إسماعيل الشيخ يكتب: مصر تصنع السلام.. والعالم يصغي في شرم الشيخ
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
في شرم الشيخ تتجه انظار العالم اليوم حيث تعقد قمة السلام على أرض مصر أرض الحضارة والعزة والشموخ تلك الارض التي علمت الدنيا معنى الكرامة وصوتها حين ينادي بالحق تهتز له القلوب وتنحني له الجبال مصر التي لا تعرف الانكسار ولا تعرف الحياد حين يتعلق الامر بحياة الشعوب ودماء الابرياء
تعود مصر من جديد لتقود مشهد السلام العالمي لتؤكد ان دورها لم يكن يوما غائبا وان قيادتها السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي باتت حجر الزاوية في بناء عالم اكثر امنا واستقرارا فها هي شرم الشيخ تحتضن رؤساء العالم وزعماءه وتفتح ذراعيها كما كانت دوما واحة للحوار وملاذا للعقل في زمن ضج بالجنون
مصر التي واجهت الارهاب بصدور ابنائها وصنعت من المحنة مجدا ومن الدم نصرا تعرف تماما قيمة السلام وتدرك ان الكلمة احيانا اقوى من الرصاصة وان القلم حين يكتب من اجل الانسانية يغير مجرى التاريخ
قال الشاعر
اذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
وهكذا كانت مصر دوما نجمة السماء التي لا تغيب
يا ارض الكنانة يا نبض العروبة يا من علمت الاجيال ان الحق لا يموت وان القوة ليست في السلاح بل في الارادة وفي الايمان بالوطن
من قلب شرم الشيخ اليوم يتجسد مشهد مهيب حين يجلس قادة العالم تحت راية السلام التي رفعتها مصر لتقول للعالم اجمع ان اليد التي تبني لا يمكن ان تهدم وان الامة التي تقود بالحب والعدل لا تعرف سوى طريق النور
سلام مصر ليس ضعفا بل عزة نابعة من ثقة في النفس ومن تاريخ كتب بمداد البطولة على جدران المجد منذ الاف السنين
قال المتنبي
واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام
وهكذا مصر نفس كبيرة وجسد صلب وارادة لا تلين
تحية لمصر التي جمعت الاضداد في مجلس واحد
تحية لقائدها الذي جعل من صوتها منارة للعدل والسلام
تحية لارض السلام التي لا تزال تحفظ للعالم درسه الازلي
ان لا بقاء لامة لا تعرف طريق السلام ولا مجد لوطن لا يصون كرامة الانسان
في شرم الشيخ كتب التاريخ سطرا جديدا يقول ان مصر كانت وما زالت وستظل قلب العالم النابض بالسلام والشموخ
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شرم الشيخ قمة السلام مصر أرض الحضارة شرم الشیخ لا تعرف
إقرأ أيضاً:
عادل نصار يكتب: ماذا بعد قمة شرم الشيخ للسلام؟
فخرٌ ممزوجٌ بسعادةٍ، وفرحةٌ مليئةٌ بالآمال.. هكذا وجدتني أشعر في قمة شرم الشيخ للسلام، تلك القمة التي جمعت أهم دول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب رؤساء دولٍ أوروبية وملوكٍ عرب، لتُعلن إسدال الستار على أكبر مأساةٍ عرفها البشر على الإطلاق في قطاع غزة.
واختُتمت قمة شرم الشيخ للسلام التي استضافتها مصر بمشاركة قادة ورؤساء من مختلف دول العالم، وسط آمالٍ واسعة بأن تمهّد هذه القمة الطريق نحو إنهاء الحرب في غزة، وفتح أفقٍ جديد لتسويةٍ شاملةٍ للقضية الفلسطينية، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: ماذا بعد قمة شرم الشيخ؟.
لحظة تاريخية في مسار الشرق الأوسطالقمة التي جاءت بمبادرةٍ مصريةٍ أمريكيةٍ مثّلت منعطفًا سياسيًا مهمًا في المشهد الإقليمي، حيث استطاعت القاهرة إعادة ملف السلام إلى طاولة المجتمع الدولي بعد شهورٍ من التصعيد العسكري في غزة، وتزايد الكارثة الإنسانية التي أثارت قلق العالم بأسره، فقد شكّلت القمة منصةً لتوحيد المواقف، وتأكيد أن لا استقرار في المنطقة دون حلٍ عادلٍ ودائمٍ للقضية الفلسطينية.
مخرجات القمة ورسائلهامن أبرز مخرجات القمة التأكيدُ على ضرورة وقف إطلاق النار بشكلٍ دائم، وفتح الممرات الإنسانية لإغاثة المدنيين، إلى جانب دعم الجهود الرامية لإعادة إعمار غزة، كما شدّد القادة المشاركون على أهمية استئناف المفاوضات السياسية على أساس حل الدولتين بما يضمن إقامة دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ عاصمتها القدس الشرقية، كما وجّهت القمة رسائلَ واضحةً إلى المجتمع الدولي بضرورة تحمّل مسؤولياته تجاه حماية الشعب الفلسطيني، وعدم السماح باستمرار دوّامة العنف التي تُجهض أيَّ مساعٍ لتحقيق السلام العادل والشامل.
الدور المصري المحوريأظهرت القمة مجددًا الدورَ المصريَّ المحوريَّ في إدارة ملفات المنطقة، إذ تحركت القاهرة على أكثر من مسار، بدءًا من الجهود السياسية والدبلوماسية، مرورًا بتنسيق المساعدات الإنسانية، وصولًا إلى العمل مع الأطراف الدولية والإقليمية لإحياء مسار التهدئة.
ولم تكن قمة شرم الشيخ للسلام مجرد لقاءٍ دبلوماسيٍّ عابر، بل جاءت كرسالةِ أملٍ وسط دخان الحرب ولهيب الأزمات، إذ تمحورت أهدافها حول وقف نزيف الدم في غزة وإعادة رسم ملامح السلام في الشرق الأوسط، ومن رحم هذا الحدث الدولي الكبير بزغت إشراقةٌ جديدةٌ تحمل ملامح مستقبلٍ يمكن البناء عليه كبدايةٍ لمسارٍ دائمٍ نحو سلامٍ شاملٍ وحلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية التي طال انتظارها.
وفي خلفية هذا المشهد المليء بالتحديات، يبرز الحراك الدبلوماسي المصري كأحد أهم محركات التوازن في المنطقة، حيث تخوض القاهرة منذ أكثر من عامين معارك سياسية دقيقة على جبهات متعددة، مدفوعةً بإيمانها بأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على تحقيق السلام لا في إشعال الحروب، وقد تمكنت بالفعل من إحداث تحوّلٍ لافتٍ في الموقف الأمريكي، بعد أن كانت واشنطن تراهن طويلًا على منطق القوة والحلول العسكرية، لتجد في الرؤية المصرية بوصلةً جديدةً تفتح الباب أمام نهجٍ أكثر عقلانيةً وإنسانيةً في التعامل مع قضايا المنطقة، وتبرز مصر اليوم كجسرٍ للحوار بين جميع الأطراف، بما تمتلكه من علاقاتٍ متوازنةٍ ومصداقيةٍ دوليةٍ تؤهلها لقيادة جهود التسوية.
التحديات أمام تنفيذ مخرجات القمةورغم الأجواء الإيجابية التي أعقبت القمة، فإن الطريق إلى السلام لا يزال مليئًا بالتحديات، أبرزها الموقف الإسرائيلي المتشدّد، والانقسام الفلسطيني الداخلي، إلى جانب غياب رؤيةٍ موحّدةٍ للمجتمع الدولي حول آلية تنفيذ الاتفاقات، واستمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة يفرض ضغوطًا متزايدةً على الأطراف كافة لتسريع الخطوات العملية على الأرض.
آفاق المرحلة المقبلةفي المرحلة المقبلة، ستعمل القاهرة وشركاؤها على تحويل مخرجات القمة إلى خطةِ عملٍ واقعيةٍ من خلال تشكيل لجان متابعةٍ ومواصلة الاتصالات الدبلوماسية مع الأطراف المعنية، ويرى مراقبون أن الأسابيع القادمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام الأطراف بتعهداتها، ولقدرة القوى الكبرى على دفع عملية السلام من مرحلة الأقوال إلى الأفعال.
قمة شرم الشيخ ليست نهاية المطاف، بل بداية لمسارٍ طويلٍ نحو إعادة بناء الثقة وإحياء الأمل في مستقبلٍ أكثر استقرارًا للمنطقة، فإذا ما تحوّلت التعهدات إلى خطواتٍ ملموسة، فقد تكون شرم الشيخ قد فتحت بالفعل نافذةً جديدةً للسلام، أما إذا بقيت الوعود حبرًا على ورق، فإن دوّامة الصراع ستعود لتلتهم أحلام الشعوب مجددًا.
في نهاية المشهد، تبدو قمة شرم الشيخ للسلام كنبضةِ أملٍ وسط ضجيج الحرب، ورسالةِ تذكيرٍ بأن السياسة لا تزال قادرةً على إنقاذ ما تبقّى من إنسانيتنا، فربما لا تُغيّر القمم مسار التاريخ في يومٍ واحد، لكنها تُشعل شرارةً يمكن أن تُبدّد عتمة الحروب إذا وُجد من يحميها من رياح المصالح.
واليوم، يقف الشرق الأوسط على مفترق طريقين: طريقٍ يُعيده إلى دائرة الدم والدمار، وآخر يقوده نحو سلامٍ طال انتظاره، وبين هذين الطريقين، تبقى العيون تتجه إلى شرم الشيخ، حيث كُتب فصلٌ جديدٌ من فصول الأمل في أن تُثمر الكلمات يومًا عن واقعٍ يُنهي الألم ويمنح الغد معنى جديدًا.