لبنان ٢٤:
2025-12-14@02:39:14 GMT

رئاسة الجمهورية أسيرة الميدان

تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT


بتاريخ اليوم، أي 31 تشرين الأول من العام 2004، يكون لبنان قد طوى سنتين من عمر الفراغ الرئاسي. وإذا لم تحصل أعجوبة فإن البلاد باقية من دون رئيس حتى أقّله انتهاء الحرب. وهذه النهاية كما هو واضح لن تكون قريبة لأسباب كثيرة. ولعل أول هذه الأسباب وأهمها أن إسرائيل التي بدأت هذه الحرب في 17 أيلول الماضي غير مستعدّة لإيقافها قبل تحقيق الأهداف، التي من أجلها تزعم أنها قامت بها، وقبل أن يرضخ لبنان، نيابة عن "حزب الله"، بالشروط التي تمليها تل أبيب، وهي شروط أقّل ما يُقال عنها إنها تعجيزية.

ولأنها كذلك، ولأنها تتعارض مع أبسط مفاهيم السيادة الوطنية، لا يمكن أن يقبل بها أي عاقل لا تزال لديه ذرّة من كرامة. وهذا ما سيرفضه من يفاوض باسم لبنان الرسمي.

ولأن لبنان الرسمي لن يقبل بما يُنقل بالتواتر عمّا يسمّى بشروط إسرائيلية تعجيزية مقابل قبول تل أبيب بوقف إطلاق النار، فإن الحرب، التي طوت يومها الرابع والأربعين، ستكون أطول مما كانت عليه في العام 2006. فما يمكن تأكيده، ولو بالتواتر والاستنتاج، هو أن إسرائيل ماضية في مخطّط القتل والتصفية والتدمير والتهجير ضاربة بعرض الحائط ما يصل إلى مسامعها من نداءات دولية بضرورة وقف ما ترتكبه من مجازر في كل من لبنان وغزة، وهي تركب رأسها معتقدة أنها بقصفها المتواصل للجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت ستتمكّن من إخضاع لبنان، وبالتحديد "حزب الله"، على التسليم بهذه الشروط، خصوصًا أنها تعتبر أن ما يتحقّق في الميدان، ولو ظاهريًا، يصبّ في مصلحتها فيما العكس هو الصحيح استنادًا إلى البيانات الصادرة عن "المقاومة الإسلامية".

ولأن الحرب طويلة على ما يبدو، وهذا ما تؤكده المؤشرات الميدانية، فإن لا رئيسًا للجمهورية أقّله في المدى المنظور، وبالتأكيد ليس قبل أن تتبلور صورة المرحلة المقبلة بعد الانتخابات الأميركية، خصوصًا أن ثمة مراهنات كثيرة على أي من المرشحين الديمقراطي والجمهوري لجهة إمكانية التأثير على مسرى التطورات العسكرية في المنطقة. ولكن هذه المراهنات تبقى ضمن دائرة التكهنات بالنسبة إلى السياسة الخارجية، التي سيتبعها كل من دونالد ترامب أو كاملا هاريس. فكلام الليل الأميركي قد يمحوه كلام النهار الإسرائيلي.  

فإذا كان اللبنانيون قد اختلفوا على مدى سنتين على "جنس" الرئيس العتيد، ولم تكن الحرب قد اندلعت بعد عندما كانت الفرصة سانحة في الجلسة الانتخابية الـ 12، فكم بالحري اليوم وهم في عزّ حرب تطلق عليها إسرائيل صفة "الوجودية" لم يكن أحد يعلم أنها ستؤدي إلى هذا الكمّ من الخسائر البشرية والمادية. فالشهداء الذين يسقطون كل يوم بالعشرات يُخشى أن يصبحوا مجرد أرقام تتراكم. وكذلك القرى التي أصبحت منازلها متساوية مع الأرض لكثرة ما تتعرّض لقصف يومي همجي ومتوحش. ومع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية يتزايد عدد النازحين، الذين ينتظرهم شتاء قارس لا يرحم، وكذلك ينتظرهم مصير مجهول. فالعودة هذه المرّة غير مضمونة على رغم ما نسمعه من تصريحات تهدف إلى "رفع المعنويات". ولو افترضنا أن الحرب توقفت اليوم قبل الغد، وهو افتراض نظري، فإلى أين سيعود النازحون وقد أصبحت منازلهم أثرًا بعد عين، وقد أحرقت حقولهم بالقنابل الفوسفورية، التي تجعل الأرض غير صالحة للزراعة لمدى ليس بقصير.

فالرئاسة اللبنانية، التي كانت حتى الأمس القريب أسيرة التجاذبات السياسية الضيقة في زواريب الأحياء التي تصل "ساحة النجمة" بالقصر الجمهوري في بعبدا، قد أصبحت اليوم أسيرة التجاذبات الميدانية المرتبطة بمدى الالتزام بوقف النار. وهذا الالتزام من قِبل إسرائيل غير وارد قبل أن تحقّق، على ما تدّعي، الأهداف التي على أساسها شنّت حربها على لبنان، وقبله على غزة. فعلى المنتظرين أن يأتي الفرج قريبًا أن ينتظروا طويلًا. فالحرب في بدايتها. هكذا يقول "حزب الله". ومن يعش لا يسعه سوى أن يشهد.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مبعوث ترامب يزور إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب في غزة

قال مصدر أمريكي، السبت 13 ديسمبر 2025، إن مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، توماس باراك، يعتزم زيارة إسرائيل يوم الاثنين المقبل لإجراء مباحثات سياسية وأمنية سرية، في إطار التحضير للمرحلة الثانية من الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في قطاع غزة ، وفقًا لإعلام عبري.

وأضاف المصدر لموقع واللا العبري أن زيارة باراك، الذي يشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا ويتولى أيضًا الملف السوري، تأتي في ظل تسارع النقاشات حول "اليوم التالي" في غزة، وسط تباينات متزايدة بين واشنطن وتل أبيب بشأن وتيرة تنفيذ الخطة الأمريكية.

ويشير مصطلح "اليوم التالي" إلى الترتيبات السياسية والأمنية والمدنية التي تلي انتهاء الحرب في غزة، بما في ذلك إدارة القطاع، ضبط الأمن، إعادة الإعمار، ودور الأطراف المحلية والدولية.

وأكد المصدر أن الزيارة تتزامن مع توتر في العلاقات بين الجانبين بعد قيام إسرائيل باغتيال القيادي في حركة حماس رائد سعد صباح السبت، دون إبلاغ الولايات المتحدة مسبقًا، إضافة إلى الضغوط الأمريكية لتسريع المرحلة الثانية من الخطة، مقابل موقف إسرائيلي يربط أي تقدم باستعادة جثمان أحد المحتجزين الإسرائيليين.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن تنفيذ غارة جوية غرب مدينة غزة أسفرت عن استشهاد رائد سعد، واصفًا إياه بـ"قائد ركن التصنيع في حماس وأحد مهندسي هجوم 7 أكتوبر 2023".

وأشار المصدر إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت التنسيق مع أطراف إقليمية ودولية لبحث ترتيبات المرحلة المقبلة، بما في ذلك إمكانية إنشاء قوة دولية لتثبيت الأوضاع في غزة، رغم عدم صدور أي إعلان رسمي بهذا الشأن حتى الآن.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي اعتمد في 18 نوفمبر الماضي مشروع قرار أمريكي يسمح بإنشاء قوة دولية مؤقتة في غزة حتى نهاية عام 2027، وتدار غزة خلالها عبر حكومة فلسطينية انتقالية تعمل تحت إشراف "مجلس سلام" بقيادة ترامب وفق خطة مكونة من 21 بندًا.

وكان ترامب أعلن في 9 أكتوبر الماضي موافقة إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بمفاوضات مصرية، لتدخل حيز التنفيذ في اليوم التالي، بينما تشمل المرحلة الثانية وضع خطة اقتصادية لإعادة إعمار القطاع.

وفي سياق متصل، أفاد موقع واللا بأن قمة تنسيقية ستعقد في الدوحة الثلاثاء المقبل، بمشاركة أكثر من 25 دولة وبرعاية القيادة المركزية الأمريكية، لمناقشة تفاصيل إنشاء قوة التثبيت الدولية، بما في ذلك هيكلها، صلاحياتها، وآليات انتشارها، على أن تركز القوة على حفظ الأمن وبناء نظام مدني جديد دون الانخراط في قتال مباشر مع حماس، على أن يبدأ انتشارها مطلع 2026 بموجب تفويض مجلس الأمن الدولي.

وتشير تقديرات أمريكية إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح الترتيبات السياسية والأمنية لما بعد الحرب، في ظل فجوة واضحة بين النهج الأمريكي المتسارع والحذر الإسرائيلي المتزايد.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل أبلغت واشنطن باغتيال رائد سعد بعد 20 دقيقة هآرتس: إيطاليا تعهّدت لواشنطن بإرسال قوات إلى غزة بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد الأكثر قراءة أسعار العملات اليوم – الدولار والدينار مقابل الشيكل جنوب أفريقيا تسحب إعفاء التأشيرة لحاملي الجواز الفلسطيني نتنياهو يوجّه بإخلاء 14 بؤرة استيطانية الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • مبعوث ترامب يزور إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب في غزة
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف عن المهنة التي تمنت العمل بها
  • رئيس اليمن الأسبق: لم أكن سعيدًا بتولّي رئاسة الجمهورية.. مسؤوليات بلا امتيازات
  • هجوم مُركّز من التيّار على وزير الطاقة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • ذكريات الميدان … وصدى الملك و الرجال.
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي