سياسيون يرسمون سيناريوهات الرئيس الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، توقع سياسيون أنه سواءً فازت الديمقراطية كامالا هاريس أو الجمهوري دونالد ترامب، فإن ذلك لن يحدث فارقاً في دعم إسرائيل، وأكدوا أن هذا الدعم في صلب السياسات الأمريكية، والتي يحركها الكونغرس، ويُعتبر صانعها المركزي، بعد هيمنة اللوبي اليهودي عليه.
ورأى السياسيون خلال مائدة مستديرة نظمتها الجامعة الأمريكية في القاهرة، مساء أمس، تحت عنوان "رئيس أمريكا القادم.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية الدكتور بهجت قرني إن الدولة المصرية اتخذت خطوات مدفوعة بوعيها لخطر الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، عبر التقارب بين اثنين من القوى الموجودة في المنطقة هما تركيا وإيران.
ودلل على ذلك بزيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجى مؤخراً إلى مصر، في زيارة هى الأولى من نوعها بعدما يقرب من 14 عاماً، فضلًا عن المباحثات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بعد فترة من توتر العلاقات بين البلدين، ما يعكس رؤية وملاحظة واضحتين من جانب العديد من دول المنطقة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، ومن ثم تبادر باتخاذ الخطوات، التي تحول دون تحقق هذا المخطط.
وأشار قرني إلى أن ترامب لن يجد غضاضة في بسط سبل التعاون العسكري في أي صراعات أو تهديدات في المنطقة، ولكنه رجل تحكمه عقلية رجل الأعمال، وبالتالي سيطالب بفاتورة هذا التدخل.
وقال مارك ديتس، أستاذ مساعد ومدير مركز الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، إن الإدارة الأمريكية الحالية أو المستقبلية بمقدورها وقف الحرب في غزة ولبنان لو أوقفت دعمها العسكري وتدفقات الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، لافتًا إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة استطاعت أن تكتسب المزيد من القوة والهيمنة، وبالتالي لو أرادات واشنطن وقف إطلاق النار، فعليها أن توقف تقديم السلاح لإسرائيل.
وعن مستقبل الحرب في قطاع غزة، حال فوز ترامب أو هاريس، قال ديتس إن ترامب لو وصل إلى البيت الأبيض سيلجأ إلى ما يمكن وصفه بـ"أبارتهايد"، أي الفصل العنصري في قطاع غزة، لصالح إسرائيل، أما هاريس فعلى الأرجح أن تمضى نحو حل الدولتين.
A vote for Harris or Trump is a vote to enable genocide. Don't let them talk you out of your humanity.
A record number of Americans want a new political force that isn't bought by Wall Street and the war machine. Your vote can build real power for people, planet, and peace. pic.twitter.com/BCA38iE96Z
ومن جانبه توقع كريم حجاج الأستاذ الممارس في كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية والسفير السابق، أن قضية غزة ولبنان لن تحظى بأولوية في أي إدارة أمريكية جديدة فور توليها المسؤولية، وسيكون تعاطيها مع تلك المسائل مؤجلًا لما بعد فترة الثبات الأولى ووضع الأطقم الرئيسية في الإدارة الجديدة في البيت الأبيض وهيئات الأمن القومي.
وقال "لهذا أتوقع أن يستغل نتنياهو هذه الوضعية لفرض الأمر الواقع في المنطقة، ووضع الإدارة الحالية في موقف محرج، وكذلك فرض الأمر الواقع على الإدارة الجديدة".
وتابع حجاج قائلاً "إن النظر إلى ترامب باعتباره الشخص الوحيد القوى والقادر والحاسم، على إنهاء الحرب، مقابل رئيس يتعامل بخفة وضعف وتخاذل- رؤية يمكن الحكم عليها في ضوء فترة حكمه السابقة، فحقًا ترامب شخص قوى ويمكنه حسم العديد من الأمور وإنجازها بالفعل، ولكن قدرته على إنهاء الحرب يمكن استشرافها في ضوء فترة حكمه السابقة، إذ عمد إلى محاولة كسب صفقات بمعزل عن أي براعة دبلوماسية توصله للنجاح المنشود، وإن ترامب قد يمكنه الضغط على نتلنياهو لإبرام اتفاق، ولكن هذا لا يعنى أنه بمقدوره إجباره على إنهاء الحرب".
#NEW FINAL electoral map based on AtlasIntel polls - most accurate pollster of the 2020 election
???? Trump: 296 ????
???? Harris: 242 pic.twitter.com/PN5q5rHzlO
وتوقع حجاج أن تشهد الفترة المقبلة تحركات وسياسات فاعلة من دول الشرق الأوسط، وإن الأحداث الجارية في قطاع غزة تجاوزت كل مسارات التفاوض المعقدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيراً إلى فرض إعادة احتلال لقطاع غزة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب هاريس الانتخابات الأمريكية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل السنوار
إقرأ أيضاً:
حرب إيران وخطر بلقنة الشرق الأوسط
تؤكد العديد من التقديرات، ولا سيما الصادرة عن جهات مطلعة، في إسرائيل والغرب، أن الولايات المتحدة باتت على وشك الدخول في الحرب ضد إيران وبشكل مباشر، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أن صبره بات ينفد، وأرسلت واشنطن إلى المنطقة مجموعة من أفضل طائراتها القاذفة، كما حركت بعض قطع أساطيلها صوب المنطقة.
ثمّة من يقرأ هذه التحركات على أنها شكل من أشكال الضغوط التي تمارسها واشنطن على إيران لإعلان استسلامها، على ما طلب ترامب، لكن ماذا لو بقيت إيران مصرة على موقفها؟ هذا يعني ببساطة أن أمريكا ستجد نفسها مضطرة للانخراط بالحرب، والأرجح أن ذلك سيحصل، لأن ترامب لم يترك لإيران أي هامش للمناورة، ولا أي خيارات سوى الرضوخ الكامل، بعد أن رفع سقف المطلوب منها إلى حده الأقصى، إذ أنه يتعامل مع إيران على أن هزيمتها قد حصلت بالفعل ولم يتبق سوى إعلان حفل التوقيع على الهزيمة وإغلاق الملف بالكامل!
رغم ما تلقته من ضربات قاسية، لا شك أن لديها أوراق لم تحركها بعد، وتاليا لن تقبل بالشروط الأمريكية المهينة، والتي قد لا تنحصر تداعياتها في خروج إيران نهائيا من دائرة التأثير والفعالية على المستويين الدولي والإقليمي، بل قد تحوّلها إلى رجل مريض في الشرق الأوسط
من غير المرجح قبول إيران بذلك، ورغم ما تلقته من ضربات قاسية، لا شك أن لديها أوراق لم تحركها بعد، وتاليا لن تقبل بالشروط الأمريكية المهينة، والتي قد لا تنحصر تداعياتها في خروج إيران نهائيا من دائرة التأثير والفعالية على المستويين الدولي والإقليمي، بل قد تحوّلها إلى رجل مريض في الشرق الأوسط، على غرار ما كانت عليه الدولة العثمانية في آخر عهدها، تلك المرحلة التي انتهت بتقاسم مناطق نفوذها من قبل القوى الاستعمارية في ذلك الوقت، بريطانيا وفرنسا.
وهنا يبرز السؤال عن خيارات إيران للهروب من السيناريوهات السيئة التي قد تنتظرها في حال قبول الاستسلام:
الخيار الأول: إثبات أن لديها أوراقا قوية تستطيع من خلالها رد التحدي ووضع إسرائيل وأمريكا في مآزق، كأن تثبت أنها قادرة على ضرب مفاعل ديمونا، أو مخازن الأسلحة النووية في إسرائيل، صحيح أن ذلك سيعني الإقدام على الانتحار، لما سيتبعه من رد فعل أمريكي وإسرائيلي، لكن التلويح به يبقى في إطار استعراض أوراق القوّة لا استخدامها، ما سيدفع أمريكا واسرائيل إلى خفض سقف مطالبهما. ولوحظ مؤخرا أن الصواريخ الإيرانية تستهدف مناطق قريبة من مفاعل ديمونا وقد يكون ذلك رسالة بأن إيران قادرة على استهداف المفاعل.
الخيار الثاني: ضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، وهذا الخيار محتمل، إذ سبق لإيران أن استهدفت، وفي إطار ردها على اغتيال قاسم سليماني القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، وتعرضت قواعدها في سوريا لعدد كبير من الهجمات، لكن الاستهداف بنمطه وشكله السابق لن يردع أمريكا عن ضرب إيران، لأن خسائره محدودة ومحتملة، وفي هذه الحالة قد تجد إيران نفسها مضطرة لضرب قواعد أكبر كتلك المنتشرة في الخليج، ما يعني أن الحرب ستأخذ مسارات أشد خطورة على إيران نفسها.
الخيار الثالث: تحريك الأذرع، ولا سيما حزب الله والمليشيات العراقية، وربما تحريك الشيعة في كل المنطقة، لخلط الأوراق وصناعة وضع مربك لجميع الأطراف، يساهم في الضغط على الأمريكيين لوقف الحرب وتغيير شروطها للتفاوض.
الخيار الرابع: إغلاق مضيق هرمز، في نفس الوقت إغلاق باب المندب عبر الحوثيين، ما يعني خنق تجارة النفط من المنطقة وشل حركة العالم..
والمرجح أن تستخدم إيران كل هذه الخيارات دفعة واحدة إذا وجدت نفسها في مواجهة أوضاع غير طبيعية.
خطورة هذا السيناريو أنه سيمتد حكما لكامل منطقة الشرق الأوسط، وسيفتح صندوق باندورا لن يتمكن أحد من إغلاقه ومنع شياطينه من التفلت
لكن، في المقابل، يبدو أن الإسرائيليين والأمريكيين وضعوا سيناريوهات لمثل هذه الاحتمالات، من ضمنها قتل المرشد الإيراني، وليست زلة لسان قول ترامب إن واشنطن تعرف مكان المرشد لكنها لا تريد قتله الأن، والسيناريو الثاني، دعم ثورة ضد النظام الإيراني، وهو ما تحدث عنه صراحة نتنياهو أكثر من مرّة، ولو على سبيل التمني من الشعب الإيراني للقيام بهذه المهمة، بيد أن هذا السيناريو ينطوي على سيناريو آخر، لا يتم الحديث عنه صراحة، لكنه مُتضمن في السيناريو الثاني، وهو دعم تقسيم إيران إلى عدة دويلات؛ دولة للكرد في الغرب، وأخرى للأذربيين في الشمال، وثالثة للبلوش في الشرق، ودولة رابعة للعرب في الجنوب، في ظل تقدير أن هذه القوميات ستسارع في الاستجابة لمثل هذا التطور، نظرا لما تشعر به من غبن تحت حكم القومية الفارسية.
خطورة هذا السيناريو أنه سيمتد حكما لكامل منطقة الشرق الأوسط، وسيفتح صندوق باندورا لن يتمكن أحد من إغلاقه ومنع شياطينه من التفلت، هذا السيناريو وحده سيحقّق هدف نتنياهو في تغيير شكل الشرق الأوسط، لأن تداعياته ستتدحرج على كامل المنطقة، والتي ستصبح تجربة البلقان، مقارنة بها، نزهة عابرة، لذا من المرجح أن ترفض غالبية دول المنطقة حصول مثل ذلك، وقد نشهد في المرحلة المقبلة استنفارا سياسيا على مستوى المنطقة بأكملها.
x.com/ghazidahman1