مليار دولار تعزز الشبكة خليجيًا
مشاريع ربط كهربائي عملاقة تربط المملكة بالعالم
أخبار متعلقة "الأرصاد" ينبه من أمطار غزيرة على عسيروصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 16 إلى لبنان حاملة مواد غذائية وطبيةالمشروع يضمن تفادي أي انقطاعات خلال فصل الصيف
70 % إنجازا لمحطة العراق.. والتشغيل في منتصف 2025
دراسة لربط الأردن ومصر ومناقشات للتعاون مع الهند
نبحث إمكانية إدخال تقنية الذكاء الاصطناعي في الشبكات
تقنيات حديثة للتحكم في التيار وجهد الشبكة «تلقائيا»

قال الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية م.

أحمد الإبراهيم، إن الهيئة أطلقت ثلاثة مشروعات توسعة رئيسية، باستثمارات تفوق المليار دولار، أبرزها محطة الوفرة بالكويت، التي تُعد نقطة الانطلاق للربط مع العراق، ومن الممكن أن تساعدنا في الوصول لأوروبا.
وأوضح م. الإبراهيم في حواره لـ «اليوم»، أن انخفاض قدرات إنتاج المعدات الكهربائية من بعد جائحة «كورونا»، مقابل الطفرة في الاحتياجات، تُعد أبرز التحديات التي تواجه الهيئة، مشيرًا إلى السعي للوصول إلى تركيا وأوروبا، وربط الأردن ومصر، وأن هناك مناقشات للربط مع الهند ومنظمات آسيوية.الرئيس التنفيذي لهيئة ا لربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية م. أحمد الإبراهيمم. أحمد الإبراهيم
ولفت إلى أن مشاريع عملاقة تربط المملكة بدول العالم بأحدث التقنيات؛ هذه المشاريع الطموحة ستعزز الاستدامة والأمن الطاقي، وتمثل خطوةً هامةً نحو تحقيق التكامل الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي.. وإلى نص الحوار:
كيف بدأ مشروع الربط الكهربائي الخليجي؟
انطلق المشروع منذ أكثر من 40 عامًا، وبدأ التنفيذ الفعلي مع إنشاء هيئة الربط الكهربائي في عام 2001 م، ومنذ بدء تشغيل الشبكة وربط الشبكات الكهربائية الخليجية في 2009 م، حقق المشروع إنجازات كبيرة لدول مجلس التعاون، وهو مشروع استراتيجي لضمان أمن الطاقة لدول الخليج، وتفادي أي انقطاعات للكهرباء بشكل كلي، وذلك نظرًا لربط شبكات الدول الست، ووجود فائض احتياطي لسد أي عجز مفاجئ قد يكون في أي دولة، أو أي تأخر في مشاريع الإنتاج لبعض الدول، خاصة في فترة الصيف.
وما هي أهمية هذا المشروع؟
أضاف المشروع بعدًا جديدًا في أمن الطاقة لدول الخليج، ودخلنا مرحلة فيما يتعلق بالتحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، وأصبحت أهمية الربط الكهربائي أكبر من السابق، لأن في الفترة الحالية نستطيع إدخال مصادر الطاقة المتجددة، خاصةً الشمس والرياح في الشبكات، وأصبح الربط الكهربائي أمر أساسي.
حدثنا عن أبرز أهداف مشروع الربط الكهربائي الخليجي.
دخلنا مشروع توسعة الربط لتمكين الدول من تحقيق خططها وإستراتيجيتها في هذا المجال، وأطلقنا ثلاثة مشروعات توسعة رئيسية، تشمل توسعة الربط مع دول الكويت، والإمارات، إضافةً إلى الربط المباشر مع سلطنة عمان، باستثمارات تفوق المليار دولار، وتم تنفيذ المشاريع مع الكويت في عام 2023م، ونتوقع تشغيل المشروع خلال نهاية العام الجاري.
أهم مشروعات الربط الكهربائي
وما هي تفاصيل هذه المشروعات؟
يتضمن المشروع مع الكويت محطة جديدة من أكبر محطات الربط الكهربائي، لتكون نقطة الانطلاق للربط مع العراق وبالتالي إمكانية تصدير الطاقة من دول مجلس التعاون إلى العراق خلال العام 2025 م.
وبشأن مشروع توسعة الربط مع دولة الامارات، بدأنا طرح المناقصات للتنفيذ، أما مشروع الربط المباشر مع عمان، فبدأنا طرح المناقصات، ولدينا دراسات لتوسعة الربط مع دول أخرى.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المهندس أحمد الإبراهيم مع محرر "اليوم"
ماذا عن معدلات الإنجاز في محطة العراق؟
تجاوزت نسبة الإنجاز في المحطة الـ 70 بالمائة، وستكون جاهزة في منتصف عام 2025، لبدء تصدير الطاقة للعراق، وبرغم التحديات التي تواجهنا، إلا أن لدينا فريق عمل ممتاز، وتعاون مميز مع العراق، يمكننا من التغلب على هذه التحديات، وخصصنا للعراق ما بين 500 و600 ميجا وات، ولدينا اجتماعات للبدء في مناقشات الكميات والعقود وكيفية تحديد الأسعار.
وكيف ترى محطة الوفرة بالكويت؟
هي محطة أكبر محطة خليجية تابعة لمحطة الربط الكهربائي، وهي نقطة التوسع لربط الكويت بأربعة خطوط جديدة، ونقطة الانطلاق للربط مع العراق، وستكون أول نقطة للربط الخارجي الخليجي، ومن الممكن أن تساعدنا في الوصول لأوروبا.
وما هي المشروعات الأخرى التي تعملون عليها؟
لدينا دراسات حاليًا لتوسعة الربط مع البحرين وقطر والسعودية، وتعزيز الشبكة الحالية، وهي تحت الدراسة، من خلال لجان مشتركة، وستوضع في جدول المشاريع فور الانتهاء من دراستها.
مشاريع مستبقلية
وماذا عن الدول التي تسعون لربطها مستقبلًا؟
نستهدف الوصول إلى تركيا وأوروبا، وهناك دراسة لربط الأردن ومصر، إضافة إلى الربط المصري السعودي، وهناك مناقشات بين دول مجلس التعاون للربط مع الهند، وقريبًا سيكون هناك ربط مع منظومات آسيوية.
ما هو دور المملكة في الربط الخليجي؟
المملكة تملك ثلث هيئة الربط الكهربائي، كونها أكبر شبكة للكهرباء، وهناك توجه لتحقيق رؤية السعودية 2030، بمشاريع طموحة، ونسعى للإسهام في تحقيق هذه الرؤية قدر الإمكان.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتكم؟
واجهنا الكثير من التحديات الجغرافية والمالية، خاصةً أن سوق الكهرباء شهد انخفاضًا في قدرات إنتاج المعدات الكهربائية من بعد جائحة «كورونا»، مقابل طفرة في الاحتياجات، خاصةً فيما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة، لذلك نواجه ضغطًا في الحصول على مزودين لهذه المعدات، وبالتالي طالت مدة تنفيذ المشروعات.
كيف يعزز الربط الكهربائي أمن الطاقة خليجيًا؟
في السابق كانت الدول تعتمد على نفسها، ولكن الآن عندما يحدث أي نقص لحظي أو متوقع في فترة الصيف، يأتي الدعم تلقائيًا من الدول الأخرى، ما يجعل النظام ثابتًا ومستقرًا، بدون أي خلل، ولدينا احتياطي متفق عليه بين الدول؛ لسد الاحتياجات.
وما هو دور الهيئة في الدعم؟
الهيئة تعمل على إبرام صفقات لتجارة الطاقة، وهذا الأمر الذي عملنا عليه خلال ال 8 سنوات الماضية، وكانت هناك كميات جيدة من الطاقة المتبادلة بشكل تجاري بين الدول، وهذا دور الهيئة لتكون وسيطًا في إنشاء سوق لتجارة الطاقة.
تسعير الطاقة والتعاون مع القطاع الخاص
ماذا عن آليات تسعير الطاقة المتبادلة بين الدول؟
يكون ذلك بطريقة تنافسية، وكل دولة على حسب معطياتها، وأسعار الغاز والبترول لديها، خاصةً أن أسعار الطاقة في فترة الصيف تكون أعلى من الشتاء، لأن الطلب يكون أعلى في الصيف، ولتحقيق الشفافية في الأسعار، أنشأنا منصة لتجارة الطاقة، يتم من خلالها إبرام الصفقات، وعملية العرض والطلب، ثم دراسة الأسعار وتقديمها للدولة.
هل هناك فرص للقطاع الخاص في هذا الأمر؟
هذه الفرص تخضع للتنظيم، وعمليات البيع والشراء فقط للشركات المرخصة لكل دولة لبيع الكهرباء، وهذه الشركات أكثرها تابعة للدول؛ لضمان عملية الحيادية، وعدم اختلال السوق.
الاستعانة بالذكاء الاصطناعي
وما هي التقنيات المستخدمة في إدارة وتشغيل الشبكة؟
أدخلنا العديد من التقنيات فيما يتعلق بالتحكم بالتيار، مثل مشروع سلطنة عمان، الذي سيشهد تركيب معدة هي الأولى من نوعها في شبكتنا، وهي منظومة تتحكم بجهد الشبكة بشكل تلقائي، دون تدخل بشري، في حالة وجود أحداث كبرى، وهذا يسهم في استقراريه النظام الكهربائي، وهناك تقنيات تتعلق بنظام يطلع على مكونات الشبكة بشكل دقيق، ويتنبئ بأي خطأ قد يحدث مستقبلًا، وغيرها من التقنيات التي تعالج الطبيعة المعقدة لشبكات الكهرباء الحالية والمستقبلية.
وماذا عن دور الذكاء الاصطناعي؟
نبحث بشكل مستمر إمكانية إدخال تقنية الذكاء الاصطناعي في الشبكات، والكثير من التقنيات، إضافة إلى تقنيات التخرين، وشبكات المستقبل، والتي ستكون متغيرة وبها تقنيات كثيرة، نتمكن من إدارتها بشكل فعّال.
كيف ترى الأبحاث في مجال الطاقة المتجددة؟
نتعاون مع المؤسسات البحثية على سدّ الحاجات، ولدينا العديد من مذكرات التفاهم مع منظمة الأبحاث الأمريكية «إبري»، ومع العديد من الجامعات والمعاهد البحثية في دول مجلس التعاون، وذلك لإجراء بحوث في مجال شبكات الكهرباء وتطويرها.
ما هو دور الهيئة في خفض انبعاثات الكربون؟
نعمل على حساب الانبعاثات الكربونية بشكل سنوي، والوصول إلى نسب جيدة من خفض هذا الانبعاثات، وذلك من خلال خفض السعات المطلوبة، وسعة الإنتاجية.
كيف يعزز المشروع التعاون الإقليمي؟
يُعد المنتدى أهم مظاهر التعاون الإقليمي، من خلال المناقشات وتبادل الخبرات، ويدعم كل هذا التعاون وجود المسؤولين وصناع القرار في لجان مختلفة، بما يقرب وجهات النظر والرؤى والإستراتيجيات، ويعطينا مجالًا للتقدم بشكل جماعي نحو المستقبل.
ماذا عن أهمية الشراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية؟
نحن أعضاء في عدة منظمات، مثل منظمة كبار مشغلي الكهرباء، وأعضاء فاعلين في هيئة مشغلي أسواق الكهرباء العالمية، وهي من المنظمات الهامة في العالم، إضافةً إلى عضوية في معهد أديسون في أمريكا، وكل هذه الشراكات تعزز التعاون الدولي، الذي نحرص عليه، وهناك قيمة مضافة للتعرف على تجارب الآخرين، خاصةً تطبيق مجال الطاقة الشمسية.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 حوار محمد السليمان رئيس الربط الكهربائي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی دول مجلس التعاون الربط الکهربائی لربط الکهربائی لدول الخلیج مع العراق من الطاقة للربط مع من خلال مجال ا

إقرأ أيضاً:

هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟

منذ آلاف السنين، لم يكن النمو الاقتصادي العالمي سوى زحف بطيء يُلاحظ بالكاد. فحتى عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي نسبة 0.1% سنويًا، أي ما يعني أن الاقتصاد كان يحتاج نحو ألف عام ليتضاعف، لكن الثورة الصناعية غيّرت ذلك المسار، وتوالت القفزات في معدلات النمو حتى بلغ متوسطه 2.8% في القرن العشرين.

واليوم، يقف العالم أمام وعود جديدة -وربما مخيفة- بانفجار اقتصادي يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بما يُعرف بالذكاء الاصطناعي العام، وفقًا لتقرير موسّع نشرته مجلة إيكونوميست.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسبانيا تعلّق شراء صواريخ إسرائيلية بـ327 مليون دولارlist 2 of 2الذكاء الاصطناعي لتحديد قيمة للعقارات في تركياend of list نمو سنوي يصل إلى 30%؟

وفقًا لمتفائلين من أمثال سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي قادر في المستقبل القريب على أداء معظم المهام المكتبية بكفاءة أعلى من البشر.

أفكار وادي السيليكون تُراهن على نمو سنوي يتجاوز 20% في الناتج المحلي الإجمالي (شترستوك)

هؤلاء يرون أن النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يقفز إلى ما بين 20% و30%، وهي نسب غير مسبوقة تاريخيًا، لكنها من وجهة نظرهم ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" التي كانت نفسها مرفوضة في معظم تاريخ البشرية.

ومع تسارع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، لم يعد التهديد الأكبر يكمن فقط في إحلالها مكان العاملين، بل في احتمال أن تقود انفجارًا إنتاجيًا شاملًا، يبدّل ليس فقط سوق العمل، بل أسواق السلع والخدمات والأصول المالية أيضًا.

من نمو السكان إلى نمو الأفكار.. والآن نمو الآلات

ويعتمد جوهر نظرية النمو الكلاسيكية على زيادة السكان، التي كانت تسمح بإنتاج أكبر، لكن دون تحسن جوهري في مستوى المعيشة. ومع الثورة الصناعية، تغير هذا النمط، حيث أظهرت الأفكار -لا الأجساد- أنها قادرة على توليد الثروة، وفق ما أوضحه الاقتصادي مالتوس ثم دحضه الواقع لاحقًا.

وبحسب ما نقله التقرير عن "أنسون هو" من مركز "إيبوخ إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي العام قد يحقق قفزة شبيهة، حيث لا تعود الإنتاجية مرتبطة بزيادة السكان، بل بسرعة تحسين التقنية ذاتها. فحين تصبح الآلات قادرة على تطوير نفسها ومضاعفة قدراتها، فإن النمو يصبح نظريًا غير محدود.

لكن بعض الباحثين -مثل فيليب تراميل وأنتون كورينيك -يشيرون إلى أن أتمتة الإنتاج وحدها لا تكفي لإحداث نمو متسارع ما لم تُستخدم لتسريع الابتكار ذاته، وهو ما قد يُحقق عبر مختبرات ذكاء اصطناعي مؤتمتة بالكامل بحلول 2027، وفقًا لتوقعات "إيه آي فيوتشرز بروجكت".

إعلان الانفجار الاستثماري ومفارقة الفائدة المرتفعة

وإذا صدقت هذه النماذج، فإن العالم سيشهد طلبًا هائلًا على رأس المال للاستثمار في الطاقة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية. فمشروع "ستارغيت" من أوبن إيه آي الذي يُقدّر بـ500 مليار دولار، قد يُعتبر مجرد بداية.

ووفقًا لنموذج "إيبوك إيه آي"، فإن الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وحده يجب أن يبلغ 25 تريليون دولار.

شركات الذكاء الاصطناعي تعتقد أن أنظمتها ستبدأ بإنتاج أفكار جديدة ذاتيًا (شترستوك)

لكن هذه الوتيرة ستؤدي أيضًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة الحقيقية. فمع توقع ارتفاع الدخول المستقبلية، قد يفضّل الأفراد الإنفاق بدل الادخار، مما يتطلب رفع العوائد على الادخار لجذب الأموال مجددًا. وهذا ما أشار إليه الاقتصادي فرانك رامزي منذ أوائل القرن العشرين، وأكدته النماذج الحديثة التي حللها التقرير.

وفي ظل هذه الديناميكيات، تبقى الآثار على أسعار الأصول غير محسومة. فرغم النمو السريع في أرباح الشركات، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، مما يخلق صراعًا بين عاملَي النمو والعائد.

أين يقف العامل البشري في كل ذلك؟

لكن ماذا عن العمال؟ وهنا، يبرز التحدي الحقيقي، فالذكاء الاصطناعي قد يجعل من التوظيف البشري خيارًا ثانويًا، إذ تضعف الحاجة للعمالة إذا باتت الآلة أرخص وأكثر كفاءة. ومع تقدم التقنية، تنخفض كلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي، مما يُضعف الحد الأعلى للأجور التي يمكن دفعها للبشر.

وبحسب دراسة ويليام نوردهاوس الحائز جائزة نوبل، فإن جميع العوائد ستتجه في النهاية إلى مالكي رأس المال، وليس إلى العمال. لذا، فإن من لا يمتلك أصولًا رأسمالية -شركات، أرضا، بيانات، بنية تحتية- سيكون في وضع هش، اقتصاديًا.

رغم ذلك، لا يعني هذا أن الجميع سيخسر. إذ من الممكن أن تنشأ "أمراض باومول المعكوسة" -وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى ارتفاع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، رغم بطء نمو إنتاجيتها-، حيث ترتفع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، مثل التعليم، الطهي، ورعاية الأطفال، فقط لأنها تتطلب تفاعلًا بشريًا لا يمكن تعويضه بالكامل.

لكن بالمقابل، فإن أي شخص ينتقل من وظيفة مكتبية تقليدية إلى قطاع يدوي مكثف بالعمل قد يجد أن قوته الشرائية تنخفض، رغم ارتفاع أجره، لأن كلفة هذه الخدمات سترتفع أكثر من أسعار السلع المؤتمتة بالكامل.

هل يتحرك العالم فعلًا نحو "التفرّد الاقتصادي"؟

"التفرّد" -أو لحظة التحول حين تصبح المعلومات تُنتج المعلومات بلا قيود مادية- يبقى مفهومًا جدليًا، لكنه، بحسب نوردهاوس، يمثل الحد النظري النهائي لمسار الذكاء الاصطناعي.

الديناميكيات الاقتصادية التقليدية قد تنهار مع تسارع الذكاء الاصطناعي الذاتي التحسين (شترستوك)

وبعض الاقتصاديين يرون هذا المفهوم دليلا على أن النماذج نفسها ستثبت خطأها، لأن اللانهاية في النمو مستحيلة نظريًا. لكن الوصول إلى مجرد نمو بنسبة 20% سنويًا، وفقًا لإيبوك إيه آي، سيكون حدثًا مفصليًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.

مع ذلك، تشير المجلة إلى أن الأسواق لم تُسعّر بعد هذا السيناريو بالكامل. فعلى الرغم من تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، فإن عوائد السندات تنخفض غالبًا عقب الإعلان عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، كما وجدت دراسة لباحثين من معهد ماساتشوستس. بكلمات أوضح: وادي السيليكون لم يُقنع العالم بعد.

إعلان ماذا على الأفراد فعله إذا وقع الانفجار؟

التوصية التي تتكرر في جميع النماذج بسيطة، امتلك رأس المال. ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد أي نوع من الأصول هو الأفضل. الأسهم؟ الأراضي؟ النقد؟ كلها تواجه مفارقات في ظل مزيج من الفائدة المرتفعة، والتضخم المحتمل، والانفجار الاستثماري.

وفي ختام التقرير، تستحضر إيكونوميست قول روبرت لوكاس، أحد أبرز منظّري النمو: "بمجرد أن تبدأ في التفكير في آثار النمو على الرفاه البشري، يصعب التفكير في أي شيء آخر". ومع الذكاء الاصطناعي العام، تضاعف هذا الشعور، وازداد إلحاحه.

مقالات مشابهة

  • وزير الطاقة يجتمع مع نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي
  • وزير الطاقة يستعرض أوجه التعاون الثنائي مع نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • “السعودية للكهرباء” تستضيف ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستكشاف تطبيقات أنظمة الطاقة الكهربائية
  • «السعودية للكهرباء» تستضيف ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستكشاف تطبيقات أنظمة الطاقة الكهربائية
  • ربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينية
  • توجه لتحويل فحص القيادة العملي للسائقين ليعتمد على الذكاء الاصطناعي
  • الضريبة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في اختيار عينة الاقرارات الضريبية المقبولة
  • دعوة صينية لأوروبا لزيادة التعاون.. ما سببها وكيف سترد القارة العجوز عليها؟
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟