بوابة الوفد:
2025-06-09@06:35:28 GMT

«داء اليهود»

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

80% من مرضى «جوشيه» بمصر نتيجة زواج الأقارب

 

الأمراض الوراثية التى تنتقل من جيل إلى آخر تعد بمثابة الجوائح التى تصيب العالم بالرغم من ندرة حدوثها، يُعد مرض غوشيه..أو جوشيه من الأمراض النادرة نسبياً يتوارثه أفراد العائلة الواحدة، واكتشفه ووصفه لأول مرة الدكتور فيليب غوشيه عام 1882 وهو ناتج عن طفرات جينية (تغيير دائم فى الحمض النووى للجين) يتلقاها الأبناء من كلا الوالدين.

يُعرف بداء اليهود فهو شائع الحدوث بين يهود شرق آسيا وأوروبا ويسبب داء غوشيه كثيراً من الأعراض المميتة سواء للأطفال فى سن صغير جداً حتى الكبار. وأفراد العائلة المصابة الواحدة تخضع للفحص الجينى دوماً لتجنب إصابة الأجيال الجديدة بهذا المرض.. والمتسبب فى وفاة 30% من الأطفال قبل بلوغهم العام الخامس من عمرهم حسب المراجع والمقالات العلمية.. يُعرف مرض غوشيه بـ (داء غوشيه) أو(الشحام الجليكوزيل السيراميدي) فهو من الأمراض الوراثية نادرة الحدوث تعرف بأمراض التخزين الليزوزومية ويرتبط المرض والإنزيمات ارتباطاً وثيقاً؛ إذ ينتج من انخفاض مستوى إنزيم يسمى الجلوكوسيربيروسيديزمما يسبب تراكم مادة ناتجة من تكسير الدهون فى الجسم تعرف ب الجلوكوسيريبروسيد.

تتجمع خلايا غوشيه وهى خلايا بلعمية أحادية الخلية وتحتوى على الجلوكوسيربيروسيد غير نشط فى الطحال والكبد ونخاع العظم مسببه اضطراب فى وظيفة الأعضاء واختلال الهرمونات بداخلها مسببة زيادة ملحوظة فى الوزن.وبالاصح تضخم فى الجزء المصاب بجين مرض غوشيه الصبغى الجسدى المتنحى من ضمن مخاطر الإصابة أنه يؤدى إلى التعرض للكثير من الأمراض الخطيرة الأخرى مثل: تأخر النمو والبلوغ عند الأطفال.اوالإصابة بسرطان النخاع الشوكى وسرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية. الشلل الرعاش وأمراض تخص النساء والتوليد.

يوجد غوشيه فى ثلاث صور كل منها أعراض مختلفة وتسبب بكثير من الأمراض النوع الأول يسبب تضخم الكبد أو الطحال. فقر الدم (انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء)، والذى يسبب التعب والإرهاق. انخفاض مستويات الصفائح الدموية، يعرضك للإصابة بالكدمات أو النزيف والتهاب المفاصل وهشاشة العظام وانكسارها بسهولة وآلام العظام.

يعد النوع الثانى الأكثر خطورة من النوع الأول لأنه يصيب الأطفال الصغار من عمر من ثلاثة إلى ستة أشهر مستهدفاً الجهاز العصبى المركزى للأطفال المصابين بالنوع الثانى من المرض ربما يفارقون الحياة عند عمر السنتين. وتتمثل أعراضه فى تضخم الطحال، وصعوبة البلع، وعدم زيادة الوزن طبيعياً، والالتهاب الرئوى، وبطء معدل ضربات القلب، واضطراب حركة العين، ومشكلات فى الرئة ينتج عنها توقف التنفس أو انقطاعه وجمود الأطراف ونوبات تشنجية وتلف المخ.. أما النوع الثالث فيؤثر على الجهاز العصبى المركزى أيضاً مثل النوع الثانى، ولكن أعراضه تكون أكثر اعتدالاً فى الأطفال الأكبر سناً من الأطفال الرضع وحديثى الولادة.. ومن أهم أعراضه تضخم الكبد والطحال كما فى الأنواع السابقة، ولكن الأمر يزداد سوءاً. التعب الشديد وعدم القدرة على تناول الطعام أو ارتداء الملابس بمفرده. وصعوبة تحريك العينين فى اتجاهات مختلفة، ومشكلات الرئة وصعوبة التنفس تزداد. وصعوبة تحريك الأطراف، كما يحدث تقلص فى العضلات وزيادة الكدمات فى الجسم..

قلة النشاط الدماغى والقدرات العقلية سريعاً.. وتتطلب رعاية الأطفال المصابين بمرض غوشيه من النوع الثانى والثالث عناية خاصة من الأبوين ودعماً نفسياً من الأسرة، وذلك لصعوبة الأمر والمراحل التى يصل إليها المرض. وهناك أنواع أخرى متعلقة بمرض غوشيه مثل: مرض غوشيه وهو أكثر الأنواع ندرة يصيب القلب شائع الحدوث فى الأطفال يسبب تصلب شرايين القلب. وأعراضه مشكلات فى حركة العين تضخم الطحال يكون طفيفاً، ويحدث انكسار العظام بسهولة، ومشاكل فى دقات القلب.

 وهناك أيضاً مرض غوشيه القاتل قبل الولادة وهو أشد أنواع المرض خطورة، ربما يعيش الطفل بعد الولادة بضعة أيام فقط، ومن أعراض هذا النوع تورم الجلد بسبب تراكم السوائل حول الجنين، جلد جاف متقشر يسمى السماك، وتضخم الكبد والطحال، ومشاكل الدماغ الحادة.

تنوع ولكن

بالرغم من تنوع الأمراض النادرة واختلافها فى العديد من الجوانب، إلا أنها تشترك فى عدد من الخصائص، فغالباً ما تكون مزمنة وتؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، وقد تسبب العجز أو الوفاة المبكرة. وعادة ما تكون هذه الأمراض معقدة ويصعب علاجها. كما ينجم معظمها عن أسباب وراثية. غالباً ما يصعب تشخيصها. ومعظمها لا يوجد له علاج فعال أو شفاء.. وهنا تكمن الخطورة وتزداد حدتها مع تأخر الاكتشاف والتشخيص ومن ثم تأخر العلاج.. وقد يكون بعد فوات الأوان.

والأمراض النادرة قد تحدث نتيجة عوامل جينية، أو بيئية، أو الإصابة بعدوى، وغيرها.. وداء جوشيه من الأمراض المناعية النادرة.. وتكمن خطورتها فى صعوبة تشخيصه و تشابه أعراضه مع أمراض أخرى مع عدم توافر خبرة التشخيص ويجب عند ظهور تلك الأعراض عمل تحليل إنزيمى لدى المركز القومى للبحوث فقط لأنه لا يوجد معامل أخرى لهذا التحليل.. وتلك هى معضلة هذا المرض فى مصر.. والمعضلة الثانية، بحسب حديث

 الدكتورة عزة طنطاوى، أستاذة طب الأطفال وأمراض الدم والأورام للأطفال بجامعة عين شمس، ورئيسة المؤسسة العلمية المصرية للأمراض النادرة لدى الأطفال، هى أن هذا المرض لا يعالج إلا من خلال المراكز الطبية المتخصصة وعلى أيدى أطباء متخصصين، لافتة إلى أن إزالة الطحال فى حالة الإصابة بمرض جوشيه يؤدى إلى إصابة المريض بهشاشة العظام وبدرجة متوحشة.

مؤكدة أن القطاع الصحى فى مصر يشهد اهتماماً كبيراً من الدولة وخاصة الاهتمام بعلاج الأمراض النادرة.. وكذلك القطاع الخاص من خلال سانوفى ومبادرة الأمل لرعاية مرضى جوشيه فى مصر.. وهناك تعاون انطلق فى عام 1999، التزمت فيه سانوفى بتوفير العلاج لمرضى جوشيه، دون النظرإلى قدرتهم على تحمل تكاليفه. فخلال الـ 25 عاماً الماضية، لم تقتصر هذه المبادرة على تقديم العلاج لمرضى الأمراض النادرة فى مصر، بل ساهمت أيضاً بشكل كبير فى تعزيز الفهم وإدارة مرض جوشيه فى جميع أنحاء البلاد.

وللآن تواصل المبادرة دعم المرضى بالأمراض النادرة، حيث يتلقى أكثر من 30% من المرضى العلاج منذ أكثر من 20 عاماً. وخلال هذه الفترة قدمت سانوفى من خلال Foundation S ما يزيد على 400,000 جرعة علاج منقذة للحياة. وقد أسهم هذا الالتزام المستمر من جميع الشركاء، بما فى ذلك الأطباء المحليين والدوليين فى هذه التخصص، فى دعم التشخيص المبكر للأطفال حديثى الولادة، وتوفير العلاج المناسب، وتحسين إدارة مرض جوشيه.

خلال هذه الفترة لم تقتصر نجاحات البرنامج على مرض جوشيه فقط، فقد قدم برنامج سانوفى الإنسانى للأمراض النادرة من خلال Foundation S مساعدات لعدد إضافى من المرضى المصابين بأمراض نادرة أخرى فى مصر مثل مرض بومبى، ومرض فابرى، ونقص إنزيم حمض السفينجوميلينيز (ASMD)، ما ساهم فى اتساع نطاق الرعاية الإنسانية ليشمل أكثر من 67,685 جرعة.

 وأشارت د.عزة إلى ما شهدته خلال مسيرتها المهنية، فالأطفال الذين تم تشخيصهم بمرض جوشيه يكبرون ليعيشوا حياة طبيعية وصحية بفضل الوعى والدعم الذى وفره برنامج الأمل ولم ينقذ هذا البرنامج حياتهم فحسب، بل منحهم أيضاً الأمل والفرصة للنمو وتحقيق إمكاناتهم وأحلامهم.

الذكرى الخامسة والعشرون لمبادرة جوشيه التى يحتفل بها حالياً ليست فقط للنجاح فى الماضى، بل خطوة أخرى نحو مستقبل ملىء بالابتكار والرعاية الإنسانية. وبينما تنظر سانوفى ومنظمة «هوب» إلى المستقبل، فإنهما سيظلان ملتزمين بتحسين حياة مرضى المصابين بالأمراض النادرة فى مصر وخارجها.   

الدكتور علاء حامد، الرئيس الدولى للخدمات الطبية للأمراض النادرة فى سانوفى، أكد أهمية التعاون المستمر، وأن سانوفى ملتزمة بشكل عميق بدعم مرضى الأمراض النادرة من خلال برامج مثل مبادرة جوشيه، التى غيرت حياة الكثيرين، وعززت خبرة الأطباء المحليين.

من جانبها وقعت وزارة الصحة والسكان منذ عامين مذكرة تفاهم مع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، ومشروع الأمل، ومؤسسة الناس للناس لتعزيز التعاون فى تلبية جميع الاحتياجات الصحية لمرضى جوشيه فى مصر من خلال برامج التبرعات الدوائية والتثقيف الصحى للمرضى.. وتهدف تلك المذكرة توفير خدمات صحية ذات جودة عالية من خلال إشراف وزارة الصحة على مرافق وبرامج الصحة العامة التى تلبى جميع الاحتياجات الصحية.. وفى هذا الصدد أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أن المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية سيوفر الرعاية الطبية اليومية لمرضى جوشيه المسجلين فى برامج جوشيه بمراكز علاج جوشيه من خلال العلاج بالإنزيم التعويضى، ووزن المرضى كل ستة أشهر لحساب كميات العلاج ومراجعة المرضى الذين يتم اختيارهم فى اجتماعات لجنة الخبراء نصف السنوية.

وأشار «عبدالغفار» إلى أن مشروع الأمل يدعم برنامج جوشيه لعلاج المرضى المسجلين فى البرنامج، إلى جانب مساعدة الأطباء المصريين فى تقديم التشخيص والعلاج الجيد للمرضى من خلال الأنشطة الصحية التعليمية المتخصصة، مع تسهيل الاستعانة بالخبراء أعضاء اللجان الطبية المحلية.

 وتبقى كلمة

فى احتفالية أقيمت بمناسبة مرور ٢٥ عاماً على رعاية مبادرة الأمل لمرضى جوشيه فى مصر وحقوقهم... اختلف الأطباء فى العدد الإجمالى لمرضى جوشيه بمصر ما بين عشرات المرضى والمئات.. وهذا الاختلاف والتباين فى أعداد المرضى هو أهم عائق لمحاربة المرض وعلاجه...

 

فى النهاية.. الحياه لا تخلو من الأمراض سواء المعدية أو الوراثية، ولكننا نستطيع أن نتغلب عليها جميعًا. إذا كان فى عائلتك أمراض وراثية تعرفها ينبغى لك الكشف المبكر لمعرفة إن كنت حاملاً للمرض وكيف يمكن تجنب مضاعفات قد تحدث بسببه فى المستقبل؟! لحمايتك أنت ونسلك من بعدك.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمراض الوراثية جوشيه الحمض النووي الأمراض النادرة من الأمراض من خلال فى مصر

إقرأ أيضاً:

الرعاية الصحية: استمرار صرف أدوية الأمراض المزمنة وإجراء جلسات الغسيل الكلوي خلال عيد الأضحى

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، عن استمرار صرف أدوية الأمراض المزمنة وإجراء جلسات الغسيل الكلوي خلال فترة الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك، وذلك ضمن جهود الهيئة المتواصلة لضمان استمرارية تقديم الخدمات الطبية للمنتفعين بجودة وكفاءة عالية في جميع الأوقات.

وأكد الدكتور أحمد السبكي أن خطة الطوارئ التي تم تفعيلها بـ 307 منشأة تابعة للهيئة بمحافظات تطبيق التأمين الصحي الشامل الست (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، السويس، أسوان)، تستهدف تعزيز الجاهزية والاستعداد الكامل للتعامل مع أي طارئ أو ظرف صحي استثنائي، من خلال عدد من المحاور التي تضمن تقديم خدمات صحية آمنة ومتكاملة للمواطنين.

وأوضح رئيس الهيئة، أن هناك أرصدة كافية من أدوية الأمراض المزمنة متوفرة بجميع وحدات ومراكز صحة الأسرة التابعة للهيئة، بما يضمن انتظام حصول المرضى على أدويتهم دون تأخير أو انقطاع، مشيرًا إلى أن هناك فرق طبية متنقلة تنفذ حملات "طرق الأبواب" لتوصيل الأدوية للمواطنين غير القادرين على التوجه إلى أقرب وحدة أو مركز لطب الأسرة للحصول على العلاج.

ولفت الدكتور أحمد السبكي إلى انتظام جلسات الغسيل الكلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وفقًا للجداول المنظمة، مع توافر الكوادر الطبية والتمريضية والمستلزمات الضرورية، بما يعكس جاهزية الهيئة لتقديم خدمات الرعاية الحرجة على مدار الساعة.

وفي السياق ذاته، أكد رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية توافر المخزون الاستراتيجي من الأمصال ومضادات السموم بكافة المنشآت الصحية التابعة للهيئة، دعمًا لخدمات الاستجابة العاجلة بأقسام الطوارئ، بالإضافة إلى استمرار عمل وحدات ومراكز طب الأسرة على مدار 12ساعة من خلال نظام النوبتجيات صباحًا ومساءًا لتقديم خدمات الرعاية الأولية خلال أيام العيد.

وأشار السبكي إلى المتابعة الميدانية المكثفة التي تنفذها فرق الطوارئ والإشراف التابعة للهيئة، بالإضافة إلى انعقاد غرف العمليات والطوارئ بمقرات الهيئة وفروعها بالمحافظات على مدار الساعة، وذلك لضمان سرعة الاستجابة لأي موقف طارئ أو احتياج صحي مفاجئ، فضلًا عن الدفع بفرق طبية ميدانية لتقديم الفحوصات الطبية العاجلة والخدمات العلاجية في أماكن التجمعات والساحات بالمحافظات الست.

واختتم الدكتور أحمد السبكي بالتأكيد على حرص الهيئة على نشر رسائل توعوية مكثفة، وذلك عبر منصاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، للتوعية بنمط الحياة الصحي والتغذية السليمة خلال عيد الأضحى المبارك، بما يسهم في تعزيز الوقاية المجتمعية وتحقيق أهداف الهيئة في الرعاية المتكاملة بشقيها الوقائي والعلاجي.

مقالات مشابهة

  • صحة أسيوط تكثف حملات مكافحة الحشرات خلال أيام عيد الأضحى
  • باحثون في نيويورك أبوظبي يطورون أداة لتشخيص الأمراض بسرعة وبتكلفة منخفضة
  • الرعاية الصحية: استمرار صرف أدوية الأمراض المزمنة وجلسات الغسيل الكلوي خلال العيد
  • الرعاية الصحية: استمرار صرف أدوية الأمراض المزمنة وإجراء جلسات الغسيل الكلوي خلال عيد الأضحى
  • استمرار صرف الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة في 4 عيادات بالمنيا
  • التعليم العالي تقدم إرشادات لمرضى الأمراض المزمنة بشأن لحوم عيد الأضحى
  • العيون والإفلاج الكبريتية قيمة استثمارية مضافة في السياحة العلاجية
  • تحذير من “تهديد متزايد” يستهدف اليهود والإسرائيليين في أمريكا
  • نشطاء الاحتلال يصفون بيرس مورغان بـالخطر على اليهود.. اعتبرها تهديدا
  • البيت الأبيض: الاجتماع مع الصينيين بشأن التجارة سيعقد خلال 7 أيام