وزير الخارجية السعودية يتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
الرياض - رويترز
نددت السعودية بالهجمات الإسرائيلية على شمال غزة ووصفتها بأنها إبادة جماعية، وقال وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود لمستثمرين أجانب إن بعض الاتفاقيات الثنائية التي كانت البلاد تتفاوض بشأنها مع الولايات المتحدة "ليست مرتبطة" بتطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل.
وذكر الوزير خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض أن التصرفات الإسرائيلية في شمال غزة لا يمكن وصفها إلا بأنها شكل من أشكال الإبادة الجماعية وتغذي دائرة العنف.
وأكد الأمير فيصل اليوم الخميس موقف بلاده بأنها لن تعترف بإسرائيل دون وجود دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن المملكة "راضية تماما بالانتظار حتى يصبح الوضع ملائما" قبل المضي قدما في عملية التطبيع.
وأضاف "نرى ما يحدث الآن في شمال (غزة) الذي يتعرض لحصار كامل يمنع أي وصول للسلع الإنسانية بالإضافة إلى استمرار الهجوم العسكري بدون أي مسار حقيقي أمام المدنيين للعثور على مأوى أو مناطق آمنة، وهو ما لا يمكن وصفه إلا بأنه شكل من أشكال الإبادة الجماعية".
وأضاف "هذا يتعارض بالتأكيد مع القانون الإنساني، القانون الإنساني الدولي ويغذي دائرة مستمرة من العنف".
ومضى الأمير فيصل قائلا إن بعض الاتفاقيات المحتملة بين الولايات المتحدة والسعودية في مجالي التجارة والذكاء الاصطناعي "ليست مرتبطة بأي أطراف ثالثة ويمكن على الأرجح أن تتقدم بشكل سريع".
وأضاف "بعض اتفاقيات التعاون الدفاعي بالغة الأهمية على قدر أكبر من التعقيد. وبالتأكيد، سنرحب بفرصة إنجازها قبل نهاية الفترة الرئاسية (لبايدن)، لكن الأمر يعتمد أيضا على عوامل أخرى خارجة عن سيطرتنا".
وتابع "الجوانب الأخرى من العمل ليست على هذا القدر من الارتباط، وبعضها يتقدم بسرعة كبيرة، ونأمل في (مواصلة) التقدم".
تتطلع السعودية والولايات المتحدة إلى إبرام مجموعة من الاتفاقيات بشأن الطاقة النووية والتعاون في مجالي الأمن والدفاع، والتي كانت في الأصل جزءا من صفقة تطبيع أوسع بين الرياض وإسرائيل.
وتصور مساعدو الرئيس الأمريكي جو بايدن في البداية، أثناء مفاوضات ثلاثية قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023، أن تحصل المملكة على تعهدات أمنية أمريكية وتعاون نووي أمريكي مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مايو أيار إن واشنطن والرياض على وشك إبرام مجموعة من الاتفاقيات لكنه أشار إلى عدم تحقيق أي تقدم في التطبيع إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة والشروع في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وبلغت المخاوف من اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط ذروتها في وقت سابق من الشهر بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل في أول أكتوبر.
وردت إسرائيل على الهجوم بضرب مواقع عسكرية في إيران يوم السبت لكنها لم تهاجم منشآت نووية أو نفطية.
وسعت دول الخليج إلى خفض التصعيد بشكل عاجل خوفا من أن تجد نفسها في مرمى النيران بصراع يتسع نطاقه.
وحققت السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، تقاربا سياسيا مع إيران في السنوات القليلة الماضية مما ساعد في تخفيف التوتر بالمنطقة، لكن العلاقات لا تزال شائكة.
وقال الأمير فيصل "أعتقد أن علاقاتنا (مع إيران) تسير في الاتجاه الصحيح، لكنها معقدة بالطبع بسبب مشاكل (تتعلق) بمجريات الأحداث في المنطقة".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأمير الهادئ يترجّل.. فيصل بن تركي يودّع الحياة بصمت الملوك
فاجعة ألمّت بالعائلة المالكة في المملكة العربية السعودية، حيث أعلن الديوان الملكي السعودي، مساء الثلاثاء، وفاة صاحب الأمير فيصل بن تركي بن سعود الكبير آل سعود، أحد أبرز رموز الأسرة الحاكمة ووجه من وجوهها المعروفين.
وأعرب الديوان عن أصدق مشاعر الحزن والمواساة، سائلًا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، مؤكدًا أن المملكة فقدت قامةً من رجالاتها الذين حملوا اسمها في المحافل بعزّ وفخر.
وفور إعلان الوفاة، ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بموجة من الحزن والنعي، حيث سارع الكثير من المواطنين السعوديين والعرب إلى التعبير عن حزنهم، مستذكرين مناقب الأمير الراحل ومواقفه الوطنية والإنسانية.
وتصدر وسم #فيصل_بن_تركي قوائم الترند في عدد من الدول الخليجية، مع دعوات بالرحمة والمغفرة، ورسائل تعزية لعائلته وذويه.
وفي مشهد يعكس عمق العلاقات الخليجية، بعث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، معربًا فيها عن خالص التعازي وصادق المواساة في وفاة الأمير فيصل، سائلًا الله أن يلهم العائلة الكريمة الصبر والسلوان.
ومن المتوقع أن تصل مزيد من برقيات العزاء من رؤساء وملوك الدول العربية والإسلامية خلال الساعات المقبلة، في ظل المكانة المرموقة التي كان يتمتع بها الأمير الراحل.
من هو الأمير فيصل بن تركي بن سعود الكبير؟
ينحدر الأمير فيصل من فرع آل سعود الكبير، وهو أحد أحفاد مؤسس الدولة السعودية الحديثة، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. وعلى مدى سنوات، عرف عن الفقيد مشاركته في شؤون الدولة وخدمة قضاياها، كما حظي بتقدير واسع داخل وخارج المملكة لما تحلى به من دماثة أخلاق، ووقار في المواقف.
آخر تحديث: 11 يونيو 2025 - 17:29