عمر.. صمت طفل من غزة تحول إلى صرخة في وجه العالم
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
داخل غرفة موحشة في مستشفى مهدد بالقصف، يرقد "عمر"، طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره، وقد خذلته الحياة قبل أن يعرف معناها. جسده الصغير، الذي كان يركض ويلعب يوماً، صار خريطة من الجراح، وعيناه الواسعتان اللتان كانت تبحثان عن وجه أمّه، لم تعودا قادرتين على التعبير سوى بالصمت. الأم استُشهدت، والأشقاء تناثروا، والابتسامة انسحبت بهدوء، مخلفة وراءها بكاءً مكتوماً لا يسمعه أحد.
تقرير بثّته قناة "اكسترا نيوز" نقل تفاصيل المأساة، حيث أصيب الطفل "عمر" بشظايا صاروخ إسرائيلي مزّق خيمتهم خلال تناول العشاء. والدته الحامل وشقيقاه استشهدوا على الفور، بينما نُقل عمر وحيدًا إلى المستشفى بجروح خطيرة في الرأس أدّت إلى شلل وصمت تام. ومع غياب الأدوية، ونفاد أنابيب الأوكسجين، اضطر والده لنقله في عربة بدائية بين المستشفيات وسط القصف، ممسكًا بجسده النحيل وأنبوبٍ في حلقه.
رغم كل محاولات العلاج، تدهورت حالة عمر. بدأ يفقد وزنه تدريجياً، حتى بات لا يتجاوز 10 كيلوغرامات. جسده متيبّس، لا يقوى على الحركة أو النطق، ولا يتنفس إلا من خلال فتحة في الحلق. في لحظة وعي نادرة، نطق اسم أمه ثم دخل في غيبوبة من جديد. الأطباء عاجزون، والمستشفيات تنهار واحدة تلو الأخرى، والنظام الصحي في غزة لم يعد قادرًا على إنقاذ من تبقى من الأطفال الجرحى.
قصة عمر ليست إلا واحدة من عشرات آلاف القصص التي لا تُروى، لأن في غزة لا يُسمح للأطفال حتى بالبكاء. تُنتزع منهم الحياة قبل الحلم، وتُطفأ أعينهم قبل أن ترى النور. كم "عمر" آخر سيولد في أرض تحاصَر بالرماد؟ وكم صرخة مكتومة أخرى ستبقى حبيسة داخل جسد صغير بلا دواء أو حضن أو وطن؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اكسترا نيوز عمر طفل
إقرأ أيضاً:
الصحة في غزة: عدد شهداء الحرب يتجاوز 70 ألفًا
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة الشهداء في القطاع منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 تجاوزت 70 ألف شهيد.
وأفادت الوزارة في بيان، اليوم السبت، بأن عدد القتلى ارتفع إلى 70.100، مشيرة إلى أن الحصيلة تشمل 299 جثة تمت إضافتها بعد استكمال إجراءات التوثيق من الجهات المختصة.
وأوضحت أن 354 فلسطينيا استشهدوا بنيران إسرائيلية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي بضغط أمريكي، رغم تبادل الاتهامات بين الطرفين بشأن خرق الهدنة.
ولفتت إلى أن جثتين وصلتا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ48 الماضية، إحداهما انتشلت من تحت الأنقاض، ما يعكس استمرار الوضع الإنساني الحرج رغم سريان الهدنة.
إسرائيلغزةالصحة في غزةقد يعجبك أيضاًNo stories found.