غالبا ما يشار إلى الإبادة الجماعية على أنها "جريمة الجرائم"، وهي تسمية استُحدثت بعد المحرقة (الهولوكوست) التي تعرض لها اليهود في ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية، وهي قاصرة على شكل محدد جدا من أشكال المذابح الجماعية التي تستحق أعلى درجات الإدانة.

بهذا التعريف استهلت نيكول ناريا مراسلة الشؤون السياسية والمجتمعية بموقع "فوكس" (Vox)، الإلكتروني الأميركي تقريرها، متسائلة عما إذا كان هذا التعريف ينسحب بالضرورة على إسرائيل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إرث روسيا السوفياتية.. ما تخفيه منشأة سيرغييف بوساد-6 البيولوجيةlist 2 of 2غارديان: هكذا حول خطأ بايدن الفادح حرب أوكرانيا إلى كارثة عالميةend of list

وقالت إنه ما كان يجدر بإسرائيل -التي "يعيش أحفاد العديد من الناجين من المحرقة بين أرجائها"- أن ترتكب مثل هذا الجرم، والآن تتهمها جماعات حقوق الإنسان وأكاديميون وحتى جنوب أفريقيا، بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.

ليست اتهامات جديدة

وأضافت أن هذه الاتهامات ليست جديدة، فقد انتشرت على نطاق واسع بعد فترة وجيزة من رد إسرائيل على طوفان الأقصى، الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتابعت أن السؤال الذي يطرح نفسه بعد مرور عام، هو إن كانت الأدلة التي تدعم هذه الادعاءات قد ازدادت.

وفي سياق إجابتها، ذكرت ناريا أنها وزميلها سيغال صموئيل كانا قد أجريا -في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي- مقابلة مع باحثين للتمعن في "مزاعم" الإبادة الجماعية ودراستها، مشيرة إلى أن البعض منهم كان في ذلك الوقت على استعداد لوصف ما يحدث في غزة "بشكل قاطع" بأنه إبادة جماعية.

لكن معظمهم كان مترددا متذرعا بأن إثبات الإبادة الجماعية يقتضي استيفاء معايير عالية بموجب القانون الدولي. وقال العديد منهم إن مصطلحات من قبيل "جرائم ضد الإنسانية" أو "جرائم حرب"، والتي تكتسب نفس القدر من الأهمية بنظر القانون الدولي، قد ارتُكبت على الأرجح، إلا إنهم أحجموا عن الحكم على الإبادة الجماعية في غزة.

إنها إبادة جماعية

ووفقا للموقع الأميركي، فقد تطور النقاش منذ إجراء تلك المقابلة، مع تفاقم الأوضاع في غزة التي تحولت إلى أنقاض، وارتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين الآن إلى أكثر من 40 ألفا.

وأوضحت المراسلة أن تقريرا لمنظمة اللاجئين الدولية نُشر في سبتمبر/أيلول، كشف عن أدلة على وجود "أزمة جوع حادة في غزة، ومؤشرات على حدوث ظروف شبيهة بالمجاعة في المناطق الشمالية خلال النصف الأول من عام 2024″، ويرجع أحد أسباب ذلك إلى عرقلة إسرائيل إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وإزاء التطورات الأخيرة الناجمة عن امتداد الحرب إلى لبنان بعد أن "أحكمت إسرائيل قبضتها" على الضفة الغربية المحتلة، قالت مراسلة الموقع إنها عادت إلى أولئك الباحثين لمعرفة ما إذا كانت آراؤهم السابقة عن الإبادة الجماعية في غزة قد تغيرت.

وأجابت بأن من بين الباحثين الخمسة، بات معظمهم الآن على قناعة باستيفاء الجرائم التي ارتُكبت في القطاع الشروط القانونية لوصفها بالإبادة الجماعية.

وبحسب تقرير فوكس، ففي حال صدور قرار رسمي بالإبادة الجماعية من قبل محكمة العدل الدولية، فقد يكون لذلك عواقب قانونية وسياسية وخيمة.

تعريف الإبادة الجماعية

هناك طرق مختلفة لتحديد مفهوم الإبادة الجماعية، ولكن محكمة العدل الدولية معنية فقط بتعريفها القانوني بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، وهي المعاهدة الدولية التي تجرم هذه الممارسة التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1951 وصادقت عليها 153 دولة، بما في ذلك إسرائيل وأقرب حلفائها، الولايات المتحدة.

بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، فإن تعريف الإبادة هو: "أي فعل من الأفعال التالية المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو عنصرية أو دينية".

واستنادا إلى هذا التعريف، قال راز سيغال، أستاذ دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة ستوكتون بولاية نيو جيرسي الأميركية، "إنني أؤيد تماما وصف الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه مثال نموذجي على الإبادة الجماعية".

لم يعد لديّ تردد

وبدوره، قال آدم جونز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا البريطانية، إن "أي تردد مبكر كان لديّ حول سريان وصف الإبادة الجماعية على الهجوم الإسرائيلي على غزة قد تبدد على مدار العام الماضي من المذابح البشرية وطمس المنازل والبنية التحتية والمجتمعات".

وسار إرنستو فيرديجا، أستاذ العلوم السياسية ودراسات السلام في جامعة نوتردام، على نفس المنوال واصفا عمليات الجيش الإسرائيلي بأنها إبادة جماعية.

ولفتت مراسلة الموقع إلى أن نقطة التحول الرئيسية في آراء فيرديجا وخبراء عديدين آخرين في مجال حقوق الإنسان، كانت هي الغزو البري الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة في مايو/أيار الماضي.

يجب التحرك فورا

وخلصت إلى أنه من غير الواضح كيف ستصدر محكمة العدل الدولية حكمها. وحتى إذا لم تصدر المحكمة حكما بالإبادة الجماعية، فإن ذلك لا يمنع المجتمع الدولي من اتخاذ إجراءات لوقف ما يحدث في غزة.

وقال سيغال الأستاذ في جامعة ستوكتون: "لا أظن أن علينا أن نجلس مكتوفي الأيدي وننتظر هذه المؤسسات لتقول لنا نعم أو لا للإبادة الجماعية عندما نرى جميعا الإبادة الجماعية أمام أعيننا".

وشدد على أن "عملية التغيير الجذري في النظام قد بدأت بالفعل، وأن إسرائيل أصبحت معزولة جدا اليوم في العالم، وكذلك الولايات المتحدة أيضا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات الإبادة الجماعیة إبادة جماعیة جماعیة فی فی جامعة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: الحاخام قتيل سيدني زار إسرائيل وشجّع على حرب غزة

كشفت قناة عبرية وناشط إسرائيلي أن الحاخام إيلي شلينغر، الذي قتُل الأحد في هجوم مسلح بسيدني، زار إسرائيل والتقى جنودا لتشجيعهم على مواصلة حرب الإبادة بقطاع غزة .

وعلى مدار أكثر من عامين، خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ما أثار غضبا شعبيا عالميا وأدخل إسرائيل في عزلة دولية.

وقُتل 12 شخصا وأصيب 29 آخرين في هجوم مسلح، اليوم الأحد، خلال احتفالات عيد "الحانوكا" اليهودي (عيد الأنوار) بشاطئ بوندي في مدينة سيدني الأسترالية.

ومن بين القتلى شلينغر، وهو مبعوث حركة "حاباد" اليهودية (المتطرفة) في أستراليا، وفقا لهيئة البث العبرية الرسمية.

وترفض "حاباد" الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وتعارض أي تسوية تمنحه أي جزء من أراضيه المحتلة التي تحتلها إسرائيل منذ عقود.

وقال الناشط والصحفي الإسرائيلي حانوخ داؤوم، عبر حسابه بـ"إنستغرام" إن "بين ضحايا الهجوم الحاخام إيلي شلينغر مبعوث حركة حاباد".

وأضاف داؤوم أنه بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "زار شلينغر إسرائيل لتقديم الدعم والتشجيع"، في إشارة إلى حرب الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزة.

فيما نشرت القناة 12 العبرية صورة لشلينغر جالسا بين جنود من الجيش الإسرائيلي فوق آلية عسكرية، وليس واضحا إذا ما كانت في غزة أو مكان آخر.

ويتفاخر شلينغر بدعمه للجيش الإسرائيلي، الذي ارتكب جرائم إبادة جماعية في غزة، بحسب الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.

وبتتبع حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر أن شلينغر استخدم صورته فوق الآلية العسكرية كصورة لملفه الشخصي في "فيسبوك" و"إنستغرام".

ولم تتوفر فورا معلومات عن هويات ولا دوافع منفذي الهجوم، الذي وصفته السلطات الأسترالية بأنه "عمل إرهابي".

وكان من الممكن أن يُسفر الهجوم عن عدد أكبر من الضحايا لولا مخاطرة شاب مسلم بحياته لإيقاف المهاجم ونزع السلاح من يده، في عمل وصفه الإعلام الأسترالي بـ"البطولي".

وحول هويته، نقلت القناة السابعة الأسترالية معلومات تفيد بأنه يدعى أحمد الأحمد ويبلغ من العمر 43 عاما، وقالت نقلا عن أحد أقاربه أن تعرض لإصابتين في الذراع واليد ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ومرارا انتقدت الحكومة الأسترالية إسرائيل، جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة المحاصر، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني في أوضاع مأساوية.

وعلى وقع هذه الإبادة، اعترفت أستراليا ضمن عدد من الدول الغربية بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وأُقيمت إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، ثم احتلت بقية الأراضي الفلسطينية، وترفض الانسحاب وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية قانون الجزيرة - إسرائيل: إغلاق مكاتب قنوات أجنبية بدون حالات طوارئ حادثة سيدني : إسرائيل تهاجم استراليا وتلميحات بمسؤولية إيران أو حزب الله اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة الأكثر قراءة فلسطين تتوّج ببطولة آسيا للفروسية للقفز بالحواجز الشيخ يبحث مع السفير التونسي مستجدات الأوضاع في غزة والضفة الاحتلال يُفرج عن دفعة جديدة من أسرى غزة - أسماء زامير: إسرائيل ترسم خطا حدوديا جديدا في غزة وهذا هدفنا المقبل! عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ليكس تاكنبرج: محاسبة إسرائيل على جر.ائم الإبا.دة الجماعية في غزة ضرورة
  • إعلام عبري: الحاخام قتيل سيدني زار إسرائيل وشجّع على حرب غزة
  • وزير الخارجية التركي: خطة إسرائيل الأصلية إفراغ غزة وتطهيرها من سكانها الفلسطينيين
  • العراق ضمن “عمالقة الموارد” والسادس عالميا وشعبه فقير بسبب الفشل والفساد والخيانة
  • الخارجية الإيرانية تدين تورط شركات أمريكية في الإبادة الجماعية بغزة
  • هيئة دولية: الامطار تفاقم الإبادة الجماعية المستمرة وتكشف انهيار النظام الإنساني الدولي
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • “حماس”: ما يجري في غزة امتداد لحرب الإبادة وعجز المنظومة الدولية عن إغاثة القطاع
  • عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي: الإمارات أكبر ممول لحملة الإبادة الجماعية في السودان
  • الاحتلال يعتدي على الفلسطينيين خلال اقتحامه مخيم الأمعري بالضفة الغربية