بوابة الوفد:
2025-06-09@08:12:13 GMT

غداً.. من يحدد مصير انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

خبراء لـ«الوفد»: «ترامب» الأقرب للفوز.. والأسوأ للقضية الفلسطينية 
أمريكا وإسرائيل علاقة «خاصة» لا تتغير بالأشخاص.. والمال اليهودى قوة مؤثرة فى الانتخابات

تتجه أنظار العالم إلى الانتخابات الأمريكية المقبلة، حيث يتوقع المحللون أن تكون لها تأثيرات عميقة على المشهد السياسى فى الشرق الأوسط. وفى وقت تتصاعد فيه الأزمات وتشتد فيه التوترات، ومع اقتراب الانتخابات، يتزايد الحديث عن دور المال اليهودى فى توجيه هذه الانتخابات، وعن تأثيرات المرشحين على القضية الفلسطينية.

وفى هذا السياق، يستعرض الدكتور حسين الديك، والعميد المتقاعد نضال زهوى، رؤى وتحليلات تتعلق بالأوضاع الراهنة.
فى حديثه لـ«الوفد»، أكد الدكتور حسين الديك، المحلل الفلسطينى والخبير فى الشأن الأمريكى، أن دونالد ترامب هو الأقرب للفوز فى الانتخابات المقبلة. وأوضح أن هذا الفوز المحتمل قد يعيد تشكيل موازين القوى فى المنطقة، مشيراً إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ليست مرتبطة بشخص الرئيس، بل هى علاقة مؤسساتية عميقة ومستقرة. وأكد الديك أن التحالف الأمريكى الإسرائيلى يعتمد على مؤسسات قوية ولا يتأثر بقدوم أو رحيل أى رئيس أو مرشح، ما يجعل هذه العلاقة استراتيجية وعابرة للأحزاب.
وكشف العميد ركن المتقاعد نضال زهوى، رئيس قسم الاستراتيجية والعسكرية فى مركز الدراسات الانتروستراتيجية، عن تحديات كبيرة تواجه الكيان الإسرائيلى. وأوضح أن عدد سكان إسرائيل يبلغ نحو 9.9 مليون نسمة، وقد شهدت البلاد منذ 7 أكتوبر هجرة غير مسبوقة لأكثر من 1.3 مليون شخص من أصحاب الرساميل والاستثمارات، ما يزيد من الضغوط على المجتمع الإسرائيلى. وبعد هذه الهجرة، يتبقى فى إسرائيل نحو 6.1 مليون نسمة، ما يزيد من الاستنزاف فى صفوف الجيش، حيث خرج العديد من القوات من المعركة بسبب الإصابات وبدء استهداف تل أبيب.
كما اتفق المحللون على أن الحزبين الديمقراطى والجمهورى يتفقان على دعم إسرائيل، ولكن الاختلاف يكمن فى التكتيكات. وبينما يميل الديمقراطيون إلى استخدام الدبلوماسية وسيلة لتحقيق الأهداف الإسرائيلية، لدى ترامب جرأة أكبر فى دعمه غير المحدود لإسرائيل، ما قد يؤثر سلباً على القضية الفلسطينية.
وفى تقييم للمرشحين، اعتبر الديك أن المقارنة بين ترامب وكاميلا هاريس هى «مقارنة بين السيئ والأسوأ». حيث أشار إلى أن ترامب خلال فترة ولايته قدم دعماً غير محدود لإسرائيل، ما أثر سلباً على المصالح الفلسطينية. وقال الديك: «من المتوقع أن يقدم ترامب المزيد من الدعم العسكرى والاقتصادى لإسرائيل، ما قد يؤخر أى جهود للتوصل إلى حلول سياسية». وفى المقابل، أشار إلى أن هاريس قد تكون أكثر انفتاحاً على الحوار، ما قد يعنى فرصة أكبر للتوصل إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار، على الرغم من أن الفروق بين المرشحين ليست كبيرة.
وأوضح الديك أن المال اليهودى يمثل عاملاً حاسماً فى الانتخابات الأمريكية، حيث يُعتبر مصدر التمويل الرئيسى للعديد من الحملات الانتخابية. وأشار إلى أن نحو 50% من تمويل الحملات الديمقراطية يأتى من تبرعات رجال الأعمال اليهود، بينما يحصل الحزب الجمهورى على نحو 25% من تمويله من نفس المصدر. وذكر أن الجالية اليهودية تمتلك موارد مالية ضخمة تستثمرها لدعم مرشحى الكونجرس، وهو ما يجعل المال اليهودى القوة المؤثرة فى توجيه السياسات.
وأشار الديك أيضاً إلى أن جزءاً من الصوت اليهودى قد اتجه نحو جيل ستاين، مرشحة حزب الخضر، التى تدعو إلى وقف الحرب فى غزة ووقف تزويد إسرائيل بالسلاح. وهذه التحولات تعكس تراجعاً فى دعم هاريس، حيث حصلت على 65% فقط من الأصوات اليهودية، مقارنة بـ80% لجو بايدن فى الانتخابات السابقة. ومع ذلك، أكد أن الصوت اليهودى لا يمثل العامل الحاسم فى توجيه الانتخابات، بل المال اليهودى هو العامل المؤثر.
على الصعيد السياسى، أكد زهوى أن الحكومة تعانى انعدام الثقة من قبل المستوطنين، فى ظل غياب خطة واضحة لإنهاء الصراع. ولفت إلى أن الآمال ما زالت معقودة على نجاح ترامب فى استكمال مشروع يهودية الدولة والاتفاقات الإبراهيمية، ولكن هذا المشروع يواجه عقبات متعددة، أبرزها الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين وردود فعل الشعوب العربية.
وأوضح العميد زهوى أن أمام الكيان الصهيونى خياراً وحيداً للبقاء: إقامة دولة ديمقراطية واحدة تمنح الحقوق المتساوية للفلسطينيين والمستوطنين، مع تقبل فكرة القنبلة الديمغرافية. وحذر من أنه فى غياب هذا الخيار، قد يواجه الكيان مصير الزوال المحتوم، مشيراً إلى أن هذه النهاية قد تبدو بعيدة لدى البعض، لكنها تقترب بسرعة أكبر مما يتصور الكثيرون.
وعن الانتخابات الأمريكية، أوضح زهوى أن الحزبين الديمقراطى والجمهورى يتفقان على أهمية دعم إسرائيل، حيث يعتبران وجود الكيان الصهيونى مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة. إلا أن الاختلاف الحقيقى بين الحزبين يكمن فى التكتيكات والأساليب المستخدمة لتحقيق هذه المصلحة. حيث يميل الديمقراطيون إلى استخدام الدبلوماسية وسيلة لتحقيق الأهداف الإسرائيلية، بينما ترامب أكثر جرأة فى دعمه غير المحدود لإسرائيل. 
وأكد الدكتور حسين الديك، فى تصريحاته لجريدة «الوفد» أن استطلاعات الرأى لا تعكس بالضرورة الصوت الشعبى الحقيقى، مشيراً إلى أن من يحدد نتيجة الانتخابات هو المجمع الانتخابى المكون من 538 عضواً، وليس المواطن العادى.
وأوضح الديك أن استطلاعات الرأى غالباً ما تركز على التجمعات السكانية فى المناطق الحضرية، متجاهلة المناطق الريفية والضواحى، حيث يُعتبر هؤلاء الناخبون هم الخزان الانتخابى الأساسى للحزب الجمهورى ومرشحه دونالد ترامب. 
وأشار إلى أن ولاية أيوا، التى كانت تعتبر فى السابق ولاية متأرجحة، قد تحولت منذ سنوات إلى ولاية جمهورية، ما يجعل من غير المرجح أن تصوت لصالح كاميلا هاريس. واعتبر أن حملات الحزب الديمقراطى تعانى من الإفلاس فى ظل التقدم القوى للمرشحين الجمهوريين فى الولايات المتأرجحة. 
وأضاف الديك أن الاستطلاعات التى أُجريت فى أيوا قد لا تكون دقيقة، متوقعاً أن تصوت الولاية لصالح ترامب. كما أشار إلى إمكانية حدوث مفاجآت فى بعض الولايات الزرقاء، حيث قد تنقلب إلى دعم الجمهوريين، لكن العكس يبدو مستبعداً. 
وشدد الدكتور حسين الديك على أهمية فهم الديناميكيات الانتخابية بشكل أعمق، بعيداً عن الاعتماد على استطلاعات الرأى فقط، واصفاً استطلاع الرأى الأخير فى ولاية أيوا بأنه استطلاع مسيس، وقد تكون هناك إمكانية للتلاعب فيه. وأكد أن هذه الولاية تُعتبر حمراء دائماً، حيث تصوت لصالح الحزب الجمهورى، ما يجعل نتائج الاستطلاع مثيرة للجدل. كما أشار إلى أن أغلبية سكان أيوا من البيض، بينما نسبة المهاجرين فيها قليلة، ما قد يؤثر على توجهات التصويت ويعكس عدم دقة الاستطلاعات فى تمثيل الواقع السياسى بشكل صحيح.
كما أعرب زهوى عن قلقه من فوز دونالد ترامب، موضحاً أن ترامب، خلال فترة ولايته، كان أكثر جرأة حيث أبدى استعداده للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. كما كان من أوائل القادة الذين أوقفوا الدعم لمنظمة الأونروا، ما أثر بشكل كبير على حياة اللاجئين الفلسطينيين فى الشتات. وتوقع احتمالية حدوث حرب أهلية فى الولايات المتحدة إذا لم يفز ترامب، ما قد يؤثر سلباً على استقرار البلاد.
فى ظل هذه التوترات، يبدو أن الانتخابات الأمريكية المقبلة ستشكل منعطفاً حاسماً ليس فقط فى السياسة الأمريكية، ولكن أيضاً فى مستقبل الشرق الأوسط. تظل القضية الفلسطينية فى موقف حساس، مع تزايد الضغوط الداخلية والإقليمية، ما يتطلب رؤى جديدة وحلولاً جذرية لمواجهة التحديات المتزايدة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: انتخابات الرئاسة الأمريكية الانتخابات الأمريكية المقبلة القضية الفلسطينية الوفد الانتخابات الأمريكية الانتخابات الأمریکیة فى الانتخابات أشار إلى أن ما یجعل

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب مع استئناف المحادثات الصينية الأمريكية

شهدت أسعار النفط تراجعًا، لكنها تتجه نحو تحقيق أول مكاسب أسبوعية لها منذ ثلاثة أسابيع، بدعم من استئناف المحادثات التجارية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، ما عزز الآمال في تحسن النمو الاقتصادي وارتفاع الطلب في أكبر اقتصادين في العالم.


 

وتراجع سعر خام برنت في العقود الآجلة بنحو 12 سنتًا، أو بنسبة 0.2%، ليصل إلى 65.22 دولارًا للبرميل، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 15 سنتًا، أو بنسبة 0.2% أيضًا، ليصل إلى 63.22 دولارًا، بعد مكاسب بلغت 50 سنتًا في الجلسة السابقة.


 

وعلى مدار الأسبوع، يتجه الخامان القياسيان لتحقيق مكاسب، حيث صعد خام برنت بنسبة 2.1%، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 4%، وذلك بعد تراجعهما لأسابيع متتالية.


 

وتواصل الأسواق تقلبها في ظل تطورات المفاوضات التجارية والتقارير الاقتصادية التي تعكس تأثير الحرب التجارية والرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي. وأفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا” بأن المحادثات بين الرئيسين الأمريكي والصيني جاءت بناءً على طلب واشنطن، فيما وصف ترامب الاتصال الهاتفي بـ”الإيجابي للغاية”، مؤكدًا أن بلاده في “وضع جيد جدًا” مع الصين ومع اتفاقية التجارة، على حد تعبيره.


 

وفي سياق متصل، تستمر كندا في محادثاتها التجارية مع الولايات المتحدة، حيث ذكرت وزيرة الصناعة الكندية ميلاني جولي أن رئيس الوزراء مارك كارني تواصل بشكل مباشر مع ترامب.


 

كما دعمت الأسواق عوامل أخرى، من بينها خفض الإنتاج في كندا بسبب حرائق الغابات، إضافة إلى قرار السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بخفض أسعار بيع الخام لآسيا لشهر يوليو إلى أدنى مستوياتها في نحو شهرين. وجاء التخفيض أقل من المتوقع، عقب قرار تحالف “أوبك+” رفع الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا خلال يوليو.


 

وتسعى المملكة من خلال هذه الخطوة إلى استعادة حصتها في السوق العالمية، والتأثير على المنتجين المتجاوزين لحصصهم داخل “أوبك+”، التي تضم منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاءها، وعلى رأسهم روسيا.


 

وعلى صعيد المؤشرات الاقتصادية، أظهرت البيانات انكماش قطاع الخدمات الأمريكي في مايو لأول مرة منذ نحو عام، وارتفاع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، ما يعكس تباطؤًا في سوق العمل. وينتظر المستثمرون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي لاحقًا اليوم للحصول على مؤشرات إضافية بشأن توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي

مقالات مشابهة

  • حزب السادات الديمقراطي يستعد للبرلمان بـ 19 مرشحًا فرديًا.. والقوائم قيد التقييم
  • هل سيترشح أردوغان مجددًا؟ السيناريوهات المحتملة
  • سلطات الهجرة الأمريكية توسع عملها في لوس أنجلوس.. واحتجاجات مضادة
  • محاولة اغتيال مرشح الرئاسة الكولومبية ميجيل أوريبي خلال فعالية انتخابية
  • ترامب يعتقد أن علاقته بإيلون ماسك انتهت
  • ترامب يحذّر ماسك من عواقب وخيمة
  • أسعار النفط تتجه لتحقيق مكاسب مع استئناف المحادثات الصينية الأمريكية
  • تباطؤ نمو الوظائف الأمريكية في مايو واستقرار البطالة عند 4.2%
  • ترامب يحدد موعد ومكان الجولة الثانية من المباحثات التجارية مع الصين
  • روسيا تردّ على وصف ترامب للأزمة الأوكرانية