط الحياة الصحي زيادة فرص الحمل بواسطة تقنيات أطفال الأنابيب؟

- على الزوجة تناول الفيتامينات على الأقل مدة شهرين إلى ثلاثة أشهر قبل عملية الإخصاب، وعلى الزوج ممارسة الرياضة والتوقف عن التدخين والممارسات السلبية والزيارة المبدئية لطبيب الإخصاب لتحديد جميع الفحوصات اللازمة قبل العلاج بما فيها التأكد من هرمونات المبايض والغدة الدرقية وتنظيمها قبل البدء ومراجعة الطبيب النفسي أو الأخصائي الاجتماعي للدعم النفسي إذا تطلب ذلك الأمر على الزوجين.

* ما العوامل التي يجب مراعاتها عند اختيار مركز لعلاج الإخصاب؟

- عند زيارة مركز الإخصاب يجب التأكد من زيارة طبيب متخصص و ليس طبيب أمراض نسائية عامًا، ويعد علاج الإخصاب من التخصصات الدقيقة التي تتطلب دراسات عليا بعد الانتهاء من تخصص النساء والولادة، ويجب أن يكون الطبيب متمكنًا من علاج تأخر الإنجاب عند الذكور والإناث بجميع أنواعه ويجب أن يتمتع مركز الإخصاب بمختبر خاص مجهز بجميع الإمكانات لتجميد الأجنة والأنسجة التناسلية.

* كيف تتم عملية الحقن المجهري؟ وكيف يمكن للأزواج التأقلم معها؟

- تشمل عملية الحقن المجهري استخراج البويضات من الزوجة بعد تحريض المبايض بواسطة الهرمونات الخارجية ويتم استخراج البويضات دون جراحة و بتخدير بسيط للزوجة ولا يتطلب البقاء في المستشفى أكثر من ثلاث ساعات ويتم بعد ذلك استخدام الحيوانات المنوية من الزوج وحقن كل حيوان منوي على حدة في بويضة الزوجة باستخدام الليزر ويتم انتقاء أفضل الحيوانات المنوية وبعد مرور يوم يتم التأكد من تخصيب الحيوان المنوي للبويضة ومتابعة انقسام الأجنة لمدة خمسة أيام في الحاضنات في بيئة منظمة ودرجات حرارة مناسبة، وبعد وصول الجنين آمنا في الحاضنة لليوم الخامس يتم زراعته في رحم الأم أن كان وضعها مناسبا للزراعة ويتم تجميد باقي الأجنة للمستقبل.

* كيف يمكن للعوامل النفسية أن تؤثر على فعالية العلاج ؟

-الاتزان النفسي مهم جدا لتقبل علاج الإخصاب و المرور برحلة علاج قد تستغرق ما يقارب الشهر ويساعد الاتزان النفسي على مقاومة الأعراض الجانبية لهرمونات العلاج، ويجب تقبل مراحل العلاج وما قد ينتج عنها من ضغوطات نفسية وقلق من النتائج النهائية وزيارة الطبيب النفسي قد تكون إجبارية في بعض الحالات.

*ما آخر ما توصلت إليه الأبحاث الحديثة في مجال علاج الإخصاب؟

-الأبحاث الحديثة توصلت إلى نجاح إمكانية الاحتفاظ بالبويضات والحيوانات المنوية للاستخدام في المستقبل، وقد يستفيد من هذه التقنية النساء اللاتي تأخرن في الزواج ويرغبن في الاحتفاظ بالقدرة على الإنجاب حتى بعد تجاوز العمر الذي يمكن الإنجاب فيه وتعد هذه التقنية الطريقة المثالية للاحتفاظ بالقدرة على الإنجاب للرجال والنساء المقبلين على العلاج الكيماوي أو الإشعاعي الذي قد يؤدي إلى فقدان القدرة على الإنجاب في أغلب الحالات.

* ما أهمية التشخيص المبكر في علاج الإخصاب؟

- يعد التشخيص المبكر لأسباب تأخر الإنجاب عاملا أساسيا لنجاح عمليات الإخصاب، والتأخر في العلاج قد يؤدي إلى تفاقم الأسباب التي أخرت الإنجاب، وكما يؤثر تقدم العمر عند محاولات العلاج سلبا على النتائج، وأكدت الدراسات أنه كلما تقدم العمر وخصوصا عمر الزوجة زادت فرص تكوُّن أجنة ذات جودة قليلة وكروموسومات غير سليمة.

* كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تسهم في تحسين نتائج العلاج؟

-أصبحت نتائج علاجات تأخر الإنجاب أكثر نجاحًا مع تطور العلم وتمتلك مختبرات الأجنة دقة عالية في التحكم بالبيئة داخل المختبر مثل درجات الحرارة و الإضاءة والتعقيم مما يزيد من فرص نجاح العلاج ويزيد فحص الأجنة والتأكد من كروموسومات الجنين السليمة من نسب انغراس الأجنة في الرحم.

* ما التوجيهات التي يمكن للأزواج اتباعها بعد إجراء عملية ناجحة ؟

- بعد نجاح عملية الإخصاب يجب على الزوج متابعة الدعم النفسي للزوجة لإتمام مسيرة الحمل والولادة ويمكن إكمال المتابعة مع طبيب الإخصاب إلى الأسبوع الثاني عشر من الحمل ومواصلة استخدام هرمونات تثبيت الحمل في هذه الفترة، وبعد الأسبوع الثاني عشر (الشهر الثالث من الحمل) يمكن متابعة الحمل مع طبيبة نسائية عامة للولادة وتوجه الطبيبة الزوجين لطبيب الأجنة والحمل إذا دعت الضرورة لذلك.

* كم عدد الحالات المستفيدة من عمليات أطفال الأنابيب في سلطنة عمان؟

-هناك آلاف الأطفال ولدوا في سلطنة عمان بعد عمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهري ويوجد لدينا مراكز الإخصاب عالية الكفاءة ما يقارب ثمانية مراكز جميعها متركزة في محافظة مسقط، والنجاح الذي تحقق مؤخرا في مركز الإخصاب بمستشفى خولة بولادة أول طفلة كأولى الحالات التي خضعت لعمليات الإخصاب يعكس التطور في توفير تقنيات الإخصاب المتقدمة والرعاية الصحية العالية الجودة في سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أطفال الأنابیب مرکز الإخصاب على الإنجاب سلطنة عمان على الزوج کیف یمکن نجاح ا

إقرأ أيضاً:

عاجل: “الغذاء والدواء” تُسجل أول علاج لمرض ألزهايمر في المملكة باستخدام تقنية الأجسام المضادة

أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن تسجيل مستحضر “لكمبي” (ليكانيماب) كأول علاج يُعتمد رسميًا لمرض ألزهايمر في المملكة العربية السعودية، وذلك لعلاج المرضى الذين يعانون ضعف الإدراك البسيط أو مرحلة خفيفة من الخرف، بشرط ألا يحملوا أي نسخة أو يحملوا نسخة واحدة فقط من أحد أشكال جين صميم البروتين الشحمي (ApoE4)، وهو الجين المرتبط بزيادة خطر الإصابة بالمرض.
ويُعد مستحضر “لكمبي” علاجًا حيويًا مبتكرًا ينتمي إلى فئة الأدوية الحيوية المبتكرة والمصنعة بتقنية الأجسام المضادة أحادية النسيلة، ويُعتبر أول علاج حيوي يُعتمد استخدامه رسميًا لمرض ألزهايمر في المملكة. ويستهدف هذا العلاج بروتين بيتا أميلويد المتراكم في الدماغ، وهو البروتين الذي يشكّل لويحات تؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية لدى مرضى ألزهايمر. ومن خلال عمله على تقليل تراكم هذه اللويحات، يسهم المستحضر في إبطاء تقدم المرض وتحسين جودة حياة المرضى. ويُعطى المستحضر عن طريق التسريب الوريدي مرة كل أسبوعين.
أخبار متعلقة "الغذاء والدواء" تجيز أجهزة تشخيصية متطورة لقياس أدوية الذهان في الدمضبط منشأة لمخالفتها أنظمة استيراد وتداول المنتجات الغذائيةفرع واحد لكل مدينة.. و"صف السيارات" إلزامي ضمن اشتراطات المطاعم الفاخرة - عاجلوأوضحت “الغذاء والدواء” أن تسجيل المستحضر جاء بعد تقييم شامل لفعاليته وسلامته وجودته، واستيفائه لكافة المعايير والمتطلبات المعتمدة. وبيّنت أن الدراسات السريرية التي أُجريت على المستحضر أظهرت نتائج إيجابية في إبطاء تدهور الحالة المرضية مقارنة بالعلاج الوهمي، وذلك بناءً على المقاييس السريرية المستخدمة عالميًا في تقييم فعالية أدوية مرض ألزهايمر.
وأضافت الهيئة أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي رُصدت خلال التجارب السريرية تمثلت في الصداع، والأعراض المرتبطة بعملية التسريب الوريدي، إضافة إلى تغيّرات في التصوير بالرنين المغناطيسي مرتبطة بالبروتين النشواني، والمعروفة اختصارًا بمصطلح (ARIA)، وهو مصطلح يشير إلى تغيّرات دماغية غير طبيعية يمكن رصدها عبر التصوير بالرنين المغناطيسي، وتشمل هذه التغيرات حالات مثل الوذمة الدماغية أو النزيف الدقيق.
وأكدت الهيئة أهمية المتابعة الدقيقة والدورية لحالة المرضى أثناء فترة العلاج بالمستحضر، وخصوصًا فيما يتعلق برصد وتقييم الأعراض الجانبية المحتملة، وشددت على ضرورة إجراء تقييم دقيق للحالة الجينية للمريض قبل بدء العلاج، وذلك بهدف تقليل احتمالية حدوث الآثار الجانبية المرتبطة بالدواء. كما اشترطت “الغذاء والدواء” على الشركة المُصنّعة الالتزام بمتابعة بيانات ما بعد التسويق، وتقديم تقارير دورية محدثة بشأن فعالية المستحضر وسلامته، إضافة إلى تنفيذ خطة شاملة لإدارة المخاطر، تضمن الاستخدام الأمثل والآمن لهذا العلاج الحيوي الجديد.
ويأتي تسجيل مستحضر “لكمبي” امتدادًا لدور الهيئة العامة للغذاء والدواء في تعزيز توفر خيارات علاجية متقدمة ونوعية للمرضى في المملكة العربية السعودية، وخصوصًا تلك القائمة على تطبيقات التقنية الحيوية، التي تشهد تطورًا علميًا متسارعًا على المستوى العالمي. كما يعكس هذا الإنجاز التزام الهيئة بتحقيق مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي، أحد البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2030، والذي يهدف إلى الارتقاء بجودة وكفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين، وتسهيل حصولهم على أحدث العلاجات العالمية المعتمدة.

مقالات مشابهة

  • ثورة في علاج «هشاشة العظام».. علاج جديد يمنح الأمل للملايين
  • صياغات بعيدة.. حقيقة موافقة الصحة على تكليف دفعة علاج طبيعي 2023
  • بدون أدوية.. خطة غذائية فعالة لعلاج تكيس المبايض
  • استشارية أعصاب: علاج الزهايمر الجديد يغير أسلوب العلاج ويمنع الوصول للخرف .. فيديو
  • علاج جديد للسكري «الأول» يظهر نتائج واعدة
  • سر الخصوبة.. دراسات تكشف تأثير النظام الغذائي على الصحة الإنجابية للمرأة
  • تسجيل أول علاج لمرض ألزهايمر في المملكة بتقنية الأجسام المضادة
  • عاجل: “الغذاء والدواء” تُسجل أول علاج لمرض ألزهايمر في المملكة باستخدام تقنية الأجسام المضادة
  • دراسة: علاج تجريبي جديد لمرضى النوع الأول للسكري يعيد إنتاج الأنسولين
  • الخلايا الجذعية تعالج “السكري من النوع الأول”