من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الموت يبدأ في اليوم الرابع
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
#الموت يبدأ في اليوم الرابع
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي
نشر بتاريخ .. 16 / 8 / 2018
الموت يبدأ في اليوم الرابع
كنتُ أقصر الواقفين وآخرهم ، أمدّ يدي بخجل للمعزّين أتمتم بعبارات لا استطيع تجميعها بالشكل الصحيح ،المشكلة ان التعزية لا تأتي بعبارة واحدة ، ثم أنّي غير ملمّ ببروتوكول “الموت” كله، لذا كنت أتمتم “أي كلام” بصوت منخفض وأهز رأسي.
عندما انتهى عزاء والدي،وجُمعت الكراسي فوق بعضها البعض وطوي السجّاد،وتقّيأت الدِّلال “حِثل” حزنها الأسود خلف الجدار، وعاد أعمامي إلى بيوتهم ،تخبأت في الفراش وبكيت كثيراً ، فكل الثرثرات والدخان والسعال والحضور والمواعظ الحسنة لم تُعد لي أبي..كل الثرثرات والدخان والسعال والحضور وصوت الفناجين وكلام الرجال ،لم تملأ فراغ اسمه..ولم تؤنسني لحظة #اليتم_القارص!..
**
لا أريد لعاطفتنا ان تصبح “قنبلة تنوير” تصعد ، تتوهج، تضيء الدنيا ، ثم تخفت وتهوي ثم تذوب في بحر العتمة ،صدقوني أن الموت يبدأ في اليوم الرابع..لا تحسبّن الصغار في فراشهم ينامون ، إنهم يقارعون نشيجهم الصامت ،يراجعون الألبوم الطري ، يرون صور الأب الغائب، يسمعون صوته في رجع الذاكرة ، ثم يحضنون النصف الآخر من الغطاء بحثاً عن حنان، لا تبعدوا عن “جوان” راشد الزيود، ولا تنسوا “كندة” سائد المعايطة ، لا تخذلوا “الياس معاذ الحويطات”..لا تخذلوا أبناء الشهداء الآخرين الأقل حظاً في الإعلام، لا تطووا حزنهم مع سجّاد العزاء ، لا تنشغلوا بالحياة عنهم ، لا توجعوهم أكثر ،و تقتلوهم أكثر..صحيح أنهم فقدوا آباءهم ، لكن لا نريدهم أن يفقدوا ثقتهم بعاطفتنا ولا بإيمانهم بهذا الوطن!.
**
غداً الجمعة ،وأكثر ما يقلقني ان تتسابق البرامج الصباحية على تقاسم أسر الشهداء للعبث بأوجاعهم تحت فكرة إكرامهم، أكثر ما أخشاه ان تُسأل الأمهات والزوجات والأبناء ” شو شعوركم لما استشهد”؟؟ وأكثر ما أخشاه أن تقدّم لأم شهيد “خلاط مولينكس” او “غسالة” أو “مجموعة مكياج”..أخاف الا نفجّر فهم الشهادة واستيعاب الحزن البريّ المقدّس !
احمد حسن الزعبي
مقالات ذات صلة الشرطة الإسرائيلية: حادث دهس لعدد كبير من الأشخاص شمال تل أبيب / فيديو 2024/10/27ahmedalzoubi@hotmail.com
#118يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
كارثة في رفح: غارة إسرائيلية تحوّل مركز مساعدات إلى ساحة مجزرة! 30 قتيلاً وأكثر من 100 جريح في هجوم دموي جديد
في جريمة هزّت ضمير العالم، تحوّل مركز توزيع مساعدات إنسانية في مدينة رفح، صباح اليوم الأحد، إلى مسرحٍ للموت، بعدما استهدفته غارة إسرائيلية مباشرة أسفرت عن مقتل 30 فلسطينياً على الأقل وإصابة أكثر من 115 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام في منطقة "مواصي رفح".
وذكرت مصادر ميدانية أن الآليات الإسرائيلية فتحت نيرانها بشكل مباشر على المدنيين الجوعى الذين هرعوا في الساعات الأولى من الفجر إلى مركز تديره مؤسسة "غزة الإنسانية"، بحثاً عن رغيف خبز يسد رمقهم.
المشهد كان مروّعاً: جثث متناثرة، صراخ أطفال، وجثث مضرّجة بالدماء نُقلت وسط فوضى إلى مستشفى ناصر بخان يونس، حيث غصّت غرف الطوارئ بالمصابين. الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أكد أن "القصف استهدف المواطنين لحظة توجههم إلى نقطة توزيع مساعدات غذائية تابعة للولايات المتحدة، وأن من بين الضحايا أطفالاً وشيوخاً".
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة استهدافات متكررة، حيث أقدمت القوات الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، على قتل 17 مدنياً في ظروف مشابهة، في إطار ما وصفته مؤسسات حقوقية بـ"سياسة تجويع ممنهجة" تمارسها إسرائيل عبر إغلاق المعابر لأكثر من 3 أشهر، ومنع دخول المساعدات الأساسية، ما دفع سكان القطاع إلى حافة المجاعة.
من جهتها، نفت المؤسسة الإسرائيلية المشغّلة لنقطة المساعدات تورطها، بينما قالت "حماس" إن ما حدث هو استهداف واضح ومتعمد للمدنيين، متهمة إسرائيل بتصفية من تبقّى من الفلسطينيين "باسم المساعدات".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة تحت إبادة جماعية موثقة، تجاوز عدد ضحاياها 178 ألف بين قتيل وجريح، وسط غياب مريع لأي تدخل دولي فعّال، ما يجعل رفح اليوم رمزاً جديداً للموت والخذلان العالمي.