قصة رمز الحزب الديمقراطي الأمريكي.. الحمار الذي تحول إلى أيقونة سياسية
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وتزامنا مع تلك الانتخابات بدأ المواطنين يتساءلون عن قصة رمز الحزب الديمقراطي الأمريكي؛ لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول قصة رمز الحمار.
بداية القصة: سخرية تحولت إلى رمز
يعود أصل الحمار كرمز للحزب الديمقراطي الأمريكي إلى القرن التاسع عشر، وتحديدًا إلى حملة الانتخابات الرئاسية لعام 1828، حينما استخدم الرئيس الديمقراطي أندرو جاكسون هذا الرمز بطريقة غير مباشرة.
رغم أن أندرو جاكسون كان أول من استخدم الحمار كرمز للحزب، إلا أن الرمز لم يصبح واسع الانتشار إلا بعد مرور عقود، وذلك بفضل الرسام الكاريكاتيري الشهير توماس ناست. في سبعينيات القرن التاسع عشر، بدأ ناست باستخدام الحمار بشكل بارز في رسومه السياسية التي كان ينشرها في صحيفة "هاربرز ويكلي". كان ناست يستخدم صورة الحمار للدلالة على الحزب الديمقراطي، مما ساهم في تثبيت هذه الصورة في الوعي العام الأمريكي، وبدأ الحمار يظهر بشكل متكرر في الرسوم الكاريكاتيرية التي تُصور الخلافات والصراعات السياسية بين الحزبين الرئيسيين.
الحمار مقابل الفيل: صراع الرموزفي تلك الفترة، كان الحزب الجمهوري قد اتخذ "الفيل" كرمز له، حيث كان يُعبر عن القوة والاستقرار. وتدريجيًا، أصبحت صورة الحمار والفيل أيقونات تجسد الصراع السياسي في الولايات المتحدة، حيث ترمز إلى الاختلافات الأيديولوجية بين الحزبين. يمثل الحمار الصفات التي يتباهى بها الديمقراطيون، مثل الصمود والمرونة، فيما يرمز الفيل الجمهوري إلى القوة والمحافظة. وبهذا، أصبحت الرموز جزءًا من المشهد السياسي الأمريكي ووسيلة للتعبير عن هوية كل حزب وقيمه.
من رمز ساخر إلى أيقونة سياسيةعلى مدار السنوات، تطور الحمار من كونه رمزًا للسخرية إلى رمز للقوة الشعبية والصلابة في وجه الانتقادات. ويظهر الحمار الديمقراطي اليوم في الحملات الانتخابية والمناسبات الرسمية، حيث يفتخر الديمقراطيون برمزهم الذي يعتبرونه تمثيلًا للقيم التي يؤمنون بها. فقد أضفى التاريخ على هذا الرمز طابعًا إيجابيًا، وبات وسيلة لإظهار روح الكفاح والقدرة على التحمل لدى الحزب الديمقراطي.
ترسيخ الرمز في الثقافة السياسية الأمريكيةتحول الحمار إلى رمز ثقافي عميق الجذور، إذ أصبح جزءًا من الهوية الديمقراطية، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضًا على مستوى الثقافة السياسية العالمية، حيث أصبح يمثل الحزب الديمقراطي في وسائل الإعلام وعبر العالم. واستمرت رسومات الحمار والفيل كأداة تعبيرية قوية في الكاريكاتيرات السياسية وفي شعارات الأحزاب، مما يضفي لمسة تاريخية وأسلوبًا ساخرًا يعكس طبيعة التنافس بين الحزبين في كل انتخابات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الامريكية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الحزب الدیمقراطی إلى رمز
إقرأ أيضاً:
«أمك اشترتها».. كيف تحولت من مصطلح إلى ظاهرة سياسية؟
في مشهد غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الإعلام والإدارة الأمريكية، تحولت كلمة «أمك» من تعبير شعبي دارج إلى رد سياسي رسمي يتكرر على ألسنة المسؤوليين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مواجهة أسئلة الصحفيين.
بدأت القصة عندما وجه أحد مراسلي صحيفة «هاف بوست» سؤالا إلى المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، حول الجهة التي اختارت العاصمة المجرية بودابست لاستضافة لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني .
وجاء رد ليفيت صادما: «أمك هي من فعلت»، في سابقة أثارت دهشة الصحفيين والمتابعين.
بعد أيام قليلة، تكرر المشهد عندما سأل المراسل ذاته عن ربطة العنق التي ارتداها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، والتي بدت ألوانها قريبة من العلم الروسي خلال لقاء جمع ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ورد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية شون بارنيل بسخرية: «لأن أمك اشترتها له»،
قبل أن يستدرك قائلا إن الربطة «أمريكية وطنية» تمزج بين الأحمر والأبيض والأزرق، ألوان العلم الأمريكي.
لم يتوقف الجدل عند هذا الحد، إذ واصلت الإدارة الأمريكية السابقة النهج ذاته فقد علق مدير الاتصالات في البيت الأبيض آنذاك ستيفن تشيونج بنفس العبارة، مكررا «أمك» ردا على سؤال آخر من الصحفي ذاته.
وعندما وجهت صحيفة «إندبندنت» سؤالا للبيت الأبيض حول ما إذا كان استخدام هذا الرد مناسبا لمسؤولين رسميين، جاء رد المتحدثة باسم البيت الأبيض تايلور روجرز حاسما: «إنه أكثر من ملائم».
خلفيات إعلاميةوفق تقارير صحفية أمريكية، فإن المراسل الذي تعرض لهذه الردود الساخرة كان قد نشر في عام 2021 كتابا ناقدا للرئيس ترامب.
الواقعة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية الأمريكية.
من الشتيمة إلى السلاح السياسيتحولت الكلمة، الي رمز تهكمي و أشبه بـ«علامة لغوية سياسية» جديدة .