هل سقط الغرب أخلاقيا في امتحان غزة؟.. ضيفا فيصل القاسم يجيبان
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
وقال الأستاذ بجامعة السوربون الفرنسية محمد هنيد إن موقف الغرب متناسق مع موقفه الاستعماري من المنطقة العربية باعتبارها منطقة نفوذ احتلها قديما.
وأوضح هنيد أن "المشروع الصهيوني هو أوروبي بالأساس"، واعتبر شعارات حقوق الإنسان والحريات "للاستهلاك الأوروبي المحلي، ولتغطية الوجه القبيح للمشروع الصهيوني".
ووصف هذه الشعارات بأنها مساحيق تجميلية، في ظل موقف أوروبا "المفضوح والمشارك في حرب إسرائيل، وذلك على الصعد العسكرية والإعلامية والسياسية والدبلوماسية".
في الجهة المقابلة، قال النائب في البرلمان الألماني جيان عمر إن "العقلية الدموية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله هي من ذبحت شعوب المنطقة وأظهرتها بأنها تعيش في القرون الوسطى".
وأضاف جيان في معرض توضيح رأيه قائلا "لو التزم الفلسطينيون بالقرارات الدولية في القرن الماضي لكان هناك دولة فلسطينية متطورة، ولكن تم استنزاف ذلك بالحروب المتتالية"، وفق وصفه.
ويعتقد أنه "لولا مبادئ الغرب بعد الحرب العالمية الثانية لرأينا شعوب المنطقة تأكل نفسها"، مطالبا بضرورة التحلي بواقعية سياسية، والقبول بخطاب تعايش مع الغرب، والبحث عن مقومات الحياة، والتوقف عن المهاترات.
واستحضر في هذا الإطار، خوض شعوب الشرق الأوسط "رحلات الموت عبر البحر الأبيض المتوسط لكي يصلوا للغرب من أجل العيش فيه".
"أكثر من يمول إسرائيل"
بدوره، قال هنيد إن "أكثر من يمول إسرائيل بالسلاح لقتل الفلسطينيين هي ألمانيا والولايات المتحدة"، متهما جيان عمر بترديد السردية الإسرائيلية وكأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية قد بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويعتقد أن موقف أوروبا لا يمكن أن يتجاوز الموقف الأميركي، لأن واشنطن "هي العراب الحقيقي للصهيونية، ولا يمكن لأي دولة أوروبية بما فيها ألمانيا أن تتجاوز موقف الولايات المتحدة".
وشدد على ضرورة التفريق بين موقف الحكومات الغربية والنخب المرتبطة بها، وموقف الشعوب الأوروبية التي قال إنها شعوب حرة تساند القضية الفلسطينية وتدعمها.
وفي معرض التأكيد على وجهة نظره، قال هنيد إن إسرائيل لم تتوقف يوما عن بناء المستوطنات والقتل ولم تلتزم بأي قرار أممي، وإن ما تقوم به إسرائيل "استنساخ لما قامت به أوروبا من مجازر ومذابح في القارات الخمس".
ويعتقد أن الديمقراطية الأوروبية محلية وغير قابلة للتصدير، مستدلا بـ"دعم الغرب للانقلابات التي حدث في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي".
وأضاف أن "الحريات هي منطق أصيل بالمنطقة الغربية، ولكن النظام الغربي لا يمكن أن يعيش دون استئصال المنطقة العربية وتدميرها"، ونبه في هذا الإطار إلى وعد بلفور ودعم إسرائيل بالأسلحة.
موقف "صادق وداعم"
من جانبه، وصف النائب بالبرلمان الألماني الموقف الغربي بأنه "صادق مع القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعد أكثر جهة ممولة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأضاف أنه "لولا مساعدة الأوروبيين لانتهت السلطة الفلسطينية"، مضيفا أن الأوروبيين هم أكثر من يدافعون عن حل الدولتين.
وخلص إلى ضرورة "تقبل الواقع بوجود دولة إسرائيل"، معتبرا أن الدول العربية التي أقامت علاقات سلام مع إسرائيل "هي من تنعم بالأمان مثل مصر والأردن".
وأضاف أن هذا "ينسف ما يقال عن مشروع إسرائيل الكبرى"، قبل أن يقول إن "إسرائيل لو أرادت التمدد بالمنطقة لحدث ذلك منذ زمن طويل".
5/11/2024المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دلائل جديدة تكذب رواية إسرائيل حول “مجزرة المجوعين”
#سواليف
كذبت عدة مؤسسات فلسطينية وحقوقية #رواية_الاحتلال، حول #مجزرة مركز #المساعدات الإنسانية غرب مدينة #رفح، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 30 مواطنا وإصابة أكثر من 200 آخرين، بعدما حاول #جيش_الاحتلال التملص من مسئولية إطلاق النار المباشر على المدنيين العزل في تلك المنطقة، في وقت كشف تحالف محامين من أجل فلسطين في سويسرا (ASAP)، عن أهداف أمنية خطيرة للشركة الأمريكية التي تشرف على #توزيع_المساعدات في غزة.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن الاحتلال نشر “فيديو تضليلياً مُفبركاً” للتغطية على جريمته البشعة التي قتل فيها 31 مدنياً وأصاب 200 آخرين أمام مراكز توزيع ما يُسمى بـ “المساعدات الإنسانية الإسرائيلية الأمريكية” برفح، “في محاولة فجّة ومكشوفة لتبرئة نفسه من الجريمة”.
وكان جيش الاحتلال نشر مقطعاً مصوراً التُقِط بطائرة استطلاع، زاعم فيه أن مسلحين أطلقوا النار على الجموع التي كانت تبحث الطعام والمساعدات.
وأكد المكتب الإعلامي، أن توقيت نشر المقطع بعد أكثر من 15 ساعة من وقوع المجزرة، ومعالجته بوضوح لتوجيه التفسير نحو “تبرئة” الاحتلال، يؤكد أنه “جزء من حملة إعلامية مدروسة، لا علاقة لها بالحقيقة، بل تسعى لتشويه الواقع وقلب الحقائق، لافتا إلى أن ما يدعيه الاحتلال حول إطلاق نار من مسلحين محليين هو “كذب صريح يتناقض مع ما كشفته الوقائع الميدانية وشهادات الناجين من المجزرة”، موضحا أن الفيديو الذي نشره الاحتلال من شرق خان يونس وليس غرب رفح، وأضاف “هذا فضح الاحتلال أكثر مما خدمه، حيث تبيّن بوضوح أن ما جرى كان فوضى ناجمة عن افتعال عصابات معروفة بعلاقتها الأمنية مع الاحتلال، وهو من يقوم بدعمها ورعايتها وتوفير لها الحماية، أقدمت على نهب المساعدات أمام أعين الطيران الإسرائيلي، ثم أطلقت النار في الهواء لبث الرعب والتخويف.
وقال المكب الإعلامي وهو يكذب رواية الاحتلال، إن المقطع الذي نشره جيش الاحتلال اشتمل على صور تظهر توزيع أكياس طحين، رغم أن مراكز ما يُسمى بـ”المساعدات الإنسانية الإسرائيلية-الأمريكية” لا تقوم بتوزيع الطحين وقال “هذا يؤكد أن المشهد مفبرك بالكامل ويهدف إلى تضليل الرأي العام”، وأكد أن قوات الاحتلال دأبت طوال العدوان على استخدام “الفيديوهات المفبركة والمقاطع الممنتجة سلفاً لتبرير جرائمها”.
من جهته فال رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان، إن الجيش الإسرائيلي طرح خمس روايات متناقضة في محاولة فاشلة لنفي مسؤوليته عما وصفها بـ “مذبحة ويتكوف” التي وقعت قرب نقطة توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة في رفح، وأضاف في منشور على منصة “أكس” “أولاً، زعمت أنه لم يحدث شيء على الإطلاق، ثم اعترف بأن حادثة وقعت، ولكن ليس بالقرب من مركز المساعدات وليس لها علاقة بالجيش، ونشر لقطات تظهر توزيع المساعدات كالمعتاد، ثم اعترف بعد ذلك بأن جنوده أطلقوا النار، ولكن في الهواء فقط”.
وأضاف “زعمت حينها أنه لم يصب أحد بأذى”، لافتا إلى أن الطواقم الطبية أعلنت أنها استقبلت جثامين شهداء، ما يدلل على كذب رواية الاحتلال، مضيفا “وأخيرا، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو، وصف على نطاق واسع بأنه فاضح، يحاول من خلاله الإيحاء بأن مطلقي النار كانوا من مسلحي حماس”، وأضاف “في الواقع، كان التصوير من مكان مختلف تماماً، ويظهر عصابات النهب المدعومة من إسرائيل”، متهما إسرائيل بأنها “دولة مبنية على الأكاذيب”، وقال “هي تكذب بشكل طبيعي مثلما تتنفس”.
تحذيرات من الشركة الأمنية الأمريكية
وفي السياق نفسه حذر ماجد أبو سلامة، رئيس تحالف محامين من أجل فلسطين في سويسرا (ASAP)، من الأهداف الأمنية للشركة الأمريكية التي تشرف على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بالشراكة مع إسرائيل، لافتا في منشور على صفحته على “فيسبوك” إلى أن هذه الشركة الأمريكية ليس لها موظفين في غزّة أو إسرائيل، لكنها تعمل مع مؤسسة أمنية اسمها حلول الوصول الامن، وهي في طور توظيف عدد كبير من الجيش الأمريكي والمتقاعدين العسكريين المتخصصين، ورجال الأمن والاستخبارات البصرية، للعمل براتب 1000 دولار يوميا لجمع البيانات الّتي تسهل ادارة أو السيطرة على غزّة، وتأمين المساعدات في الوقت الحالي وبعقود تبدأ من ثلاث شهور الى ستة شهور وتتجدد، بقيمة 1000 دولار في اليوم الواحد.
وأضاف وهو يتحدث عن الخطط الأمنية للشركة “عند وصول الناس الى مواقع التوزيع، يتفاجأ أهل غزّة الجّوعى بكمية طائرات كواد كابتر والطائرات الأخرى، وغُرف الرّصد المُحيطة بالمكان في رفح”، بهدف دراسة الفعل وردة الفعل لدى المجتمع المُرهق عن قُرب، ورصد صور رقمية وهويات رقمية أكثر لعدد كبير من سكان غزة، لغرض معالجة هذه البيانات المرئية وتحديد هوية عناصر حماس وغيرهم من المسلحين، لافتا إلى أن كثير من موظفين هذه المؤسسة أصحاب خبرة في تحليل المعلومات الاستخباراتية البصرية والعمل في الخطوط الأمامية، وتنفيذ عمليات ميدانية أمنية في الداخل الغزاوي، وأخيرا ضمان عدم دخول أي مُسلح فلسطيني الي مواقع توزيع المساعدات.
وكشف أن تسجيل هذه المؤسسة غير مقتصر على سويسرا فقط، بل لها تسجيلين أخرين في أمريكا، وقال إنهم رفعوا مع مؤسسة أخرى قضيتين للحكومة السويسرية والمسؤولين لمُراقبة عملها وفتح تحقيق، مؤكدا وجود تعاون من مؤسسة على أعلى المستويات للتضييق على عمل المؤسسة وكشف معلومات أكثر، لحماية مؤسسات العمل الانساني التابعة للأمم المتحدة وغيرها من مؤسسات عاملة تحت الغطاء الدولي “وعدم القبول بالتعامل مع القضية الفلسطينية بهذا المنظور الصهيوني الداعم لتطهير الفلسطيني من أرضه وتسليح كُل ما هو مُمكن لقتله واذلاله”.