البوابة نيوز:
2025-08-01@10:31:25 GMT

 فلسطين هى السؤال وهى الجواب

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حين يكون السؤال ما تقييمك لأحداث العالم فى العام الذى أوشك على الرحيل، وتوقعاتك للعام الجديد الذى شارف على المجئ، لا تكون هناك أى مبالغة فى القول أن فلسطين وقضيتها ستظل هى أسئلة العام الماضى والآخر الذى يمضى وكل الأعوام. وأن الجواب عليها هو أن فلسطين عربية حتى يوم الدين، وأنه من بين شهدائها وتضحيات مواطنيها وصمودهم الأسطورى فوق أرضهم  رفضاً للتهجير، ستبزغ الدولة الفلسطينية المستقلة، برغم فاشية إسرائيل وتوحش قادتها، والدعم الغربى الأمريكى والأوروبى غير المسبوق لبربريتها الجامحة، ومساندته العسكرية والسياسية لعدوانها على كل الأعراف والقوانين الدولية، بأكاذيب وادعاءات فضحت سرديتها المزعومة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأسقطتها من كل حساب.

حرب التطهير العرقى ضد الشعبين الفلسطينى واللبنانى التى دخلت عامها الثانى، تؤكد لمن تنقصه الأدلة أنه لا استقرار فى العالم وليس فى الإقليم فحسب،  ما لم يتم التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية. وآن الأوان  أن تبدأ بسرعة وبحسم، حركات المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها،  ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، فى قراءة مستقبلية للنتائج الحقيقية لمضى عام من حرب غير متكافئة فى ميزان القوى، منذ طوفان الأقصى، ومن قبله الانقسام الفلسطينى . 

وإذا كان من الصحيح أن الطوفان فى السابع من أكتوبر قد جرى، بعد أن فاض كيل  فصائل المقاومة، من حصار إسرائيلى لغزة براً وجواً وبحراً،  دام 17 عاماً وعزلها عن العالم، فمن الصحيح أيضاً أنه قد أعاد القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى إلى صدارة المشهد الدولى، بعد سنوات من مواتها. وقد عزز غيابها الانقسام الفلسطينى الذى قادته حركة حماس، وأضفت بموجبه  صبغة دينية على الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، بما أدى لعزلتها، وفقدان القضية للتعاطف الدولى،  ووضعها أمريكياً فى قائمة الإرهاب .

 أهم ما كشفت عنه الحرب، أن الأذرع الإيرانية لم تكن يوماً سنداً للقضية الفلسطينية سوى بالشعارات الرنانة، فلا هى قادرة الآن عن حماية نفسها من السعى الإسرائيلى  المحموم لإخراجها من معادلة الصراع فى المنطقة،  ولا هى تمتلك القوة بما يمكنها من الدفاع عن الجمهورية الإسلامية،  فى مواجهة  حصار اقتصادى شديد الوطأة، متعدد الاتجاهات مفروض عليها، من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، حماية لأمن إسرائيل وبتحريض منها. لكن المدهش هنا، أن الحصار الأمريكى ظل مشروطاً بحدود لا يتم تجاوزها،  بحيث  لا يقضى نهائيًا عن دور إيران  الطائفى فى المنطقة العربية. فقد بات لدى الطبقة السياسية الحاكمة فى الولايات المتحدة بجناحيها الجمهورى والديمقراطى،  عقيدة ثابتة أن تديين المنطقة يخدم الدولة اليهودية التى تستند إلى مزاعم توراتية تبرر لها احتلال فلسطين،  وأن إغراقها بالتدين يسهل عليها الحفاظ على مصالها وخدمة خطط هيمنتها. وهى فكرة سبق أن  زرعها كيسنجر فى أجهزتها، وربما استوحاها من ضابط المخابرات البريطانى "توماس لورانس"، الملقب بلورانس العرب الذى اعتبر الدين هو مدخل التأثير فى منطقتنا.  وقد مهدت خديعة لورانس لقادة الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثمانى، أثناء الحرب العالمية الأولى، إلى تقسيم الدول العربية  كمراكز نفوذ للاستعمارين الفرنسى والبريطانى، بتوقيع اتفاقيات سايكس -بيكو،  وانتهت بإصدار وعد بلفور.. والافتراض الجدير بالتأمل،  أنه لولا سقوط العرب فى شباك تلك الخديعة، ما كانت إسرائيل وجدت على خريطة الأرض!.

ولأجل التعلم من دروس التاريخ،  فإن معظم القادة الأمريكيين، لا يكفون عن التفاخر بالدعم الذى قدمته إيران للولايات المتحدة وحلفائها لغزو العراق واحتلاله، والدور الذى لعبته فى مساندة إدارة أوباما فى تفشى جائحة الربيع العربى وما تلاه من كوارث انتهت بتسليم أنظمة دول المنطقة لجماعة الإخوان وأنصارها فى تيار الإسلام السياسى.. الآن ينقلب السحر على الساحر لأن عدو عدوى غداً عدوى أيضاً، حتى  تكف الجمهورية الإسلامية عن أفكار عقيمة ثبت فشلها عن التمدد الأمبراطورى، وتصدير الثورة،  والعمل على حماية مصالحها، بخراب دول المنطقة وتضحية بحياة شعوبها  وبمصالحهم!.

لن تأتى نتائج الانتخابات الأمريكية التى ستجرى بعد أيام،  بتغيرات تهدئة مأمولة فى المنطقة العربية،  والمراهنة على انتظار نتائجها بمثابة حرث فى البحر، فكلا المرشحين الجمهورى والديمقراطى يتنافسان على دعم فاشية إسرائيل والتغنى بحقها المزعوم فى الدفاع عن النفس، مع حرمان شعوب المنطقة من هذا الحق.

فلسطين كانت حاضرة قبل أيام فى قمة مجموعة دول بريكس فى قازان الروسية، بوفد برئاسة أبو مازن الذى دعا القمة لمنح عضويتها لدولة فلسطين. وفى أعمال القمة، طالب قادة وممثلو 45% من شعوب الأرض، بتفعيل قرارات محكمتى العدل والجنائية الدوليتين ضد إسرائيل وقادتها، ووقف نهائى للحرب ومنح الشعب الفلسطينى حقه فى تقرير المصير. وبدا التعتيم الإعلامى الغربى على قمة بريكس التى شارك بها الأمين العام للأمم المتحدة،  واضحاً بحشده فيلق دعايته  من داخل المنطقة وخارجها للتقليل من القمة ونتائجها، بعد أن ساءه  تصميمها على توسيع مهام بنك التنمية الجديد كبديل لصندوق النقد والبنك الدوليين،  ومواصلة استخدام العملات المحلية فى التبادلات التجارية بين دوله، والعمل الجدى لتأسيس نظام دولى متعدد الأطراف يحظى فيه القرار الدولى بالعدالة والمساواة واحترام الحقوق والحريات. وهى خطوة فى طريق الألف ميل للحد من الغطرسة الأمبريالية الأمريكية،  ونحن نرنو لبناء عالم  عادل جديد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فصائل المقاومة إيران

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية: إعلان كندا الاعتراف بدولة فلسطين تاريخى

رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بإعلان رئيس وزراء كندا، مارك كارنى، الاعتراف بدولة فلسطين فى سبتمبر المقبل.

وذكرت الوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» اليوم الخميس «أن الإعلان الكندي موقف تاريخي وشجاع ينسجم مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ويساهم في تحقيق السلام، ويؤسس لعلاقات ثنائية متطورة بين كندا ودولة فلسطين في المجالات كافة».

وجددت مطالبتها للدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، أن تبادر لهذا الاعتراف وتختار الجانب الصحيح من التاريخ لوقف الظلم الذي حل بالشعب الفلسطيني، داعية جميع الدول لتوقيع واعتماد إعلان «نيويورك» وتحمل مسؤولياتها في وقف الإبادة والتهجير والضم وفي حماية حل الدولتين، بما يحقق أمن واستقرار وازدهار شعوب ودول المنطقة والعالم.

اقرأ أيضاًالخارجية الفلسطينية: نواصل التحرك لردع اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية

الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تقوم بـ حملة إبادة جماعية ممنهجة في غزة

الخارجية الفلسطينية تدين «مجزرة المجوعين» في رفح.. وتطالب بوقف فوري للإبادة

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: الاستقرار لن يحدث بالمنطقة إلا بحل القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بإعلان البرتغال نيتها الاعتراف بدولة فلسطين
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: إعلان كندا الاعتراف بدولة فلسطين تاريخى
  • أول تعليق إماراتي على الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية
  • عبدالله بن زايد يرحب بإعلان المملكة المتحدة عزمها الاعتراف بدولة فلسطين
  • رئيس الوزراء: كلمة الرئيس حول الأوضاع فى غزة تؤكد ثوابت الدولة المصرية فى تعاملها مع القضية الفلسطينية
  • غزة ليست الحصار .. غزة هي السؤال
  • الرئاسة الفلسطينية: بريطانيا ستعترف بـ فلسطين سبتمبر المقبل إذا لم تنهي إسرائيل كارثة غزة
  • ستارمر: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر إذا لم تتحرك إسرائيل لإنهاء الحرب