الكيان الإسرائيلي أمام تعدد الجبهات
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
29 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: محمد حسن الساعدي
يواجه الكيان الإسرائيلي ضغوطا كبيرة وغير مسبوقة والمتمثلة بالقصف المكثف والمركز الذي تمارسه حماس للمدن سواء في تل أبيب أو مدن أخرى إذ وصلت الصواريخ (الحماسيّة) إلى نقاط استراتيجية في العمق الإسرائيلي بالمقابل يصل جنود حزب الله ردهم وصدهم لعمليات الاجتياح التي يحاول فيها العدو الصهيوني أن يسجل نقاطا على حساب خسارته أمام الجبهة الفلسطينية والضربات النوعية والمركزة التي يقوم بها أبطال حزب الله من خلال قصفهم للمدن الاستراتيجية والحيوية وترحيل الآلاف من من العوائل الإسرائيلية إلى داخلي تل أبيب بالإضافة إلى وفي الوقت ذاته يلعب الحوثيين الدور الأبرز في عمليات الدعم والإسناد من خلال عمليات القصف المركز بصورة تصاعدية ما يعكس حالة التصعيد المتزامنة والتنسيق العالي بين جميع الأطراف ما يضع إسرائيل في مواجهة مع عدة جبهات في أن واحد ويصعب السيطرة عليها.
التصريحات الإسرائيلية تعكس حالة تناقض فهي تحاول إطلاق رسائل طمأنة لمواطنيها عبر نشرها والترويج الأكاذيب لانجازات وهمية وغير ملموسة على الميدان وفي ساحة المعركة مثل إحباط محاولات تسلل إلى الخليل أوصد الصواريخ إلى المدن الإسرائيلية المحتلة بهدف الحفاظ على معنويات جنودها ومواطنينها ولكنها في الوقت ذاته تعكس ضعف واضحا في عملية التعامل السياسي والعسكري مع التهديدات المتصاعدة من قبل محور المقاومة والذي عكس وحدة الساحات والتخطيط والتكتيك العالي الذي يتميز به هذا المحور على الرغم من فقده قياداته ومن الخط الأول.
الجيش الإسرائيلي يجد صعوبة في تصاعد العمليات العسكرية والهجمات المركزة على مختلف الجبهات وإن من المؤكد أن حزب الله وحركة حماس تبقي إسرائيل في حالة استنفار ودفاع دائم فهو إلى الآن لم يستطع أن يدخل كيلومتر واحد باتجاه جنوب لبنان وأما محاولات الدخول فهي بإرادة المقاومة اللبنانية والتي تضع له الكمائن وتوقع به الخسائر الكبيرة في الأرواح والأسلحة والعتاد والمعدات ما يعقد إدارة المعركة ويزيد من حالة الخوف والرعب في العمق الإسرائيلي في نفس الوقت تظهر المقاومة باحسن إدارة للمعركة من خلال الهدوء والتنسيق العالي والإدارة الناجحة للمعركة في كافة الجبهات وأن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها.
التنسيق العالي بين حركة حماس وحزب الله والحوثيين وبدعم من الجمهورية الإسلامية يعزز الضغط على إسرائيل في جبهات متعددة والذي يؤكد وحدة الساحات والعمليات ويشير بصورة واضحة إلى عملية التكاتف التي تتصل بها المقاومة عامة ما يؤكد أن أي تصعيد القادم سيواجه بكل حزم وحسم وتنسيق عالي مما يزيد من تعقيد المعركة ويضع الإسرائيليين في مأزق حقيقي كما أن استمرار الجبهات المنسقة يشير إلى أن المعركة لم تنتهي بعد بالرغم من اعتماد إسرائيل على الدعاية النفسية والإعلامية إلا أن الفعالية المستمرة للمقاومة تثبت أن قواعد الاشتباك قد تغيرت وأن إسرائيل باتت في موقف أصعب بكثير مما كانت عليه ومما كانت تتوقع وعليها إعادة النظر في حساباتها المستقبلية أمام أي تهور بأتجاه جبهة المحور.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الفلاحي: إسرائيل يمكنها توسيع عملياتها بغزة لكنها ستدفع الثمن
تتجه حكومة الاحتلال على ما يبدو إلى مزيد من الضغط العسكري في قطاع غزة حتى لا تقدم تنازلات في المفاوضات، وذلك اعتمادا على الدعم الكبير الذي حصلت عليه أخيرا من الولايات المتحدة.
فقد نقلت شبكة إيه بي سي الإخبارية الأميركية عن مصادر مطلعة، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يدرس ضم أراض في غزة إذا لم توافق حماس على خطة وقف إطلاق النار.
كما نشرت وكالة رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية صورا قالتا، إنها التقطت اليوم، وتظهر تجمعا لآليات عسكرية إسرائيلية تضم دبابات وناقلات جند وآليات دعم لوجيستي، لكنهما لم تحددا مواقع هذه القوات.
وتكشف هذه الصور -وفق الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي- نية إسرائيل ممارسة مزيد من التصعيد العسكري في غزة، حتى لا تضطر إلى تقديم تنازلات في مفاوضات تبادل الأسرى المتعثرة.
ووفق ما قاله الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع- يمكن القول، إن عمليات التوغل التي نفذتها قوات الاحتلال في دير البلح أخيرا كانت محاولة جس نبض قدرات المقاومة بالمناطق التي لم يتم التوغل فيها سابقا، قبل البدء في عملية الاحتلال الكامل.
محاولة حصار المقاومة
ومن المتوقع أن تقوم قوات الاحتلال بتهجير مزيد من الفلسطينيين إلى الجنوب حتى تتمكن من حصر المقاومة في مربع يبدأ من مدينة غزة شمال القطاع حتى خان يونس جنوبا.
وتسعى إسرائيل من العملية المتوقعة إلى حسم المعركة التي وضعتها هي والولايات المتحدة تحت ضغط دولي غير مسبوق، وفق الفلاحي، الذي قال، إن حديث الرئيس دونالد ترامب عن ضرورة إنهاء إسرائيل هذا الأمر يعني "أن تقوم بإنهاء الأمر بسرعة".
وتبدو رغبة إسرائيل في السيطرة الكاملة على القطاع في المحاور التي استحدثتها في الشهور الماضية في غزة، حتى يمكنها حصر عمل المقاومة في منطقة بعينها.
إعلانلكن دخول جيش الاحتلال إلى مناطق لم يعمل بها سابقا كالمنطقة الوسطى "سيكون باهظ التكلفة، لأنه سيدخل مناطق لم يدخلها من قبل، أي إن المقاومة حاضرة فيها بقوة، من أجل القيام بعملية قضم تدريجي وصولا للسيطرة الكاملة".
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن تل أبيب بحاجة لبقاء قواتها في محيط القطاع وداخله مع إمكانية العمل أمنيا فيه كما هي الحال في الضفة الغربية، مضيفا "يجب أن تبقى المسؤولية الأمنية في غزة بأيدينا".
لكن الفلاحي يعتقد، أن الوصول إلى نموذج الضفة الغربية في غزة لن يكون سهلا لأنه يقوم بالأساس على فرض السيطرة العسكرية الكاملة، والتي تتطلب وقتا وجهدا لوجود المقاومة.
ومع ذلك، فإن المدرعات وناقلات الجند والآليات والقنابل المتنوعة التي حصلت عليها إسرائيل أخيرا من الولايات المتحدة، ستجعلها قادرة على البدء بعملية التوغل في مناطق جديدة بالقطاع، لكنها ستواجه حرب عصابات عنيفة.