حدث غريب تسبب به إعصار ‘ميلتون’ في مدينة تامبا بفلوريدا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
قبل عدة ايام ضرب إعصار ميلتون الذي ضرب ولاية فلوريدا، كان المراقبون قلقين من أن يُرسل الإعصار ما يصل إلى نحو 4.5 متر من المياه إلى السواحل ذات الكثافة السكانية العالية في خليج تامبا.
بدلا من ذلك، انخفض مستوى المياه في مدينة تامبا عدة أقدام بشكل مؤقت أثناء اجتياح الإعصار، فماذا حدث؟
التفسير العلمي لهذه الظاهرة يسمى بـ”التدفق العكسي للعواصف” وهو شيء مألوف يحدث أثناء الأعاصير، لكنه في بعض الأحيان لا يُلاحظ، فهذا الأمر له علاقة بطريقة حركة مياه البحر بفعل رياح الإعصار عندما تضرب العواصف اليابسة، وهذا ما حدث بالفعل في خليج تامبا.
وفي نصف الكرة الشمالي، تهب رياح العواصف الاستوائية في اتجاه عكس عقارب الساعة. عند الوصول إلى اليابسة، تدفع الرياح الدوارة المياه نحو الشاطئ في أحد طرفي “عين العاصفة”، وتدفعها بعيدا عن الشاطئ في الطرف الآخر.
وأوضح براين ماكنولدي، الباحث في جامعة ميامي في مجال العواصف الاستوائية، أن حركة المياه الأكثر وضوحا تحدث تحت الرياح القوية لجدار “عين العاصفة”.
كان مسار إعصار ميلتون نحو الجزء المركزي من الساحل الغربي لفلوريدا واضحا لعدة أيام، مما زاد من احتمال أن يتحمل ساحل تامبا نصيب الأسد من الفيضانات، ولكن من الصعب دائما التنبؤ بدقة حول مكان ووقت وصول الإعصار إلى اليابسة، وهو أمر مهم لأن المد العالي اليومي للبحر يمكن أن يعزز من قوة تدفق المياه.
وبالطبع، يمكن أن تكون الرياح والأمطار والفيضانات قوية في المناطق البعيدة عن مركز العاصفة، لكن موقع وصول الإعصار إلى اليابسة يحدث فرقا كبيرا في المكان الذي يصل فيه “تدفق المياه” إلى ذروته، كما أوضح ماكنولدي. وينطبق الأمر ذاته على التدفق العكسي أو “السالب”.
في النهاية، وصل مركز إعصار ميلتون، إلى اليابسة مساء الأربعاء في منطقة سييستا كي Siesta Key، بالقرب من ساراسوتاSarasota. وهي تبعد حوالي 112 كيلومترًا جنوب مدينة تامبا.
هذا يعني أن الرياح القوية القادمة من الشاطئ تسببت في حدوث تدفق كبير للمياه جنوب سييستا كي، ووفقا للمركز الوطني للأعاصير، فأن البيانات الأولية أشارت إلى أن المياه ارتفعت في تلك المنطقة إلى نحو 3 أمتار، في حين انخفض مستوى المياه فجأة بحوالي 5 أقدام بالقرب من تامبا.
ويذّكر الباحث الكبير في جامعة ميامي في مجال العواصف الاستوائية بتأثيرات مشابهة وقعت في السابق، اذ تسبب إعصار إيرما في تأثير مشابه عام 2017، وكذلك فعل إعصار إيان في عام 2022، عندما خرج الناس لرؤية ما كان عادة قاع البحر.
وفي أي عاصفة، يقول ماكنولدي: “هذا فكرة سيئة للغاية، لأن المياه ستعود.” وبالفعل عادت مستويات المياه إلى طبيعتها في تامبا صباح الخميس.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلى الیابسة
إقرأ أيضاً:
انهزام عالمنا غريب!
وداد الإسطنبولي
في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، شاهدتُ إعلانًا يطلب من الناس المساهمة بمبلغ مالي لحساب أحد الأشخاص من أجل توفير الخبز لأهل غزة. وأخذتني الغصّة في نفسي...
تذكرتُ الخبز، كم هو عظيم الشأن، وراحت ذاكرتي تحوم في أزمنة مضت، حين كانت وجبة العشاء الوحيدة التي تشبع البطون هي الخبز السميك، تصنعه أمهاتنا في التنور لمن كان يملكه، أو يشتريه الناس من الخبازين في المحلات. نغمس الخبز في كوب شاي بالحليب، وكانت تلك الوجبة أعظم ما نقتاته، وأجمل عشاء ننتظره بفارغ الصبر.
وفي غزة... غاب عنهم الخبز، كما غابت عنهم أشياء كثيرة، وحُرموا من أبسط مقومات الحياة، ومع ذلك لم ينهاروا. بل، وكأنهم يخبزون من حصاد الألم صمودًا، فينتجون رغيف كرامة. أمرهم عجيب!
ونحن... في عالمٍ غارق بالرفاهية، كما يقولون: نحن أحسن من غيرنا، ولكن مع ذلك، يكثر بيننا التخاذل، والسرقة، والانشغال بالذات. أما في غزة، فكل شيء نقص، وكل شيء ضاق، ومع ذلك لم ينهزموا، ولم يسلكوا دروب الانكسار.
ربما أصبح الخبز عندهم أمنية، لكن الجوع لم يكسرهم، ولا الحرب وأهوالها محت ملامح الوطن وكرامته.
سطوري لا تعرف معنى الانهزام، ولكن الألم المتدفق بداخلنا بقوة، هو من سينفجر من ينبوعه ذات يوم.
نقص الطعام عندنا يُشعرنا بالانهيار، فنفدي لأطفالنا قائلين: "لعل الجوع ما يصيبك!"، أما هناك... فالجوع يسكن البيوت، ويصاحب الأطفال، لكن العزيمة ما زالت تشعل في قلوبهم وهج البقاء.
عزيمتنا -نحن- أصبحت موضع اختبار أيضًا. ولا أدري أين الخطأ: في الخريطة العربية؟ أم في مجتمعاتنا؟ أم في الدول؟ أم في الدين؟ أم في ثقافتنا؟
غزة لا تطلب الكثير... ونحن لا نملك سوى هذه الثقافة التي نعبر بها بأقلامنا.
فلا بد أن ندرك أن الكرامة والصمود يُخبزان هناك، وأن الدموع التي تُكتم، هي بذور أمل تُزرع كل صباح.
رابط مختصر