لجريدة عمان:
2025-05-11@06:09:14 GMT

من يوقف سطوة القصيدة؟

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

(1)

هل كتبت قصيدة ولم تكملها؟

كل شاعر صادفته هذه اللحظة، كلهم دون استثناء، حاولوا أن يصوغوا قصيدتهم، ولكنهم توقفوا في أول ميناء، هبطوا من القارب، حاولوا إصلاح العطب، ولكنهم فشلوا، لم يستطيعوا إكمال ما بدأوه، فعادوا أدراجهم، وانتصرت القصيدة.

(2)

يحاول الشاعر أن يكتب نصا على مقاساته، ولكنه لا يستطيع، يحاول مرة ومرة ومرة، ولكن القصيدة عصيّة على الانقياد، يمزق الورقة، ويبدأ الكتابة في ورقة أخرى، لعلها تزيح لعنة الكتابة، ولكنه يجد نفسه محاطا بكومة من الأوراق، وسلة مهملات ملأى بالمحاولات اليائسة، والبائسة، فيستسلم، ويترك القصيدة في مهب الريح، ويرحل دون أن يكملها، وتنتصر القصيدة مرة أخرى.

(3)

شعراء لم تعصهم القصيدة قبل الآن، كانت الكلمات تأتي إليهم منساقة طواعية، يختارون ما يريدون منها، ويشعلون جذوة اللغة، ويستعملون قدرات لا يفهمونها، يأتيهم المدد من كل مكان، ولكنهم هذه المرة لم يستطيعوا أن يرسموا خيالاتهم، لقد توقف كل شيء فجأة، آلة الكتابة توقفت دون إنذار مسبق، يحاولون الاسترخاء ثم العودة مرة أخرى لسرج الشعر، يشربون كوبا من القهوة، يخرجون للتنزّه، ولكن القصيدة توقفهم عند عتبة الباب، فلا يقدرون على متابعة السير، تغوص أقلامهم في الرمال، ويستسلمون أخيرا، وتنتصر القصيدة هذه المرة أيضا.

(4)

كم من شاعر هزمته قصيدة، وكم من شاعر هزمته شطرة بيت، وعجز عن إكمال الشطرة الثانية، إنها سطوة الشعر، وجبروت الخيال، يتوقف كل شيء عن الدوران فجأة، ويبقى الشاعر صامتا، وصامدا لفترة، ويصول ويجول، ويزبد ويرعد، ولكنها لا تتحرك أو تتزعزع، ولا تستسلم بسهولة، قد يكون الموقف الذي يود الشاعر كتابته مؤثرا، ومحفزا للعاطفة، ولكن عجلة الشعر تغرز في رمال العناد، ويتخلى الشاعر عن عزيمته، حين تخونه كل مفردات اللغة، وكل مواد الخيال، فيجثو على ركبتيه مستسلما دون مقاومة.

ودّعْ هريرةَ إن الركبَ مرتحلُ

وهل تطيقُ وداعا أيها الرجلُ؟

(5)

وقد تأتي القصيدة فجأة دون سابق إنذار وينطلق الشاعر في هذيانه، حتى ينتهي من بناء نص متماسك، لم يتخيله، وتنهمر القصيدة كماء السماء، تنزل دون توقف، وتسقي الوجدان، وتسافر في خيالات الزمان والمكان، فتحلّق في الفضاء، وتهبط على الأرض، وتغوص في البحار، وتسابق الريح، وتشاغب الغيمات، وترسم خارطة القلب، ولا تتوقف حتى حين يهم الشاعر بالتوقف، فكلما أنهى بيتا، راوده بيت آخر، وأغراه بالاستمرار، وحتى في هذه الحالة تنتصر القصيدة.

(6)

لا شيء يوقف القصيدة عن هروبها، ولا شيء يوقف الشاعر عن مطاردة فريسته، طريدة تراوغ طريدة، وصقر يناور صقرا، وذئب يناوش ذئبا، إنها لذة الكتابة، وشهوة النص، التي لا يمكن إسكاتها إلا بقطعة روح تهيم في ملكوتها.

لحظة لا يفهمها غير الشاعر الحقيقي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

استمرار نجاح "يا خسارة" لبسمة بوسيل يرسّخ مكانة عمرو المصري في الساحة الغنائية.. ومصطفى قمر يدخل على الخط بـ 3 أغنيات جديدة

 

تواصل الفنانة المغربية بسمة بوسيل حصد النجاح بأغنيتها الجديدة "يا خسارة"، التي أطلقتها عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتلقى صدى واسعًا وتفاعلًا كبيرًا من الجمهور، مما أكد عودتها القوية إلى الساحة الفنية كمطربة، بعد فترة من الغياب النسبي. 

الأغنية من كلمات الشاعر المميز عمرو المصري، وألحان عمرو الشاذلي، وتوزيع وميكس وماستر عمرو الخضري.

وقد أثارت "يا خسارة" حالة من التعاطف والإعجاب بين المتابعين، نظرًا لما تحمله من مشاعر صادقة وكلمات تمس القلب، عززها أداء بسمة بوسيل العاطفي المعبّر، والذي أعاد تسليط الضوء على خامة صوتها المميزة وقدرتها على نقل الأحاسيس ببساطة وعمق في آنٍ واحد.

ويأتي هذا النجاح ليضيف صفحة جديدة إلى رصيد الشاعر عمرو المصري، الذي أصبح اسمه مقرونًا بالأعمال الناجحة، بعدما أثبت قدرته الفائقة على تقديم كلمات تمس الواقع وتواكب تطلعات الجمهور، مع الحفاظ على طابع شعري فني لا يخل بجماليات اللغة أو الموسيقى.

في سياق آخر، يستعد النجم مصطفى قمر لتسجيل ثلاث أغنيات جديدة دفعة واحدة، يتعاون فيها أيضًا مع عمرو المصري، في خطوة تؤكد على ثقة النجوم في موهبة هذا الشاعر، وقدرته على التجديد وابتكار أفكار غنائية تواكب روح العصر دون أن تفقد الأصالة والهوية.

ويأتي هذا التعاون ضمن خطة مصطفى قمر للعودة بقوة إلى الساحة الغنائية، من خلال تقديم محتوى فني مختلف عن أعماله السابقة، من حيث الموضوعات والكلمات والتوزيع الموسيقي، ما يعكس رغبة واضحة في التجديد والمنافسة بقوة في الموسم الغنائي المقبل.

الجدير بالذكر أن الشاعر عمرو المصري أصبح من الأسماء اللامعة على الساحة، نظرًا لتنوع أعماله وتعاونه مع عدد كبير من النجوم، حيث ينجح في كل مرة بتقديم محتوى مختلف ومؤثر، وهو ما تؤكده الأرقام والمشاهدات التي تحققها أغنياته على المنصات الرقمية.

مقالات مشابهة

  • بوتين يقترح إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول ولكن.. دون شروط مسبقة
  • دراسة.. أدوات الذكاء الاصطناعي توحد أساليب الكتابة
  • علامات فارقة في الشعر العربي الحديث ضمن كتاب جديد صادر عن الهيئة السورية للكتاب
  • سطوة الطبيعة.. الغبار يغطي جبال حوض تاريم الصيني
  • فلسطين في القلب والهوية في القلم.. سيرة صلاح جرار بين المقاومة والعلم
  • لا تنم أقل من هذا وإلا ارتفع ضغطك فجأة.. تحذير صادم من الدكتور "النمر"
  • استمرار نجاح "يا خسارة" لبسمة بوسيل يرسّخ مكانة عمرو المصري في الساحة الغنائية.. ومصطفى قمر يدخل على الخط بـ 3 أغنيات جديدة
  • باحث: الهدنة الروسية الأوكرانية تشهد هدوءًا محدودًا ولكن لا تُحَل المشكلة
  • فانس عن مونديال 2026: نرحب بعشاق كرة القدم ولكن عليهم المغادرة فور انتهاء البطولة
  • انقطع البث فجأة.. حريق في مبنى اذاعة صوت المدى (فيديو)