دمشق-سانا

نظم المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بدمشق ندوة بعنوان “الترجمة من الشعر إلى الشعر” سلطت الضوء على أعمال المترجم والشاعر أحمد الزعبي، وهو واحد من أبرز المترجمين الذين أضافوا قيمة كبيرة للأدب العربي من خلال ترجماته الشعرية.

وتولى تقديم الندوة الشاعر علي الدندح وبدأ بإلقاء الضوء على أهمية الترجمة الشعرية في تعزيز الفهم العميق للأدب بين الثقافات المختلفة.

وشارك في الندوة مجموعة من المحاضرين منهم الشاعرة طهران صارم والمترجم محمد العاني، الذين قدموا رؤى متعددة حول فن الترجمة.

وفي مداخلتها، تطرقت الشاعرة طهران صارم أمين سر جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب إلى التحديات التي تواجه المترجمين في نقل الكثافة الشعرية والدهشة الجمالية من لغة لأخرى.

وتناولت بعض الأمثلة من ترجمات الزعبي، مشيرةً إلى كيفية احتفاظه بالإيقاع والنغمة الأصلية في شعر المتنبي وأحمد شوقي، مما يعكس مهارته في الحفاظ على جماليات النصوص.

من جهته أضاف محمد العاني مدير ومؤسس مركز ليسيوم ومترجم معتمد في منظمة الصحة العالمية رؤيته حول اختيار الزعبي لترجمة أعمال شعراء بارزين مثل السير توماس وايت وويليام شكسبير ولورد بايرون.

وأوضح أن هذا الاختيار يعكس طموحه الأدبي ورغبته في إجراء حوار ثقافي بين النصوص، مما يبرز اهتمامه بموضوعات الحب والطبيعة والجمال.

وأشار إلى أهمية تكييف هذه الأعمال لجمهور الناطقين بالعربية، مما يعكس رؤية الزعبي في تعزيز التبادل الثقافي.

وتطرق العاني أيضا إلى كيفية نقل المترجم للنصوص بشكل يحافظ على الصورة الشعرية وعدم الإساءة للنص الأصلي، حيث تم التأكيد على ضرورة اختيار المفردات بعناية لضمان توازن النصوص المترجمة.

وأكد أن كل مترجم يمتلك أسلوبه الخاص، وتجربته تمثل حالة فريدة تعكس قدرته على التعبير عن المشاعر والأفكار المعقدة.

وفي ختام الندوة، أبدى الحضور تقديرهم للجهود المبذولة من قبل المترجم أحمد الزعبي، مؤكدين أهمية الترجمة في فتح نوافذ جديدة لفهم الأدب بين الثقافات المختلفة.

ميس العاني

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

كيف تقرأ حكاية شعبية.. ملحمة إيبونيا من مدغشقر.. جديد سلسلة آفاق عالمية بقصور الثقافة

صدر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، كتاب "كيف تقرأ حكايات شعبية.. ملحمة إيبونيا من مدغشقر" للكاتب لي هارينج، وترجمة نصر عبد الرحمن، عن سلسلة آفاق عالمية التى تعنى بنشر الأعمال المترجمة إلى اللغة العربية في الأدب والنقد والفكر في مختلف اللغات.

الكتاب قصة شعرية تسرد وقائع ملحمة محكمة من مدغشقر، ملحمة عن القوة والحب، قدمها لي هارينج للعالم. عبر هذا النص المحدث بعناية يلعب "هارينج" دور دليلنا الخبير وشاهد العيان يقدم لنا خلفية تاريخية مفيدة وتفسيرا عميقا، إلا أنه يشجعنا أيضا على الاهتمام بملحمة "إيبونيا" وحدها؛ لأنها تستحق الاهتمام في حد ذاتها، وتعد مثالا ثريا للأدب الملحمي الشفاهي، ومن خلال هذا العرض الرائع لمنتجات مدغشقر الشفاهية، يمكننا -نحن القراء- تقدير قيمة الأدب الشفاهي ودوره في فهم الثقافة البشرية.

يقول لي هارينج في مقدمة الكتاب: إحدى طرق تفسير "إيبونيا" أو ربما إحدى طرق الشروع في قراءتها هي التفكير فيها كحكاية خرافية. إنها سرد خيالي يتضمن مواجهات مع كائنات خارقة وأشخاص يعلمون الغيب، وتتضمن كذلك تعويذات وعناصر سحرية، يجري اختبار قدرة البطل على التحمل، ثم ينجح فى إنقاذ الأميرة بعد التغلب على منافسه، العناصر الأخرى في إيبونيا شائعة كذلك في الحكايات الشعبية، ومن بينها الكائنات السحرية التى تقدم المشورة للبطل كما تفعل الحيوانات والطيور فى القصص الخيالية. وكما هو الحال في معظم القصص الخيالية، ليس لدينا زمن محدد.

وعن منهجه يضيف: كيف يمكن قراءة نص أو فهمه أو تفسيره؟ اكتشفت طريقة للقيام بذلك في مكتبة ما كان يطلق عليه آنذاك جامعة مدغشقر، حين كنت أعمل فيها أستاذا زائرا في الفترة من 1975 إلى 1976 عثرت فوق الرفوف وعلى نحو غير متوقع على عدد كبير من الكتب المنشورة حول الفلكلور في مدغشقر. كانت مكتبة الجامعة والمكتبة الوطنية تتضمن عشرات النصوص التي لم تخضع للتحليل أو تترجم بعد. تحولت تلك النصوص إلى نوع من التحدي، وفي مواجهة العديد من الحكايات والأحجيات، والأمثال الشعبية والمعتقدات والعادات والكثير من الفلكلور. ابتكرت طريقة لقراءة هذه النصوص، قررت أن أقرأ القصائد والقصص وحتى الملاحظات الإثنوغرافية عليها، كما لو كانت نصوصا مسرحية كأنني أسمع أشخاصا يؤدون النصوص بأصواتهم.

ومدغشقر هي رابع أكبر جزيرة في العالم، وتقع في المحيط الهندي على بعد نحو 360 ميلا من موزمبيق على الساحل الشرقي لأفريقيا، استقرت فيها موجات من المهاجرين الإندونيسيين الذين وصلوا إليها عبر المحيط الهندي في الفترة من القرن السادس إلى التاسع الميلادي، تزامنا مع تطور الحضارة السواحيلية في شرق أفريقيا. ولقد أدى التقارب بين الإندونيسيين والأفارقة إلى قيام حضارة ملغاشية مبكرة، أسهمت في تطوير اللغة المستخدمة في كتابة ملحمة "إيبونيا".

الكتاب صدر بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، ضمن إصدارات الإدارة العامة للنشر برئاسة الكاتب الحسيني عمران، التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، رئيس تحرير السلسلة د. أنور إبراهيم، مدير التحرير جمال المراغي، سكرتير التحرير مها عبد الرازق، الإخراج الفني عبد العليم عبد الفتاح، وتصميم الغلاف وسام سامي.

طباعة شارك قصور الثقافة كتاب مدغشقر ملحمة إيبونيا سلسلة آفاق عالمية اللغة العربية

مقالات مشابهة

  • بحضور الفنان محمد صبحي.. محافظ بورسعيد يشهد ندوة تثقيفية احتفالًا بذكرى ثورة 30 يونيو
  • معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ينظم ندوة احتفاء باليوم العالمي للمرأة في الدبلوماسية
  • تفعيل العمل لتسجيل البروكار في التراث السوري خلال محاضرة في ثقافي أبو رمانة
  • «تأثير الأمراض المزمنة على الاقتصاد المصري» في ندوة بجامعة أسيوط
  • كيف تقرأ حكاية شعبية.. ملحمة إيبونيا من مدغشقر.. جديد سلسلة آفاق عالمية بقصور الثقافة
  • ندوة توعوية حول المنشطات والتغذية الرياضية استعدادًا للبطولة الإفريقية للكرة الطائرة جلوس
  • الطرابلسي يفتتح ندوة «تقييم الأداء الأمني» ويعلن عن ترتيبات جديدة لتعزيز أمن العاصمة
  • ندوة في العوابي تناقش أبرز القضايا الصحية
  • الزعبي يحسم الجدل بشأن تعطيل الجامعات وشلل الحياة العامة
  • الأمراض المناعية بين إلتهابات الأمعاء والأمراض الجلدية في ندوة بمستشفيات جامعة أسيوط الثلاثاء المقبل