سقوف قمة العلمين وسقوف ائتلاف نتنياهو
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
سقوف قمة العلمين الثلاثية وسقوف ائتلاف نتنياهو
الرهان العربي على أميركا وعلى حلفائها في الكيان الصهيوني مغامرة خطرة ومدمرة.
سقوف البيان الختامي مرتفعة مقارنة بسقوف منخفضة أعلن نتنياهو تمسكه بها مؤخرا والتي أكد فيها أكثر من مرة موت "حل الدولتين".
قمة العلمين كررت سقف المبادرة العربية، مقرونة بجدول زمني أثبتت التجارب استحالة الرهان عليه بعد "اتفاق أوسلو" واتفاق النووي الايراني.
تطبيع العلاقة مع السعودية عبر مسار اتفاقات أبراهام يتطلب تقديم نتنياهو وعود لفظية يَعتقد أنها كفيلة بإسقاط حكومته واغتياله بيد شركائه في اليمين.
يصر نتنياهو على خفض السقوف السياسية والأمنية والاقتصادية وخفض التوقعات والسقوف التي تطالب بها أكثر الدول تشاؤما ما يجعل أي لقاءات ومفاوضات بلا قيمة.
* * *
البيان الختامي لقمة العلمين اكد تمسك الاردن ومصر والسلطة في رام لله بالمبادرة العربية التي قدمتها السعودية في قمة بيروت العام 2002، والتي اشترطت قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على الاراضي المحتلة عام 1967.
سقوف البيان الختامي تعد مرتفعة مقارنة بالسقوف المنخفضة التي اعلن نتنياهو تمسكه بها خلال لقاءاته المتكررة مع المسؤولين الامريكان؛ او خلال لقاء مستشاريه في واشنطن نظراءَهم؛ او عبر تصريحاته المتكررة لوكالة بلومبرغ الامريكية ولوسائل الإعلام العبرية التي أكد فيها أكثر من مرة موت "حل الدولتين".
موقف نتنياهو لم يطرأ عليه تغير رغم التلويح المتكرر بتطبيع العلاقة مع السعودية عبر مسار اتفاقات أبراهام؛ وهو قبول كان يتطلب من نتنياهو تقديم وعود لفظية يَعتقد أنها كفيلة بإسقاط حكومته وتصفيته واغتياله من قبل شركائه في اليمين.
القادة المجتمعون في العلمين اكدوا في بيانهم ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية في المقابل؛ وفي الآن ذاته اكد الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري ورئيس السلطة اهمية التفاعل مع الجهود الدولية المبذولة؛ وهي جهود استحوذت عليها الولايات المتحدة الامريكية طوال الاشهر القليلة الماضية دون ان تحدث تغييراً في موقف نتنياهو او حكومته الائتلافية؛ فضلًا عن تغير مواقف المعارضة التي يقودها يائير لبيد وبيني غانتس؛ فالموقف الاسرائيلي بات صلبا ومتماسكا برفض إقامة دولة فلسطينية حتى على المناطق المصنفة (أ) وفقا لاتفاق أوسلو.
الادارة الامريكية التي اظهرت حرصا خلال الاشهر القليلة الماضية على احياء المفاوضات بطرحها لقاء خماسيا يضم الاردن ومصر والسلطة في رام الله، الى جانب الولايات المتحدة الامريكية وقادة الكيان الاسرائيلي؛ ودعمها مسار الاتفاقات الابراهيمية عبر ضم العربية السعودية لمسار تطبيعي، لم تنجح في إحداث اختراق سواء في المستوى السياسي او الاقتصادي او الامني الذي شهد تدهورا كبيرا خلال الأشهر الثمانية الماضية.
النشاط الامريكي المفرط الذي قاده مدير المخابرات الامريكية (CIA) وليام بيرنز ومستشار الامن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الذي ابقى على نائبته فيكتوريا نولاند فترة طويلة في المنطقة، الى جانب الممثل الامريكي للشؤون الفلسطينية هادي عمر، لم يغير شيئا على ارض الواقع ولم يحقق التهدئة فالاراضي الفلسطينية ماضية نحو التصعيد المتدحرج الذي نجحت امريكا في إبطائه، ولكنها لم تنجح في وقفه.
أما هذا الواقع فإن المكان الوحيد المتوفر امام ادارة بايدن لتحقيق لقائها الخماسي هو في اروقة الامم المتحدة خلال اجتماع القادة في سبتمبر/ ايلول القادم، وهو لقاء عَوَّل عليه نتنياهو لكسر الجمود المحيط بعلاقته بالرئيس جو بايدن، في حين تعول عليه اميركا لخفض التصعيد عبر مسار امني واقتصادي حاولت رسم معالمه في قمة العقبة وقمة شرم الشيخ دون جدوى تذكر.
ختامًا..
يصر نتنياهو على خفض السقوف السياسية والامنية والاقتصادية، ويصر على خفض التوقعات والسقوف التي تطالب فيه اكثر الدول تشاؤما؛ ما يجعل من عقد لقاءات ومفاوضات مسألة لا قيمة ولا جدوى منها؛ وهي الرسالة التي يمكن فهمها من قمة العلمين التي حافظت على سقف المبادرة العربية، مقرونة بجدول زمني أثبتت التجارب استحالة الرهان عليه بعد "اتفاق أوسلو"، بل بعد الاتفاق النووي الايراني الذي انسحبت منه اميركا في عهد الرئيس السابق ترمب، ضاربة بوعودها عرض الحائط، وهي حقيقة تؤكد للمرة الألف ان الرهان على اميركا وعلى حلفائها في الكيان الصهيوني مغامرة خطرة ومدمرة.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين الأردن مصر نتنياهو السعودية التطبيع قمة العلمين اتفاق أوسلو الكيان الصهيوني قمة العلمین
إقرأ أيضاً:
التحول الكامل.. قصة الفنان الذي يعيش حياة المشاهير في باريس
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خلال عروض الأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2025 في باريس، خُيّل للحاضرين أن مورتيسيا آدامز، الأم الغامضة والأنيقة من سلسلة أفلام "عائلة آدامز"، تسير بخطى واثقة فوق حجارة العاصمة الفرنسية.
طويلة القامة، وبشرتها شاحبة بشكل لافت، وشعرها الأسود الطويل ينسدل بانسيابية على ظهرها. للوهلة الأولى، كان من الممكن أن يظنّها البعض أنجليكا هيوستن، الممثلة الأمريكية التي أدّت الدور في أفلام التسعينيات.
لكن خلف تلك الخصلات الداكنة، يتوارى رجل في الحادية والثلاثين من عمره، بعضلات بارزة ومظهر آسر: أليكسيس ستون، فنان الأداء وخبير المكياج الذي يتابعه 1.3 مليون شخص على "إنستغرام"، ومئات الآلاف عبر "تيك توك".
بينما يغيّر كثير من صُنّاع المحتوى على "تيك توك" ملامح وجوههم بالمكياج ليشبهوا المشاهير، يذهب ستون إلى أبعد من ذلك، فيحوّل شكله بالكامل أمام الناس. ويستخدم مكياج مؤثرات خاصة وأطرافًا اصطناعية، وحتى عطورًا خاصة، لتبدو النتيجة وكأنها مشهد من فيلم سينمائي.
وقال ستون: "الناس يظنون أننا نشتري هذه الأشياء من متجر للهالوين، لكن كل شيء نصنعه يدويًا، ويحتاج لسنوات من الخبرة".
في يونيو / تمّوز، عرض ستون شقته في غلاسكو أمام فريق CNN، حيث يصمّم هناك جميع الإطلالات.
استغرق تحضيره لتقمّص شخصية مورتيسيا آدامز ثمانية أسابيع، وقام خلالها بالكثير من البحث، إذ أوضح: "أردنا أن تكون الإطلالة مطابقة قدر الإمكان للأصل، من الباروكة إلى فستان الترتر الأسود، وكلاهما حصلنا عليه من قسم أزياء الفيلم".
على طاولة في المنزل، توجد صور نادرة من تصوير الفيلم، مع ملاحظة تقول: "يرجى الحذر، هذه صور أصلية".
أشار ستون إلى أن "هناك مراحل كثيرة في العمل، مثل نحت الوجه، وصنع القوالب، وتجهيز الباروكة والحواجب. أحيانًا أستعمل عدسات خاصة تُصنع لي خصيصًا".
يعمل ستون في غرفة مخصصة فيها مرآة كبيرة، وضوء دائري، ورفوف مليئة بالألوان، والقوالب، وأدوات التجميل.
وأضاف: "الأمر يشبه تمامًا إنتاج أفلام السينما والتلفزيون من حيث الوقت والتكاليف، لكننا نقوم بذلك في الواقع وليس بغرض الظهور على الشاشة"، موضحًا أن الميزانية قد تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات.
شكل من أشكال الهروب من الواقعشارك ستون، واسمه الحقيقي إليوت جوزيف رينتز، في أسبوع الموضة في باريس مرتين في السنة متقمّصًا شخصية مشهورة، أو خيالية، أو حتى شخصية مشهورة تؤدي دور شخصية خيالية.
تشمل الأسماء التي جسّدها جاك نيكلسون، ولانا ديل راي، ومادونا، وأديل، وجينيفر كوليدج، وغلين كلوز بدور "كرويلا دي فيل" من فيلم "101 كلبًا مرقّطًا" بنسخته عام 1996.
ترك ستون مدينته برايتون وهو في عمر الـ16 عامًا، متنقلًا بين مدن عدة مثل لندن، ومانشستر، ونيويورك، واستقر في غلاسكو.
كان يحب منذ الصغر أن يتحول إلى شخصيات مختلفة باستخدام الشعر المستعار والملابس الخاصة.
في عام 2018، صار مشهورًا بعدما خدع الناس على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه أجرى عمليات تجميل كثيرة، لكنه كشف لاحقًا أنها كانت مجرد خدعةـ وأنّه يحب التعبير عن هويته بالمكياج.
أمّا التحول المهم في مسيرته فكان عندما حضر عرض أزياء "بالنسياغا" في عام 2022، وتقمّص شخصية روبن ويليامز في فيلم "Mrs. Doubtfire"
بعد ذلك، تعاون مع مصممين كبار وأصبح حاضرًا في عروض أزياء كبيرة مثل "بالنسياغا"، و"ديزل"، و"جان بول غوتييه"، دائمًا بطلته االتي تشبه شخصيات مشهورة.
الآن أصبح من الطبيعي رؤية أشخاص يشبهون المشاهير في عروض الأزياء. في عام 2023، أثارت فتاة تشبه عارضة الأزياء البريطانية كيت موس ضجة كبيرة على مواقع التواصل بعدما شوهدت في سوبرماركت قبل عرض "شانيل".
أشار ستون إلى أنّ "العلامات التجارية تحب هذه الحملات لأنها تجذب الانتباه بسرعة، والكثير من الناس يتعرفون إلى هذه الشخصيات المشهورة من طفولتهم"، مضيفًا: "هذه طريقة تعتمدها العلامات التجارية لتكون جزءًا من السحر، وقد ظهرت أعمال ستون في مجلات معروفة، وجذبت انتباه الناس".
حتى الآن، قام ستون بتحولات لأكثر من 250 شخصية مشهورة. من أشهر إطلالاته كانت تقليده لميريل ستريب في فيلم "الشيطان يرتدي برادا" في عام 2024، حيث حقّقت صورة التحول التي نشرها على "إنستغرام" تفاعلا عاليا جدًا.
يكمن سر نجاح ستون في الاهتمام بكل التفاصيل، إذ أنه عندما تقمّص شخصية جاك نيكلسون، لم يستخدم فقط أسنان صناعية تشبه ابتسامته، بل صنع أيضًا عطرًا خاصًا برائحة التبغ ليجعل التجربة أكثر واقعية.
وقال ستون إن العطر جعل الغرفة كلها تفوح برائحته أثناء العرض.
كما يعمل ستون مع خبراء في تركيب الأطراف الاصطناعية والمؤثرات الخاصة، مثل نيل جورتون، ودومينيك مومبرون. ويساعده في أسبوع الموضة الباريسي، فريق مكوّن من 10 أشخاص على الأقل.
أوضح ستون أن دقة تشخيص كل شخصية مهمة جدًا، خاصة الشخصيات الشهيرة التي يحبها الملايين، وقد سُئل عمّا إذا كان يفضل تقليد كبار السن، إذ أشار إلى أن تجاعيد الوجه أسهل في تقليدها من بشرة الشباب.
وأضاف أنه رجل طويل وقوي، لذلك لا يمكنه دائمًا تقليد أي شخصية يرغب بها مثل كايلي جينر. وأحيانًا يرفض تقليد شخصيات إذا لم يشعر باتصال شخصي معها لأنه يحتاج أن يكون مهتمًا بها.
أما عن شخصية أدامز، فقد قال إنها شخصية غامضة وجميلة بطريقة سوداوية، وشعر أنه يستطيع التعبير عن ذلك.
هل هي النهاية؟رغم أنّه تعاون مع العديد من العلامات التجاريّة، إلا أن علاقة ستون بـ"بالينسياغا" هي الأقوى، وعندما سُئل عن مستقبله بعد "بالينسياغا"، قال ضاحكًا إنه قد يأخذ استراحة لأنه أنجز الكثير من الأعمال حتى الآن.
في ظل بريق عالم الموضة، كشف ستون عن الجهد والتعب الكبيرين خلف الكواليس. ويجري حالياً تصوير فيلم وثائقي عن حياته، ولم يُحدد موعد عرضه بعد. لا يعرف ستون سبب اهتمام الناس بعمله، لكنه يعتقد أن الجميع يشعرون أحياناً بالرغبة في الظهور وأحياناً في الاختفاء.
أمريكاالمملكة المتحدةبريطانيافرنساأزياءمشاهيرموضةنجوم هوليوودهوليوودنشر الجمعة، 11 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.