“كأهوال القيامة”.. شهادات ناجين من مجزرة جباليا الأولى قبل عام
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
#سواليف
ضمن #حرب_الإبادة المتواصلة شمالي قطاع #غزة، يستحضر الفلسطينيون الذكرى السنوية الأولى للمجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق حي سكني كامل في #مخيم_جباليا، فيما يعرف بمجزرة جباليا الأولى.
ففي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان أهالي بلوك 6 وسط مخيم جباليا شمال قطاع #غزة على موعد مع #مجزرة_مروعة، حيث ألقت طائرات إسرائيلية 7 أطنان من #القنابل_المتفجرة، مما تسبب في إبادة حي سكني كامل يقطنه آلاف السكان و #النازحين #الفلسطينيين.
وخلفت المجزرة أكثر من 400 #شهيد ومئات الجرحى، بالإضافة إلى عشرات #المفقودين الذين لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض، أو تبخرت بفعل القصف الشديد، وفق بيانات رسمية صدرت وقتها عن وزارتي الصحة والداخلية في غزة.
مقالات ذات صلةوشُطبت أسر عديدة من السجل المدني، ولم يجد أقاربهم بعد المجزرة ما يدل عليهم، فعشرات الجثامين التي تعود لعوائل: أبو نصر، وأبو القمصان، وحجازي، ومسعود، والبهنساوي، وعكاشة، لم يجد أقاربهم منها ما يواسون به أنفسهم.
وتحل الذكرى السنوية الأولى لتلك المجزرة، في حين بدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة.
بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على احتلال شمال غزة وتحويله إلى منطقة عازلة وتهجير المواطنين، تحت حصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية وقصف مكثف قتل أكثر من ألف فلسطيني خلال أقل من شهر.
صدمة لا تنسى
وتقول الفتاة إسراء حجازي -التي انتُشلت مصابة من تحت الركام- إنها تستذكر يوم المأساة الأشد قسوة في حياتها، حين فقدت 11 فردا من عائلتها بعد انهيار منزلهم والبيوت المجاورة فوق رؤوسهم.
وتوضح حجازي، لمراسل الأناضول، أن ذلك اليوم ترك صدمة كبيرة في نفسها لم تتعاف منها بعد، ولا يبدو أنها ستتعافى قريبا، فالمصيبة كبيرة.
وتضيف الشابة العشرينية: في لحظات معدودة، فقدت أمي وشقيقاتي جميعهن ومعظم أهلي، وبيتنا الدافئ الذي كان يؤوينا.
وتتابع موضحة: كنت وقت المجزرة برفقة والدتي في المطبخ، فبيتنا كان مليئا بالنازحين من أقاربنا، وبناؤه قديم ومهترئ، وهو من طابق واحد وسقفه مصنوع من الصفيح والقرميد.
وتردف أن منزلهم تحول إلى مقبرة حين تساقطت القنابل الإسرائيلية على حارتنا، وانهارت البيوت المجاورة فوق رؤوسنا، ودُفنا جميعا تحت الركام.
وتؤكد الفتاة المنكوبة أنها عاشت لحظات مرعبة كأنها من الخيال، فقد تحول المشهد إلى ظلام دامس مع أننا في وضح النهار، وغطّت المنطقة سحب من الدخان.
وتكمل: بمجرد انقشاع الغمام بدأت معالم الصورة تتكشف، وبالكاد التقطت أنفاسي، ولم أستطع المناداة على أحد من هول الصدمة، ولم تمض لحظات حتى وصل الناس من الحارات المجاورة ليكتشفوا ما حل بنا.
وعن إنقاذها، تقول إسراء: دقائق معدودة مرت كأنها ساعات طويلة، حتى تمكن الناس من انتشالي من تحت الركام، ورأيت بعضا من جثث أهلي بين الركام، وبقيت صامتة حتى تم نقلي للمستشفى الإندونيسي.
وتتساءل الشابة الفلسطينية: ماذا تبقى لي؟ جروح جسدي ستندمل مع الأيام، أما جرح قلبي فلن تمحوه أعوام طويلة.
فكانت تأمل تلك الفتاة المنكوبة أن تكون ناشطة إعلامية ومجتمعية، وتساهم في انتشال أسرتها من الفقر المدقع، لكن عاما من حرب الإبادة الإسرائيلية كان كفيلا بوأد أحلامها، وقلب حياتها رأسا على عقب، وفق قولها.
كأنها أهوال القيامة
وبشأن أفراد عائلتها، تقول إسراء إن أسرتي تمزقت، فقدت أمي وأخواتي، واعتقل الاحتلال والدي وأخي الكبير في اجتياح جباليا الأول قبل قرابة عام، وها أنا نازحة مجددا برفقة أقاربي وأخي الأصغر، فقد عاود الاحتلال اجتياح مخيمنا من جديد ويعمل على تفريغه وتهجير كامل سكانه.
فقد الفلسطيني رامي التلمس عددا من أفراد عائلته -بينهم ابنه وشقيقه وابن شقيقه- وظل بجوار جثامينهم لعدة أيام، دون أن يتمكن من انتشالهم، بينما أصيب هو وباقي أفراد العائلة.
ويقول للأناضول إن مشهد مجزرة جباليا سيظل كابوسا لن يمحى من ذاكرتي، وكأني شهدت جانبا من أهوال يوم القيامة.
وبنبرة الألم والحزن العميق، يروي رامي تفاصيل ذلك اليوم، ويقول: كنا جالسين في منزلنا حينما تساقطت علينا القنابل الإسرائيلية، فخطفت أرواح عدد من أفراد أسرتي بينهم ابني الأكبر وشقيقي وابنه.
وأوضح رامي -الذي تمكن من الخروج من تحت الركام بكدمات وجروح دامية في رأسه- أنه ظل بجوار مكان دفن ابنه وأخيه، لعلّه يتمكن من انتشالهم.
ولفت إلى أنه بعد ساعات طويلة من الحفر اليدوي برفقة متطوعين من السكان استطاع العثور على أطراف من جثامين مفقوديه، لكنه لم يفلح في انتشالهم.
ويقول: نظرا لشح الآليات كنا عاجزين عن انتشالهم، وبقيت عدة أيام جالسا بجوارهم دون أن أستطيع فعل شيء، حتى تمكنا أخيرا من ذلك بشق الأنفس.
ويفصح، الرجل الأربعيني، عن حجم القهر والحسرة اللذين يختلجان صدر الأب حينما يفقد ابنه الأكبر، وهو صبي يافع لم يتجاوز 16 عاما.
ويضيف: سميته رامز تيمنا بأخي الذي استشهد بقذيفة دبابة إسرائيلية في اجتياح سابق لمخيم جباليا عام 2004، وكنت أرقب نموّه أمام ناظري بسرور وفخر كبيرين.
وفيما يتعلق بصفات رامز، يضيف الوالد المكلوم: واظب رامز الصغير على الرياضة واللياقة وكمال الأجسام، وكنت أرى فيه عمّه الشهيد بكل صفاته الرجولية وحبه للحياة.
وفي جانب آخر من الصورة، كان الشاب محمود أبو نصر يمنّي النفس بأن يعثر على رفات 20 من أفراد عائلته الذين تبخرت جثامينهم.
ويقول محمود للأناضول إنه كان جالسا في منزله بمشروع بيت لاهيا، حينما سمع بوقوع المجزرة في “حارة السنايدة” حيث يقع بيت جده المكون من طابق واحد.
ويوضح أنه هرع وشقيقه إلى المنطقة ليرى ما لا تطيقه العين أو يستوعبه العقل، بعدما قُلبت الحارة رأسا على عقب، ولم يجد أيا من معالمها، وتاه عن مكان البيت.
ومتحدثا عن حجم الدمار الهائل، يقول: وأنا أتنقل بين الركام، حدّقت النظر جيدا لعلّي أهتدي إلى مكان بيت جدي، فلم أستطع التمييز، وقد وجدت البيت كأنه تبخّر تماما، وحدثت مكانه حفرة كبيرة يتجاوز قطرها 10 أمتار.
ويتابع: بحثت فلم أعثر على أفراد عائلتي، وقررت الذهاب إلى المستشفى الإندونيسي، وهناك رأيت الجزء الآخر من المأساة، فعشرات الجثث ملقاة عند ثلاجة الموتى وأمام بوابات المستشفى.
ومحاولا تقريب الصورة، يقول محمود: رائحة الموت كانت منتشرة في كل مكان، ورأيت في عيون الناس الحيرة الحسرة والصدمة، وكأن زلزالا قد أصاب المنطقة برمتها.
ويشير محمود إلى ساعات طويلة من البحث حتى حل المساء دون جدوى، ومع ذلك فقد عاود البحث صباحا، واستمر على هذا الحال أياما.
وختم بقوله: ما زالت الحسرة والألم يعتصران قلبي، فكنت أود فقط أن أعثر على جثامين جدي وعمي وعماتي وأبنائهم لأودعهم، وأدفنهم، ولكن قنابل الحقد الإسرائيلية حالت بيني وبين ذلك.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي مطلق حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حرب الإبادة غزة مخيم جباليا غزة مجزرة مروعة النازحين الفلسطينيين شهيد المفقودين تحت الرکام
إقرأ أيضاً:
الخرطوم تنهض من تحت الركام (1-3)
عدت إلى الخرطوم منذ منتصف يوليو الماضي، وطفت أرجاء محليات الولاية الـ7 ، بعضها سيراً على الأقدام أو المواصلات العامة وأخيراً بسيارة خاصة.
سأكون كاذباً إن قلت وقتها إن العاصمة تعافت، فليس ثمة ما يدعو إلى تضليل الناس بتجميل ركام مخلفات الحرب ولا المناظر الشائهة و المخيفة، ولا المظاهر السلبية ولا التشوهات البصرية،
فقد كانت محليات الخرطوم وشرق النيل و أم درمان والخرطوم بحري عبارة عن قرية كبيرة يكسوها الظلام وتغطيها غابات الحشائش و استوطنت فيها الأمراض وحاصرتها التفلتات وتوالدت فيها الحشرات ونواقل الأمراض ليلاً ونهاراً
*إشارات سوداء:*
لم أر – وقتها – طوال مروري في الأحياء القديمة والجديدة إشارة واحدة قد تفيد بوجود مدينة يسكنها الناس، كل شئ كان منعدما سوي أسواق يطلق عليها (أسواق دقلو) تبيع كل شيء ويتواجد فيها أي شئ حلالاً كان أو حراماً.
المعروضات بعضها ساخناً لكن ليس بالإمكان الإشارة إلى ذلك إن لم تملك ما يعزز قولك،
الخدمات كلها كانت منعدمة بما في ذلك المياه والصحة والعلاج وكذلك أجهزة الولاية التنفيذية .. حرفياً كانت الخرطوم “غابة” ليس إلا ، غير صالحة للعيش.
ترددت في نشر تقاريري الصحفية رغم إصرار إدارة تحرير “المحقق” على رسم صورة للأوضاع في الولاية، ولم أشأ أن أقابل مسؤولا حكوميا ريثما انقل صورة قلمية بأم عيني
صورة الأشياء:
الأوضاع حتى قبل أسابيع قليلة كانت في غاية السوء .. ارتفاع في الأسعار وانعدامها في احيايين عديدة.. مئات المرضى بأسباب تكاثر البعوض الناقل للملاريا وحمى الضنك .. كسورات مواسير المياه العذبة و تدفقات الأمطار .. و مازاد المخاوف والهواجس سماع أصوات الذخيرة ليلا وزيارات المسيرات فجراً وتحركات السيارات بدون لوحات، وتواجد العساكر بالسلاح في أماكن تواجد المدنيين في الاسواق والمقاهي.
*شوارع المدينة مرسَم كامل للحفر و المطبات والتعرجات:*
السيارات المشتعلة و المحروقة تكاد تملأ الساحات والميادين والشوارع والأحياء، ومخلفات الحرب تراوح َمكانها في الممرات
لاشئ يدعو للتفاؤل فالتكايا، ملاذ المواطن إذ لا تواجد مشاغل وفرص عمل يجنون منها دخلاً .. الجميع في إجازة إجبارية
*الخرطوم تنهض:*
الآن فقط، منذ أواخر نوفمبر يمكننا القول إن الخرطوم تنهض من تحت الركام.
فمنذ 15 يوماً فقط تسارعت خطوات الأجهزة الحكومية والمجهودات الشعبية والمنظمات تسابق الزمن لأجل إحداث متغيرات حقيقية علي أرض الواقع علي مستوى الخرطوم العاصمة، حتي تستقبل أهلها الذين هجرتهم حرب الإمارات والجنجويد عن ديارهم، ليس لأي سبب غير تنفيذ مؤمراة دولية لتفريغ العاصمة والسودان أجمع، وتوفير مشروعات وبرامج لتأهيل العاصمة لاستقبال العائدين لها من دول المهاجر ومدن النزوح علي مستوى ولايات السودان الشرقية والشمالية.
وأنت تتجول علي مستوى أحياء الخرطوم تشهد حركة مكثفة ودؤوبة تتبناها اللجنة العليا التي وضعت إعادة خدمات الأمن والمياة والكهرباء في صدر أولوياتها.
*سطور في أسبوع:*
سطور نخطها عبر أسبوع في إعادة الاعمار ، فالخرطوم اليوم، لا تتعافى بالحجارة وحدها… بل تتعافى بالروح.
تعود المؤسسات، وتضاء الطرقات، وتنتظم الخدمات كما لو أنها تؤكد للجميع أن العاصمة — رغم الجراح — مدينة لا تعرف الانكسار.
*عودة الحياة:*
ومن بين تفاصيل كثيرة، يتشكل مشهد جديد عنوانه:
“عودة الحياة… وطريق الإعمار قد بدأناه”
*البقية تأتي:*
في الحلقة الثانية سننقل مَجهودات حكومية ولائية و اتحادية والمجهودات الشعبية،
وفي الحلقة الثالثة والأخيرة سنعرض الإخفاقات وأحاديث الناس
المحقق – محمد مصطفى المامون
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/07 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة تقرير إسرائيلي يحذر من صاروخ مصري “قد يغير قواعد اللعبة”2025/12/07 المصارف السودانية في مصر … عقبات تنتظر الحلول2025/12/04 سونا والثروة الحيوانية يتحدون ظروف الأمطار ويعقدون المؤتمر التنويري ال 48 لتوضيح آخر المستجدات2025/12/04 هل يريد ترامب ضمان سلامة السودانيين أم الحصول على استثمارات السعوديين ؟2025/12/04 الدعم السريع تحتجز ناجين من حصار الفاشر للحصول على فدى2025/12/04 القصة الكاملة لأزمة الكلاب الضالة.. لماذا لا تضع الحكومة خطة مواجهة مثل هولندا وتركيا؟2025/12/02شاهد أيضاً إغلاق تحقيقات وتقارير تاج السر أحمد سليمان … صوت الحقيقة الذي لا ينطفئ ! 2025/12/01الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن