الورشة يناقش الأغنية الكوميدية من إسماعيل ياسين حتى اليوم
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
(الجزيرة)
ووفقا للممثل والمؤلف اللبناني جورج خبار، فإن الأغنية الكوميدية عبارة عن قصة تتناول موضوعا معينا سواء كان وطنيا أو رومانسيا أو حتى كوميديا سوداء، مؤكدا أن مؤلف هذا النوع من الأغاني لا بد وأن يمتلك حسا موسيقيا.
وقال أحمد أمين إن هذا النوع من الأغاني ما زال يجد صدى عند الناس رغم تراجعه، مشيرا إلى أنها بدأت في عشرينيات القرن الماضي في إطار المونولوج الذي لم يلتزم بالتراجيدية التي تسيطر على المسرح الكلاسيكي.
وتتميز الأغنية الكوميدية بالسرعة وخفة الدم وسهولة إيصال الفكرة، لذلك فهي مختلفة عن التقليدية ولا تحتاج مطربا للقيام بها بدليل أن كثيرين ممن قدموا المونولوجات تحولوا إلى التمثيل لاحقا وفي مقدمتهم الممثل المصري إسماعيل ياسين.
وبسبب نجاح هذا النوع من الأغاني، فقد تحولت إلى جزء أصيل من السينما لفترة طويلة وخصوصا منتصف القرن الماضي حتى أن الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب قام بتلحين أحد أعمال المونولوجست محمود شكوكو.
ولا يشترط المونولوج الكوميدي وجود مجموعة عمل ولكنه يقوم على شخص واحد، وقد تطور هذا الفن لاحقا إلى الأغنية الكوميدية المتحررة من الموضوعات التي تسيطر على الأغنية العادية.
انتقاد ساخرواشتهرت الأغنية الكوميدية منذ زمن بانتقاد أحوال المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسلوك الأفراد أيضا. وقد عرف التاريخ أسماء كبيرة في هذا اللون الغنائي مثل أبو السعود الإبياري وفتحي قورة وحسين الإمام ومنير مراد وغيرهم.
ويرى المشاركون في الحلقة أن مؤلف الأغنية الكوميدية لا بد وأن يمتلك القدرة على قول الكثير في جمل قصيرة. كما أعربوا عن اعتقادهم بأن أغنية "النكتة" لا تموت سريعا كما يعتقد البعض.
ومن وجهة نظر المشاركين، فقد دخل هذا النوع من الأغاني في كافة تفاصيل الحياة بما في ذلك التربية والحب والحزن، وأصبحت تحقق ردات فعل كبيرة خصوصا لو كان لحنها قويا.
وعن طريقة كتابة هذه الأغنيات، قال الممثل العراقي أثير كشكول إن الأغنية الكوميدية ليست شعرا ولكنها قصة مكتوبة بطريقة موزونة بحيث تعبر عن موضوع قد لا يُسمح بتقديمه في فيلم أو مسلسل لأسباب قد تكون سياسية مثلا.
كما قال الممثل الكوميدي العراقي أوس فاضل إن الإسكتش الفني أصبح طريقة دارجة لتقديم قضية محددة بطريقة مضحكة، وفي وقت قصير.
ورغم انتهاء المونولوج كفن، فإن الأغنية الكوميدية التي احتلت مكانه لا تزال قائمة وقوية خصوصا عندما ترتبط بالإعلانات وتترات الأفلام والمسلسلات التي نجح بعضها بسبب قوة الأغنية وليس العمل نفسه، كما يقول أمين.
7/11/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
«الرواشين» نموذج لفن العمارة السعودية الخشبية في المدينة المنورة
يحكي الإرث المديني روح وفن العمارة السعودية، فعلى جدران البيوت القديمة ونوافذها تتجلى ملامح الماضي التليد، وروعة الحاضر الذي يعبر عن اعتزاز المملكة بموروثها العمراني الأصيل.
وتُبرز بعض مباني المدينة المنورة، سواءً القديمة أو الحديثة، فن العمارة السعودية من خلال "الرواشين"، وهي نوافذ أو شرفات بارزة مصنوعة من الخشب، تُستخدم لتغطية الفتحات الخارجية للمنازل، وتُعد من أبرز الخصائص المعمارية التقليدية في المملكة.
وتعود صناعة الرواشين إلى أواخر القرن السادس الهجري، وكان الهدف منها تخفيف درجات الحرارة، إذ تعتمد على تصميم يسمح بمرور الهواء إلى داخل المنزل، مما يساعد على تلطيف الأجواء.
وتنقسم الرواشين إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول: "المسمّط"، وهو على هيئة تلبيسة خشبية تمتد من أعلى المنزل حتى أساسه وبابه الأرضي، ويحتوي في إطاره على نوافذ ذات أشكال مستطيلة أو قوسية، تُملأ بمصبعات حديدية منقوشة، ويتميّز هذا الطراز بخلوه من النقوش البارزة، أما النوع الثاني فهو "البارز"، ويتميّز بزخارف ونقوش هندسية أكثر تعقيدًا، ويُستخدم غالبًا فوق مداخل المنازل ليضفي جمالًا بصريًا، ويتكون من وحدات خشبية متصلة تغطي السطح العلوي بالكامل، أو تظهر وحداتٍ عمودية منفصلة في كل طابق، تتخللها زخارف عمودية، وتُزيَّن عادةً بتفاصيل تشبه التاج أو مظلة مجوفة أعلى المنزل، فيما يكون النوع الثالث "روشان بشرفة"، ويتكون من أجزاء منفصلة تتجمع لتشكل بروزًا يُعرف بـ"الشرفة" أو "البلكونة"، وتختلف تقسيماته وستائره وفتحاته بحسب التصميم، ويتضمن وجود ساتر أو مظلة مائلة أو مستوية، وتتنوع أحجامه وأشكاله بحسب كل منزل.
وتتميز الرواشين باستخداماتها المتعددة؛ فهي تسمح بدخول ضوء الشمس، وتُعد جزءًا من أثاث المنزل، وعنصرًا أساسيًا في نظام التهوية، وامتدادًا للغرف باتجاه الشارع، فضلًا عن دورها في التحكم في زاوية الرؤية، وشدة الإضاءة، وتدفق الهواء وسرعته، وعادةً ما تكون مصحوبة بـ"دكة" خارجية، وهي مقاعد حجرية أو طوبية ملتصقة بجدار البيت، لا يتجاوز ارتفاعها 60 سم، ويجلس عليها كبار السن وأفراد الأسرة، فيما تعلوها الرواشين.
وتتنوع ألوان الرواشين بين الخشبي والبني بدرجاته، والأخضر، وتبرز فيها مهارات النجارين من خلال التفاصيل الدقيقة للمشغولات الخشبية، كالأجزاء المتشابكة ومصارع النوافذ التي تتكون من ستائر شبكية صغيرة.
وتحتوي الرواشين على "المشربيات"، وهي الجزء البارز من الروشن، وتُستخدم لتبريد المنزل، وسُمّيت بذلك نسبة إلى جِرار الماء الصغيرة (الشُربَة) أو الأوعية الفخارية التي كانت توضع فيها لتبريد الماء، أو لتلطيف الهواء بفضل عملية التبخر. فعند دخول الهواء الجاف عبر فتحات الروشن ومروره بالماء، يتحول إلى نسمات باردة، وهو من أساليب العمارة الإسلامية الذكية في التعامل مع المناخ.
يُذكر أن خريطة العمارة السعودية تضم 19 طرازًا معماريًا، يعكس كلٌّ منها الخصائص الجغرافية والطبيعية والثقافية لمناطق المملكة، وتجمع هذه الطُرز بين الأصالة والحداثة، بما يُسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز جاذبية المدن، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
المدينة المنورةأخبار السعوديةالرواشينالعمارة السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.