أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية في دار الإفتاء المصرية، أن الإمام في الصلاة الجهرية أحيانًا يتوقف لبضع لحظات بعد قراءة الفاتحة، وهو ما قد يعطي فرصة للمأمومين لقراءة الفاتحة خلفه. 

وأشار الشيخ عويضة إلى أن هذا التوقف ليس من سنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث لم يُثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه توقف بشكل متعمد أو مطول بعد قراءة الفاتحة لإتاحة المجال للمأمومين للقراءة.

وأكد الشيخ أن سكوت الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد قراءة الفاتحة يشبه سكوتَه عند الوقوف على نهايات الآيات، حيث كان يقف للتنفس أو لأخذ أنفاس متقطعة، وليس بهدف إعطاء فرصة للمأمومين للقراءة. 

وأضاف الشيخ عويضة أن الإمام ليس مكلفًا بالانتظار ليتيح للمأمومين قراءة الفاتحة، كما أن ذلك ليس من السنة ،ووجه نصيحة للمأموم بضرورة الإنصات لقراءة الإمام في الصلاة الجهرية.

وأشار الشيخ إلى أن بعض العلماء يرون أنه إذا طال سكوت الإمام، وشرع المأموم في قراءة الفاتحة، يجوز له إكمال القراءة، بينما يرى آخرون ضرورة التوقف عن القراءة والإنصات للإمام بمجرد استئنافه.

 وبيّن عويضة أن هذا الموضوع يُعدّ من المسائل التي اختلف فيها العلماء، حيث لكل مذهب من المذاهب رأيه، ولا يجوز لأحد أن يعيب مذهبًا أو يقلل من شأنه، فكل رأي معتبر وله أدلته الشرعية.

سداد الدين أم أداء العمرة؟.. الإفتاء توضح الأصح شرعا

هل الخطأ في القراءة أثناء الصلاة يبطلها 

من جهة أخرى، تطرّق الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى في دار الإفتاء، إلى موضوع آخر يتعلّق بأخطاء القراءة أثناء الصلاة، موضحًا أن الخطأ في قراءة سورة الفاتحة نوعان: خطأ جلي وخطأ خفي. وأوضح أن الخطأ الجلي هو الخطأ الذي يغيّر المعنى المقصود من الآيات، كأن يقرأ المصلي "صراط الذين أنعمت عليهم" مع ضمّ التاء في "أنعمت"، حيث يبدو وكأن القارئ يقول أنه هو من أنعم عليهم، أو كسر التاء، ما يوحي أن المتحدثة أنثى، وهو خطأ فادح يغيّر المعنى ويؤثر على صحة الصلاة.

وأضاف الشيخ أحمد ممدوح أن من صور الخطأ الجلي أيضًا قراءة كلمة "إياك" بكسر الكاف بدلًا من فتحها، مما يؤدي إلى تحريف المعنى، وبالتالي تبطل الصلاة لأن المعنى الأصلي قد تغيّر. أما بخصوص الخطأ الخفي، فقد أوضح الشيخ أنه يتعلق بأحكام التجويد ولا يؤثر على المعنى، مثل عدم الالتزام بالمد المطلوب في كلمة معينة كـ"السماء" في قوله تعالى "من السماء ماء".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة الجهرية قراءة الإمام قراءة الفاتحة قراءة الفاتحة

إقرأ أيضاً:

العراق بين الأوراق المعطلة والفرص الضائعة: قراءة استراتيجية

27 مايو، 2025

بغداد/المسلة: ناجي الغزي

تواجه الدولة العراقية منذ 2003 أزمة عميقة في الهوية السياسية، وبنية النظام، وآليات اتخاذ القرار. ومع تصاعد التحولات الإقليمية والدولية وتكريس موازين قوى جديدة، تتجدد الأسئلة حول قدرة العراق على أن يكون لاعباً فاعلاً، لا مجرد ساحة لتقاطع المشاريع. تحليل الخطابات الواردة يكشف عن سلسلة من الإخفاقات البنيوية للنخبة الحاكمة، ومأزق العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان، وتفكك القرار الوطني، في وقت تنشط فيه قوى إقليمية ودولية لرسم خرائط النفوذ عبر الاستثمار في الطاقة والجغرافيا.

أولاً: معادلة كردستان الجديدة

أبرز ما يميّز موقف إقليم كردستان اليوم، هو أنه اختار التموضع خارج الإطار المهتز للحكومة الاتحادية. لا يعود هذا فقط إلى صراعات سياسية تقليدية، بل إلى قناعة استراتيجية بأن بغداد باتت تمثل الطرف الخاسر في معادلة إقليمية ودولية، عاجزة عن استيعاب التحولات الكبرى بعد الحرب في أوكرانيا، وبعد إعادة تعريف واشنطن لمفهوم “الأمن القومي الخليجي”.
التوجه الكردي نحو توقيع صفقات نفطية بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار لا يمكن فصله عن مظلة الحماية الأمريكية، وإدراك الإقليم لغياب مشروع وطني شامل يضم العرب والكرد والشيعة والسنة. إن الترجل من “التحالف المنهك” لا يُعد خيانة للوطنية، من وجهة نظر كردية، بقدر ما يعكس عقلانية سياسية في لحظة تاريخية تتطلب التموضع مع “الطرف المنتصر”. هذا الطرح هو جزء من قراءة سياسية كردية للمشهد الإقليمي والداخلي في آن واحد.

ثانياً: الفيدرالية المعطلة وعجز النخبة السياسية

العراق بموجب الدستور، دولة اتحادية فدرالية. ولكنّ النخبة السياسية فشلت في تجسيد هذه الفدرالية على أرض الواقع، مما دفع الولايات المتحدة، بصفتها “حاملة القلم” وصاحبة الحق في تصحيح المسار السياسي (وفق نظرية “هولدرن”)، إلى التحرك غير المباشر لفرض الأمر الواقع من خلال دعم صفقات الإقليم.
غياب قانون النفط والغاز، وتمسك الأحزاب بثروات المناطق كأداة لفرض الولاء، يمثل شكلاً من أشكال “الإكراه السياسي الإيجابي”، حيث يُقيّد الأفراد عبر الامتيازات، بدلاً من فرض السلاح عليهم. هذا التعطيل لمفهوم الفيدرالية دفع القوى الفاعلة إلى التعامل مع الإقليم ككيان سياسي – اقتصادي منفصل.

ثالثًا: التوازنات الإقليمية والاستثمار كأداة نفوذ

تشير الاستثمارات الإماراتية، تحديداً في مناطق كالسليمانية، إلى مشروع إقليمي اقتصادي يتجاوز الجغرافيا العراقية، ويرتبط بخط أنابيب طاقة يمتد من كردستان العراق إلى كردستان سوريا، وصولًا إلى حوض شرق المتوسط. هذا المسار يعيد تعريف الجغرافيا كساحة صراع بين مشاريع الطاقة والنفوذ، ويضع كردستان في قلب الترتيبات الجديدة، لا بغداد.
الإمارات، بتكليف أمريكي، تتولى الدور الاقتصادي في مشروع إعادة هيكلة المنطقة، بينما تلعب السعودية الدور السياسي. ويتم العمل على دمج سوريا تدريجياً في منظومة أمن الطاقة الإقليمي كبديل جغرافي عن أوكرانيا التي خسرتها أوروبا في معادلة “نورد ستريم”.

رابعاً: مأزق القرار السياسي في بغداد

بالمقابل، تعاني بغداد من انقسام مراكز القرار، وتعدد المرجعيات داخل المكوّن الواحد، خصوصاً الشيعي. رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رغم إبداء الرغبة في الاستثمار وتحريك الاقتصاد، ولكنه لا يملك تفويضاً استراتيجياً موحداً من قبل المكونات السياسية، ما يضعف قدرته على مواجهة المشاريع الإقليمية أو حتى الدفاع عن السيادة الاقتصادية.
مثال ذلك، شيطنة الاستثمارات السعودية والأمريكية، رغم الحاجة الملحّة لها وللاستثمارات الاجنبية في البلاد، وذلك بسبب ضغط أطراف سياسية ترى في هذه الشراكات تهديداً لنفوذها المرتبط بمحاور إقليمية. هذا أدى إلى إجهاض فرص كبيرة للنهوض الاقتصادي، ومنع بغداد من لعب دور سياسي براغماتي إقليمي يتناسب مع إمكاناتها وموقعها الجيوسياسي.

خامساً: غياب المشروع الوطني وصراع الشرعيات

المفارقة المؤلمة أن العراق يمتلك أوراقاً مهمة: جغرافيا استراتيجية، ثروات هائلة، قدرات بشرية، عمق حضاري، لكنه لا يمتلك مشروعاً وطنياً يجمع بين الأطراف، ولا شرعية موحّدة للقرار السياسي. هذا يفسر لماذا تُعتبر قرارات دول كقطر – رغم صغر حجمها – أكثر تأثيراً وموثوقية من قرارات بغداد.
القمة العربية الأخيرة كشفت حدود القدرة التمثيلية للعراق. ورغم نوايا السوداني لإظهار بغداد كقوة إقليمية، إلا أن الانقسام الداخلي وغياب القرار الموحد جعل الحضور شكلياً، لا فاعلاً.

سادساً: ما العمل؟

المعادلة واضحة: العراق في طريقه إلى خسارة المزيد من الفرص ما لم يُحسم الجدل الداخلي حول هوية الدولة، وشكل النظام، ومصدر الشرعية. على النخب السياسية أن تعترف بفشلها في إدارة التعددية، وتبني مشروعاً سياسياً جديداً يعيد بناء الدولة على أسس واقعية.
كما أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن العراق، لكنها ستعيد تعريف شكل تدخلها وفق مصالحها الاستراتيجية، وموازين القوى الإقليمية. ومَن لا يمتلك مشروعاً واضحاً، سيجد نفسه خارج الحسابات. في هذا السياق، لا بد من التحوّل من حالة “رد الفعل” إلى “صناعة الفعل”، وإعادة تموضع العراق كفاعل جيوسياسي، لا مجرد ساحة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • هل يأثم المأموم الذى ينصت لقراءة الإمام الفاتحة في الصلاة الجهرية؟.. الأزهر يجيب
  • ليس الخطأ الأول.. مشيرة إسماعيل: لم أقبل اعتذار آية سماحة.. والموضوع في يد النقابة
  • قراءة في ،،،، خطّة المليشيا للسيطرة على العاصمة
  • هل يجوز قطع الطواف من أجل الصلاة المكتوبة
  • إمام مسجد يلقى ربه ساجدًا أثناء صلاة الفجر.. فيديو
  • العراق بين الأوراق المعطلة والفرص الضائعة: قراءة استراتيجية
  • ما حكم قراءة الأبراج ومتابعتها؟.. الإفتاء تجيب
  • بين التمرد والتجريد: قراءة نقدية لمقال خالد كودي عن ظاهرة القونات
  • طارق الشناوي: ياسمين عبد العزيز لا تصر على الخطأ وشخصية تلقائية
  • بحضور عائلة العدل.. خالد سامي العدل يقرأ الفاتحة على هنا الألفي