يمانيون – متابعات
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 4 نوفمبر خلال الأعوام 2015م، 2016م، ارتكابَ جرائم الحرب، بغارات هستيرية استهدفت المدنيين والأعيان المدنية، بمحافظة صعدة.

وأسفرت عن شهداء وجرحى، وتدمير عشرات المنازل والمزارع، وشبكة اتصالات، ومحطتَي وقود ومسجد وورشة صيانة سيارات، وخسائر مادية بالملايين، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، ومضاعفة الأوضاع المعيشية، وقطع الطرقات، وحرمان الأهالي من أبسط الخدمات.

وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

4 نوفمبر 2015.. شهيدان وتدميرٌ للممتلكات والبنى التحتية بقصف العدوان على مناطق متفرقة بصعدة:

في يوم 4 نوفمبر، عام 2015م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، جرائم حرب تضاف إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفًا منازل وممتلكات المواطنين في منطقة غمار بمديرية رازح، وشبكة الاتصالات في منطقة آل ساري بمديرية سحار، والخط العام بمدرية رازح، بغارات هستيرية وحشية على محافظة صعدة.

وأسفرت عن شهيدين وتدمير للممتلكات الخَاصَّة والعامة، ومضاعفة معاناة الأهالي وحرمانهم من حق التواصل بذويهم وأهاليهم ومعيليهم، والحد من حقهم في الحياة وحرية التنقل وإدخَال المواد الغذائية، في ظل أوضاع معيشية قاسية.

المدنيون أهداف سهلة:

في مديرية رازح استهدف طيران العدوان منطقة غمار، بغارات وحشية مباشرة أسفرت عن شهيدين، وترويع النساء والأطفال، وتدمير للمنازل، وتشريد أهلها منها، في مشهد إجرامي يكشف إجرام العدوان، وحقده الدفين على الشعب اليمني.

كان الأهالي ينامون في منازلهم ويعملون في مزارعهم، والنساء والأطفال في انسجام وتناغم حسب أيامهم المعتادة وحياتهم الطبيعية، لكن غارات العدوان حولت كُـلّ ذلك إلى مشهد صاخب من البكاء والصراخ والدموع والخوف والفرار، ومشاهد الدماء والدمار، والأشلاء، وفقدان الأحبة والجيران، والأقارب والأصدقاء، في لحظة غادرة من السماء، قضت على كُـلّ الأحلام والآمال، وضاعفت موجات النزوح والتشرد، والآثار النفسية المعززة للرعب والخوف في كُـلّ لحظة وعند كُـلّ صوت شبيه لغارات العدوان.

يقول أحد الأهالي: “هذه منازلنا المدمّـرة التي نزحنا منها قبل أَيَّـام، كنا مدركين أنها أهداف لغارات العدوان، وما يسعى إليه هو إهلاك الحرث والنسل، هدف الإبادة، فنزحنا إلى الجبال، وأثناء الغارات كنا نشاهد منازلنا تقصف أمام أبصارنا ولا نملك أية حيلة للدفاع عنها سوى الجهاد في سبيل الله والنفير العام ورفد الجبهات هذا هو الضامن الوحيد لحماية الشعب وممتلكات الأهالي”.

شبكة الاتصالات على قائمة الأولويات:

لم يكتفِ طيران العدوان باستهداف رازح، بل امتدت استهدافاته لشبكة الاتصالات في منطقة آل ساري في مديرية سحار، مخلفة دماراً وخراباً في الشبكة وملحقاتها ومولداتها الكهربائية، وأخرجتها عن الخدمة بشكل كامل، زادت من معاناة سكان المناطق المجاورة، وحرمانهم من حق التواصل بمعيليهم وذويهم العاملين خارجها.

هنا أُمٌّ جُرِحَ فلذةُ كبدِها بغارة وحشية، وهو في المزرعة، وأخرى أبناؤها وزوجها جرحى على الطريق العام وتم إسعافهم إلى أحد مستشفيات المدينة، وتود التواصل بهم وتطمئن عليهم وتتابع مستوى صحتهم وتعافيهم، وأُمٌّ ثالثة زوجها وابنها في بلاد الغربة كانت تتواصل بهما لإرسال مصاريف المنزل ومتطلبات الحياة، لكن طيران العدوان أوقف كُـلّ ذلك وعزل آلاف سكان المنطقة عن العالم الخارجي؛ ما ضاعف معاناتهم المعيشية والنفسية وزاد الوضع سوءاً إلى ما هو عليه من تفاقم متكرّر.

أحد المواطنين يصف المعاناة: “شبكة اتصالات حرمونا منها مثل ما دمّـروا منازلنا وبرك الماء وآبار المياه والمزارع، دمّـروا الاتصالات؛ مِن أجلِ يعزلونا عن العالم ويقتلونا بصمت ولا أحد يعرف ولا يتعالج ولا يجد من يسعفه، كُـلّ مقومات الحياة مستهدفة، ماذا نسمي هذا”.

شريان الحياة هدف للعدوان:

وفي سياق متصل، امتدت غارات العدوان إلى مديرية رازح، مستهدفةً الطريق العام بسلسلة غارات مدمّـرة، أسفرت عن تدمير الطريق وإعاقة حركة السير، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، وإدخَال التموينات الغذائية، والدوائية، في ظل عدوان وحصار متواصل فاقم من معاناة الأهالي.

ما إن قرّر العدوان تكثيف جرائمه بحق المدنيين في محافظة صعدة حتى باتت الطرقات أحد الأهداف المدنية الهامة على قائمة الأولويات والإحداثيات في بنك الأهداف لدى غرف القيادة والسيطرة، في الرياض وواشنطن وأبو ظبي؛ فحولت الطرق الرئيسة المعبدة والمسفلتة إلى حفر عملاقة غائرة في الأرض، وممتدة بعرض خط السير من عرض الجبل إلى حافة الطريق، في مشهد تدميري حاقد منع مرور سيارات ودراجات الأهالي، وأخّر وصول البضائع، وإسعاف الجرحى والمرضى، وضاعف من معاناة المزارعين والتجار، وكلّ شرائح المجتمع.

يقول أحد الأهالي: “طيران العدوان استهدف المواطنين، قبل صلاة الفجر، وهم مسافرون في الخط العام آمنون ما عليهم شيء، كانوا يبيعون ويشترون، هذا عدوان لا يرضي الله ولا رسوله، هذه أشلاء المدنيين هل ترضيك يا سلمان؟! هل هذا العمل إعادة للشرعية التي تتحدثون عنها! ما هذا يا عالم! هذه إبادة للشعب اليمني”.

4 نوفمبر 2016.. العدوان يستهدف محطات الوقود ومنازل المدنيين ويفاقم المعاناة بصعدة:

وفي 4 نوفمبر من العام 2016م، ارتكب طيران العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة حرب جديدة بحق المدنيين، مستهدفاً بغاراته الوحشية المباشرة، منزل أحد المواطنين ومحطتي وقود وورشة صيانة سيارات في مناطق آل عقاب ونسرين والحمزات، بمحافظة صعدة، في جرائم حرب مكتملة الأركان، على أهداف وأعيان مدنية، محمية وفقًا للقانون الدولي الإنساني العام.

خلفت هذه الغارات دمارًا هائلًا في الممتلكات العامة والخَاصَّة، وتحولت أحياء سكنية إلى أنقاض، وتشرد العائلات من منازلها، وانتشرت حالة من الخوف والرعب بين السكان، وقد روى شهود عيان مشاهدَ مأساوية، حَيثُ شوهدت سحب الدخان تتصاعد من الأماكن المستهدفة، والألسنة النارية تلتهم كُـلّ ما يحيط بها.

يقول أحد الأهالي من وسط حفرة عملاقة مكان محطة الوقود: “هذه المحطة تم استهدافها للمرة الثانية، وإخراجها عن الخدمة، والمنزل المجاور لها والمحلات، وهذا عدو جبان متغطرس استهدف ذات المكان في منطقة بركان، وقطع الطرقات، لمنع المواطنين من أن يصلوا إلى مناطقهم، وكلّ يوم لا تشرق شمس ولا تغرب إلا وتسفك دماء الأبرياء وتدمر الممتلكات، من قبل هؤلاء المجرمين”.

مواطن آخر في منطقة أُخرى يقول: “هذه المحطة من ضمن ثلاث محطات وأكثر من خمس محطات تم استهدافها خلال أَيَّـام معدودة، وكذا الطرقات يتم التركيز عليها لمنع وصول الإمدَادات الغذائية والدوائية وإسعاف المرضى والجرحى، ومضاعفة المعاناة وإجبار المواطنين على النزوح والتشرد، ومحاولة للنيل من الصمود”.

الورشة والمنازل ومحطات البترول حَوَّلها طيران العدوان إلى كومة خراب ودمار وخسائر بالملايين، وأجبر أصحابها على النزوح والبحث عن مأوى جديد ومصدر رزق آخر.

تؤكّـد هذه الجريمة حجم الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له المدنيون وأعيانهم المدنية، فمحطات الوقود التي تستهدف تخدم المدنيين وتوفر لهم الوقود اللازم لتسيير الحياة وتحريك السيارات وبيع المنتجات الزراعية وإسعاف الجرحى والمرضى، وتوليد الطاقة، وورش الصيانة ضرورية لضمان استمرار الحياة اليومية، أما استهداف المنازل فهو جريمة لا تغتفر تستهدف أمن وسلامة الأسر.

تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني؛ ما يفاقم من معاناة المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة العدوان والحصار، ومعاناتهم من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، وتدهور الخدمات الأَسَاسية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: طیران العدوان من معاناة فی منطقة

إقرأ أيضاً:

برعاية سعودية وإماراتية .. عصابات الارتزاق تنهب تاريخ اليمن وتغتال موروثه الحضاري

يمانيون / تقرير خاص

تُعدّ قضية تهريب الآثار اليمنية وبيعها في المزادات الأوروبية من أبرز الجرائم التي طالت التراث الثقافي والتاريخي لليمن، خاصةً في ظل العدوان المستمر منذ عام 2015. تتعدد الأطراف المتورطة في هذه العمليات، بدءًا من شبكات التهريب المحلية وصولًا إلى بعض المسؤولين في حكومة المرتزقة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي.

 إحصائيات تهريب الآثار اليمنية

وفقًا للتقارير الرسمية، فقد تم تهريب أكثر من 13,000 قطعة أثرية يمنية منذ عام 1994 حتى اليوم، منها حوالي 8,000 قطعة خلال فترة العدوان السعودي الإماراتي على اليمن. تشمل هذه القطع تماثيل، مخطوطات، شواهد جنائزية، وأدوات حجرية ومعدنية تعود لحقب تاريخية مختلفة.

أحد التقارير الاستقصائية أشار إلى توثيق 4,265 قطعة أثرية تم عرضها في 16 مزادًا إلكترونيًا في ست دول غربية، منها: ( الولايات المتحدة الأمريكية: 2167 قطعة – هولندا: 972 قطعة – إسرائيل: 501 قطعة – بريطانيا: 421 قطعة – فرنسا: 135 قطعة – ألمانيا: 69 قطعة)

تُظهر هذه الإحصائيات حجم الاستهداف الممنهج للآثار اليمنية، خاصةً خلال فترة العدوان.

 دور حكومة المرتزقة والتحالف في عمليات التهريب

تُحمّل وزارة الثقافة والسياحة في صنعاء حكومة المرتزقة ومن يقفون خلفها مسؤولية تدمير المواقع الأثرية وسرقة الآثار وبيعها في المزادات العالمية. وتشير الوزارة إلى أن هناك إجراءات وتدابير تُتخذ حاليًا لاستعادة جميع القطع الأثرية اليمنية، وملاحقة ومقاضاة جميع المتورطين في جرائم سرقة الآثار وتهريبها ومحاسبتهم على مستوى الداخل والخارج.

من بين الأسماء المتورطة، وزير الإعلام في حكومة المرتزقة، معمر الإرياني، الذي وُجهت إليه اتهامات بتهريب الآثار والمخطوطات التاريخية اليمنية وبيعها في الأسواق الأوروبية.

أبرز القطع الأثرية اليمنية المعروضة في المزادات 

شاهدة جنائزية نادرة: عُرضت في مزاد بإسبانيا، تعود إلى ما بين 2100 و2800 سنة، وتُظهر رأس إنسان بعيون كبيرة وحواجب محفورة بوضوح.

مخطوطة تعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي: بيعت في مزاد سوثبيز بمبلغ 845 ألف دولار.

تمثال برونزي: يعود لفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول ميلادي، بيع في مزاد كريستيز بمبلغ 576 ألف دولار.

 التحديات والآفاق المستقبلية 

تواجه جهود استعادة الآثار اليمنية المنهوبة تحديات كبيرة، أبرزها:

تواطؤ بعض المسؤولين في حكومة المرتزقة في عمليات التهريب وارتباطهم بضعاف النفوس من مرتزقة الداخل الذين يتم استخدامهم في عمليات التهريب .

الانفلات الأمني في المناطق الواقعة تحت إدارة حكومة المرتزقة مما يسهل عمليات النهب والتهريب وكذلك قلة التنسيق مع المنظمات الدولية مثل اليونسكو لاستعادة القطع الأثرية.

مع ذلك، تواصل حكومة الإنقاذ في صنعاء  عبر الجهات المعنية جهودها في تتبع ورصد القطع الأثرية، والتنسيق مع الجهات المختصة في الدول التي تُعرض فيها هذه القطع لاستعادتها إلى الوطن.

العدوان على الآثار… عدوان على الهوية 

إنّ ما تتعرض له الآثار اليمنية من نهب وتهريب وبيع في المزادات العالمية لا يمكن فصله عن العدوان الشامل الذي يشنه تحالف العدوان على اليمن منذ عام 2015، إذ لم تقتصر أهدافه على تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وحصار الشعب اليمني، بل امتد ليطال الموروث الثقافي والحضاري العريق الذي يمثّل هوية اليمنيين وروحهم المتجذّرة في أعماق التاريخ.

لقد كشفت التحقيقات والشهادات أن عمليات تهريب الآثار اليمنية لم تكن مجرد نشاطات فردية أو تجارة غير مشروعة عابرة، بل كانت تتم بتنسيق مباشر بين قيادات نافذة في حكومة المرتزقة التابعة للتحالف وبين جهات إماراتية وسعودية، تحت غطاء “الاستثمار الثقافي” تارة و”الحفاظ على التراث” تارة أخرى، في حين أن الواقع يكشف عن مشروع ممنهج لتجريف التاريخ اليمني وسرقة رموزه.

إن هذا التواطؤ المكشوف يثبت أن استهداف التراث اليمني لم يكن عرضيًا أو ناتجًا عن فوضى الحرب، بل هو جزء من استراتيجية متعمدة تهدف إلى طمس هوية اليمن التاريخية العريقة، وتحطيم رموز حضارته التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، حضارة سبأ ومعين وحضرموت وحمير التي كانت مركزًا إشعاعيًا في الجزيرة العربية، بينما كانت مناطق دول العدوان غارقة في بداوة الصحراء.

هذه الجريمة المركبة، والتي تمثل عدوانًا ثقافيًا إلى جانب العدوان العسكري والاقتصادي، تفضح حجم الحقد الدفين الذي تحمله دول التحالف على تاريخ اليمن العريق، وسعيها المحموم إلى محو كل ما يذكّر بعظمة هذا البلد وشموخه في وجدان الشعوب.

لذلك، فإن معركة حماية الآثار اليمنية لم تعد مجرد مهمة ثقافية أو قانونية، بل باتت معركة وطنية وسيادية في وجه مشروع استعماري يسعى لمحو اليمن من ذاكرته الجمعية، وسرقة روحه الحضارية. ومن هنا، فإن الواجب الوطني والأخلاقي يحتم على الجهات الرسمية والشعبية والمنظمات الدولية تصعيد الجهود لاستعادة ما سُرق من تاريخ اليمن، وتوثيق هذه الجرائم لملاحقة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية باعتبارها جرائم ضد التراث الإنساني والحضارة العالمية.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يهددون بالرد على دول في المنطقة في حال تورطها مع إسرائيل بإستهداف اليمن
  • برعاية سعودية وإماراتية .. عصابات الارتزاق تنهب تاريخ اليمن وتغتال موروثه الحضاري
  • المشاط: أنباء سارة قريباً بشأن الطائرات الصهيونية المشاركة في العدوان على اليمن
  • بلدية خزاعة تعلنها «منطقة منكوبة» بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي لجميع المباني والبنى التحتية
  • أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة
  • شهداء وجرحى في استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة
  • غضب في كفركلا… الأهالي يحتجون على استهداف المدنيين من قبل إسرائي
  • شهداء وجرحى فلسطينيين في استمرار القصف الصهيوني على قطاع غزة
  • 10 شهداء فلسطينيين في قصف طيران العدو الصهيوني وسط مدينة غزة
  • شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مركزا للتموين في غزة